• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

” تَبعثرتّ الأوراقْ فِي لندنّ “

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
إلى اللقاء في الحلقة 15
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة الخامسة عشر

ملاحظة :هذه الحلقة لاتصلح للقلوب الضعيفة






ذهبت الى المستشفى بخطى تحمل الالاف من علامات الاستفهام وام شما تنتظرني في المستشفى وانا متاكد بعدم وجود اي شي لان الزراعة نجحت ... واحتمال يريد الدكتور توضيح بعض الامور قبل السفر.. حتى وصلت الغرفة المطلة على شارع الميلبورن . دخل الدكتور والممرضة والمترجمة . بدات نبضات قلبي تزداد وشعرت ببرودة في جسمي لان الدكتور لايطلب المترجمة الا في الاشياء المهمه لتوثيق الاجراءات وعيني تناظر الدكتور ثم قال !!!!!!

رجع المرض ......... رجع المرض ...... ضارباً بعرض الحائط جميع المشاعر !! ماذا يقول الدكتور لم استوعب ماذا قال فردت المترجمة رجع المرض !!! يا لها من طامة او فاجعة او مصيبة او او او ...
ماذا اقول لنفسي هل اعزيها او ماذا اقول للعصافير (بناتي) اللاتي احكمنا اغلاق الحقائب او ماذا اقول للعائلة في الامارات او ماذا اقول لصاحب الشقة ,, ماذا اقول لأصحابي الذين ينتظروني في الامارات,, ماذا اقول لمخدتي في ابوظبي (تبعثرت الاوراق في لندن ) وتبعثرنا جميعاً معها ..

واكمل الدكتور حديثة وانا انظر لام شما نظره عطف وهي منكسرة واللون الاحمر يغمر مقلتيها... تبعثرت كل السبل ، تبعثرت كل المشاعر , تبعثر كل شي , تبعثرة كل الاستراتيجيات الموضوعة، تبعثرت الاحلام التي عشناها، تبعثرت اللحظات الجميلة..... ضاع الامل في رجعتك واقبل الياس واشوف حلمي مات قدام عيني ..
لماذا رجع المرض يا دكتور ؟ وجميع المرضى الذين كانوا في المستشفى خرجوا بصحة. قال الدكتور : اثناء علاج الكيماوي لم تصل المناعة الى الصفر وكانت نسبته 2% في الدم لأنها اخذت جرعات كبيرة في الامارات ولم يستجب جسمها للعلاج في لندن لأنه عمل مناعة من الكيماوي ولذلك رجع المرض .. ولكن قلت يا دكتور نجحت الزراعة . قال نعم نجحت واشتغل النخاع الجديد وتغيرت فصيلة الدم ولكن نسبة 2% هيه التي طغت .. حتى انتشرت في الجسم يا له من مرضاً خبيث والحل يا دكتور ؟
لديكم خيارين فقط لا ثالث لهم "لان الانجليز عندهم الصرامة" !!!! قلت في نفسي الله يستر

الاول : ان ترجع معكم الى الامارات وتموت خلال اشهر معدودة.. وهي تسمع !!!

الثاني: ان نعيد الزراعة ولكن بكميات مكثفة من الكيماوي واحتمال لا تقدر عليها ومدة العلاج لا تقل عن سنة !!!

يـــــــــــــــــــــــــــــــاه !!!! انا جالس احزم الحقائب وهذا يقولي سنة !! تصور انته راجع الى ارض الوطن من رحلة سياحية ويقولون لك طيارتك تأخرت "يوم واحد فقط" "يوم واحد فقط" ماذا سوف تقول .. والدكتور يقول اقل شيء سنة .
خرج الدكتور قائلاً انتظر منكم الرد في اسرع وقت ممكن.. كي يتسنى لي البدء في الاجراءات المطلوبة ... يا لها من خيبة امل .
عندما خرج الدكتور والممرضة والمترجمة انهمرت ام شما بالبكاء وبحرقة لم اراها بهذا الحال .. وليس لي حول ولا قوة وانا انظر من تلك النافذة اصارع عبراتي ..
و اشاهد الاطفال على شارع الميلبورن وهم عائدين من المدرسة ويلعبون بالشنط فرحين. ونحن اظلمت علينا كل السبل . وتبعثرت كل الاحاسيس . كانت ام شما تبكي بحرقة . فقلت لها هل خفتي من الموت ؟ قالت لا والله لم اخاف من الموت ولا العلاج ولكن لااقدر على فراقكم وسوف ارجع معكم واموت في وطني ولا اريد ان افارقكم لحظة لا اريد العلاج لا اريد العلاج خلاص برجع الامارات برجع الامارات . وانا بدونكم لا اسوى شيء .. في تلك اللحظة يجب ان اتخذ قرار فوري . انتظرتها حتى هدأت والعبرة تغمرها .... فقلت القرار الذي اعتبره اقوى قرار في حياتي لإنقاذ نفس من الموت.. (سوف نبقى معكي لأخر لحظة) . قلتها بعبرة في صدري . وانا على يقين سوف يكلفني هذا القرار الكثير من المتاعب .. قالت كيف والبنات سوف تبتدئ دراستهم بعد بضع ايام وهي تبكي ..فقلت انا بتصرف.. وللعلم ليس لدي اي تصرف ولا اي حيله (دعها للخالق) ويجب ان اتحمل قراري لان الموضوع فيه حياه او موت لا ثالث لهم حتى ولو طافت سنة دراسية عن البنات (ليس لهم ذنب ادري) ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
خرجت من عندها بعد ان هدأت واعطيتها الثقة وذكرتها بالله عز وجل وبعض الكلمات التشجيعية ثم ذهبت الى الدكتور "بوتر" وتحدثت معه عن المرحلة الثانية من العلاج ثم وقعت على الاوراق.. بان المستشفى لا يتحمل اي مسؤوليه اثناء فترة العلاج.
خرجت من المستشفى مهموم متعب اجر خطاي عائداً الى الشقة وقد حل الظلام ولا ادري هل حل الظلام !! ام اظلمت الدنيا علي .. واتاني شوق وحنين للوطن يا لها من ايام عصيبة علي (قدر الله و ما شاء فعل) . وانا امشي اتصل اخي راشد والذي يكبرني بسنه واحدة قائلاً الشرطة يردونك وانا معك, بخصوص الارض الاتي اشتريناها .. فقلت ان شاء الله .. (ما هذا اليوم) . حتى وصلت الى الشقة والى الان لا اعرف اي طريق سلكت في ذلك اليوم .. دخلت باب الشقة متجها الى الصالة الصغيرة فرأيت الشغالة (سلياتي) والتي في الخمسينيات من العمر تبكي !!! فقلت ما يبكيكي ؟ فقالت امي مريضة في اندونيسيا على فراش الموت ويجب ان اسافر في اسرع وقت ممكن !!! يا الاهي ما هذا اليوم .. وقانون الفيزا البريطاني يجب ان تكون الخادمة على كفالتك سنة كاملة كي تحصل على الفيزا البريطانية..... ام شما في المستشفى والبنات في الشقة ..يجب ان تكون معنا الخادمة .... ثم انتقلت الى الصالة فرأيت العصافير يشاهدون التلفاز ماذا اقول لهم ؟؟؟؟؟ هل اقول رجع المرض او سنبقى سنة في لندن ...
تجمعت المشاكل في ذلك اليوم . رجوع المرض , مقابلة الشرطة في ابوظبي , سفر الشغالة , البحث عن مدرسة للبنات , والفيزا على وشك الانتهاء واذا انتهت الفيزا وخرجت من بريطانيا سوف يختم موظف الجوازات حرمان سنة !!!!!
ماهذي المعادلة المعقدة .. ولا اتوقع أينشتاين (Einstein) يحلها . وهو احد علما الفيزيا . مايحلها الا علام الغيوب.
والله ثم والله ثم والله اتتني ضيقة في صدري لم اذق في حياتي مثلها ولن اذوق مثلها مرة اخرى. واذا دخلت الجنة سأجزم بان هذه اليوم محى جميع ذنوبي
القيت نفسي على السرير بملابسي حتى صباح اليوم الثاني

(((((((((((((( تبعثرت الاوراق في لندن ))))))))))))))

اعتذر للمشاهدين عن هذه الحلقة المتعبة والتي اخذت منى جهد كبير في كتابتها لأني عشت الحدث مرة اخرى...
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة السادسة عشر


سبتمبر 2008 : بدا الطقس بالبرودة وعاد السواح الى وطنهم حاملين معهم الهدايا والصور التذكارية كما تعود العصافير الى اوكارها... وانا اقول في نفسي ..ننتظركم السنة القادمة.. وكلي شوق وحنين للوطن استسلمت لجميع الظروف، واجبرت نفسي على هذا الوضع متظاهراً امام زوجتي بالفرح والسرور كي لاتتاثر او تتحسس ..
بدأت رحلت العذاب اقصد العلاج مرة اخرى ويجب علي تخطي جميع الصعاب وان ابحث عن حل لجميع العواقب التي امر بها في تلك الفترة .. ويجب ان ابحث عن مدرسة للبنات .... كانت ايام البحث متعبة جدا. لم اترك مكان حتى المكتب الثقافي في القنصلية .. تبعثرت الاوراق وتاهت السفينة خائنتاً ربانها وحتى الان لم ينقشع الضباب.. وبعد البحث والذي استمرا قرابة 15 يوما وجدت اكاديمية الملك "فهد" الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة في منطقة "ايست اكتون" شكرا للمملكة السعودية حكومتاً وشعباَ على هذا الصرح في قلب العاصمة العجوز... والتي تبعد عن الشقة قرابة 40 دقيقة بالاندرجراوند وهذه المنطقة فيها جاليات سعودية ويتملكون الفلل هناك. ذهبت الى المدرسة والتقيت بالسيدة "بيان"كانت محترمة جدا وحاولت ان تساعدني وقالت يجب على البنات اجتياز اختبار اللغة الانجليزية.
تم تسليم جميع الاوراق المطلوبة والشهادات المدرسية التي ارسلها اخي "ثاني" من الامارات عن طريق البريد الإلكتروني وتم تحديد يوم للامتحان . ثم دعونا الى اليوم المفتوح قبل دخول شهر رمضان المبارك.. رجعت الى المستشفى ولدي بصيص من الامل في قبول البنات ولقد اخبرت السيدة "بيان" بإن امهم في المستشفى .
جاء اليوم المفتوح .. ولقد ذهبت ومعي ام شما والبنات في باص رقم 7 من شارع الاجول رود لان الاندرجراوند تحت الارض ويمكن ان يسبب لها نوع من الاختناقات ... لمشاهدة مدرسة البنات واخذنا في الباص قرابة ساعة وربع الساعة للوصول .. والتقت بالسيدة "بيان" ودار الحديث بينهم مما ترتب علية جو من الألفة .وبحمد الله تم قبول البنات وبشرط ان تدخل "شما" البنت الاكبر لغة انجليزية ...
هل علينا هلال شهر رمضان المبارك في 2008 وزاد الحنين للوطن في تلك الاجواء الرمضانية ...
اتصل بي صديقي "محمد المهيري" وقال سوف يأتي احد اصدقائي ويدعا "بدران السويدي" .الله يخليك خل بالك عليه... تقابلت معه في فندق الهيلتون متروبول الذي يقع في الاجول رود (شارع العرب) وقال لي عندي عملية في القلب لابني الصغير وسوف امكث قرابة شهر في لندن ثم انتقل الى شقة "الوست اند كي" وهي خلف الفندق وقمت بنقل الحقائب معه ...جلس في الشقة قرابة اسبوع ثم انتقل الى شقة احد اصدقائه وهي قريبة من الاكسفورد استريت .. كنا نتقابل في المسجد الكبير الذي بجانب الرجنت بارك في شارع البارك رود. وهو قريب من الشقة لصلاة التراويح كي نعيش الاجواء الرمضانية كنا نصلي في الساحة الخارجية للمسجد وفي بعض الاحيان يكون الجو ممطراً قمة في الخشوع في تلك الاجواء الرائعه . وبعدها نذهب الى الاجول رود (شارع العرب) مشياً على الاقدام لتناول الشوارمة اللذيذ في مطعم فتوش عند تلك العجوز اللبنانيه المبتسمة على الكاشير.. وبعدها ارجع الى البيت ... جلس معي بدران طوال شهر رمضان حتى عاد الى أرض الوطن سالماً ..



لم يتبقى عن انتهاء الفيزا البريطانيه الا بضعت ايام والتجديد في لندن معقد جداً ويجب العودة الى ارض الوطن في اسرع وقت ممكن و(سلياتي) الخادمة معنا لانها تريد السفر الى بلدها . تم حجز التذاكر من مكتب طيران الاتحاد في منطقة "الهمرسمنث" بتاريخ 23 رمضان ..
عدنا الى ارض الوطن بعد توديع ام شما... وقلنا لها 4 ايام وسوف نكون عندك . وهي وحيده في لندن .. وصلنا الى ارض الوطن.. وهي المهمة التي يجب ان ننجزها خلال 4 ايام .. ولقد قام اخي "راشد" مشكوراً بعمل فيزا لخادمة البيت والتي على اسمه "عائشة" وهي كبيرة في السن ومنذو 12 سنة وهي معنا.. قمنا بتخليص الاجراءات من السفارة البريطانيه واخذ فيزا الخمس سنوات.. وهي حتى الان لم تنتهي .. وايضاً تم تخليص اجراءات الشرطة بخصوص الارض .. سلمت على كل اهلي واصدقائي وعشت 4 ايام الاجواء الرمضانية ... قالت لي والدتي لماذا لا تعيد معنا ؟ فقالت كيف يا امي هل لنا عيد.. فبكت ...... ودعت وطني واهلي وامي التي ضمتني انا والبنات وهي تبكي وتقول الله يحفظكم ويعينكم على البلاء الذي حل بكم سائلتاً الله لكم التوفيق وشفاء ام شما..
راجعاً الى لندن انا والبنات و"عائشة" التي كان في خاطرها ان تسلم على ام شما لانها كانت تحبها .
وعند دخول مطار هيثرو في لندن سالتني موظفة الجوازات البريطانية التي من اصل هندي وهي ثاني اكبر جالية في بريطانيا بعد الجالية الباكستانية . لماذا انته هنا ؟.. مرافق علاج لزوجتي .. هل هذه اول زيارة لك ؟ بعدها لم اتمالك اعصابي من هذه المهزلة والتي يمارسها الغرب للعرب لوضعهم جمع الدول العربية في سلة واحدة وهذه سلة ( الهجرة ) ...
ثم انفجرت فيها قائلاً هل تضنين انني سوف اعمل في بريطانيا في المطاعم ذو الاكلات السرعة او ساعمل بنظام "البارت تايم" 2 باوند في الساعة وماذا تضنين !! وهي تنظر الي مستغربة !! انا من دولة الامارات العربية المتحدة ولا يشرفني ان اعمل في بريطانيا مهما كان الاجر . بصراحة لا اعلم ماذا قلت ولماذا قلت هذا الكلام ثم ابتسمت وهي قائلة هون عليك هذه الأسئلة روتينية لكل مسافر ونظام الهجرة في بريطانيا يطلب هذه الأسئلة .
وعندما ابلغت احد اصحابي لاحقا بموضوع المطار فقال (احمد ربك مارجعوك) من المطار.... فلم إلقي بالاً للموضوع ... الحمد لله على قبول البنات في المدرسة وعاده الشغالة معنا بفضل الله انحلت بعض الامور.
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة السابعة عشر


موادع :- الاسم الذي استخدمة في اغلب مواقع الانترنت والمنتديات . عندما ازف الرحيل الى مدينة الاسكندرية لدراسة البكالوريس وهي منحه دراسية من مقر عملي بتاريخ 2 فبراير /2002 على طيران الخليج من ابوظبي .كانت الرحلة الساعة 12 ظهراً وانا في المطار من الساعة العاشرة صباحا بعد ماودعت زوجتي وبناتي شما وميرة وكانت آمنة في بطن اهما انذاك .. بصراحة كان الوداع صعب.. وبعد دخولي صالة المسافرين قال موظف الطيران بان الطائرة تأخرت لعطل فني وسوف تقلع في تمام الساعة 4 مساءً ... بعد ذلك الوداع المؤلم اضطريت للرجوع الى المنزل.. وعند دخولي فرحن بناتي بلقائي فقالت زوجتي ما الذي أتى بك فقلت تأخرت الطائرة فقالت سوف تذيقنا مرارة الوداع مرة اخرى وبالفعل ذقنا مرارة الوداع ...ذهبت الى المطار قبل الوقت المحدد لطائرة وبعدها اكتشفت بان الطائرة تاخرت الى الساعة 1 بعد منتصف الليل.. فطررت الى الرجوع الى المنزل مرة اخرى مما جعلها تبكي عندما راتني وكان نفس الفلم (معود على الصدمات قلبي) كان الوداع صعب جدا..اقلعت الطائرة في تمام الساعة 1 بعد منتصف الليل متجهه الى مدينة الاسكندرية وصلنا قرابة الساعة 4 فجراً وبعد الانتها من اجراءات المطار خرجت الى الساحة الخارجية للمطار فجراً بذلك الجنز والقميص الازرق الفاتح . كان الجو باردا جدا في شهر فبراير والهدوء يملى المكان وانا اقول في نفس في ذلك الشتاء القارص "موادع ديرتي موادع اهلي موادع كل شي" .. وكيف ساعيش 4 سنوات في الغربة ... كان ينتظرني احد اصدقائي يدعى "خالد" وعندما تاخرت الطائرة ذهب عني !!!! وكان في انتظاري ايضا الربان "وحيد" والذي تعرفت عليه اثناء دورة في العلوم البحرية عام 1998 ومدتها 6 اشهر، وهو الذي أتى بالقبول الجامعي لي. وعندما وجدته فرحت في ذلك البرد القارص وقال لي" إيه يبني تفتكر نفسك في الامارات جاي بقميص نص كوم في دا البرد". لن انسى فضله ووقوفه معي في تلك اللحظة. ثم ذهبنا الى فندق الشيراتون المنتزة، في تمام الساعة الخامسة صباحاً. وكان الفندق ممتلئ لوجود مؤتمر طبي في أمراض القلب في تلك الفترة. وبعد المحاولات والضغوطات من قبله "لأنه ضابط" تم الموافقة بمبيتي ليوم واحد فقط على أن أخلي الغرفة في اليوم التالي. وبعد دخول الغرفة قال لي سوف أمرعليك الساعة الثامنة صباحاَ لنذهب إلى الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وسوف أجدد لك الغرفة ل5 أيام. وبالفعل في اليوم التالي أتى بخطاب من الاكاديمية للفندق بأني ضيف عندهم، والفندق لا يريد قطع علاقاتة مع الاكاديمية لكثرة الزوار، وهذه قصة ......موادع......جلست 15 يوم وحيداً في الاسكندرية، فكرت بالرجوع الى الامارات واحضار سيارة صغيرة كي يتسنى لي التنقل في مصر بأريحيه ويسر.قصة السيارة في مصر!بعد تجهيز السيارة بالعفش وبعض الحاجيات التي كانت غير موجودة في 2002 مثل حليب ابو قوس والرز البسمتي..... انطلقت بعد صلاة الفجر بسيارة الفلكسويجن بولو صغيرة الحجم مع محمد الأخ الأوسط لأم شما، كي يتناوب معي قيادة السيارة. كانت نقطة الانطلاق ابوظبي والنقطة المقصودة الاسكندرية والمسافة تقريباً 3000 كم، وسوف يكون السفر شاق ومتعب. حتى وصلنا الى الحدود الاماراتية السعودية والحمد لله كانت معاملتهم راقية ولم يجبروني بانزال العفش لانه لو انزلوة لن استطيع ترتيبة مره أخرى.توجهنا بعد ذلك الى جده وهو الطريق الذي أوصى به أحد أصدقائي من اسكندرية، فكان طريق سهل والحمد لله. وصلنا قرابة الساعة 12 ليلاً الى مدينة جدة. دخلت الى مكتب الشحن في جدة لشحن السيارة بالباخرة الى مصر. وكانت المفاجأة بان الشحن من جدة الى مصر 4 أيام سفر في البحر الاحمر، ويجب ان أكون يوم الاحد في الجامعة، ما هو الحل ؟! فقال موظف مكتب الشحن، وكان مصري الجنسية، الحل بأن تذهب إلى "ضبا" والمسافة 900 كم، والطريق موحش بالليل ولا انصح بهذا الحل. 900 كيلو الى "ضبا" نظرت الى محمد نظرة استعطاف، حيث لم ننم منذو 17 ساعة. لا بديل عن هذا الحل توكلنا على الله.وصاحب المكتب ينظر الينا وهو يقول " السكة وحشة" ربنا معاكم. انطلقنا بتلك السيارة الصغيرة، وهي محملة على الأخر. وعندما غادرنا مشارف جدة كانت الساعة 1:30 ليلا، وكلما بعدنا زاد الطريق وحشة، وصبح الطريق شارع واحد فقط. ما هذا الطريق المظلم. أوصانا المصري بأن لا ندع أي محطة وقود إلا تفول فيها. وبعد مرور ما يقارب 300 كم في ذلك الطريق الموحش أوشك البنزين على النفاذ، وانا ومحمد في هدوء تام من التعب . والحد لله وجدنا محطة وقود مغلقة. فنزلت فيها انظر يميناَ ويساراً، حتى وجدت غرفة مغلقة فطرقت الباب فخرج لي هندي قائلاً ماذا تريد فقلت وقود. كان الوقت قارب على أذان الفجر. تقريبا 24 ساعة من غير نوم. وصلنا الطريق بعد صلاة الفجر حتى مينا "ضبا" فختمنا الجوازات ودخلنا ميناء "ضبا" في الساعة 9 صباحاً.كان موعد إنطلاق الباخرة "باخرة السلام" والتي غرقت مؤخراً الساعة 11 صباحاً. ولظروف الحجاج تم تأخيرها الى الساعة 12 ليلا، وللاسف لا يوجد مطعم في المينا . ولولا "البثيثة" التى ارسلتها والدتي معي .. وهي أكلة اماراتية من العجوة وطحين البر.. كانت تستخدم في السابق للسفر الطويل. خذنا قيلولة بين النائم والصاحي، بصراحة كانت الرحلة متعبة بمعنى الكلمة. دخلنا الى الباخرة في تمام الساعة 10 ليلا، كان بحوزتنا تذاكر vip غرف خاصة لشخصين مع تذاكر السيارة ايضاً، أخذناها من ذلك الشاب المصري، وعندما دخلنا الباخرة أخذنا إلى غرفة فيها 4 أشخاص، فقلنا لهم تذاكرنا vip. فقال العامل إذا تدفع 160 جنيه سوف انقلكم الى غرفة مستقلة. بصراحة نصب في نصب، غضب محمد وقال لا تدفع لهم شئ، ومن التعب والبهدلة دفعت المبلغ. واتوقع هذا سبب غرق الباخرة مؤخراً، لأن الأمانة ضيعت. دخلت الغرفة في حدود الساعة 11 ليلاً وموعد وصول الباخرة الى ميناء "سفاجا" في مصر حدود الساعة 7 صباحاً. أذكر اني لم أنم في حياتي بهذه الطريقة حتى خيوط الفجر ، فضل محمد صاحياً ولم ينم إلا سويعات قليلة بسبب الموج العالي ، ولحسن الحظ كانت لنا توصية من ميناء "سفاجا" من قبل أحد القباطنة البحريين في الاسكندرية، وله صديق هناك كان نائب مدير الميناء. كان في قمة التواضع والاخلاق. أخذنا من الباخرة .. وكان ممنوع الخروج من الباخرة حتى يتم ختم الجوازات. ذهبنا الى مكتبة مع تقديم وجبة الافطار لنا. وقام النائب بتخليص جميع اجراءات الجمرك .. خرجنا من الميناء "سفاجا" في تمام الساعة 11 صباحاً... بارك الله في ذلك القبطان على ما قدمة لنا. وفي طريقنا مررنا بالقرب من عدت مناطق الغردقة ..السويس... القاهرة... حتى وصلنا الى الاسكندرية في تمام الساعة 6 مساءً. وسوف اوصي أبنائي وأبناء ابنائي بعدم الذهاب أو السفر بالسيارة.وبعد ذلك أرجعت السيارة إلى الامارات عن طريق مكتب شحن. واشتريت سيارة ملاكي الاسكندرية، وهي الوسيلة الأفضل في مصر.نعود الى لندن هذا البلد الجميل

.
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة الثامنة عشر

نعود الى لندن

مع ذلك العجوز الذي كان يسكن في السرداب تحت الشقة التي اسكن فيها .في لندن اغلب المباني يكون فيها دور تحت الارض وهو مفضل لديهم ليقيهم البرد القارص في الشتاء. كان ذلك العجوز في السبعينيات من العمر،بشعره الأبيض وإبتسامته المشرقة التي ارها دوما على وجهه.. كان في قمه من الإحترام ،كانت تسكن معه تلك العجوز التي تشبه (السيدة ملعقة) يعرفها جيل السبعينيات لووول ... كان يسالني دوماً ما حال زوجتك، ويبادلني السلام وقت العصيرة وهو جاراً كلبة الصغير الابيض ذاهباً الى الرجنت بارك خلف الشقة .. وفي احدى المرات وجدت ورقة من تحت الباب مكتوب عليها (نطه نفس نطة رجل الفيل الرجاء الهدوء) .. عرفت بان البنات أحدثاً صوت عالياً، مما ترتب عليه ازعاج الجار . رأيته في اليوم التالي وتأسفت عن ذلك الصوت هو يقول مش انا هاذي my girl friend""وانا افتكرها زوجتة وطلعت صديقته "السيدة ملعقة" كانت شريرة ويكرهها "بوعلي" والبنات . هوعكسها تماماً، واعتذر عما بدر منها، مع ان بناتي هن المزعجات ويقفزن من فوق الكرسي في تلك الصالة الصغيرة . رأيته مرة من المرات حزيناً؟! فقلت له، مش على العادة ما بك ؟ فقال مات الكلب . فقلت بعده شباب فقال انها انثاء عجوز ! انا شفتة صغير في الحجم اتحسبه بعده شباب .واشترت له تلك العجوز كلاباً آخر. أعجبني في ذلك الرجل (تقول واحد من شيبانا) ياخذ إعلومك كلها يوم يشوفك.. بعكس بقيت الإنجليز لما تسلم عليهم يفكرك بتشحت من عنده ..واعطيه كتاب يدعوا للإسلام اشتريتة من المكتبة الاسلامة في مسجد الرجنت قبل الرجوع الى الامارات، وقال هذا الذي كنت ابحث عنه . اتمنى بانه اسلم .
بدأت المدرسة، وكنا نخرج من البيت قرابة السابعة صباحا متجهين انا والبنات الى محطة البيكر استريت والحقائب على ظهورهن . والاندرجراوند بالمجان لمن دون 14 سنة . كنا نستقل القطار باللون الرمادي "جبلي لين" من محطة البيكر استريت والمتجه الى محطة الباوند استريت وهي في منتصف الاكسفورد استريت وهو من اهم شوارع لندن ويوجد فيه قرابة 548 متجراً ..... أسس شارع الاكسفورد في سنة 1875م ويبلغ طولة 2.4 كم وهو يربط بين الشرق والغرب حتى تقاطع الاكسفورد مع الاجول رود عند الماربل ارش ذلك النصب التذكاري والقريب من شارع البارك لين . كانت سمعة شارع الاكسفورد قديما سيئة حيث كان ينقل السجناء عبره لتنفيذ حكم الإعدام بالمشنقة . والأن أصبح من أهم شوارع لندن،حيث يعج بالباصات الحمراء التي تزين شوارعة ، وسيارات الأجرة ذات اللون الأسود ، حيث تمنع السيارات الخاصة من المرور في هذا الشارع . وأنا أنصح السائح بأن يبدأ يومه بالمرور على هذا الشارع مع شرب فنجان من القهوة أو في شارع الأجور رود في إحدى المطاعم العربية لتناول وجبة الافطار الحمص باللحمة أو الفلافل والفول . ويقع متجر السيلفريجز في الاكسفورد استريت وهو عبارة عن خمس أدوار وفيه الماركات العالمية، والمطاعم. ويوجد في الدور الخامس مطعم سوف تراى فيه بعض الشخصيات المرموقة. وأذكر مرة من المرات تقابلت مع مشرفنا القطري (العمدة) مقابل السيلفرج وتناولت معة القهوة في الكوفي المقابل للسيلفرج. ويوجد متجر البريمارك باسعارة الزهيده وإقبال الناس علية بكثرة. وسوف تراى الماركات العالمية منتشرة في ذلك الشارع ...وفيه فنادق الكمبرلاند ذو الردهة الفنية والتي تحمل جميع خصائص صالات مانهاتن بصورها المنحوتة واغلب نزلائة العرب الخليجيين حيث يكون في استقبالهم مجموعة من الموظفين الذين يتحدثون العربية كما تحتوي الغرفة على قوائم عربية وقنوات عربية والصحف العربية (لندن غير). وعلى بعد عدة أمتار يمكن مشاهدة واحدة من أهم معالم لندن وأكثرها شهرة "الهايد بارك" ويوجد فيها ركن المحادثة " سبيك كورنر" ليعبر الناس عن أفكارهم وقناعاتهم وحرية التعبير (كلها شتائم) وذلك في كل يوم أحد. ويوجد بها حديقة كنسينغتون وهي تابعه للهايد بارك ... وسوف تراى مئات الناس كل يوم ،في الحديقة وشارع الاكسفورد الذي يوجد فيه اكثر من محطة اندرجراوند . محطة الماربل ارش , البوند استريت , الاكسفورد سيركس. واذا انحنيت يميناُ عند محطة الاكسفورد سيركس سوف تراى شارع الرجنت المعروف بشارع الماركات وفيه محل هاملز، و متجر"ابل". واذا استمريت الى اخر الشارع سوف تراى ساحة البيكاديلي بلوحاتها الاعلامية المميزة، وهو المكان الوحيد الذي يسمح فيه بوضع اللوحات الاعلامية بستثناء الاجول رود. ومنطقة البيكاديلي من المناطق الساهرة بالليل وسوف ترى السكارى بجميع انواعهم وأنصح العوائل بعدم الذهاب ليلاً الى هذه المنطقة، وممكن الوصول الى الصين عبر شارع الاكسفورد وهو الحي الصيني "سوهو" وفية مطاعم صينية والحانات ومنتجات صينية وبالليل يعتبر مكان غير آمن. ومكتوب على اللوحات بالصيني...
ثم نقوم بتغيير القطار الرمادي الى القطار الاحمر "سنترال" من محطة البوند استريت ثم ينطلق القطار مروراً بعدة محطات، ماربل ارش , لنكسترجيت, كوينزوي,نوتينق هيل قيت, هولند بارك, شبربوش وفيها ذلك السوق الشعبي المعروف بالباعة الهنود والباكستانين ويوجد متجر الوستفيلد الذي تم افتتاحة في 2009 وفية بعض الماركات المعروفة.. ثم محطة وايت ستي وفيها مبنى CNN وسبق لي زيارتها. ثم محطتنا النهائية (ايست اكتون) ثم نخرج من المحطة مشياً على الاقدام قرابة 500 متر حتى أصل الى بوابة أكاديمية الملك فهد . يكون القطار في الذهاب شبه خالي وفي الرجعة يكون ممتلىء عن بكرة أبيه.. أظل واقف طوال الرحلة حتى محطة الاكسفورد سيركس وأقوم بتغيير القطار الى القطار البني "متروبوليتون" والمتجة الى محطة الرجنت بارك وهي قريبة من مستشفى "لندن كلينك" .....مرتان في اليوم على هذا الحال في الصباح والظهيره كان الموضوع متعب وممتع في بعض الاحيان ......
لم اترك مكان في لندن إلا وزرته حتى سوق مايسماء بعبدة الشياطين "كمندن تون" الذي ذهبت له عن طريق باص 27 من شارع الميرلبورن
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة التاسعة عشر


عاد "بوعلي" الى لندن مرة اخرى.... فرحنا بقدومة مما يسرعلينا بعض الامور وخلق نوع من المرح... وقررنا انا و"بوعلي" الاشترك في صالة رياضية "GYM" لممارسة رياضة كمال الاجسام وبعد البحث وجدنا صالة رياضية بالقرب من الشقة خلف محطة الوقود التي في شارع الميرلبورن كان مستوى الجيم ممتاز ويوجد به مسبح وجاكوزي وسونا وصالة كمال اجسام وهو عبارة عن دورين .. كان استقبالهم لنا ممتاز ومن شروط الاشتراك يجب ان يكون لديك حساب بنكي والدفع عن طريق البنك بالخصم مباشرتا بعد توقيعك على العقد وحتى ولو انقطعت عن التمرين سوف يخصم من حسابك (نصب في نصب) ووافقنا على الشروط .. اشتركنا لمدة 3 شهور و كانت اول دفعة كاش 69 باوند .. تمرنا في ذلك الجيم الجميل وفي رابع يوم قررنا القفز في المسبح وبالفعل قفزنا مع الكابتن "بوعلي" واذا بذلك الرجل النحيف يشير الينا.. فقلت ما بك ؟ فقال ممنوع النزول في المسبح من غير غطاء الراس.. فقال "بوعلي" ماذا يقول ؟ فقلت هي بناء نخرج فقال "بوعلي" ما هذا التعقيد وكان يصف الشعب البريطاني بالمعقد وبصراحة توجد بعض التعقيدات في الإجراءات الحكومية .. كان ذلك الشهر سريعا .. وعندما حاولنا الدخول بعد شهر لم يفتح الباب بذلك الكارت الإلكتروني .. وفتحت مسئولة الجيم لنا الباب مبتسمة قائلة انتهاء الاشتراك فقلت لها سوف ندفع الان فقالت فقط عن طريق البنك فقلت المبلغ موجود فقالت شروط النادي !!! نظرت الى "بوعلي" وهو متضايقاً قائلاً لم اراء تعقيدا بهذا الشكل ......!!!
ذهبنا الى البنك "باركليز" في شارع البيكر استريت بجانب البريد.. والذي يبعد عني فقط 5 دقائق سيرا على الاقدام . دخلت البنك فقلت اريد ان افتح حساب بنكي. فسألني موظف الاستقبال هل جوازك معك ؟ فقلت لا... لان الجواز يكون في الملحقية العسكرية للمرافقين فقال يجب ان تحضر الجواز . ذهبت الى الملحقية العسكرية في "غلاستر رود" واخذت الجواز. وذهبت في اليوم التالي الى البنك فأعطيت الموظف الجواز. وقال لي اريد عنوانك فقلت عنواني في الجلنتورث استريت فقال لا اريد عنوان مكتوب او فاتورة كهرباء مكتوب فيها عنوانك .. وانا ليس لدي عقد مع صاحب الشقة والماء والكهرباء علية .. فحاولت بكل الطرق حتى ايقنت بان العنوان ضروري في بريطانيا .. خرجت من البنك بخيبة امل متجه الى الشقة وفي طريقي لمحت بنك HSBC وهو وفي زاوية مبنى محطة البيكر استريت . دخلت البنك واخذت رقم الانتظار حتى جاء دوري عند تلك المرأة في الخمسينيات من العمر وعندما اعطيتها الجواز تبسمت وقالت انته من ابوظبي؟ فقلت نعم . قالت انا اشتغلت في دبي فترة من الزمن ثم ذهبت الى لندن للحصول على الجنسية البريطانية.. وهي من الجنسية الايرانية .فسألتني عن العنوان فقلت 20 خطوة عن البنك.. فقالت لا يجب ان يكون العنوان مكتوب.. فحاولت ان تساعدني بكل الطرق فقالت اعطني ما يثبت عنوانك في ابوظبي فأخرجت رخصة القيادة وللأسف لم اجد اي عنوان مكتوب عليها ... خيبة امل اخرى .تأسفت لي قائلتا كان بودي ان اخدمك ..
ثم ذهبت الى بنك Halifax في شارع الاجول رود "شارع العرب" وهو مقابل سمر فيلد وهي من الجمعيات المعروفة في لندن دخلت الى موظف الاستقبال فقال لي ضع اوراقك في الصندوق وسوف نرد عليك خلال مدة اقصاها اسبوعين ...!!!!!
حتى اليوم لم يصلني اي رد .. انتهت كل الآمال في فتح حساب بنكي في لندن .. رجعت للجيم مرة اخرى ورفضوا دخولي . تعقيد في تعقيد وهذا هو حال الغريب (من طلع من دارة قل مقداره) لندن جميلة ولكن لا تدخل في الاجراءات الحكومة ..
كان الشيف "بوعلي" يعد لنا الفول بطريقتة الخاصة في وقت المساء عندما ينامن البنات . يحضر علب الفول ثم يضعها في المغلاة حتى تسخن ثم يهرسها وقبل ان يخرج الفول من المغلاة ينثر عليه الثوم والبصل والطماط . ثم ناكل الفول مع الخبز اللبناني والكولا بالجيري (كرز) وانا انصبح به كل من زار لندن .
وصل "عبدالله" وهو الاخ الاصغر ل "سعيد" الذي كان في بدايات لندن .. كان مرافق ل "بوعلي" لان المتبرع يعتبر مريض ويجب ان يكون معه مرافق .. اصبح الجو شبابي في تلك الفترة .. كان يجلس "عبدالله" وقت المساء في الكوفي الذي على زاوية شارع البارك رود مقابل مسجد الرجنت عند سعد الاسكندراني . كان سعد في العشرينيات من العمر ....... دخل سعد الى لندن عن طريق فيزا "ترانزيت" وكان يتقاضى 2 باوند في الساعة عند العراقي صاحب الكوفي . كان يسكن سعد في منطقة شبربوش الشعبية وهي بعيدة عن مقر عملة . ويذهب في وقت متاخر من الليل عن طريق الباص مع تغيير اكثر من محطة . وسوف تجدون بعض الباصات مكتوب عليها حرف N وهي الباصات الليلية .
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة العشرون


كان العلاج مكثف ومتعب جداً ..لان دخل في منحدر آخر وهو..الجرعات الكبيره من السم القاتل (الكيماوي) . عانت في حياتها وهي تبلغ من العمر 26 سنة في ريعان شبابها ذاقت كل انواع العلاج وكل انوع الحقن وكل انواع الفراق ...كانت تبكي كثيراً من الالم وتضحك قليلاً في بعض الاحيان وهي صابرة محتسبة عن الله. واذكر مرة من المرات من قوة الجرعة دخلت في غرفة العناية المركزه . كانت ترى المرضى يودعون المستشفى عائدين الى بلدهم.. وهي تنتظر دورها للرجوع معهم... عشرة شهور في الغربة ولم ترى النور حتى الان.. وهي تنتظر مصيرها لاتعرف في اي ميناء سترسو ... كانت قيمة الغرفة في مستشفى "لندن كلينيك" في اليوم الواحد 1200 باوند غير الادوية وزيارات الدكتور والممرضة وقيمة الباوند انذاك سبع دراهم يعني اضرب في سبعة وسوفى ترى قيمة اليوم... شكرا لحكومة الامارات على هذا الدعم للعلاج .... ويقع مستشفى "لندن كلينيك" على شارع الميرلبورن وشارع الهارلي استريت واغلب المكاتب الصحية في هذا الشارع "هارلي استريت" وهو متفرع من الاسكفورد خلف محلات "جون لويس"
.. انتهت الفيزا عن ام شما ويجب تجديدها في لندن... ذهبت الى القنصلية لتجديد الفيزا وهي قريبة من كلية امبريال .. في الطرف الاخر للهايد بارك . التقيت مع موظف القنصلية وقال مطلوب الجواز وصورة شخصية وخطاب من الدكتور و فواتير العلاج . ذهبت بعدها الى الملحقية العسكرية مشيا على الاقدام وهي تعتبر قريبة من القنصلية.. فطلبت فواتير العلاج والجواز.. اعطوني الجواز وطلب مني العودة بعد يوم كي يوفر لي فواتير العلاج . عدت في اليوم التالي واعطوني فواتير العلاج لثلاث شهور . وانا امشي جالس احسب الفواتير.. تقريبا 30 فاتورة.. ماسك هاتفي النوكيا N82 انذالك.. وانا احسب . حتى وصل الحساب فوق المليون درهم!! دخلت القنصلية ولم انتهي من الحسابات . مبالغ باهظة تدفع من قبل الحكومات.. بعدها بثلاثة ايام اتصلبي موظف القنصلية وقال الفواتير لاتكفي يجب احضار فواتير ستة شهور . قمة في التعقيد .وبعد ان احضرت بقية الفواتير ذهبت الى مكتب البريد مع "خالد" من دبي الذي تعرفت علية في كرسي الانتظار داخل القنصلية . كان يدرس دكتوراء في القانون ويريد تجديد الفيزا .. دخلنا البريد ودفعنا قرابة 520 باوند واخذنا الوصل ورجعنا الى القنصلية واعطيناهم الوصولات ثم استلمنا الفيزا لاحقاً.. وفيها الى شهر مايو 2009 . بعد هذه الحوسة حصلنا على 7 شهور فقط . الله كريم ..
بدات الجو بالبرودة عند دخول شهر اكتوبر وبدات لندن تظلم بالنهار من كثافة الغيوم مما ترتب علية جو من الكأبة اصبح التحدي اكبر في تلك الفترة ويجب علينا ان نشغل انفسنا باشياء اخرى ..
فقررت ان ازور بعض الاماكن وبالفعل ذهبنا الى المتحف العلمي وهو قريب من متحف الطبيعة واقرب محطة اندرجراوند هي South Kensington . ذهبنا له في باصنا المفضل طبعا تعرفونة (؟) باص الاعجوبة . كان المتحف جميل وفية بعض الافكار العلمية وقطارات وسيارت ودراجات والكبسولة التي نزلت من القمر وبعض الاختراعات.. ويوجد فيه متجر للبيع الاشياء العلمية وانا انصح في هذا المتحف . وسوف اعرض لكم الصور لاحقاً .
ايضا ذهبت الى متحف لندن واقرب محطة له Barbican . المتحف يتحدث عن الحريق الكبير الذي وقع قبل 400 سنة في لندن ..
حريق لندن الكبير
الذي اجتاح أجزاء واسعة من وسط لندن عاصمة المملكه المتحدة، وقع الحريق في يوم الاحد 2 سبتمبر واستمر حتى يوم الاربعاء 5 سبتمبر من سنة 1666م. وتهدمت المباني بسب النيران وجعل مدينة لندن تظهر كمدن القرون الوسطى كادت النار ان تصل إلى حي وستمنستر وقصر تشارلز الثاني (القصر الأبيض) واجزاء كبيرة من الأحياء الفقيره في الضواحي. وتسببت النار في تدمير 13200 منزلا و 87 كنيسة ، وقدر عدد النازحين بحوالي 80،000 نسمة من سكان لندن في تلك الفترة . ويوجد في المتحف بعض بقايا الحريق الكبير وبعض الصور التي تتحدث عن ذلك الحريق . ثم خرجنا مشيا حتى محطة "باربيكان" واستقلينا القطار الى الشقة .
وصل اخي خميس والذي يبلغ من العمر 24 سنة في شهر اكتوبر 2008 وتجمعت الشلة "بوعلي" و "عبدالله" و"خميس" ثم عاد "عبدالله" لاحقاً... توجد مواقف كثير معهم ولكن لا اريد الخوض فيها .
تم تحديد يوم 15 اكتوبر 2008 موعد زراعة النخاع
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة الحادية والعشرون


اصبح الوضع صعباً لي بالذهاب يوماً الى مدرسة البنات تقريبا 40 دقيقة رايح و 40 دقيقة راجع.. مرتان في اليوم غير المشي الى الاكاديمية . ويجب علي البحث عن طريقة اخرى تسهل هذه المهمة ... صليت صلاة الاستخارة اكثر من مرة في موضوعين.. الاول ان اشتري سيارة. والثاني ان استأجر فيلا في منطقة "ايست اكتون" القريبة من اكاديمية الملك فهد . كي اسهل علي وعلى البنات مشوار الطريق يومياً. فقررت ان ابحث عن فيلا للإيجار.. وبالفعل بعد ان اوصلت بناتي الى الاكاديمية . قمت بالبحث في نفس المنطقة عن فيلا للإيجار... في البداية وجدت شقة بالقرب من الاكاديمية ولكن ليس بذلك المستوى.. وانا انصح كل زوار لندن بعدم استئجار شقة الا بعد المعاينة... لان اغلب الشقق قديمة ويوجد فيها فاران.... اصبح البحث من اكبر همومي في تلك الفترة لم اترك شارع في منطقة "ايست اكتون" الا بحث فيه . ذهبت الى مكتب لتأجير الشقق والبيوت في نفس المنطقة مكتب "جارجيل" مقابل محل "هوم بيس" للأثاث... وفيه شاب يدعا "اندري" من البرتغال . كان ذلك الشاب وسيماً ويبحث معي بسيارته الخاصة عن فيلا للإيجار... وذات مرة ادخلني في فيلا يملكها رجل من السعودية متزوج من انجليزية .... استمرت المشاورات بيني وبينه لمدة 3 ايام في السعر و المده . فقال لي يجب ان تخلي الفيلا من شهر 6 الى 9 لأني كل سنة اكون في لندن هذه الفترة ... لم نتفق ... مما زاد الطين بله....
ذات مرة من المرات كنت ابحث في "ايست اكتون" يوم السبت وقت العصيره حتى اظلم علي الليل وانا ابحث عن مأوى ..... كانت اوراق الشجر تمشي معي في تلك الفترة ليلة خريف باردة .. وصوت الرياح والبرد يزيد من يأسي.. اظلم علي الليل واصبحت وحيدا في تلك الشوارع .حتى زادت شجوني . وجلست ادندن باغنية عمرها اكثر من 20 سنة لأني منذو تلك الفترة لم يدخل شريط في مسجل سيارتي ...(غريب . امشي ودربي حزان انا امشي) لعبدالكريم عبدالقاد ..
(جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبكيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري
وطريقي ما طريقي؟ أطويلٌ أم قصير؟هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟ أأنا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟ أم كلانا واقف والدهر يجري؟ لست أدري
أجديدٌ أم قديمٌ أنا في هذا الوجودْ؟ هل أنا حرٌّ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقودْ؟ أتمنى أنني أدري ولكن لست أدري
ليت شعري وأنا في عالَم الغيب الأمينْ أتراني كنت أدري أنني فيه دفينْ؟
وبأني سوف أبدو وبأني سأكون؟ أم تراني كنت لا أدركُ شيئاً؟ لست أدري)

استمرى البحث حتى وجدت بعض الفلل 4 غرف ولكن للأسف بحمام واحد (اكرمكم الله) وهذا هو المرض الانجليزي . سوف ترى المباني الكبيرة ولكن يوجد فيها هذا المرض . وبعد البحث المكثف وجدت فيلا يملكها رجل فلسطيني في الخمسينيات من العمر . كان يعمل في السفارة القطرية سابقاً. ويوجد لدية فلتان واحدة يسكنها والثانية للإيجار . وبحمد الله تم الاتفاق معه عن طريق مكتب "جارجيل" وتوقيع العقد.... والذي يبدا بتاريخ 1 نوفمبر وتم دفع مبلغ 500 باوند عربون .
دعتنا الممرضة "سيربل" وهي تركية مسلمة متزوجة من برتغالي مسيحي.. دعتنا لحضور حفلة مولودها "مات" وبالفعل ذهبنا اليها بتاريخ 11 اكتوبر..عن طريق باص رقم 113 من Dorset Square مقابل الشقة حتى وصلنا ... تقريبا خذنا 30 دقيقة الى هناك ... كانت المترجمة المصرية وبناتها موجودات في الحفلة وطلبت مني ان ااذن في اذنه واقيم الصلاة في الاذن الاخرى .. جلسنا قرابة 4 ساعات معها
ثم رجعنا الى الشقة. (ويوجد موقف لهذه الزيارة وسوف اتحدث عنه في الحلقة القادمة)
دخلت ام شما المستشفى بتاريخ 13 اكتوبر وفي تاريخ 14 اعطيت جرعة كيماوي لمدة يوم كامل !!! يالها من جرعة لانها كانت تاخذ جرعات لمدة ساعة فقط في اليوم !!! والان يوم كامل .. وبتاريخ 15 تمت زراعة النخاع بحمد الله . ويجب عليها الصمود لمدة 15 يوم حتى ترتفع المناعة .. كان ذلك السم قوي جدا حتى جردها من جميع قواها . وهي تتالم من بطنها ولا تقدر على الاكل.. لانه لا توجد مناعة .. مما ترتب علية الآم في الفم .... توجد في الفم بكتيريا وعندما تقل المناعة تموت هذه البكتريا مما يترتب علية التهاب الفم .( سبحان بديع السموات والارض) واصبحت لاتقدر على الاكل ولا الكلام وترى دموعها من شدة الالم في بعض الاحيان .وتم توصل الاكل لها عن طريق الوريد ...
كانت تقول لي لاتحضر البنات كي لايرني بهذه الحالة !!!
يوم عن يوم ننتظر بفارغ الصبر ارتفاع المناعة . ننتظر الفرج من عند الله سبحانه. اصبحا حالها يرثى له من كثرة المعاناه .
في تاريخ 27 اكتوبر. وانا خارج من عندها كانت تنظر الي وهي مبتسمة.. استغربت من هذا المنظر....!!!
وفي المساء اثلجت لندن علينا . نزل (سنو) اول مرة في حياتي ارى الثلج على الطبية كم انتي جميلة يا لندن ..



وفي صباح 28 اكتوبر التقت بعض الصور للثلج.. وذهبت اليها بعد ان رجعت من اكاديمية البنات .. جلست معها حتى الظهيرة وانا خارج تبسمت مرة اخرى . عندها توقفت مستغرباً .. فسالتها مابكي؟؟؟؟ وهيه لاتستطيع الكلام . اكتفت بهز راسها !!!
لاشي !!!!
كانت تلك الحركات كالطلاسم لم استطع ترجمتها مما زاد من حيرتي في تلك الايام .
وفي يوم 29 اكتوبر. كل العادة ذهبت في الصباح ووجدتها نائمة والغرفة مظلمة ولم ايقضها .. ثم رجعت انا والكابتن "بوعلي" وقت المساء وجلسنا معها وهي تشاهدنا ولكن لاتقدر على الكلام . خرجنا قرابة الساعة السادسة مساءً وعندما نظرت اليها اثناء خروجي انزلت راسها !! كنت مستغرب من هذه الحركات يومان كانت تضحك واليوم انزلت راسها لم استطع فك الشفرة !!!
لم انم في تلك الليلة من الارق.. وانا اسمع اخي "خميس" و "بوعلي" يتحدثون حتى الفجر..
وفي يوم 30 اكتوبر. كل العادة . اوصلت البنات الى اكاديمية الملك فهد . وانا امشي عائداً الى المستشفى لم يتبقى لي الا 10 خطوات من محطة "ايست اكتون" رن الهاتف . ام شما متصلة !! قلت في نفسي غريبة امس كانت لاتقدر على الكلام واليوم متصلة !! رديت على الهاتف بكلمت (هلا) إلا بذلك الصوت الغريب ! فقلت نعم من معي قالت انا الدكتورة (لا اذكر اسمها) من دولة الكويت وعندي زمالة في مستشفى "لندن كلينك" فقلت تفضلي اختي ماذا تريدين ؟ قالت ممكن ان تاتي الى المستشفى الان ؟ قلت خير . قالت خير . فقلت هل حل شي بام شما ؟ قالت لا ولكن محتاجين حضورك الان . فقلت ان شاء الله .
ماهذا الاتصال الغريب !!! وهذا رابع اتصال من المستشفى... هل ادخلوها في العناية المركزة ؟ ام ماذا ؟؟ انطلق القطار من محطة ايست اكتون وانا في حيرة واحساس غريب . زاد علي التفكير فقررت ان اذهب الى الشقة واصلي الضحى وانا من المحافظين على هذه الصلاة . وبعدها اذهب الى المستشفى متوضي تجنبا لاي خبر لانة الاتصال الرابع . صليت ثم توجهت الى المستشفى دخلت بوابة "لندن كلينك"
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
الحلقة الثانية والعشرون


في مثل هذا اليوم 30 اكتوبر 2008 الخميس الساعة 9:30 صباحاً

دخلت بوابة مستشفى "لندن كلينك" ثم اتجهت الى الدور الثاني عن طريق الدرج وانا اشعر بسكينة ...وصلت الدور الثاني في ذلك الممر الطويل. فرأيت الممرض "مايكل" الفلبيني .. وهو صديقنا في المستشفى. كان محترم ومتفاعل معنا.. فرايته من بعيد وعندما رآني انزل راسة ودخل في اقرب فتحة على يساره !!!.. وانا ارى هذا المنظر.! زادت نبضات قلبي وشعرت بان شيء ما حصل . زادت الحيرة في ذلك الوقت. ثم رأيت الدكتور مع رئيسة الممرضات "ديانة" وهي صديقة ام شما وكانت تمازحنا . وكنت في مشاجرات معها بخصوص اللغة.. لان الشعب الاسكتلندي يتحدث اللغة الانجليزية بحذف بعض الحروف مما نجد صعوبة في فهم المطلوب ..
عندما رأتني انزلت راسها وهي ماشية بجانب الدكتور في ذلك الممر الطويل باتجاهي. حتى وصلوا عندي.. فامسكني الدكتور من يدي قائلاً ...كيف حالك ؟. فقلت الحمد لله باللغة العربية . تبسم ثم قال. ممكن ان تأتي معي.. وانا ارى عين الممرضة "ديانة" لا تبشر بخير !!!. ثم مشينا بعكس طريقي الذي اتيت منه. في الدور الثاني. حتى ادخلوني في غرفة كبيرة على اليسار.
جلست مقابل الدكتور وديانه. وانا في انتظار وترقب وحيرة .كان الدكتور مبتسماً و"ديانة" محمرة العين . فقال الدكتور. كانت الجرعة كبيرة. وهذا هو الحل الوحيد للقضاء على الخلايا السرطانية .( حقل تجارب) فانحنيت قليلاً حتى لمس كوعي الركبة . وانا اشاهد الدكتور بصمت . واكمل حديثة قائلاً . كان تأثير الكيماوي على القلب والرئة .... حينها ايقنت انه حان وقت الرحيل. ولم اتحمل ما يقول . فقلت بصوت خافت هل ماتت.؟؟؟ سكت الدكتور قليلاً ... كانت تلك السكته التي لا رجاء فيها. ثم قال .. ماذا تضنون انه قال ؟ .... !!! قال Sorry she died لقد ماتت ..
.( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). لقمان. (تبعثرت الاوراق في لندن) بل تبعثرنا جميعاً ... لقد ماتت وتركت لي 3 بنات في عمر الزهور.. لقد ماتت وتركت كل الهموم. لقد ماتت وهي في عمر 27 سنة . لقد ماتت بعد عشرة 12 سنة . لقد ماتت وهي مبطونه (ورد في الحديث أن المبطون شهيد) فهو صاحب داء البطن. لقت ماتت وهي بعيدة عن وطنها . لقد ماتت بمرض السرطان. اجاركم الله والمسلمين جميعاً .(واشوف حلمي مات قدام عيني). فقلت للدكتور الحمد لله .. ولم اجزع لانها ارتاحت.. ولأني مؤمن بقضاء الله وقدرة (إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين) ."المعارج" .. فقلت للدكتور ممكن ان اراها . فقال بالفعل . ثم ذهبت الى الغرفة.. وفي طريقي رأيت الممرض "مايكل" وهو يبكي ويقول لي.. لم اتمنى ان اراك بهذا الوضع . وادى واجب العزاء لي . ثم رأيت المترجمة الفلسطينية وهي في الاربعينيات من العمر ولم اتحدث عنها في الرواية وهي المترجمة التي كانت معنا طوال فترة العلاج. وكانت تخرج معنا الى الحديقة في بعض الاحيان.... ايضا رايتها تبكي . مما زادني تأثر. وانا احاول ان اخفي دموعي.. وادت واجب العزاء لي ..
فتحت باب الغرفة. ورأيت الدكتورة الكويتية وهي صغيرة في السن. ماسكتاً القرآن .فقالت هل انته زوجها .؟ فقلت نعم . فقالت (عظم الله اجركم) فقلت الدوام لله. فقلت لها كيف ماتت ؟؟ فقالت في تمام الساعة السادسة صباحا اشتدا الالم عليها .. وقررنا ان نذهب بها الى غرفة العناية المركزة . فرفضت قائلتاً... اتركوني ! سوف اموت الان ...!!!! يـــــــــــــــــــــاه .... بدأت بفك الطلاسم التي كنت امر بها قبل وفاتها .. عندما كانت تضحك اثناء خروجي من الغرفة . وفي اليوم الاخير لم ترفع راسها .. وقولها لا تحضر البنات . ايقنت بان المسلم يشعر بدنو اجله ..
فقالت الدكتورة . كان القرآن في يدها عندما ماتت وهي في اخر صفحة (ختمت القرآن) . ما اجملها من موته والقرآن في يدك .والدكتورة متأثرة من هذا الموقف . فقبلت ام شما على راسها .فقلت لها سامحيني.. وانا مقدر كل الظروف التي مرت بها في سنة 2007 و 2008 لم ترى النور فيهن . فاتصلت بالدكتور "سناء" وهي المتابعة لحالتها في المكتب الصحية (سودانية الجنسية) فردت علي بابتسامة قائلاً ما حال ام شما ؟ فقلت لم اراها بأحسن من هذا الحال. فرحت وقالت الله يشفها الحمد لله !!!.. وسرعان ما انقشع الضباب . فقلت لها اعطتك عمرها . تحولت تلك الابتسامة الى كابوس. واغلقت الهاتف وهي تبكي . فقمت بلم جميع الملابس والحاجات في حقيبتها الحمراء .. وهي في سكينة وسبات لم تقوم منه حتى قيام الساعة .( لم اتمنى هذا الوضع ولم اتمنى ربعه) وحتى متابعين الرواية لم يتمنوا هذا الوضع ... خرجت من الغرفة ووجدت امامي السيد "خالد الاحمدي" والسيد "سعد" من المكتب الصحي وهم لابسين البدلة الشتوية. ثم حضنوني وهم يواسونني بالمسح على ظهري . فقالوا (قدر الله ما شاء فعل). عظم الله اجركم . سوف نقوم الان بتخليص جميع اجراءاتكم . مع حجز الطيران على طائرة اليوم المساء . ويجب الذهاب من قبلكم الى مكتب الحكومة في لندن كي تقومون بانها اجراءات شهادة الوفاة . وسوف يتصل بك السائق الان ويحضر لك التذاكر في تمام الساعة 4 . فقلت ان شاء الله .
نزلت من المستشفى وان اجر الحقيبة الحمراء وفيها ملابسها وبعض مغنياتها الخاصة .. وانا اودع بوابة مستشفى "لندن كلينك" للاحظة الاخيرة . ثم ركبت الباص وهي محطة واحدة فقط حتى وصلت الشقة . فوجدت عائشة الخادمة في وجهي وهي تقول (كيف حال ماماه) . فقلت لقد ماتت . فخرت على الارض باكية وتقول ( ليش باباه) وهي على الارض ماسكتاً رجلي. وتبكي بحرقة . كنت احاول ان امسك نفسي في كل موقف. والمواقف تتهلل علي كل لحظة . فدخلت غرفة الشباب . فقلت "بوعلي" "بوعلي" ففتح عين واحدة لانه كان سهران طوال الليل . فقال ماذا تريد ؟ فقلت له اجلس اريد ان اتحدث معك . فجلس فاتحاً نصف عينة . فقلت اختك ماتت . ففتح عينة كاملتاً وهو مستغرب... ماذا تقول! ماذا تقول !. اختك ماتت . فكان قوياً في تلك اللحظة قائلاً (لاحول ولا قوة الا بالله) . ثم نهض اخي " خميس" مفزوعاً . هل ماتت ! هل ماتت ! فمسكني وهو يبكي وكاد ان يسقطني على الارض . حتى هدأ . فقلت يجب عليكم ان تذهبوا لتخليص اجراءات شهادة الوفاة.. وانا سوف اذهب لإحضار البنات من المدرسة . فقلت "لبوعلي" هل نسافر اليوم ؟ فقال ما الذي يجلسنا هنا . فقلت ان شاء الله تتيسر الامور اليوم .
ذهبت الى اكاديمية الملك فهد وانا حاملاً معي كيس فيه البخور وبعض العطورات العربية وهو عبارة عن هدية اوصتني ام شما ان اعطيها للسيدة "بيان" في الاكاديمية.. وانا في القطار اتصلت بي الممرضة "سيربل" التركية وهي تبكي وكانت في اجازة امومه . وقالت لي بعد ان ادت واجب العزاء .... "قالت لها ام شما اثناء زيارتها الاخيرة بتاريخ 11 اكتوبر وهي خارجة من الباب حضنتني وقالت .سوف لن تريني مرة اخرى.. قالت "سيربل" لم اعرف ماذا تقصد ولكن الان ايقنت بالذي تقصده . ثم استمر القطار وانا جالس ارسل مسجات الى جميع الاهل والاصدقاء بعنوان ( ان لله وان اليه راجعون انتقلت الى رحمة الله ام شما ) . فهلت علي الاتصالات من كل فج.. ولم ارد على أي اتصال الا اخي "جمعة" الذي يصغرني ب 3 سنوات... لا اعلم لماذا هو فقط !!
ماتت ام شما وانتهاء امرها ولكن ماذا اقول للعصافير وهم في سن الزهور . هل اقول لهم انكم ايتام !! او ماذا .... وكيف ابداء معهم بهذا الخبر . كان اكبر هم لي في تلك اللحظة ... فتصلت للسيدة "بيان" فقلت سوف اخذ البنات اليوم . فقالت لماذا ؟ فقلت لقد ماتت امهن . فبكت . ثم اتصلت بالسيد "اندري" ذلك الشاب الوسيم الذي يعمل في مكتب تأجير الشقق . لأني دفت عربون 500 باوند للمكتب لاستئجار الفيلا بتاريخ 1 نوفمبر . فقلت له ماتت زوجتي ويجب علي ان ارجع الى الامارات اليوم . تأثر بموضوعي وقال ممكن ان تتصل لمصطفى صاحب الشقة وتبلغة عن الموضوع كي يرد عليك العربون . وبالفعل اتصلت علية واخبرتة. ثم تأسف مما حصل لي .وقال هذا حقك . سبحان الله على عظمت الاستخارة.. والان عرفت سبب تأخير الاستجابة عندما كنت ابحث عن فيلا في منطقة ايست اكتون !!! .. لو تأخر موت ام شما يومان لكنت دفعت 35 الف درهم بدون استرجاع .
(لا اله الا الله ) وانا اوصي كل مسلم بان يستخير في جميع أموره والله اني رأيت العجب في الاستخارة .
دخلت الاكاديمية في يوم ملبد بالغيوم فرأيت "بيان" في انتظاري والبنات معها ودموعها تتساقط رافه بالبنات . وعندما اعطيتها الهدية وقلت من عند ام شما لم تتمالك نفسها وانهمرت بالبكاء.. والبنات في حيرة من هذا المنظر ... سلمت عليها وشكرتها على كل الذي قامت به معنا . ثم قلت للبنات سوف نذهب الى ابوظبي اليوم . فقالت بنتي الكبيرة (ليش باباه) فلم اعقب . خرجت من الاكاديمية وانا امشي مع البنات بخطى تحمل الكثير من الهم والاخبار السيئة التي لا تبشر بخير بالتجاه محطة ايست اكتون . واضعاً يدي على اكتافهن ...
كنت محتار كيف ابداء !!! (بس المواج ميساعد ولا الاقدار بتساعد)... فقلت (امكم راحت الجنة) .فقالت بنتي الصغيرة آمنة (صدق باباه) مسكينة لا تدري . فبكت بني الكبيرة شما لا نها عرفت بان امها قد فارقت الحياه ثم بكن... وانا اتقطع من داخلي . ليس لي حول ولا قوة ولم اختار هذه الحياه.
كانت الصدمة قوية على تلك القلوب الطاهرة . (لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه ).
لم اختار هذه الحياتي بهذا الشكل . ولم اختار بان تكون حياتي في سنتين بهذا الحال. ولم اختار زوجة لتموت عني تاركتاً خلفها احمال كبيرة .
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثه الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء . حاولت ان اهدي البنات في القطار.وكان جو القطار في هدوء. وبنتي الوسطى "ميرة" تتساقط دموعها وهي مبتسمة ! لم اراها بهذا الحال قط.. وعندما سالتها لاحقاً عن هذا الامر فقالت كنت لا اريد ان اضايقك لا نك متعب يا بابا .... الحمد لله تفهمن الوضع بعد ان اخبرتهم بان امكن من سنتين وهي متعبة . والان هي مرتاحة عند ربها .
وصلت الشقة . وذهبت الى الخزنة وفيها جميع الاشياء الثمينة والمبالغ المالية . وعندما حاولت فتح الخزانة لم تفتح !! استغربت من هذا الموقف.. حاول ادخال الرقم السري 7902 لا كثر من مرة ولم تفتح !!! . فشككت في نفسي باني ليس على وعيي !! فذهبت وغسلت وجهي وحاولت مرة اخر ولم تفتح !! بصراحة حتى الان وانا مستغرب من تلك اللحظة لماذا لم توفتح الخزنة وانا في الاسبوع اكثر من 3 مارات افتحها !!!. تذكرت بان للخزنة مفتاح فبحثت عنة حتى وجدته .
( هل الخزنة تأثرت بموت ام شما )!!
وصل "بوعلي" ومعه شهادة الوفاة ووصل السائق ومعه التذاكر في تمام الساعة الرابعة . دفعت تقريبا 2400 باوند للتذاكر واتصلت بصاحب الشقة . فقلت له الموضوع فتأثر فقال سوف ارسل لك شخص الان لمعاينة الشقة . رسل لي شخص عراقي وأعطيته 50 باوند للتنظيف . وقلت له سوف اترك لك بعض الاشياء في الشقة . فتركنا له 5 اكياس كبيرة من الملابس والمطبخ بكاملة ...

ركبنا السيارة مع السائق السوداني.. ونحن في سكون .وانا اشاهد مدينة لندن في ذلك اليوم المظلم الملبد بالغيوم.. واحسست باحساس ولاول مرة اشعر فيه .. بان لندن مدينة اشباح . مدينة تشبه .. مدينة "ستالينغراد" اثناء الحرب العالمية الثانية .. فتذكرت اول يوم اتيت فيه الى لندن. لنها كانت نفس اللحظة ونفس الجو. عشنا 7 شهور في لندن كانها حلم .وجلست اتذكر شيرط الاحداث .تذكرت هذه المدينة القديمة. تذكرت شوارعها وتذكرت مبانيها التي تتزين بالطوب الاحمر .تذكرت عندما كنا في الرجنت بارك نطعم البجع .وعندما كنا نضحك ونحن في ازقت لندن . تذكرت عندما كنا نمشي على ضفاف نهر التايمز . تذكرت عندما قال لنا الدكتور فقط اسبوع وسوف ترجعون الى بلدكم. تذكرت عندما قال الدكتور نجحت الزراعة.
(تذكرت وكل الذكرى مصير الشاعر الولهان... ولا في يد الغريب الا .... حسافة يجر باحزانه)... سرعان ما انتها الحلم. عندما قال لي السائق السوداني كيف حالك ؟ ثم تبادلت معة الحديث وهو متأثر لما جرى لنا . وخبرني عن صديقة... كان عابراً الشارع فانزلقت رجلة على الرصيف من كثرة الامطار في لندن وسقط على راسه من الخلف.. وهو الان في شلل كامل. سبحان الله . ويجب على كل مسلم ان يحمد الله في كل لحظة لان النعمة تزول .
دخلنا مطار هثرو في تمام الساعة 6:00 مساءً . واتجهنا الى كونتر الاستقبال لطيران الاتحاد ..كانت على الكونتر امرأة هندية .لم تعجبني معاملتها.. كانت تتكلم بصوت عالي لان الوزن زائد . فدخلت المكتب ثم خرجت مبتسمة لم اعرف الابتسامة الى الان
ركبنا الطائرة تقريبا الساعة 8 مساءً وام شما معنا في نفس الطائرة . ولكن مش على كرسي الطائرة . ركبت معنا الطائرة في نعشها مع البضائع . جاءت الى لندن على درجة البزنز ورجعة على درجة الشحن (ليس لي تعليق ) ناماً البنات قليلاً ولم ننم انا ولا "خميس" ولا "بوعلي" حتى وصلنا الى أبوظبي في حدود الساعة 7 صباحاً . وكان في استقبالي حشد من الاسرة والاصدقاء ثم تبادلنا التعازي داخل المطار ...ذهبن البنات مع اخي الى البيت. واستغبلتهن والدتي بضمة وهي تبكي حتى بكن معها .
انتقلنا الى مبنى الشحن في المطار لاستلام النعش . تم الانتهاء من جميع اجراءات الاستلام. مع توقيع بعض الاوراق. واعطائي جواز سفرها . ماذا افعل به !. ثم انتقالنا الى مستشفى المفرق خلف سيارة الاسعاف حاملاً روح طاهرة عانت من مرض ستنان
قال رسول الله صلى الله علية وسلم (ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة ) حتى وصلنا الى المستشفى. وقمنا بتخليص اجراءات شهادة الوفاة داخل المستشفى . ذهب اخي "ثاني" الى البيت ليحضر لي الملابس ( الدشداشة) فتحررت من ذلك الجنز الذي كان ملازمني طيلة سبعة اشهر . ثم طلبوني في غرفة تغسيل الموتى . وعندما دخلت وجدت حشود من النساء في الانتظار. والبكاء يملى المكان . ادوا لي واجب العزاء.. ثم دخلت غرفة الغسيل ولم يخرجوها من التابوت حتى يسالوني هل هيه ام شما ام لا ؟ نظرت لها نظرة عطف ورحمة قائلاً نعم هيه.. ثم اخرجوها. وقمت بتغسيلها لانها اوصتني بغسيلها اذا ماتت. واوصتني ايضا ..ان احرق جميع ملابسها الداخلية . كانت عفيفة حتى بعد موتها . واذكر قالت لي قبل موتها ب 15 يوم اثناء الجرعة الكبيرة ( لم اخنك في حياتي) . انتهينا من تغسيلها . وانتظرنا صلاة الجمعة في مستشفى المفرق . صلى عليها حشد من الناس بعد صلاة الجمعة . ثم انتقلنا الى مقبرة بني ياس . ركبت مع صديقي "خالد" في سيارتة الاودي حتى المقبرة . ثم انزلنها في القبر انا و"بوعلي" الى مثواها الاخير .كشفت عن وجهها . وكان النظرة و الوداع الاخيره الى يوم القيامة .
فـرشي التراب يضمني وهو غطائي حـولي الـرمال تلفني بل من ورائـي واللـحـد يحكي ظلـمة فيـها ابتلائـي والـنور خــط كـتابـه أنـسـي لـقائــي والأهـــل أيـــن حنانهم بـاعوا وفائـي والـصحب أين جموعهم تركوا اخائـي
والــمال أيـــن هناؤه صـــار ورائــــــي والاســــم أيـــن بـــريــقه بـينال ثناءِ هـــذي نهاية حالي فـرشي التــرابِ والــــــــحب ودّع شـوقه وبكىرثائي والـــــــــدمع جف مسيره بعد البـكاءو الـكون ضاق بوسعه ضاقت فضـائي فــاللحد صار بجثتي أرضي سمائي هـــــذي نهاية حالـي فرشي الترابِو الـخوف يـملأ غربتي والحزن دائــي أرجـــو الـثبات وإنـــه قـسم ادوائــي والـــرب أدعو مخلـصا أنـــــت رجائي أبــــــغي إلهي جـنة فيها هنائـــــي.

قدموا لي الحضور واجب العزاء في المقبرة.. ثم انطلقت الى المنزل فرايت والدتي في انتظاري. بعد ان رجعت من مكان التغسيل لاني لم اراها هناك. فضمتي ضمة . والى هنا.................. لم اتمالك نفسي حتى بكيت ........ حاولت ان اتحمل جميع الصدمات وجميع الحشود اثناء العزاء ولكن خانتني العبرة فستسلمت في تلك اللحظة .
ثم دخلت المجلس لاستقبال جموع المعزين .
وارسلت احداً من اخواني لدفع كفارة عن صيام شهرين.. لانها لم تصم سنتين اثناء المرض. وعرفت ماخراً اثناء اداء فريضة العمرة . ليس عليها كفارة اذا ماتت بنفس المرض... واوصتني بان احج عنها.... فارسلت شخص عنها للحج لاحقاً . والمبلغ التي اعطتني اياه قبل سفرها الى لندن . قالت اذا مت ابني فيه مسجد لوالدي . لانها تملك مسجد بنته في 2006 اثناء حياتها . وبالفعل بنيت مسجد مع بأر وسميتة (مسجد التوصية)
لم انم مذ 38 ساعة في اول يوم للعزاء حتى المساء .
انتهاء العزاء بعد ثلاثة ايام . واشكر كل من قدم لي واجب العزاء ولكل من واساني في تلك الفترة.
اخترت كتابه هذه الروايه في هذا اليوم وهذه الساعة 6 بتوقيت جريتش ( لندن) لانها...
(ذكرى الساعة والسنة الرابعة على رحيلها ) .
واثناء كتابتي للرواية قراءة ردوداً من الاعضاء (الله يشفيها) وهي غادرة الحياه مذ 4 سنوات... لم اعلق على هذا الامر حتى نصل الى هذه الحلقة. ويعرف الجميع الحقيقة .
لم اقصد هذا المنعطف ولم اقصد ان اضايقكم وان اثير مشاعركم في هذه الحلقة ولم اتعمد بانزال دمعة احد . ولكن هذه هي الحقيقة. وانا عشتها والان اعيشها مرة اخرى اثناء كتبتي للروايه .

لا اريد ان تقولوا عظم الله اجرك او البقية في حياتك . لأني انتهيت من هذا الامر مذ 4 سنوات .
اريد دعوة صادقة لها ...........
 

جرحي جديم..!

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
29 مارس 2006
رقم العضوية
4674
المشاركات
15,223
مستوى التفاعل
541
الجنس
الإقامة
rak
تبقت حلقة واحد فقط وسوف انهي فيها ماتبعثر في لندن

انتظروني في الحلقة القادمة و الاخيرة
 
عودة
أعلى