• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

الشرك و المعاصي من أسباب "الزلزال"سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

آل بهلـول

๑ . . عضو مخضرم . . ๑
التسجيل
29 يونيو 2008
رقم العضوية
9183
المشاركات
7,351
مستوى التفاعل
1,077
العمر
42
الجنس
الإقامة
~** قلبي في المسجد **~

بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز :الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه ،

أما بعد : فإن الله - سبحانه وتعالى - حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به ، وهو - سبحانه - يخلق ما يشاء من

الآيات ، ويقدرها تخويفًا لعباده وتذكيرًا لهم بما يجب عليهم من حقه ، وتحذيرًا لهم من الشرك به ومخالفة أمرهوارتكاب نهيه كما قال الله - سبحانه - :

﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا﴾ . [ الإسراء : 59 ]، وقال - عز وجل - : ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِيالآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ

أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ . [ فصلت : 53 ]، وقال تعالى : ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ

بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ . [ الأنعام : 65 ] . الآية .

وروى البخاري في " صحيحه " عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : لما نزل قول الله تعالى : ﴿قُلْ

هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أعوذ بوجهك قال : ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾


. قال : أعوذ بوجهك .

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية : ﴿قُلْ هُوَالْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ . قال : الصيحة والحجارة والريح

. ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ . قال : الرجفة والخسف

ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها - سبحانه - عباده . وكل ما يحدث في الوجود

من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعًا من الأذى ، كله بأسباب الشرك والمعاصي ، كما قال الله - عز وجل - : ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ

فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ . الشورى : 30 ، وقال تعالى : ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ . النساء : 79

، وقال تعالى عن الأمم الماضية : ﴿فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ

أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ . العنكبوت 40


فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم ، التوبة إلى الله - سبحانه - ، والاستقامة على دينه ،والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك

والمعاصي ، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور ، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء ، ويمنحهم كل خير ،كما قال -

سبحانه - : ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواوَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) . الأعراف : 96 ،

وقال تعالى في أهل الكتاب : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَاأُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ . المائدة : 66 ، وقال

تعالى : ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ

إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ . الأعراف : 97 - 99


وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه : ( وقد يأذن الله - سبحانه - للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من

ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله - سبحانه - ، والندم كما قال بعض السلف ، وقد زلزلت الأرض : " إن

ربكم يستعتبكم " .

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقد زلزلت المدينة ، فخطبهم ووعظهم ، وقال : " لئن عادت لا أساكنكم فيها " ... . انتهى كلامه - رحمه

الله - .

والآثار في هذاالمقام عن السلف كثيرة .

فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف ، والرياح الشديدة ، والفيضانات البدار بالتوبة إلى الله - سبحانه - ، والضراعة إليه وسؤاله

العافية ، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال - صلى الله عليه وسلم - عند الكسوف : ) فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره).

ويستحب - أيضًا - رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ارحموا ترحموا )،( الراحمون يرحمهم الرحمن ،

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من لا يرحم لا يرحم ) .

وروي عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة : أن يتصدقوا .

ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء ، مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء ،وإلزامهم بالحق وتحكيم شرع الله فيهم ، والأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر كما قال - عز وجل - : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ

وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ . التوبة : 71، وقال - عز وجل - : ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ

لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُاالزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ . الحج : 40 - 41،

وقال - سبحانه - : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ . الطلاق : 2 - 3 والآيات في

هذا المعنى كثيرة .

وقال - صلى الله عليه وسلم - : (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته . ( متفق على صحته ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : (من نفس عن

مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلمًا ستره الله

في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . (رواه مسلم في " صحيحه " . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعًا ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يمنحهم الاستقامة عليه ، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب ،

وأن يصلح ولاة أمر المسلمين جميعًا ، وأن ينصر بهم الحق ، وأن يخذل بهم الباطل ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده،وأن يعيذهم وجميع

المسلمين من مضلات الفتن ، ونزغات الشيطان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تنبيه: الموضوع منقول من باب الأمانة العلمية.
 

من أنا

๑ . . عضو فضي . . ๑
التسجيل
5 مارس 2009
رقم العضوية
10170
المشاركات
970
مستوى التفاعل
34
الجنس
رد: الشرك و المعاصي من أسباب "الزلزال"سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

بارك الله فيك آل بهلول على الموضوع..

في ميزان حسناتك ..
اختك لحن المطر ...


و على فكرة خلاص عرفوني و اعترفت خخخ..
تستااااااااااااااااااااااااهل التقيييييييم ..
 

2Vؤ¬P

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
30 أكتوبر 2008
رقم العضوية
9737
المشاركات
1,123
مستوى التفاعل
35
الجنس
الإقامة
{دٍٍِبيتنماااااااا...
رد: الشرك و المعاصي من أسباب "الزلزال"سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

تسلم ال بهلول ع المواضع



ثاااانكس
 

بنت احرار

๑ . . عضو فعال . . ๑
التسجيل
19 يونيو 2008
رقم العضوية
9134
المشاركات
446
مستوى التفاعل
28
الجنس
الإقامة
أعتقد في بالهــ
رد: الشرك و المعاصي من أسباب "الزلزال"سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

فعلا أخي ..
انا تابعت من فترة برنامج على إذاعة القرآن في السعودية في شيخ فاضل ذكر نفس الكلام..
جزيت خيرا ..
 

چھٱٳڒ ٱٳݥݩ ٱڷډۇڵہ

๑ . . عضو ذهبي . . ๑
التسجيل
22 أكتوبر 2009
رقم العضوية
11111
المشاركات
3,037
مستوى التفاعل
82
الجنس
الإقامة
قمة إيفرست
رد: الشرك و المعاصي من أسباب "الزلزال"سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

ثاااانكس ع الموضوع
 
عودة
أعلى