[align=center]صباح اليوم استيقظتُ على صياح الديك
وهي عادة أحببتها أيام طفولتي
أن أفتح عيني دون أن أدري فأسمع صياحه .. أنهض راكضةً لأختلس النظر إليه وإلى وقوفه في الأعلى .. فأُمضي الدقائق أنظر فيه إلى الأفق .. إلى عالمي الخاص .. عالم ما وراء الأفق .. حتى تستيقظ الشمس لتعاكس عيني بأشعتها الذهبية فأعود إلى واقعي ضاحكة مستمتعة بالحياة
اليوم وبعد كل هذه السنوات .. استيقظت على صياح الديك وأكملت عادتي دون شعور مني .. إلى أن وقفت حالمة ناظرةً إلى عالمي لِأُصدم بعدم وضوح معالمه ووجود ضباب يغشاه ..
آلمني أني لم أعد أستطيع العيش سوى هنا في هذا العالم دون أن أحضى بعالم آخر أرى فيه كل ما أحب وأرجو
آلمني أني كبرت على أن أحلم
حقاً ؟ !! ... لحظة تذكرت .. ألم أستيقظ من النوم لتوي دون أن أضع في عيني تلك العدسات الطبية التي اعتدت على وضعها ؟ .. أليست هي سبب عدم وضوح ذاك الأفق وعالمي ما وراء الأفق ؟ ..
أجل هذا هو السبب ... والحل أمامي ... إذاً مازلت أستطيع العيش في عالمي ... لم أكبر على أن أحلم ...
لم يتغير أي شيء سوى أن نظري ضعف ،، أو ربما لم يتغير أي شيء سوى أني نسيت أن أحيا كطفلة ! .. تلك الطفلة التي لم تحزن لمعاكسة أشعة الشمس لها وحرمانها من الحياة في عالمها .. إنما بادلتها الابتسامة .. [/align]