بنت العرب
๑ . . عضو ماسي . . ๑
رب ضارة نافعة
رجع الأستاذ إلى بيته متاخرآ كعادته بعد أن أطال السهر مع أصحابه، وفي هذه المرة نفذت زوجته تهديدها فأبت أن تفتح له الباب، وكان قد اعلمته أنه إن عاد متأخرآ كما هو شأنه فلن تفتح له باب المنزل.
أين يذهب؟ خرج يمشي وساقته قدماه إلى المدرسة، فما كان منه إلا أن ضرب الباب، وفتح له الحارس، ولم يجد صعوبة في الدخول، فالمدرس في مثل هذه القرى له مقام كبير، والفراش والحارس يعظمونه جدآ.
حاول في البداية أن ينام ولكن النوم أبي أن يقترب منه، فوجدها فرصة ثمينة ان يشغل الوقت بتصحيح الكراسات التي تراكمت حتى ملأت الرف، وبذلك يتخلص من امر اشتد غضب الناظر عليه منه. وحين طلع النهار كان صاحبنا قد أنهى تصويب كراساته جميعآ.
وقبل أن يحضر مدرس او تلميذ دخل المدرسة ضيف، وقاده الحارس إلى صاحبنا إذ لم يكن في المدرسة غيره، وأحسن المدرس وفادته، فقد صنع له الشاي، وآنسه بالحديث، وتأخر الناظر عن الحضور، وتأخر بعض المدرسين، فاستشاط الضيف غضبآ، لقد كان مرسلآ من الوزارة للتحقيق في شأن المدرس الذي كثرت شكوى الناظر من تأخره، وعدم قيامه بالواجبات المناطة به، وقد كان المشتكي منه ذلك المدرس الذي نام في المدرسة يصحح الكراسات.
حضر الناظر فوجد مبعوث الوزارة يرغي ويزيد، وعندما بدأ التحقيق علم المحقق أن ذلك الأستاذ الذي حضر إلى المدرسة أول الناس هو المشتكى منه، وطلب منه كراساته فإذا هي في أحسن حال، لقد تحول الحال، فقد كان التقرير المرفوع مرضيآ للمدرس أشد الرضا، بمقدار ما كان مولمآ للناظر أشد الإيلام، ولله في خلقه شؤون
منقول
بنت العرب
رجع الأستاذ إلى بيته متاخرآ كعادته بعد أن أطال السهر مع أصحابه، وفي هذه المرة نفذت زوجته تهديدها فأبت أن تفتح له الباب، وكان قد اعلمته أنه إن عاد متأخرآ كما هو شأنه فلن تفتح له باب المنزل.
أين يذهب؟ خرج يمشي وساقته قدماه إلى المدرسة، فما كان منه إلا أن ضرب الباب، وفتح له الحارس، ولم يجد صعوبة في الدخول، فالمدرس في مثل هذه القرى له مقام كبير، والفراش والحارس يعظمونه جدآ.
حاول في البداية أن ينام ولكن النوم أبي أن يقترب منه، فوجدها فرصة ثمينة ان يشغل الوقت بتصحيح الكراسات التي تراكمت حتى ملأت الرف، وبذلك يتخلص من امر اشتد غضب الناظر عليه منه. وحين طلع النهار كان صاحبنا قد أنهى تصويب كراساته جميعآ.
وقبل أن يحضر مدرس او تلميذ دخل المدرسة ضيف، وقاده الحارس إلى صاحبنا إذ لم يكن في المدرسة غيره، وأحسن المدرس وفادته، فقد صنع له الشاي، وآنسه بالحديث، وتأخر الناظر عن الحضور، وتأخر بعض المدرسين، فاستشاط الضيف غضبآ، لقد كان مرسلآ من الوزارة للتحقيق في شأن المدرس الذي كثرت شكوى الناظر من تأخره، وعدم قيامه بالواجبات المناطة به، وقد كان المشتكي منه ذلك المدرس الذي نام في المدرسة يصحح الكراسات.
حضر الناظر فوجد مبعوث الوزارة يرغي ويزيد، وعندما بدأ التحقيق علم المحقق أن ذلك الأستاذ الذي حضر إلى المدرسة أول الناس هو المشتكى منه، وطلب منه كراساته فإذا هي في أحسن حال، لقد تحول الحال، فقد كان التقرير المرفوع مرضيآ للمدرس أشد الرضا، بمقدار ما كان مولمآ للناظر أشد الإيلام، ولله في خلقه شؤون
منقول
بنت العرب