راعي شما
๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
صداقتنا بمن نحبهم في طفولتنا، لا تبرح ذاكرتنا حتى الرمق الأخير من الحياة، تلك الحقبة الزمنية التي صنفها الكثيرون أنها أجمل محطة مرت بها الذاكرة، ولاسيما أنها تميزت ببساطتها وتواضعها.
ولكن هذا الرأي قد يختلف، عند زيد سعيد الشحي وحسن حريز الشحي، الصديقين اللذين جمع بينهما مهرجان دبي للتسوق، وشغفهم بالتراث، الذي حرصت دبي على أن يحظى بالحيز الأكبر من الفعاليات المصاحبة للمهرجان منذ انطلاقته الأولى.
الوحدة والملل
بدأت القصة في عام 2001 وتحديداً في قرية التراث والغوص التي تقع على خور دبي ، حيث يقطن زيد الشحي "بيت الشحوح" في القرية خلال فترة المهرجان، وهو مواطن من إمارة رأس الخيمة. ظل زيد يعانق وحدته منذ انطلاقة المهرجان في عام 1996، ولا يجد له صديقاً بعد انتهاء فترة العرض ليلاً، سوى فراشه البسيط وسراجه القديم، ولكن عند لقائه بحسن الشحي، تبدل الحال، وأبهره ما تنتجه يدا حسن من صناعة الحرف اليدوية القديمة، وأبدى إعجابه بالأواني الفخارية التي هددتها هبوب التطور ورياح العصر، مما دفعه إلى الإصرار على أن يكون إلى جانبه في إبراز أهم الصور التي تعرض تاريخ الإمارات وتراثها للزوار والسياح. لم يمانع حسن بهذا الطلب، ورحب فرحاً بالصديق الجديد وخاصة أنهما من القبيلة نفسها، ولاقت المنتجات التي يقدمها استحسان الجهات المعنية، ومن هنا بدأت صداقتهما.
قال زيد: كنت استقبل زوار المهرجان وحيداً، وأعد القهوة للسياح وأضع التمر في وعائي القديم، وفي المساء، أتجاذب أنا والضيوف أطراف الحديث حول تراث بلادي وأسرد قصصاً قديمة، وأخبرهم عن ماهية الحرف التي نصنعها في الماضي، وبعد مغادرة الزوار، يبدأ صراعي مع الوحدة حتى بزوغ الفجر، وانتظر بشغف المساء لمقابلة ضيوف جدد حتى وهبني الله صديقاً دائماً، أمضيت معه 11 عاماً من مهرجان دبي للتسوق وخلاله، والذي أعاد لي ذكريات الطفولة، وبساطة العيش في مرحلة تخلو من الكهرباء.
أغرقني في ذكريات حرث الأرض والبحث عن الماء وصنع الدقيق لصنع قوتنا من الغذاء، ونتذكر أنا وصديقي رحلة الحياة قديماً، ونقارن الماضي بالحاضر، ونعرض هذه المعادلة الفارقة على الجيل الجديد، الذي لم يحظ بما حظينا به في كنف الحياة القديمة، حيث تشد قصصنا أسماع الحاضرين، وتبرهن لهم قيمة الرفاه الذي صنعه حكام الإمارات وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستشرافنا بمستقبل الإمارات والنقلة النوعية التي شهدتها وجعلتها تقف في مصاف الدول المتقدمة، وجميع هذه الصور وأكثر نعرضها على زوار مهرجان دبي للتسوق من خلال الفعاليات التي تقيمها قرية التراث والغوص للحضور.
وحول إيقاع حياة الصديقين في القرية، قال حسن الشحي: نصحو من نومنا مبكراً ونتجه إلى مسجد قرية التراث والغوص، وبعد الانتهاء من أداء صلاة الفجر نتجه أنا وصديقي زيد لإعداد قهوة الصباح وتناول رشفة منها، إضافة إلى إعداد الخبز عبر فوهة من الطين في الأرض "التنور"، ونتعاون على ذلك سوياً حتى ننتهي من تناول الفطور، ونتفرغ بعد ذلك لصناعة الحرف اليدوية وعرضها على الزوار، وتهيئة المكان على نحو مناسب، وقضاء النهار في الحديث عن الذكريات بين الجبال والصحاري، وصداقتنا في القرية، وكيف أصبحت على نحو مثالي، وتصنيفها أنها أجمل من صداقات الطفولة.
حيث تطورت علاقتنا وأخذت منحى آخر لم نتوقعه في بداية لقائنا، وتبادلنا الزيارات خارج المهرجان في قرانا البعيدة، علماً أنني انتقلت إلى السكن بجوار صديقي زيد في إمارة رأس الخيمة، وتجاوزت صداقتنا وصف الصداقة، نتيجة اهتمام مهرجان دبي للتسوق بالتراث ورعيله الأول، وعملهم الدؤوب والمتواصل على حفظه من الاندثار، ليرى العالم أن هذا المهرجان متكامل العناصر، يجمع بين القديم والحديث، ويدمج الزوار في بوتقة واحدة "عالم واحد عائلة واحدة"، على اختلاف الأديان والأجناس المتوافدة على أرضها.
لغة الإشارة
أشار الصديقان "زيد وحسن"، إلى أنهما لا يواجهان أي صعوبة في التواصل مع السياح الأجانب، لاستخدامهما لغة الإشارة في الحديث، وأجابا عن الكثير من الاستفسارات التي بدرت منهم، ومنها على سبيل المثال، وسؤالهما الدائم والمستمر حول "بيت الشيخ سعيد"، وتنوع التراث الإماراتي، وأهم ما تميزت به دولة الإمارات عن باقي الدول في ما يخص التراث والمأكولات الشعبية والحرف اليدوية التي تشتهر بها الدولة. وأفادا بأن الأجانب، تستوقفهم القهوة العربية والتمر، ويتفقدون المنزل القديم، ويبحثون عن المواد المستخدمة في بنائه، إضافة إلى مراقبة صناعة الخبز عبر "التنور".
جريدة البيان
التاريخ: 10 يناير 2012
ولكن هذا الرأي قد يختلف، عند زيد سعيد الشحي وحسن حريز الشحي، الصديقين اللذين جمع بينهما مهرجان دبي للتسوق، وشغفهم بالتراث، الذي حرصت دبي على أن يحظى بالحيز الأكبر من الفعاليات المصاحبة للمهرجان منذ انطلاقته الأولى.
الوحدة والملل
بدأت القصة في عام 2001 وتحديداً في قرية التراث والغوص التي تقع على خور دبي ، حيث يقطن زيد الشحي "بيت الشحوح" في القرية خلال فترة المهرجان، وهو مواطن من إمارة رأس الخيمة. ظل زيد يعانق وحدته منذ انطلاقة المهرجان في عام 1996، ولا يجد له صديقاً بعد انتهاء فترة العرض ليلاً، سوى فراشه البسيط وسراجه القديم، ولكن عند لقائه بحسن الشحي، تبدل الحال، وأبهره ما تنتجه يدا حسن من صناعة الحرف اليدوية القديمة، وأبدى إعجابه بالأواني الفخارية التي هددتها هبوب التطور ورياح العصر، مما دفعه إلى الإصرار على أن يكون إلى جانبه في إبراز أهم الصور التي تعرض تاريخ الإمارات وتراثها للزوار والسياح. لم يمانع حسن بهذا الطلب، ورحب فرحاً بالصديق الجديد وخاصة أنهما من القبيلة نفسها، ولاقت المنتجات التي يقدمها استحسان الجهات المعنية، ومن هنا بدأت صداقتهما.
قال زيد: كنت استقبل زوار المهرجان وحيداً، وأعد القهوة للسياح وأضع التمر في وعائي القديم، وفي المساء، أتجاذب أنا والضيوف أطراف الحديث حول تراث بلادي وأسرد قصصاً قديمة، وأخبرهم عن ماهية الحرف التي نصنعها في الماضي، وبعد مغادرة الزوار، يبدأ صراعي مع الوحدة حتى بزوغ الفجر، وانتظر بشغف المساء لمقابلة ضيوف جدد حتى وهبني الله صديقاً دائماً، أمضيت معه 11 عاماً من مهرجان دبي للتسوق وخلاله، والذي أعاد لي ذكريات الطفولة، وبساطة العيش في مرحلة تخلو من الكهرباء.
أغرقني في ذكريات حرث الأرض والبحث عن الماء وصنع الدقيق لصنع قوتنا من الغذاء، ونتذكر أنا وصديقي رحلة الحياة قديماً، ونقارن الماضي بالحاضر، ونعرض هذه المعادلة الفارقة على الجيل الجديد، الذي لم يحظ بما حظينا به في كنف الحياة القديمة، حيث تشد قصصنا أسماع الحاضرين، وتبرهن لهم قيمة الرفاه الذي صنعه حكام الإمارات وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستشرافنا بمستقبل الإمارات والنقلة النوعية التي شهدتها وجعلتها تقف في مصاف الدول المتقدمة، وجميع هذه الصور وأكثر نعرضها على زوار مهرجان دبي للتسوق من خلال الفعاليات التي تقيمها قرية التراث والغوص للحضور.
وحول إيقاع حياة الصديقين في القرية، قال حسن الشحي: نصحو من نومنا مبكراً ونتجه إلى مسجد قرية التراث والغوص، وبعد الانتهاء من أداء صلاة الفجر نتجه أنا وصديقي زيد لإعداد قهوة الصباح وتناول رشفة منها، إضافة إلى إعداد الخبز عبر فوهة من الطين في الأرض "التنور"، ونتعاون على ذلك سوياً حتى ننتهي من تناول الفطور، ونتفرغ بعد ذلك لصناعة الحرف اليدوية وعرضها على الزوار، وتهيئة المكان على نحو مناسب، وقضاء النهار في الحديث عن الذكريات بين الجبال والصحاري، وصداقتنا في القرية، وكيف أصبحت على نحو مثالي، وتصنيفها أنها أجمل من صداقات الطفولة.
حيث تطورت علاقتنا وأخذت منحى آخر لم نتوقعه في بداية لقائنا، وتبادلنا الزيارات خارج المهرجان في قرانا البعيدة، علماً أنني انتقلت إلى السكن بجوار صديقي زيد في إمارة رأس الخيمة، وتجاوزت صداقتنا وصف الصداقة، نتيجة اهتمام مهرجان دبي للتسوق بالتراث ورعيله الأول، وعملهم الدؤوب والمتواصل على حفظه من الاندثار، ليرى العالم أن هذا المهرجان متكامل العناصر، يجمع بين القديم والحديث، ويدمج الزوار في بوتقة واحدة "عالم واحد عائلة واحدة"، على اختلاف الأديان والأجناس المتوافدة على أرضها.
لغة الإشارة
أشار الصديقان "زيد وحسن"، إلى أنهما لا يواجهان أي صعوبة في التواصل مع السياح الأجانب، لاستخدامهما لغة الإشارة في الحديث، وأجابا عن الكثير من الاستفسارات التي بدرت منهم، ومنها على سبيل المثال، وسؤالهما الدائم والمستمر حول "بيت الشيخ سعيد"، وتنوع التراث الإماراتي، وأهم ما تميزت به دولة الإمارات عن باقي الدول في ما يخص التراث والمأكولات الشعبية والحرف اليدوية التي تشتهر بها الدولة. وأفادا بأن الأجانب، تستوقفهم القهوة العربية والتمر، ويتفقدون المنزل القديم، ويبحثون عن المواد المستخدمة في بنائه، إضافة إلى مراقبة صناعة الخبز عبر "التنور".
جريدة البيان
التاريخ: 10 يناير 2012