• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

أدوار متبادلــة

راعي شما

๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
التسجيل
15 مايو 2003
رقم العضوية
330
المشاركات
1,324
مستوى التفاعل
128
الجنس
الإقامة
دار زايــــد الله يرحمه
الموقع الالكتروني
سأل الأب ابنته زينب: هل توافقين على الشاب الذي تقدم لخطبتك يا زينب؟ قالت زينب: ألا أكمل دراستي يا أبي! قال الأب: انك متفوقة وأنا وامك فخوران بك، ولا شك ان في استطاعتك اكمال دراستك اذا ما اتفقتما انت وزوجك على ذلك. قالت زينب: ولكن يا أبي.. في نفسي سؤال واخشى من ردة فعلك عليه ان سألتك إياه؟ قال الأب: سلي ما شئت؟ قال زينب: وماذا لو لم يعجبني ورفضت الزواج به! قال الأب مبتسما: هذا حقك يا ابنتي ولا نلزمك أنا وأمك بالزواج ممن لا تقبلينه زوجا لك، فهذا مصيرك وهذا حقك. قالت زينب: شكراً يا أبي لأنك منحتني هذا الحق. قال الأب: لست أنا من منحك هذا الحق وانما الاسلام الذي انزله الله من سبع سماوات هو الذي منحك ومنح كل فتاة حق الرفض، فهذه حياة ومصير ومستقبل ان لم تبن على قناعة ورضى وقبول، فلن تدوم وليس لأحد ان يسلبك هذا الحق الذي منحه الله إياك.

هنا يتدخل البراء اخو زينب مخاطبا أباه: ولكن يا أبي هناك نقطة خلاف بيني وبين زينب وهي لا تريد ان تسلم بأن الله تعالى فضل الرجال على النساء! ردت زينب: أنا لم اعترض يا أبي، ولكن الاسلام ساوى بين الرجل والمرأة. قال البراء: لكنك قلت ان الله قدم المرأة على الرجل؟ قالت زينب: ألم يوص الرسول صلى الله عليه وسلم احد صحابته بأمه ثلاث مرات ثم أوصاه بأبيه في الرابعة؟ قال البراء: ولكن الله تعالى قال: “وللرجال عليهن درجة” (البقرة: 228)، قال الأب: هذه الدرجة يا بني مقصورة على حق الرجل في رد زوجته الى عصمته في فترة العدة اذا كان قد اقدم على ابغض الحلال “الطلاق” وان هذا الحق تفرضه طبيعة الموقف، وهي درجة مقيدة في هذا الموضع. قال البراء: وقوله تعالى: “الرجال قوامون على النساء..”؟ قال الأب: اكمل الآية الكريمة ولا تأخذ جزءا من الدين وإنما خذه كاملا مكملا، قال تعالى: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم” (النساء: 34).

لتعلم يا ولدي ان الله خلق الناس ذكرا وانثى على أساس القاعدة الكلية السليمة في الكون، وجعل للمرأة مهام تتحملها، حيث تحمل وتضع وترضع وتؤدي جوانب عاطفية وتربوية سهرا مع الليالي لراحة الابناء وألماً مع الايام اثناء الوضع والرضاع لا يقدره الا من عرف الله حق المعرفة، كذلك الرجل أوكلت له مهمات جسام وهي توفير الحاجات والحماية والمراعاة والتعب في الكد والرزق، وكل هذه المهام مكملة لتلك، ولتعلم ان الله ساوى يا بني بين الرجل والمرأة فيما أنصفه وشرعه وأحقه.

عزيزي القارئ.. لست داعية دينيا أو فكريا ولكنها قصة قرأتها واحببت ان افيد بها غيري ممن يعي معنى عدل الاسلام وانصافه، كحقيقة نوجهها للمغرضين ممن يدعون انه اجحف حقوق المرأة، ولكل من يظن ان القوامة اباحت العنف والعنجهية والتعصب.. حقيقة تدعونا لأن نتكاتف معا، ونعي ان المجتمع مبني على الفطرة السليمة، وان حمايته تقوم على الفهم الصحيح لهذه الفطرة، بعيدا عن التعصب والتزمت والنظرة الدنيوية للأمور.


منقول من جريـدة الخليج ( منبـر القـراء )
كاتب الموضــوع راشد علي أرشود الشحي رأس الخيمة

رسالة اليوم ... 30-10-2004
 
عودة
أعلى