بخاوي
๑ . . عضو فضي . . ๑
هو زايد بن سلطـان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان. وهذا الأخير كان يتزعم قبيلة البو فلاح التي استوطنت أبوظبي عام 1760 م.
يعتبر الشيخ شخبوط بن ذياب المؤسس الأول لإمـارة أبوظبي وقد حكم في الفترة مابين 1793 إلى 1816 ، إذ يقترن عهده بنقل مركز حكمه من واحة ليوا إلى جزيرة أبوظبي.
ولد زايد القائد عام 1918 في قلعة الحصن التي بناها والده الشيخ سلطان الذي حكم خلال الفترة 1922-1926 في مدينة العين ، وكان ترتيبه الرابع بين إخوته ، والرابع عشر في سلسة آل نهيان وسمي زايدا تيمنا جده لأبيه زايد الكبير أمير قبيلة بنى ياس وأستمر حاكما لإمـارة أبو ظبي من عام 1855 حتى عام 1909.
تولى زايد الكبير الإمارة في العشرين من عمره ورغم صغر سنه كان يتمتع بالذكاء والشجاعة وحسن التصرف بمعاملة الآخرين مما أعطــاه شعبية كبيرة بين رعاياه.وانتشرت هذه السمعة الطيبة إلى معظم القبائل العربية المحيطة بإمــارة أبوظبي. كما أستطاع أن يكسب الصداقة وحسن الجوار مع حكام الإمــارات والدول المجاورة من خلال علاقته الطيبة ومعاملته الحسنة. ولسوف يتبين لنا أن هذه الصفات هي نفسها التي شكلت جزءا من شخصية زايد الصغير الفذة فكأن زايد الكبير هو المتجسد في شخصية زايد الصغير.
عندما أصبح فتاً يافعاً كـان قد أتقن فنون القتال ، كما كان شديد الميل إلى المغامرة و تحدي الصحراء المترامية الأطراف لكشف المجهول. كما تعلم ممارسة هواية الصيد بالصقور و البندقية و هو في السادسة عشر و برع فيهما، لكنه في مرحلة لاحقة اكتفى بالصيد بالصقور دون البندقية. وفي أسباب ذلك يقول الشيخ زايد :
(في ذات يوم ذهبت لرحلة صيد في البراري . وكانت الطرائد قطيعاً وافراً من الظباء يملأ المكان من كل ناحية . فجعلت أطارد الظباء وأرميها . وبعد حوالي ثلاثة ساعات قمت أعد ما رميته من الظباء فوجدتها أربعة عشر ظبيا ، عندئذ فكرت في الأمر طويلا وأحسست أن الصيد بالبندقية إنما هو حملة على الحيوان وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه . فعدلت عن الأمر واكتفيت بالصيد بالصقور ) .
وإذا كان هذا دأبه مع الحيوان ، فكيف تكون حاله مع الإنسان ؟
و كل هذا لم يمنعه من كسب العلم و المعرفة ، كان مولعا بالأدب و مهتما بمعرفة وقائع العرب و أيامهم ، كما كان يستمتع بالجلوس مع كبار السن ليستمع إلى سردهم لقصص الأجداد و بطولاتهم.
لا عجب أن يكون زايد شخصية متميزة و ذلك لما اكتسب من حميد خصال والدته الشيخة " سلامة " ، و مما سمعه عن سيرة النبي الكريم _صلى الله عليه و سلم_ و من شاعره المفضل " المتنبي" الذي كان يحفظ معظم شعره.
كان عليه أن يتحمل المسؤولية التاريخية ، و هو ابن العائلة الحاكمة و المحبوبة أبا عن جد، لذلك انتقل من قلعة الحصن إلى قلعة المويجعي عام 1946، بصفته حاكم للمنطقة الشرقية حيث ذاعت شهرته من خلال معاملته الحسنة للناس، و مساعدته لهم لحل مشاكلهم.
وفي عام 1953 بدأ زايد يتعرف على العالم الخارجي ، وكانت رحلته الأولى إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة ، وسويسرا ، ولبنان ، و العراق , مصر وسوريا والهند وإيران وباكستان وفرنسا ومن خلال هذه الزيارات أصبح زايد أكثر اقتناعا بمدى حاجة البلاد إلى الإصلاح والتقدم والنهوض بها بسرعة بعد لمس المسافة الشاسعة التي تفصل بين وطنه وبين تلك الدول الناهضة .
وقال هو نفسه وهو يروي ذكرياته عن هذه الفترة من حياته :
( كانت أحلامي كثيرة ، وكنت أحلم بأرضنا تواكب حضارة العالم الحديث ، ولكني لم أكن أستطيع أن أفعل شيئا كبيرا . لم يكن في يدي ما يحقق الأحلام ، ولكنني كنت واثقا أن الأحلام سوف تتحقق في أحد الأيام) .
ويبدو أنه كان يقرأ الغيب . فذات يوم من عام 1962 وقع حدث غير تاريخ هذه البقعة من العالم . وأعاد صياغة الحياة على أرض أبوظبي و المنطقة كلها . لقد تفجر البترول في أبوظبي .
فرح الشعب بقدومه .. فقد كان يرقب عن كثف نجاح تجربته في مدينة العين وكيف استطاع أن ينهض بها بدون إمكانيات بل بالقليل من المال والكثير من العرق .
وعندما جاء حاكما لإمارة أبوظبي كانت دعوته الأولى للمواطنين (لا وقت للضياع .. وكل الوقت يجب أن يكون للعطاء ) .
وحدد زايد منذ اليوم الأول له في موقع المسؤولية أهدافه ونظرته إلى دخل البترول باعتباره وسيلة لاغية، ولخص في كلمات موجزة فلسفته ( لا فائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب ) وقال : (إن البترول ليس هو العصا السحرية التي تحول الصحراء القاحلة إلى جنات وارفة الظلال ) .
كان يؤمن بأن البترول عاملا مساعدا ، ولكنه لا يزيد عن كونه أداة في يد الشعب ولا بد للقيادة المستنيرة أن تحسن استغلال الإمكانيات وتعمل على بناء الإنسان .
وبدأت أبوظبي تدخل عالم التخطيط في كل النواحي .كل خطوة مدروسة بعناية .
وبدأ زايد في إرسال قواعد الإدارة الحكومية وتنظيمها على أسس عصرية وتنفيذ مشروعات سريعة ،وأخرى طويلة الأجل في شتى أنشطة الحياة .
ودارت عجلة العمل لتسابق عجلة الزمن ،و تحقق الحلم القديم في زمن قياسي و الصور التي التقطت لأبوظبي عام 1966 تشهد بشكل صارخ على هذه الطفرة التي تمت في زمن عمره لا يزيد على 25 عاما . الصحراء الجرداء تحولت إلى واحة خضراء ، شبكة المرافق المتهالكة أصبحت على أحدث مستوى عالمي . البنية الأساسية التي كانت معدومة... أسست على أرفع طراز . ارتفعت المباني التي تحمل أجمل طراز المعمار وخاصة الطراز الإسلامي . أصبحت أبوظبي مركزا هاما للاتصالات السلكية و اللاسلكية مع كافة أنحاء العالم ومراكز الأعمال والأسواق العالمية . أنشئ ميدان زايد الحديث ومطار دولي على أحدث طراز وارتفعت الكباري العلوية وحفرت الأنفاق ورصفت الشوارع والميادين وغزا اللون الأخضر الأرض الجرداء .
يعتبر الشيخ شخبوط بن ذياب المؤسس الأول لإمـارة أبوظبي وقد حكم في الفترة مابين 1793 إلى 1816 ، إذ يقترن عهده بنقل مركز حكمه من واحة ليوا إلى جزيرة أبوظبي.
ولد زايد القائد عام 1918 في قلعة الحصن التي بناها والده الشيخ سلطان الذي حكم خلال الفترة 1922-1926 في مدينة العين ، وكان ترتيبه الرابع بين إخوته ، والرابع عشر في سلسة آل نهيان وسمي زايدا تيمنا جده لأبيه زايد الكبير أمير قبيلة بنى ياس وأستمر حاكما لإمـارة أبو ظبي من عام 1855 حتى عام 1909.
تولى زايد الكبير الإمارة في العشرين من عمره ورغم صغر سنه كان يتمتع بالذكاء والشجاعة وحسن التصرف بمعاملة الآخرين مما أعطــاه شعبية كبيرة بين رعاياه.وانتشرت هذه السمعة الطيبة إلى معظم القبائل العربية المحيطة بإمــارة أبوظبي. كما أستطاع أن يكسب الصداقة وحسن الجوار مع حكام الإمــارات والدول المجاورة من خلال علاقته الطيبة ومعاملته الحسنة. ولسوف يتبين لنا أن هذه الصفات هي نفسها التي شكلت جزءا من شخصية زايد الصغير الفذة فكأن زايد الكبير هو المتجسد في شخصية زايد الصغير.
عندما أصبح فتاً يافعاً كـان قد أتقن فنون القتال ، كما كان شديد الميل إلى المغامرة و تحدي الصحراء المترامية الأطراف لكشف المجهول. كما تعلم ممارسة هواية الصيد بالصقور و البندقية و هو في السادسة عشر و برع فيهما، لكنه في مرحلة لاحقة اكتفى بالصيد بالصقور دون البندقية. وفي أسباب ذلك يقول الشيخ زايد :
(في ذات يوم ذهبت لرحلة صيد في البراري . وكانت الطرائد قطيعاً وافراً من الظباء يملأ المكان من كل ناحية . فجعلت أطارد الظباء وأرميها . وبعد حوالي ثلاثة ساعات قمت أعد ما رميته من الظباء فوجدتها أربعة عشر ظبيا ، عندئذ فكرت في الأمر طويلا وأحسست أن الصيد بالبندقية إنما هو حملة على الحيوان وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه . فعدلت عن الأمر واكتفيت بالصيد بالصقور ) .
وإذا كان هذا دأبه مع الحيوان ، فكيف تكون حاله مع الإنسان ؟
و كل هذا لم يمنعه من كسب العلم و المعرفة ، كان مولعا بالأدب و مهتما بمعرفة وقائع العرب و أيامهم ، كما كان يستمتع بالجلوس مع كبار السن ليستمع إلى سردهم لقصص الأجداد و بطولاتهم.
لا عجب أن يكون زايد شخصية متميزة و ذلك لما اكتسب من حميد خصال والدته الشيخة " سلامة " ، و مما سمعه عن سيرة النبي الكريم _صلى الله عليه و سلم_ و من شاعره المفضل " المتنبي" الذي كان يحفظ معظم شعره.
كان عليه أن يتحمل المسؤولية التاريخية ، و هو ابن العائلة الحاكمة و المحبوبة أبا عن جد، لذلك انتقل من قلعة الحصن إلى قلعة المويجعي عام 1946، بصفته حاكم للمنطقة الشرقية حيث ذاعت شهرته من خلال معاملته الحسنة للناس، و مساعدته لهم لحل مشاكلهم.
وفي عام 1953 بدأ زايد يتعرف على العالم الخارجي ، وكانت رحلته الأولى إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة ، وسويسرا ، ولبنان ، و العراق , مصر وسوريا والهند وإيران وباكستان وفرنسا ومن خلال هذه الزيارات أصبح زايد أكثر اقتناعا بمدى حاجة البلاد إلى الإصلاح والتقدم والنهوض بها بسرعة بعد لمس المسافة الشاسعة التي تفصل بين وطنه وبين تلك الدول الناهضة .
وقال هو نفسه وهو يروي ذكرياته عن هذه الفترة من حياته :
( كانت أحلامي كثيرة ، وكنت أحلم بأرضنا تواكب حضارة العالم الحديث ، ولكني لم أكن أستطيع أن أفعل شيئا كبيرا . لم يكن في يدي ما يحقق الأحلام ، ولكنني كنت واثقا أن الأحلام سوف تتحقق في أحد الأيام) .
ويبدو أنه كان يقرأ الغيب . فذات يوم من عام 1962 وقع حدث غير تاريخ هذه البقعة من العالم . وأعاد صياغة الحياة على أرض أبوظبي و المنطقة كلها . لقد تفجر البترول في أبوظبي .
فرح الشعب بقدومه .. فقد كان يرقب عن كثف نجاح تجربته في مدينة العين وكيف استطاع أن ينهض بها بدون إمكانيات بل بالقليل من المال والكثير من العرق .
وعندما جاء حاكما لإمارة أبوظبي كانت دعوته الأولى للمواطنين (لا وقت للضياع .. وكل الوقت يجب أن يكون للعطاء ) .
وحدد زايد منذ اليوم الأول له في موقع المسؤولية أهدافه ونظرته إلى دخل البترول باعتباره وسيلة لاغية، ولخص في كلمات موجزة فلسفته ( لا فائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب ) وقال : (إن البترول ليس هو العصا السحرية التي تحول الصحراء القاحلة إلى جنات وارفة الظلال ) .
كان يؤمن بأن البترول عاملا مساعدا ، ولكنه لا يزيد عن كونه أداة في يد الشعب ولا بد للقيادة المستنيرة أن تحسن استغلال الإمكانيات وتعمل على بناء الإنسان .
وبدأت أبوظبي تدخل عالم التخطيط في كل النواحي .كل خطوة مدروسة بعناية .
وبدأ زايد في إرسال قواعد الإدارة الحكومية وتنظيمها على أسس عصرية وتنفيذ مشروعات سريعة ،وأخرى طويلة الأجل في شتى أنشطة الحياة .
ودارت عجلة العمل لتسابق عجلة الزمن ،و تحقق الحلم القديم في زمن قياسي و الصور التي التقطت لأبوظبي عام 1966 تشهد بشكل صارخ على هذه الطفرة التي تمت في زمن عمره لا يزيد على 25 عاما . الصحراء الجرداء تحولت إلى واحة خضراء ، شبكة المرافق المتهالكة أصبحت على أحدث مستوى عالمي . البنية الأساسية التي كانت معدومة... أسست على أرفع طراز . ارتفعت المباني التي تحمل أجمل طراز المعمار وخاصة الطراز الإسلامي . أصبحت أبوظبي مركزا هاما للاتصالات السلكية و اللاسلكية مع كافة أنحاء العالم ومراكز الأعمال والأسواق العالمية . أنشئ ميدان زايد الحديث ومطار دولي على أحدث طراز وارتفعت الكباري العلوية وحفرت الأنفاق ورصفت الشوارع والميادين وغزا اللون الأخضر الأرض الجرداء .
التعديل الأخير: