• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

تباريح ... صناديق الهموم

المحجبة

:: اللؤلؤة المضيئة ::
التسجيل
30 يونيو 2004
رقم العضوية
1929
المشاركات
5,735
مستوى التفاعل
76
الجنس
الإقامة
الإمارات
تباريح ... صناديق الهموم


ما من أحد إلا ويشكو، ويعجب المرء حين يلقى بشراً كان يحسبهم جمعوا بين أيديهم كل حظوظ البشر من السعادة، فإذا هم صناديق مغلقة على هم يكفي كل المحيطين بهم. ليس بيننا أحد إلا وابتلي بشأفة تقض مضجعه إذا نام وتوجعه إن سار. والشأفة مفردة ضمنها فصحاء العرب الأقدمين مثالاً يهون به بعضهم عن نفسه ويمنحها جرعة من الصبر حين يفاجأ بغيره من المبتلين فيردد “كل في بعيره شأفة”، والشأفة كما فسرها بعضهم جرح يصيب البعير في قدمه ويؤلمه في أثناء السير.

ولا شك أن إحساس المرء بأنه غير متفرد ببلاء يمنحه قدرة على تحمله وتقبله، إذا لم يكن متقبلا له منذ البداية، كما أنه يدرك بتنوع البلايا التي تؤرق المحيطين أن بلواه أخف وأيسر مما هي عند غيره، فمن كانت شأفته في ولد حمد الله أنها لم تطل بقية العائلة ومن كانت في ماله قنع بما أوتي من نعم أخرى، ومن كانت شأفته في المال والولد سر لأن الله عوضه بزوجة تحتمل معه كل ذلك وتجدد قدرته على الاحتمال.

لا شك في أن الراضين ببلاياهم قليلون ولكنهم سيزيدون إن أصغى كل منا إلى صديقه أو جاره أو زميله أو حتى إلى رجل جمعه به لقاء عابر، فساعتها سيدرك حجم الجراح النازفة داخل المحيطين به ومقدار ما يتكتمونه من أسى. وحينها سيعرف أن الكل مبتلى بقدر ما يطيق، وهذه واحدة من نعم الله. لا أعرف معنى للسعادة ولا أظن أن أحدا يقف على معنى ثابت لها، ولكني أزعم أن القاعدة الأساسية لها رضا المرء بما يتيسر له من منصب ومال ورزق وولد وزوج من غير نكران لنعم الله أو قعود عن السعي في الأرض نحو مزيد من الترقي.

وأزعم أيضا أن هناء من سبقونا وراحتهم وتمتعهم بما ينقصنا نحن من راحة البال قام على قناعتهم وإيمانهم ان كل ما ملكه أحدهم بعد جد وكد هو ما قدر له وأنه لن يجني من النظر إلى ما في أيدي الآخرين إلا شقاء يضاف إلى شقائه مما يكون ابتلي به أصلاً تأسيساً على قول الأقدمين “كل في بعيره شأفة”. وقد يكون كثيرون يعرفون قصة الرجل الذي مر بفلاحين يأكلون تحت شجرة بين مزارعهم ولما دعوه إلى الطعام لبى الدعوة استجابة لجوعه، ولكنه ندم على ذلك حين وجد طعامهم خبزاً يابساً وجبناً قديماً ففضل على تناولهما الجوع وبقي يراقب الفلاحين المقبلين على الطعام بشهية لا يقهرها شيء ولما انتهوا شرب كل منهم قدرا من الماء وقال بصوت عال: الحمد لله. وحين رأى الضيف المتأفف الفلاحين بلا استثناء يفعلون ذلك مل من حمدهم مستنكرا أن يكون الخبز اليابس والجبن القديم نعمة تستحق الحمد فصرخ فيهم “زالت نعمتكم”.

قد لا يعتبر بعضنا الآن الخبز اليابس أو الجبن أو حتى أطعمة غيرهما أشهى من النعم التي قد تصمد أمام غيرها من أطايب ما تمتلئ به مطابخ بيوتنا ولا نرضى او نقنع، ولكن علينا جميعا أن ندرك السعادة التي أحس بها الفلاحون في الرضا بما نملك وإن قل.

منقول

أختكم المحجبه
 

سواح

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
12 ديسمبر 2002
رقم العضوية
11
المشاركات
1,442
مستوى التفاعل
5
الجنس
الإقامة
الامارات
الموقع الالكتروني
مشاركة: تباريح ... صناديق الهموم

تسلمين أختي المحجبه علي الموضوع الجميل



تحياتي


سواح
 

المحجبة

:: اللؤلؤة المضيئة ::
التسجيل
30 يونيو 2004
رقم العضوية
1929
المشاركات
5,735
مستوى التفاعل
76
الجنس
الإقامة
الإمارات
مشاركة: تباريح ... صناديق الهموم

مشكور أخوي سواح على المرور


أختكم المحجبه
 
عودة
أعلى