- التسجيل
- 2 نوفمبر 2009
- رقم العضوية
- 11164
- المشاركات
- 5,700
- مستوى التفاعل
- 2,392
- الجنس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
( صــــــور وخواطـــر )
كتاب لفضيلة الشيخ : علي الطنطاوي رحمه الله ..
حاولت أن اقتطف لكم بعض ثمراته وفي الحقيقة أنني احترت ماأذا اقتطف وماذا أترك ؟؟، فهو كتاب قيم وقد استمتعت جدا بقراءته ولازلت ..
لذا أحببت أن تشاركوني المتعة والفائدة ^_^ [/COLOR]
ملذات الدنيا ..
إن الفقير الذي ينام في كوخ الطين ، ويأكل خبز الشعير ويمشي بالحذاء البالي ، أو يركب عربة النقل ، التي يجرها الحمار ، يتصور لو أنه نام يوماً على فراش الغني ، أو أكل على مائدته ، أو ركب في سيارته ، لنال اللذائذ كلها ولكن الغني الذي أَلِفَ ذلك لم يعد يجد فيه لذة ، بل يجد الألم إن فقد منه شيئاً .
والشاب المغمور ، يتمنى أن يكون علَماً مشهوراً ، تردِّد الإذاعات اسمه وتنشر الصحف رسمه ، ويتحدث الناس عنه ، ولكن العالم المشهور أَلِفَ ذلك لم يعد يهتم به ولا يباليه .
إن لذّات الدنيا مثل السراب ، ألا تعرفون السراب ؟ تراه من بعيد غديراً ، فإذا جئته لم تجد إلاّ الصحراء . فهو ماء ولكن من بعيد !
* * *
صدقة العاطفة ..
إن كل غني يستطيع أن يتصدق بالكثير . ولكن غني القلب بالإنسانية والنبل والحب ، هو الذي يستطيع أن يتصدق مع المال ، بالعاطفة المنعشة ... فلا تضنوا على الفقراء بإنسانيتكم ، و لا تبخلوا عليهم بعطاء قلوبكم ، وذكروهم أنهم لا يزالون معدودين من البشر ، وأنهم مثلكم لأب واحد ولأم واحدة ، لآدم وحواء ، وأنهم لم ينحدروا إلى دركة الدواب والبهائم .
ذكروهم بهذه الحقيقة التي طالما نسيتموها أنتم ، ونسوها هم أنفسهم .
إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا ، وأحلى أفراح القلوب ، فجودوا بالحب وبالعواطف كما تجودون بالمال ..
* * *
مكافأة وعقاب ..
اعلم أن الله جعل من الفضيلة مكافأتها: صحة الجسم، وطيب الذكر، وراحة البال.
ووضع في الرذيلة عقابها: ضعف الجسد، وسوء القالة وتعب الفكر. ومن وراء ذلك الجنة أو جهنم..
* * *
من انا ؟؟
تقول ( أنا) فهل خطر على بالك مره واحده أن تسأل : ( من أنا ) ؟ هل جسمي هو أنا ؟ هل أنا هذه الجوارح و الأعضاء ؟
إن الجسم قد ينقص بعاهة أو مرض ، فتبتر رجل ، أو تقطع يد فلا يصيبك ذلك بنقصان !
فما ( أنا )
وتسمع الصباح جرس الساعه يدعوك إلى القيام فقد حان الموعد ، فتحس من داخلك داعيا يدعوك إلى النهوض ، فإذا ذهبت تنهض ناداك منك مناد أن تريث قليلا و استمتع بدفء الفراش ، ولذة المنام ، ويتجاذبك الداعيان : داعي القيام وداعي المنام ، فهل سألت ما هذا ؟ وماذاك ؟وما أنت بينهما ؟ وما الذي يزين لك المعصيه ومن يصور لك لذتها ، ويجرك إليها ؟ وماالذي ينفرك منها ويبعدك عنها ؟ يقولون إنها النفس و أنه العقل ، فهل فكرت يوما ما النفس الأمارة بالسوء ، وما العقل الرادع عنه ؟ وما أنت ؟
نفسك عالم عجيب ، يتبدل كل لحظه و يتغير ، ولا يستقر على حال ، تحب المرء فتراه ملكا ، ثم تكرهه فتبصره شيطانا ، وما ملكا كان قط ولا شيطانا ، وما تبدل ، ولكن تبدلت حالة نفسك .. وتكون في مسره فترى الدنيا ضاحكة حتى أنك لو كنت مصورا لملأت صورتها على لوحتك بزاهي الألوان ، ثم تراها و أنت في كدر ، باكية قد غرقت في سواد الحداد ، وما ضحكت الدنيا قط ولا بكت ، ولكن كنت أنت الضاحك الباكي .
* * *
لاأستطيع ..
لا تقل لشيء ( لاأستطيعه) فإنك لاتزال كالغصن الطري لأن النفس لاتيبس أبدا ولاتجمد على حال ولو تباعدت النقلة وتباينت الأحوال ..
إنك تتعود السهر حتى ما تتصور إمكان تعجيل المنام فماهي إلا أن تبكر المنام ليالي حتى تتعوده فتعجب كيف كنت تستطيع السهر
وتدمن الخمر ماتظن أنك تصبر عنها , فما هي إلا ان تدعها حتى تألف تركها , وتعجب كيف كنت تشربها !
وتحب المرأة حتى ما ترى لك حياة إلا بها ,فما هي إلا أن تسلوها حتى تعجب كيف كنت تحبها !
فلا تقل لحالة أنت فيها لا أستطيع تركها , فإنك في سفر دائم , وكل حالة لك محطة على الطريق , لا تنزل فيها حتى ترحل عنها
* * *
وأخيـــــــــــرا ..
لا تحقروا العاطفة, ولا تزدروا القلوب , فإن القلب منزل أقدس شيئين في الوجود:
الإيمان والحب.
وحسب العقل جمودًا وعجزًا أنه لا يستطيع أن يفهم الحب ولا يدرك الإيمان.
وحسب العاطفة كرمًا ونبلاّ, أنَّ من ضروبها حب الوطن والوفاء, والإحسان والرحمة, وذلك مايميز الإنسان من سائر الحيوان.
* أتمنى اني قد وفقت بالإختيار .. وشكر خاص لمن نصحني بقراءته .. :bt: