الساحق الخاطف
๑ . . عضو ماسي . . ๑
- التسجيل
- 15 مايو 2005
- رقم العضوية
- 3625
- المشاركات
- 1,554
- مستوى التفاعل
- 8
- العمر
- 39
- الجنس
- الإقامة
- My Lovely Country U A E
في تبعات الحياة اليومية قد تصادفنا مواقف مليئة بالحب والعطاء ، تجعل في داخلك نوعاً فريداً من التفرد بما يحتوي قلبك ، وهنالك أشخاص قد يقابلون الحب بالحب وهناك من يقابلونه باللامبالاة ؛ أنت أيها الشخص أينما كنت وحيثما وجدت ستحس يوماً بنوع من الفقدان لذلك العطاء ، وحينها ستشعر بالندم .. بالكثير من الندم ، قف للحظة وانظر إلى من هم حولك .. فإنك ستفقدهم في يوم لم تبالي فيه ..
لازالت المدرّسة تتابع شرح الدرس ، وهاجر تغوص في غياهب الماضي ، تدور في دوامة تجمع فيها بعضاً من رواسب الذكريات ، تقف أمام موقف وآخر وتستحضر تلك اللحظات وكل ما حوته من ألوان المشاعر ..
أسماء : عليك أن تجد حلاً ..
سالم ( وهو يخلع ملابسه ) : ألن تكفي عن هذا الموال ..
أسماء : حياتنا أصبحت لا تطاق ، والأطفال صاروا يشتكون ..
سالم ( يلتفت إليها وملامح الغضب تغطي محياه ) : ما الذي تريدينني أن أفعله أكثر من ذلك ؟
أسماء : أريد منزلاً خاصاً بي وبك وبأطفالنا ، إلى متى سنظل في هذه الشقق وإيجاراتها المرتفعة ..
سالم : ألست أنتِ من اقترح فكرة الشقق ؟؟ متى تستقرين على حال ؟؟ لقد أفقدتني صوابي يا امرأة .... ( ثم يتمدد على السرير لينال قسطاً من الراحة )
أسماء ( وهي في مكانها واقفة ) : أتدري لم فضّلت الشقق ؟؟ لأني ضقت ذرعاً بطلبات أمك وجنون والدك .. لم أعد أحتمل هذه الحياة ( وتتغير نغمة الصوت من الغضب إلى الحزن .. وما هي لحظات إلا والدموع تجري من مقلتيها )
سالم ( يجلس بعد أن كان مستلقياً ) : لم تكرهينهما إلى هذا الحد ، أنتِ بمثابة الابنة لهما ومع ذلك فإنك ....
أسماء ( تقاطعه بعصبية والدموع لازلت في جريان مستمر ) : كف عن هذا أرجوك .. أمك لطالما عاملتني على إني غريبة .. ووالدك .. كيف أصفه ؟؟ إنه الجنون بذاته وبعباراته التي لا تطاق ..
سالم ( والشرر يكاد يتطاير من عينيه ) : اصمتي بربك .. أي نوع من النساء أنتِ .. لا تفكرين إلا بنفسك .. لم تفكري يوما بي وبأطفالي وعائلتي ..
أسماء ( وهي لا تزال في حالتها التي خرجت عن السيطرة ) : أووه .. أصبحت أنا الآن أنانية ..أنت لا تكترث لشيء .. لم تسأل يوماً عما يريده الأطفال أو ما يحبونه .. أنا التي كنت ألبي كل رغباتهم .. أنا التي كنت أرعاهم .. أنا كنت دائماً إلى جانبهم .. وأنت دائماً تفكر بنفسك ..
سالم ( يقف ويتجه إلى ملابسه ويعود ويلبسها ) :الكلام معك لا فائدة منه .. ( ويخرج من الغرفة على عجل )
أسماء : عد ..إلى أين تذهب ...؟؟
وعند باب الصالة
هاجر : إلى أين يا أبي ؟؟ ( والدموع تلمع في عينها )
سالم ( بغضب وبلامبالاة ) : اسألي أمك الموصون ..
أسماء : هاجر .. عودي إلى غرفتك ..
وتنطلق هاجر بسرعة .. وأصوات الصراخ لازالت تتعالى على مسامعها ..
هـــــاجـــــر ... هــــــاجــــر ..
وتخرج هاجر من تلك الدوامة على صوت الأخصائية الاجتماعية ..
الأخصائية : هاجر ؟!
هاجر ( تقف وهي في خوف وخجل ) : نعم ...
الأخصائية : تعالي معي قليلاً ..
تلتفت هاجر وتنظر إلى معلمتها التي ظهرت عليها علامات الإيجاب ..
وخارج غرفة الصف
الأخصائية : من حسن حظك أن الأستاذة سعاد تقدر ظروفك ..
هاجر : أنا شاكرة لها ..
الأخصائية : أريدك يا هاجر أن تعلمي أني أفعل ذلك لأجلك ولأجل صديقتي العزيزة كذلك .. وأنت تعلمين جيداً مدى صعوبة مراس جدك وكذا الحال هو بالنسبة لوالدك ..
هاجر ( وهي في حديث مع نفسها ) : أعذار .. تقدمها لي لتظهر هي بمظهر الإنسانة العطوفة .. إنها حتى نست أنهما هما من صرفا علي منذ صغري .. ( تنظر إليها وتعود تكمل هذا الحديث الباطني ) إنها تعيد هذه الأسطوانة المعهودة في كل لقاء ..
وفي غرفة الأخصائية الاجتماعية جلست سيدة تعدت الثلاثين من عمرها ..
الأخصائية ( وهي تقف أمام باب الغرفة ) : أترككما لتأخذا راحتكما ..
أسماء : شكراً يا هدى ..
هاجر ( تراقب الباب إلى أن أغلق .. ثم تلتفت إلى والدتها ) : مرحباً أمي ..
أسماء ( تضم هاجر بقوة وتحدثها بصوت ممزوج بالفرح والحزن ) : صغيرتي .. كم اشتقت إليك .. ( تمسح الدموع التي لم تحتمل الحبس أكثر من ذلك ) : كم تكبرين بسرعة .. هيا اجلسي بقربي واخبريني عن أحوال إخوانك وأخواتك ..
هاجر ( تجلس بقرب والدتها .. وتجيبها بصوت حزين ) : كلنا مشتاقون لرؤيتك ..
أسماء : أخبريني عن إخوانك وأخواتك تباعاً ..
هاجر ( ونغمة الحزن لازلت تغطي صوتها ) : أحمد قد انضم إلى الشرطة بعد أن أنهى الجامعة الصيف الماضي .. وعائشة لا تزال في الجامعة .. وقد غيرت تخصصها هذه المرة إلى اللغة الإنجليزية .. ومريم لا تزال في المرحلة الإعدادية وقد لحقتها الآن فاطمة فقد أنهت السنة الفائتة المرحلة الابتدائية العليا .. وبدر لا يزال في المرحلة الابتدائية ..
حكت هاجر لوالدتها بعض تفاصيل حياتهم ، واتجه جل حديثها عن الرخاء والراحة التي هم فيها .. كانت تريد أن تسمع كلمة شكر تقدمها والدتها لوالدها ..
أسماء ( وهي تبتسم ) : وما أخبار راشد ورقية ؟ أرى أنك لم تذكريهما البتة في حديثك ..
هاجر ( تحس بنوع من الغصة ) : راشد يتصل في المناسبات وكذا هو حال رقية ..
أسماء : ومتى آخر مرة رأيتهما ؟؟
هاجر ( وهي تبعد نظرها عن والدتها ) : لا أذكر .. منذ فترة ..
أسماء ( ابتسامة صفراء تكتسح وجهها ) : لا بأس .. ( تنظر للساعة المعلقة على الحائط ) اووووه .. لقد تأخرت .. على أن أعود للعمل .. بلغي سلامي لإخوانك وأخواتك ( تقبلها على عجل وتسرع إلى مقبض الباب )
هاجر : كيف هو معك ؟
أسماء ( وكأن أحدهم قد سكب عليها ماءً بارداً ويدها لا تزال على المقبض ) : من ... من تقصدين ؟!
هاجر : زوجك ..
أسماء ( وبصوت شبه مبحوح ) : أفضل من سابقيه ( تخرج بسرعة دون أن تلتفت لهاجر )
هاجر ( وهي تحدث نفسها ) : أفضل .. أهناك من هو أفضل من والدي الحليم .. رغم سرعة ثورانه فقد كان حليماً معها .. إنها حتى لم تسأل عن أحواله أو عن أحوال جدّي .. كأنهم لم يكونوا يوماً جزاءاً من حياتها .. أي نوع من البشر أنتِ ..
وهنا تذكرت هاجر الجملة التي طالما رددها والدها عندما كان والدها يغضب ويثور على والدتها .. ( أي نوع من النساء أنتِ )
لازالت المدرّسة تتابع شرح الدرس ، وهاجر تغوص في غياهب الماضي ، تدور في دوامة تجمع فيها بعضاً من رواسب الذكريات ، تقف أمام موقف وآخر وتستحضر تلك اللحظات وكل ما حوته من ألوان المشاعر ..
أسماء : عليك أن تجد حلاً ..
سالم ( وهو يخلع ملابسه ) : ألن تكفي عن هذا الموال ..
أسماء : حياتنا أصبحت لا تطاق ، والأطفال صاروا يشتكون ..
سالم ( يلتفت إليها وملامح الغضب تغطي محياه ) : ما الذي تريدينني أن أفعله أكثر من ذلك ؟
أسماء : أريد منزلاً خاصاً بي وبك وبأطفالنا ، إلى متى سنظل في هذه الشقق وإيجاراتها المرتفعة ..
سالم : ألست أنتِ من اقترح فكرة الشقق ؟؟ متى تستقرين على حال ؟؟ لقد أفقدتني صوابي يا امرأة .... ( ثم يتمدد على السرير لينال قسطاً من الراحة )
أسماء ( وهي في مكانها واقفة ) : أتدري لم فضّلت الشقق ؟؟ لأني ضقت ذرعاً بطلبات أمك وجنون والدك .. لم أعد أحتمل هذه الحياة ( وتتغير نغمة الصوت من الغضب إلى الحزن .. وما هي لحظات إلا والدموع تجري من مقلتيها )
سالم ( يجلس بعد أن كان مستلقياً ) : لم تكرهينهما إلى هذا الحد ، أنتِ بمثابة الابنة لهما ومع ذلك فإنك ....
أسماء ( تقاطعه بعصبية والدموع لازلت في جريان مستمر ) : كف عن هذا أرجوك .. أمك لطالما عاملتني على إني غريبة .. ووالدك .. كيف أصفه ؟؟ إنه الجنون بذاته وبعباراته التي لا تطاق ..
سالم ( والشرر يكاد يتطاير من عينيه ) : اصمتي بربك .. أي نوع من النساء أنتِ .. لا تفكرين إلا بنفسك .. لم تفكري يوما بي وبأطفالي وعائلتي ..
أسماء ( وهي لا تزال في حالتها التي خرجت عن السيطرة ) : أووه .. أصبحت أنا الآن أنانية ..أنت لا تكترث لشيء .. لم تسأل يوماً عما يريده الأطفال أو ما يحبونه .. أنا التي كنت ألبي كل رغباتهم .. أنا التي كنت أرعاهم .. أنا كنت دائماً إلى جانبهم .. وأنت دائماً تفكر بنفسك ..
سالم ( يقف ويتجه إلى ملابسه ويعود ويلبسها ) :الكلام معك لا فائدة منه .. ( ويخرج من الغرفة على عجل )
أسماء : عد ..إلى أين تذهب ...؟؟
وعند باب الصالة
هاجر : إلى أين يا أبي ؟؟ ( والدموع تلمع في عينها )
سالم ( بغضب وبلامبالاة ) : اسألي أمك الموصون ..
أسماء : هاجر .. عودي إلى غرفتك ..
وتنطلق هاجر بسرعة .. وأصوات الصراخ لازالت تتعالى على مسامعها ..
هـــــاجـــــر ... هــــــاجــــر ..
وتخرج هاجر من تلك الدوامة على صوت الأخصائية الاجتماعية ..
الأخصائية : هاجر ؟!
هاجر ( تقف وهي في خوف وخجل ) : نعم ...
الأخصائية : تعالي معي قليلاً ..
تلتفت هاجر وتنظر إلى معلمتها التي ظهرت عليها علامات الإيجاب ..
وخارج غرفة الصف
الأخصائية : من حسن حظك أن الأستاذة سعاد تقدر ظروفك ..
هاجر : أنا شاكرة لها ..
الأخصائية : أريدك يا هاجر أن تعلمي أني أفعل ذلك لأجلك ولأجل صديقتي العزيزة كذلك .. وأنت تعلمين جيداً مدى صعوبة مراس جدك وكذا الحال هو بالنسبة لوالدك ..
هاجر ( وهي في حديث مع نفسها ) : أعذار .. تقدمها لي لتظهر هي بمظهر الإنسانة العطوفة .. إنها حتى نست أنهما هما من صرفا علي منذ صغري .. ( تنظر إليها وتعود تكمل هذا الحديث الباطني ) إنها تعيد هذه الأسطوانة المعهودة في كل لقاء ..
وفي غرفة الأخصائية الاجتماعية جلست سيدة تعدت الثلاثين من عمرها ..
الأخصائية ( وهي تقف أمام باب الغرفة ) : أترككما لتأخذا راحتكما ..
أسماء : شكراً يا هدى ..
هاجر ( تراقب الباب إلى أن أغلق .. ثم تلتفت إلى والدتها ) : مرحباً أمي ..
أسماء ( تضم هاجر بقوة وتحدثها بصوت ممزوج بالفرح والحزن ) : صغيرتي .. كم اشتقت إليك .. ( تمسح الدموع التي لم تحتمل الحبس أكثر من ذلك ) : كم تكبرين بسرعة .. هيا اجلسي بقربي واخبريني عن أحوال إخوانك وأخواتك ..
هاجر ( تجلس بقرب والدتها .. وتجيبها بصوت حزين ) : كلنا مشتاقون لرؤيتك ..
أسماء : أخبريني عن إخوانك وأخواتك تباعاً ..
هاجر ( ونغمة الحزن لازلت تغطي صوتها ) : أحمد قد انضم إلى الشرطة بعد أن أنهى الجامعة الصيف الماضي .. وعائشة لا تزال في الجامعة .. وقد غيرت تخصصها هذه المرة إلى اللغة الإنجليزية .. ومريم لا تزال في المرحلة الإعدادية وقد لحقتها الآن فاطمة فقد أنهت السنة الفائتة المرحلة الابتدائية العليا .. وبدر لا يزال في المرحلة الابتدائية ..
حكت هاجر لوالدتها بعض تفاصيل حياتهم ، واتجه جل حديثها عن الرخاء والراحة التي هم فيها .. كانت تريد أن تسمع كلمة شكر تقدمها والدتها لوالدها ..
أسماء ( وهي تبتسم ) : وما أخبار راشد ورقية ؟ أرى أنك لم تذكريهما البتة في حديثك ..
هاجر ( تحس بنوع من الغصة ) : راشد يتصل في المناسبات وكذا هو حال رقية ..
أسماء : ومتى آخر مرة رأيتهما ؟؟
هاجر ( وهي تبعد نظرها عن والدتها ) : لا أذكر .. منذ فترة ..
أسماء ( ابتسامة صفراء تكتسح وجهها ) : لا بأس .. ( تنظر للساعة المعلقة على الحائط ) اووووه .. لقد تأخرت .. على أن أعود للعمل .. بلغي سلامي لإخوانك وأخواتك ( تقبلها على عجل وتسرع إلى مقبض الباب )
هاجر : كيف هو معك ؟
أسماء ( وكأن أحدهم قد سكب عليها ماءً بارداً ويدها لا تزال على المقبض ) : من ... من تقصدين ؟!
هاجر : زوجك ..
أسماء ( وبصوت شبه مبحوح ) : أفضل من سابقيه ( تخرج بسرعة دون أن تلتفت لهاجر )
هاجر ( وهي تحدث نفسها ) : أفضل .. أهناك من هو أفضل من والدي الحليم .. رغم سرعة ثورانه فقد كان حليماً معها .. إنها حتى لم تسأل عن أحواله أو عن أحوال جدّي .. كأنهم لم يكونوا يوماً جزاءاً من حياتها .. أي نوع من البشر أنتِ ..
وهنا تذكرت هاجر الجملة التي طالما رددها والدها عندما كان والدها يغضب ويثور على والدتها .. ( أي نوع من النساء أنتِ )