حسن بن رحمة
๑ . . عضو بقراطيسة . . ๑
- التسجيل
- 23 مارس 2005
- رقم العضوية
- 3319
- المشاركات
- 38
- مستوى التفاعل
- 0
- الجنس
السلام عليكم
أردت ان انقل لكم هذه المقالة الصادرة في العدد 8259 من جريدة الخليج واللتي تتكلم عن رحلة الرحالة الألماني هيرمان بوريخارت الى الخليج خلال عامي 1903 – 1904 وقد اخترت الجزء الخاص برؤوس الجبال.
و أخيرا و الثاني و العشرين من فبراير / شباط أبحرنا و كان الريح طيبه و عندما انذر الطقس من بعد ظهر اليوم الثالث و العشرين بأنه سيكون سيئــــا ، اقترحت تقصير الاشرعة أما القبطان فقال : لا يحدث شيء الا بمشيئة الله و كان هؤلاء القوم قد غرقت سفنهم عند شواطيء رأس مسندم و نجو بحياتهم بأعجوبة قبل ستة اسابيع و حالما هبت العاصفة كان ينبغي استادرة السفينة و عدنا ادارجنا ووجدنا انفسنا في البقعة ذاتها التي كنا فيها قبل ذلك بأربعة و عشرين ساعة و بالقرب من قرية ميان صعدنا الى اليابسة لنتزود ببعض الماء و غير بعيد من الشاطيء ابصرنا مزارع نخيل كبيرة و مزارع بصل و كان المكان نفسه على مسافة نصف ساعة بالبر عند سفح جبل عالي و كان هناك حوالي مائة كوخ حجري ووجدت الاهالي هناك ودودين الأخلاق .
و بدأت تضاريس الساحل تتسم بالخشونة و القسوة قرب رأس الخيمة فالصخور ترتفع عاليا في البحر ، و بعد ان تجاوزنا قرى صيد السمك الصغيرة و هي الرمس ، فدرا ( ربما يقصد فضغاء ) و بخاء واجهنا منطقة رأس الشيخ مسعود و ابحرنا ما بين اليابسة و الصخور و كانت هناك تيارات دائمة و كان بوسع المرء مقارنة المنطقة حول رأس مسندم بالساحل النرويجي مع الأخذ بعين الاعتبار صفحة الصخر الشديدة الانحدار و الأزقة البحرية و في هذه المنطقة عثرنا على ثلاثة آبار فيها ماء عذب يصلح للشرب ، و بدأ الخليج كأنه بحيرة جبلية صغيرة و عميقة ماؤها صافٍ كالكريستال و تمتلأ بأنواع مختلفة من السمك الملون.
في السابع و العشرين من فبراير / شباط وصل بوريخارت الى كمزار ، و كمزار كما ذكرها لوريمر في كتابه دليل الخليج الذي أعد في بداية القرن العشرين : مدينة صغيرة على ساحل عمان و هي عاصمة فرع بني شتير المنحدرين من قبيلة الشحوح و تقع عند قاعدة الخليج في الواجهه الشمالية من منطقة رؤوس الجبال ،و تتألف المدينة من 600 منزل من الحجر يملكها بنو شتير و يعمل سكانها في صيد الأسماك و ليس لديهم زراعة من أي نوع و لديهم أربعين الى خمسين قارب صيد ، و خمس سفن و تبحر هذه السفن الى جزيرة قشم و دبي و مسقط ، محملة بشحنات من السمك المملح و زعانف القرش .
و يقول بوريخارت عن كمزار, بدت البلدة عن بعد و كأن الصخور قريبة من البحر ، و بعد ان رسونا اتضح أن المكان اقرب الى ان يكون ارضا داخلية و كانت هناك منازل حجرية بسيطة و لم يكن يطاولها في العلو سوى المسجدين الأبيضين الكبيرين ، و انتظرنا عيد الأضحى و نزلنا ضيوفا على الشيخ الذي أكرم وفادتنا و أكرمنا غاية الكرم ، إلا أنه كان يحظر علي إلتقااط الصور ، و كنت احتاج الى تصريح مكتوب من فيصل إمام مسقط و من المفترض أن طقس كمزار حار و غير صحي حيث يتحول هذا المكان في الصيف الى بقعة مهجورة تماما ، أما الشيخ الذي خشي من انني اريد ان امكث هنا لبعض الوقت فأخبرني بأنه ما من غريب مكث لأكثر من 10 أيام في كمزار دون أن يقضي نحبه .
و يستمر بوريخارت في وصفه لرحلته البحرية الى مسقط ( في الأول من مارس / آذار 1904 ) غادرنا كمزار و تمكنا بعد جهد كبير من عبور رأس مسندم و الجزيرة التي تحمل الإسم نفسه ، و أرغمتنا عاصفة هوجاء و وابل من المطر المصاحب لها ، على الفرار الى المكان الجميل صلة الحجاج و رافقت البحارة لجلب الماء من اليابسة و استضافوني في أحد المنازل و قدموا لي القهوة و التمر و ظنوا اننا اتراك مسلمون من اسطنبول و في اليوم التالي قمت بتصوير الخليج بأسره من اليابسة و عندما كنا نجلس في المنزل المذكور لاحظ خادمي على الفور ان احد العرب الحاضرين أعاد القهوة و اختفى سريعا !
و قد ارتاب ذلك الرجل على انني غير مسلم و انطلق لما أقر من وجود شخص نجس كافر أجنبي و جاسوس .
و قد لاحظ أحدهم انني كنت التقط صورا فوتغرافية ، فصعد بعض السكان الى ظهر المركب و وجهوا اللوم للربان لاحضاره رجلا نجسا ، و عندما فتشوا أمتعتي و جدوا كتابا عربيا ، و قاله لهم النوخذة ، انني لا يمكن ان أكون نجسا في الوقت الذي أقرأ فيه كتابا عربيا ..
و يبدوا أنهم اقتنعوا و غادرا المركب ، و أبحرنا و استمرت الرحلة بين الجزيرة و رأس ليما حتى خور فكان و كانت الأماكن الواقعة على ساحل الباطنة تتألف من مزارع مسورة تم تشييد أكواخ عدة بداخلها و قدمني بحارة السفينة بصفتي ألمانيا من مكة و جنديا من جنود سلطان القسطنطينة عندما ذهبنا لشراء بعض الدجاج و البيض .
الوصول الى الباطنة :
...........................................
(( حتى هنا وقفت ، و قلت أن ندع الباطنة و شأنها ، أهم شيء اني نقلت لكم زيارته لرؤوس الجبال منذ دخوله حتى خروجه منها ))
تحياتي...بن رحمة