صاحب القلم
๑ . . عضو ماسي . . ๑
- التسجيل
- 4 يونيو 2010
- رقم العضوية
- 12179
- المشاركات
- 1,094
- مستوى التفاعل
- 142
- الجنس
- الإقامة
- العين ...
بسم الله الرحمن الرحيم
إتحاف النبلاء في فقه حديث من رأى صاحب بلاء
نص الحديث :
عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ "
وجاء في رواية أخرى صحيحة " لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ " ( 1 )
من فقه هذا الحديث :
أولا : ينبغي لكل أحدٍ منَّا أن يستشعر نعمة الله تعالى عليه , فنعم الله علينا كثيرة ولا تُعد ولا تُحصى , ومن أعظم نعم الله تعالى وأجلِّها نعمة الهداية إلى هذا الدين العظيم دين الإسلام الذي جاء به خير الأنام عليه الصلاة والسلام ..
فحريٌ بنا أن نسعى جادين لتعلم والتبصر والتفقه بهذا الدين العظيم , على وُفق ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن سار على دربهم بوسطية واعتدال
فإنَّا نرى ونشاهد كثيرا من الناس ينتسبون لدين الإسلام , ولكنَّهم لم يُدركوا حقيقة هذا الدين العظيم ..!
فنرى منهم من يصف الله تعالى بما لا يليق به عز وجل , ونرى من يسجد للقبر ونرى من يستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلى الله , ونرى من ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصفهم بما لا يليق بهم ..
ونرى ونرى ..
وما وقع منهم ذلك إلا جهلا منهم أو أنهم لُبس عليهم
فنحمد الله تعالى على نعمة الإسلام الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم
ومن نعم الله تعالى علينا نعمة الصحة والعافية , فكم نرى ناسا من حولنا قد ابتلوا بألوان من الأمراض والعاهات والإعاقات ..
فكم منهم من يُريد أن يُبصر إلى الدنيا وينظر إليها ولكنه لا يقدر ..
وكم منهم من يُريد أن يمشي على قدميه ولكنه لا يقدر ..
وكم منهم من يُريد أن يتكلم ولكنه لا يقدر ..
وكم وكم ...
وما ابتلوا بذلك إلا لحكمة بالغة قد لا تدركها عقولنا
فاللهم لك الحمد على نعمة الصحة والعافية
إذًا قوله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ "
فالبلاء إما أن يكون دينيًّا ؛ بأن يرى صاحب كفر أو بدعة أو فسق
وإما أن يكون بدنيًّا ؛ من مرض أو إعاقة . ( 2 )
ثانيا : العافية لا يعدلها شيء من أُعطيها فقد أُعطي خيري الدنيا والآخرة , فقد ثبت في الحديث الصحيح أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال : "سَلُوا الله العَفْوَ والعافيةَ، فإنَّ أحداً لَم يُعْطَ بعد اليَقين خَيراً من العافية" ( 3 )
فالعافية تكون من الكفر والفسوق والعصيان والغفلة والأمراض والأسقام والفتن .
فمن كان صاحب عافية فهو في أمن وأمان وراحة واستقرار .
فالبلاء والمصيبة تُشتت الذهن وتُشغل البال , ويتقلب المبتلى من حال إلى حال ولا يقرُّ له قرار .
فنسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة
ثالثا : ينبغي لنا أن نحرص على هذا الدعاء العظيم " الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا " إذا رأينا صاحب بلاء , سواء كان هذا البلاء دينياً كالفسق أو دنيوياً كالمرض ؛ فهذا الدعاء لا يختص بالبلاء الدنيوي كما تقدم .
لكن هنا مسألة مهمة جداً
وهي
هل يقال هذا الدعاء بوجه المبتلى ؟
الجواب : قال العلماءُ: ينبغي أن يقوَل هذا الذكرَ سِرّاً بحيثُ يُسمعُ نفسَه ولا يُسمعُه المبتلى لئلا يتألَّمَ قلبُه بذلك، إلا أن تكون بليّتُه معصيةً فلا بأس أن يُسمعَه ذلك إن لم يخفْ من ذلك مفسدة ( 4 )
رابعا : أنَّ الحديث جاء بلفظ : " مما ابْتَلَاكَ بِهِ " وهذا الضمير للرجل المخاطب , فإذا رأى امرأة فيصح أن يقول : مما ابتلاكِ به , وإذا أُخبر عن رجل أو امرأة بأنهم أُصيبوا بكذا وكذا فيصح أن يقول : مما ابتلاه به أو مما ابتلاها به .
وهذا كله يرجع إلى نية العبد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات .." ( 5 )
وهذا والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه :
صاحب القلم
..........................................................
( 1 ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
( 2 ) تحفة الأحوذي [ 9 / 275 ] .
( 3 ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
( 4 ) الأذكار للنووي ص : 303
( 5 ) أفادني بهذه الجزئية الشيخ الدكتور علي التويجري حفظه الله .
إتحاف النبلاء في فقه حديث من رأى صاحب بلاء
نص الحديث :
عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ "
وجاء في رواية أخرى صحيحة " لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ " ( 1 )
من فقه هذا الحديث :
أولا : ينبغي لكل أحدٍ منَّا أن يستشعر نعمة الله تعالى عليه , فنعم الله علينا كثيرة ولا تُعد ولا تُحصى , ومن أعظم نعم الله تعالى وأجلِّها نعمة الهداية إلى هذا الدين العظيم دين الإسلام الذي جاء به خير الأنام عليه الصلاة والسلام ..
فحريٌ بنا أن نسعى جادين لتعلم والتبصر والتفقه بهذا الدين العظيم , على وُفق ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن سار على دربهم بوسطية واعتدال
فإنَّا نرى ونشاهد كثيرا من الناس ينتسبون لدين الإسلام , ولكنَّهم لم يُدركوا حقيقة هذا الدين العظيم ..!
فنرى منهم من يصف الله تعالى بما لا يليق به عز وجل , ونرى من يسجد للقبر ونرى من يستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلى الله , ونرى من ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصفهم بما لا يليق بهم ..
ونرى ونرى ..
وما وقع منهم ذلك إلا جهلا منهم أو أنهم لُبس عليهم
فنحمد الله تعالى على نعمة الإسلام الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم
ومن نعم الله تعالى علينا نعمة الصحة والعافية , فكم نرى ناسا من حولنا قد ابتلوا بألوان من الأمراض والعاهات والإعاقات ..
فكم منهم من يُريد أن يُبصر إلى الدنيا وينظر إليها ولكنه لا يقدر ..
وكم منهم من يُريد أن يمشي على قدميه ولكنه لا يقدر ..
وكم منهم من يُريد أن يتكلم ولكنه لا يقدر ..
وكم وكم ...
وما ابتلوا بذلك إلا لحكمة بالغة قد لا تدركها عقولنا
فاللهم لك الحمد على نعمة الصحة والعافية
إذًا قوله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ "
فالبلاء إما أن يكون دينيًّا ؛ بأن يرى صاحب كفر أو بدعة أو فسق
وإما أن يكون بدنيًّا ؛ من مرض أو إعاقة . ( 2 )
ثانيا : العافية لا يعدلها شيء من أُعطيها فقد أُعطي خيري الدنيا والآخرة , فقد ثبت في الحديث الصحيح أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال : "سَلُوا الله العَفْوَ والعافيةَ، فإنَّ أحداً لَم يُعْطَ بعد اليَقين خَيراً من العافية" ( 3 )
فالعافية تكون من الكفر والفسوق والعصيان والغفلة والأمراض والأسقام والفتن .
فمن كان صاحب عافية فهو في أمن وأمان وراحة واستقرار .
فالبلاء والمصيبة تُشتت الذهن وتُشغل البال , ويتقلب المبتلى من حال إلى حال ولا يقرُّ له قرار .
فنسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة
ثالثا : ينبغي لنا أن نحرص على هذا الدعاء العظيم " الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا " إذا رأينا صاحب بلاء , سواء كان هذا البلاء دينياً كالفسق أو دنيوياً كالمرض ؛ فهذا الدعاء لا يختص بالبلاء الدنيوي كما تقدم .
لكن هنا مسألة مهمة جداً
وهي
هل يقال هذا الدعاء بوجه المبتلى ؟
الجواب : قال العلماءُ: ينبغي أن يقوَل هذا الذكرَ سِرّاً بحيثُ يُسمعُ نفسَه ولا يُسمعُه المبتلى لئلا يتألَّمَ قلبُه بذلك، إلا أن تكون بليّتُه معصيةً فلا بأس أن يُسمعَه ذلك إن لم يخفْ من ذلك مفسدة ( 4 )
رابعا : أنَّ الحديث جاء بلفظ : " مما ابْتَلَاكَ بِهِ " وهذا الضمير للرجل المخاطب , فإذا رأى امرأة فيصح أن يقول : مما ابتلاكِ به , وإذا أُخبر عن رجل أو امرأة بأنهم أُصيبوا بكذا وكذا فيصح أن يقول : مما ابتلاه به أو مما ابتلاها به .
وهذا كله يرجع إلى نية العبد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات .." ( 5 )
وهذا والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه :
صاحب القلم
..........................................................
( 1 ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
( 2 ) تحفة الأحوذي [ 9 / 275 ] .
( 3 ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
( 4 ) الأذكار للنووي ص : 303
( 5 ) أفادني بهذه الجزئية الشيخ الدكتور علي التويجري حفظه الله .