أم الخير
๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
- التسجيل
- 20 مارس 2011
- رقم العضوية
- 13442
- المشاركات
- 4,969
- مستوى التفاعل
- 689
- الجنس
- الإقامة
- أرض الله الواسعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وسئل فضيلته : عن الجمع بين قول الله تعالى : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } وقوله : { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } .
فأجاب قائلًا : الجمع بينهما أن الله تعالى يخبر في بعض الآيات بأن الأمر بيده ويخبر في بعض الآيات أن الأمر راجع إلى المكلف ، والجمع بين هذه النصوص أن يقال: إن للمكلف إرادة واختيارًا وقدرة ، وإن خالق هذه الإرادة والاختيار والقدرة هو الله - عز وجل - فلا يكون للمخلوق إرادة إلا بمشيئة الله - عز وجل - وقد قال الله - تعالى - مبينًا الجمع بين هذه النصوص : { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ولكن متى يشاء الله - تعالى - أن يهدي الإنسان أو أن يضله؟
هذا هو ما جاء في قوله تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فسنيسره للعسرى } واقرأ قوله : - تعالى - : { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } تجد أن سبب ضلال العبد من نفسه فهو السبب ، والله -تعالى - يخلق عند ذلك فيه إرادة للسوء لأنه هو يريد السوء ، وأما من أراد الخير وسعى في الخير وحرص عليه فإن الله - تعالى -ييسره لليسرى ، ولما « حدث النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أصحابه : بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعدة من النار قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على الكتاب وندع العمل؟
قال: "لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ثم قرأ هذه الآية { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } إلخ » .
واعلم يا أخي أنه لا يمكن أن يوجد في كلام الله أو فيما صح عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تناقض أبدًا ، فإذا قرأت نصين ظاهرهما التناقض فأعد النظر مرة أخرى ، فسيتبين لك الأمر ، فإن لم تعلم فالواجب عليك التوقف وأن تكل الأمر إلى عالمه والله بكل شيء عليم.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين المجلد الحادي عشر/ القضاء والقدر/ الفتوى (202)