فارس
Ω وما توفيقي إلا بالله Ω
- التسجيل
- 10 نوفمبر 2008
- رقم العضوية
- 9781
- المشاركات
- 2,399
- مستوى التفاعل
- 1,838
- الجنس
- الإقامة
- الإمارات
المشرفة القديرة / أم عمر
شكراً يتبعه شكر على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا الموضوع الماتع .. وأرجو المعذرة لتأخري في المشاركة لكثرة الأشغال والصوارف
. . .
إتقان المتكلمين للعربية لغة القرآن ، والتزامهم بقواعدها ، وسلامة تعابيرهم من اللحن ، وأساليبهم من الركاكة
وعَرْضهم من التجريح والأذى ، كل ذلك يمثل ستراً واقياً من العيوب ، ونورًا لما يُسلك من دروب .
فكم من محاضر ٍيشعر المتخصص أن محتوى محاضرته لا يسمن ولا يغني من جوع ، إلا أن لغتها العربية المتينة
وأسلوب عرضها الجميل يستر المثالب ، ويثلج الصدور ، ويفيد الحاضرين ، وقد يعوض لهم ما فاتهم من نهمتهم .
وفي ذات الوقت كم من محاضر متخصص تذهب فوائد محاضراته أدراج الرياح ، وتُنسف نسفاً بسبب كثرة لحنه
وسوء عَرضه ، أو احتقاره لغيره ، أو مدح نفسه ، أو نحو ذلك من أمراض المحاضرين ..
وإني لأستغرب من فعل عمالقة في الفكر وأساتذة في شتى العلوم ، يرضون لأنفسهم أن يتكلموا بلغة ملحونة
يضحك منها تلاميذ الإبتدائية ، وهم يعلمون ، ويعتذرون بعذر أقبح من ذنب بأنهم لم يتفرغوا لذلك .
وكأنّ استحضار خبر ( كان ) المنصوب ، وخبر ( إن ) المرفوع يحتاج إلى دهر طويل ، وجهد كبير ، ومال أثيل .
وقد كان يسع أحدهم – لو أحس بإثم ما هو عليه ، أو عار ما رضيه لنفسه – أن يفرّغ ليلة أو ليلتين من ليالي الضياع الكثيرة !
فيراجع فيها كتب النحو الميسر ، أو كتاب ( النحو الواضح ) أو نحو ذلك من المختصرات التي يعصم ما فيها من مسبّات الأجيال التي قد تلحق أحدهم .
ساهمنا في غربة العربية بين أبنائها ، وفي جعل الآذان تعتاد اللحن القبيح ، وتستغرب الفصيح المليح ، وتستنكر مصطلحات القرآن ، وفصاحة سيّد ولد عدنان
وتستمرئ رطانة دكاترة هذا الزمان ، ولحن كبار مذيعي قنوات الإعلام . ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
كتبتُ هذا وأنا أشاهد أحدهم ممن يشار إليه بالبنان يتحدث بالعربية على الهواء في التلفاز ، وجلُّ كلامه لحن ٌفاحش .