• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

المرأة والشاة والدعوة الجاهلية سبب وقعة دبا في الروايات

راعي شما

๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
التسجيل
15 مايو 2003
رقم العضوية
330
المشاركات
1,324
مستوى التفاعل
128
الجنس
الإقامة
دار زايــــد الله يرحمه
الموقع الالكتروني
domain-1fece6d08e.jpg



تستوقفنا أخبار وآثار حروب الردة أو (الشح) بمعنى الامتناع عن دفع الزكاة في عمان، وهي الفتنة التي كانت دبا مسرحا لها في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه لنستكمل ما بدأناه بالأمس في محاولة للإلمام بمختلف الروايات والقراءات والتحليلات التاريخية الواردة والمثارة بشأنها في عشرات المصادر الإسلامية العربية والعمانية ولدى المستشرقين ، وبرغم وجود مقابر ضحايا تلك الفتنة في " دبا" والتي تقدرها بعض المصادر بعشرة آلاف قبر.

domain-edcd670bcf.jpg



وهناك المقبرة المعروفة بمقبرة ( أمير الجيوش) ، ولكن لا وجود للبقايا المعمارية لأولئك السكان والتي يمكن أن يعرف الآثاريون طبيعتها بعد ، ولا مدى انتشارها في المنطقة للدلالة على حجم المعارك التي دارت فيها بين أناس كثيرين كانوا يعيشون في هذا الجزء من الساحل ، ودبا هي المدينة ذات التاريخ المغرق في العراقة والقدم ، تحدث عنها أبوحيان التوحيدي في كتاب الإمتاع والمؤانسة وتحدث عنها المرزوقي المتوفي عام 421 هجرية .


domain-ccdf4d80e6.jpg


وهو صاحب كتاب الأزمنة والأمكنة علاوة على ذكرها في مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ، وكذلك ورد ذكرها في كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، وكما عرفنا من قبل كانت دبا من كبريات اسواق العرب في الجاهلية ، وعرفنا من ملوكها الجلندي بن المسكتبر، ولقد دخل الإسلام دبا مع دخوله عمان فعندما سطع نور افسلام كانت زعامة عمان بيد ملكين أخويين هما (عبد) و(جيفر) وكانوا يسمونهما ابني الجلندي وقبل أيضا إن حكام عمان هم بنوالجلندي.

وهكذا نعمت المنطقة بنعمة الإسلام وبارك الخليفة الراشدي أبوبكر الصديق رضي الله عنه أهل عمان ، وكما عرفنا في الصفحة السابقة وفقا لبعض الروايات التاريخية فإن قصة الردة في عمان أوحادثة الامتناع عن دفع الزكاة كانت بين جيش المسلمين ولقيط بن مالك الأزدي الملقب (بذي التاج) أو (ذو التاجين).

domain-91446881f5.gif


فقد امتنع لقيط عن تأدية الزكاة وقيل إنه ادعى النبوة وتبعه خلق كثير وظهر على جيفر وعباد اللذين اضطرا إلى اللجوء إلى الجبال وسواحل البحر وأرسل جيفر إلى أبي بكر الصديق يستنجده فبعث (حذيفة بن محصن البارقي ) إلى عمان ، وعرفجة بن هرثمة إلى مهرة وأوصاهما إذا التقيا أن يبتدآ بعمان وإذا اقتربا منها راسلا جيفرا وعبادا ثم اتبعهما بعكرمة بن أبي جهل الذي كانت وجهته اليمامة ، فلما هزم طلب من الخليفة ان يسير بمن معه إلى عمان واتجه عكرمة في أثر حذيفة وعرجفة فأدركهم قبل الوصول إلى عمان وهناك راسلا جيفرا وعبادا وعسكر المسلمون في صحار وتجمعت جموع لقيط في (دبا).

وجرت معركة بين الطرفين كاد ينجح فيها لقيط لولا النجدات التي وصلت للمسلمين من البحرين وغيرها وهزم لقيط واستولى المسلمون على الغنائم وأرسلوا الخمس مع علاجفة إلى أبي بكر وبقي حذيفة يدير شؤون عمان. وقتل في هذه المعركة الفاصلة بين الطرفين عشرة آلاف من المرتدين كما صرع لقيط " ذو التاج" ولقد أثرت هذه الحادثة على المسلمين وأثارت لديهم الكثير من التساؤلات حول اعتناق أهل عمان لتعاليم الدين الإسلامي ورسوخها في عقولهم ونفوسهم ، على أن هذه الحادثة لم تدم طويلا فقد خمدت نارها إلى الأبد بنصر من الله وظلت عمان محافظة على عقيدتها متمسكة بتعاليم الدين الحنيف.

domain-49d76fd4f6.jpg

نتوقف بداية مع واحدة من روايات المصادر العمانية ، حيث يوضح لنا الشيخ سيف بن حمود بن حامد البطاشي في كتاب له بعنوان (تاريخ الملهب القائد وآل الملهب) بأن " أما ما نسب إلى أهل دبا من الارتداد فإن اصحابنا من عمان لم يثبت ذلك عندهم مع قرب الدار وقرب العهد ولم يذكروا هذه القضية على الصفة التي ذكرها غيرهم بل تراهم ينفون ارتداد أهل دبا وما كانت تلك الشهرة التي لصقت بهم وتلقفها مؤرخو قومنا من بعيد ما هي الا النزعة اختلفت فيها المفاهيم كما قال الشيخ العلامة (سالم بن حمود السيابي) في تاريخه، وإن المصدق اعتمد على شبهة فطنها حقا فأساء وربما مثل ذلك من أهل الجهل وعوام المسلمين بغير قصد الارتداد.

domain-6f8c03c901.jpg



ثم يروي " الشيخ البطاشي" قصة مفادها أن قضية دبا كما في الكتب العمانية أن أبا بكر رضي الله عنه بعث حذيفة بن محصن الغلفاني لأخذ الصدقة من أهل عمان فلما جاء ( دبا) لأخذ الصدقة منهم وهم مقرون بالحكم كله فأعطوه الصدقة جميعا لم يمنعها منهم أحد، غير أن امراة منهم شاجرت بعض المصدقين وهي مقرة غير منكرة بحق الصدقة، وقيل : إن المراة كان عليها فريضة شاة مسنة فأعطتهم عتودا او عناقا مكان الشاة المسنة فأبوا ان يقبلوها فأخذوا ما أرادوا فنادت يا آل مالك .

وكانت دعوة جاهلية يقال إن من دعا بها يحل دمه حين يدعو بها ليتوب، فاقتتلوا إلى ما شاء الله أن يقتتلوا ثم ان المصدقين غلبوا وظهروا عليهم وجاء حذيفة فقبض عليهم وبينهم ذرية من لم يقاتلوا من النساء والولدان وذرية من كان غاب او كان قد مات وهو مسلم ونساؤه من غير إنكار منهم بشيء من التنزيل ولا امتناع منهم بما قبلهم من الحق فلم يبق أحد منهم عليه إلا سباه ومضى بهم الى المدينة بدعوى الارتداد الذي فهمه من تداعيهم لا غير .

وذلك في آخر خلافة أبي بكر الصديق وقيل أول خلافة عمر ولما تحقق الخليفة الثاني أمر أهل دبا وبما سمعه منهم ومن رؤسائهم الذين وفدوا المدينة غضب على العامل الذي سباهم وقال له " والله لو علمتك تسبيهم من دوني تقطع فيهم علي لقطعتك ثم بعثت الى مصر منك بطائفة " وقد حمله الغضب على هذا القول ثم نقض رضي الله عنه أمر أهل دبا وأبطل الحكم الذي به المصدق فيهم وردهم إلى منازلهم بعمان ورد عليهم اموالهم التي ظنها المصدق غنيمة وعوضهم بما أصيب منهم وما أصابهم من البلاء، ثم ذكر الشيخ خلف بن زياد البحراني، رحمه الله، وهو من علماء عمان القدماء توفي أيام الإمام الجلندي، وذكرها أيضا العتوبي وغيره وإلى ذلك أشار العلامة نور الدين السالمي، رحمه الله، بقوله :

"تاول الساببي لهم يوم (دبا)*** وانكر الفاروق ذاك المذهبا"

وهكذا يتضح بطلان حجة دعوى الردة المنسوبة إلى أهل دبا او كما يسميها بعضهم ردة أهل عمان حيث أدخلوهم في جملة المرتدين مثل قوم مسيلمة وسجاح وطليحة وذلك كله لا أصل له وأهل دبا براء من ذلك. وتلك هي خلاصة الرواية عند المؤرخ العماني الشيخ الفقيه سيف بن حمود البطاشي.. ولكن يجمع المؤرخون على أن ما حدث بعد تلك الحروب أن وفدا من أهل دبا وفيهم أبوصفرة ـ والد القائد الشهير المهلب بن أبي صفرة ـ ومعه سبيعة ابن عراك والمعلى بن سعد الخمامي ذهبوا إلى المدينة المنورة لمقابلة الصديق، رضي الله عنه، لشرح المأساة والنكبة التي حلت بدبا وايضاح الموقف هناك وفي المدينة قابل الوفد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

وشرح له أبعاد القضية فقالو: "يا خليفة رسول الله إنا على اسلامنا لم ننتقل عنه ولم نمنع زكاة ولم ننزع يدا من طاعة عن دين وقد عجل علينا عاملك وكففنا ايدينا إلى ان أتيناك" فصدقهم عمر وذهب بهم إلى الصديق وقال له قولته المشهورة: "يا خليفة رسول الله هم مسلمون إنما (شحوا) بأمولهم والقوم يقولون ما رجعنا عن الإسلام". واثناء تلك المباحثات انتقل الصديق إلى رحمة الله تعالى فتولى الخلافة من بعده عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي أمر بتسوية القضية ورد سبي دبا إلى أهلها وأعاد إليهم كرامتهم.

دبا البيعة ـ والشحوح​

وحسب الدكتور فالح حنظل فإنه بعد تلك الفتنة صار اسم دبا (دبا البيعة) وتقاطر إليها المسلمون لإعمارها فكان أكبر رهط فيها هم قبائل الشحوح وعندما بنى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مدينة البصرة اختار للقضاء فيها قاضيا من شحوح دبا هو كعب بن سور الذي ينتهي نسبه إلى الحارث بن مالك بن فهم الأزدي وقد نعمت دبا بعدها بالاستقرار والهدوء إلى أن حل عام 1507 الميلادي عندما جاء الشر قادما من أوروبا هذه المرة إذ نزلت في ارض عمان والإمارات قوات برتغالية وارتكبت مجازر عجيبة وتفنن بقتل المسلمين وتعذيبهم بشكل همجي، كما تشهد على ذلك تقاريرهم ومذكراتهم العسكرية التي كتبها قائدهم الفونسو دي البوكيرك بنفسه ، فكانت دبا وشعبها من ضحايا ذلك المجرم المغرق بالحقد .

لكنهم هزموا بعد ذلك شر هزيمة في عهد دولة اليعاربة ، فنعمت المدينة بالاستقرار والسلام مرة ثانية فصارت دبا البيعة حاضرة من حواضر الشحوح في المنطقة وفي عام 1884 انفصل جزء صغير منها باسم دبا الحصن انضمت لإمارة الشارقة ، وقسم صغير باسم دبا الغرفة أو دبا المهلب إلى إمارة الفجيرة وبقيت على ذلك الشكل إلى أن قام الاتحاد المبارك يوم 2 ديسمبر بقيادة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وفي كتابه ( الشحوح وتاريخ منطقة رؤوس الجبال ) يشير المؤلف بأنه استنادا إلى تحقيق ما قاله العالمان الجليلان الطبري والحموي نقف على حقيقتين، الأولى ظهور اسم بني جديد الرهط الشحي الكبير الموجود الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان على صفحات التاريخ، مما يثبت أصالة وعروبة هذا الشعب الكريم. والثانية هي أن الشحوح لقب أو صفة أطلقها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على الفئة التي مانعت ورفضت دفع الزكاة من أهل دبا.

وبالتالي فإن هذا اللقب ليس له أية دلالة على نسب أو ظهر، لذلك فإن من يسمون الآن الشحوح هم القبائل العربية الأزدية النسب التي كانت ولا تزال تعيش في دبا ومنطقة رؤوس الجبال وأن من ارتد منهم أو امتنع عن دفع الزكاة فذنبه على جنبه ولا تؤخذ مجموعة من القبائل كلها بذنب بعضها.

منا نبي ومنكم نبي؟​

وفي السنوات الأخيرة كان لزميلنا الباحث المجتهد محمد احمد عبيد اصدار قيم ونادر ومتخصص بعنوان دبا في صدر الإسلام وفيه يخلص إلى القول : " بأن الروايات تحدثنا عن ردة عظيمة لا أعتقد أن سببها الشح على الأموال وإن كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد تلطف لهم عند الخليفة أبي بكر فهذه الردة كانت انسلاخا عن دين الإسلام إذ ادعى لقيط بن مالك النبوة شأنه شأن مسيلمة والعنسي وسجاح وهذه أعلى درجات الردة ولعل ذلك أن لقيطا كان يطمح إلى ملك عمان منذ الجاهلية إذ كان يسامي الجلندي ملك عمان اي يزاحمه في الشرف وعاش لقيط بعد الجلندي إل أيام حكم ولديه جيفر وعباد فاستغل الفتنة التي عمت الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد تملك هذا الإقليم أو استعادة ملك بني مالك بن فهم من بني معولة ولاشك أن المسألة مسألة قبلية بالدرجة الأولى ك.

ما قال القائل " منا نبي ومنكم نبي " إذ أرى أن هذه الردة كانت مقصورة على البطون التي تنتمي إلى مالك بن فهم الأزدي كبني الحارث بن مالك بن فهم الذين منهم لقيط ولم يشترك فيها من خارج هذه البطون إلا زبيد بن الأعور بن جيفر بن الجلندي واستغرب أن يخون زبيد عذا والده وعمه لأجل لقيط وقد قتل لقيط في المعركة فلم نسمع عنه خبرا بعد ذلك، فالواقدي والحميري يشيران إلى معركتين قد حدثتا قبل دخول المسلمين دبا قتل في الأولى خلق كثير من الألف الذين ارسلهم لقيط وقتل في الثانية مئة رجل.

ثم قتل المسلمون المقاتلين بعدها دخلوا دبا لكن الطبري يذكر أن عدد القتلى عشرة آلاف، ومعنى ذلك أن من لم يقتل في المعركة أيضا يوازي هذا العدد أو يزيد وذلك يدلنا على أن الردة لم يشترك فيها اهل دبا وحدهم بل خلق كثير من أزد عمان ربما كانوا من البطون المنتمية إلى مالك بن فهم عصبية وانحيازا، ونحن حينما نرى مقبرة أمير الجيوش التي بقيت لنا من حروب الردة إذ بها قبور كثيرة لا مئة قبر كما يظن، وأن محيطها يصل إلى كيلومتر واحد ، كما أن تحصن أهل دبا بمدينتهم يشير إلى أن حولها سورا عاليا وأن داخلها حصن منيع استعصى على المسلمين شهرا كاملا .

روايات المستشرقين​

ولا يفوتنا في رحلتنا مع الروايات المختلفة والمتعددة والمحيرة حول تفاصيل هذه الواقعة التاريخية الكبيرة من ذاكرة صدر الإسلام أن نلتفت إلى ما يدونه بعض المستشرقين ففي كتابه حوليات الإسلام وصف كايتاني وآخرون مثل شوفاني في كتابه (الردة) وصفوا جيفر بالحاكم الضعيف الذي انتهز فرصة اعتناق الإسلام لتقوية دوره غير الشعبي.

ويقول دانيال بوتس صاحب (كتاب الخليج في العصور القديمة) وقطعا نعلم من شهادة سيف بن عمر أن زعيما آخر يدعى لقيط بن مالك ذا التاج أي المتوج ، كان قويا في عمان مثل الجلندي قبل ظهور الإسلام وحسب رواية أخرى حفظها الطبري وابن سيد الناس اتصلت قبائل عمان واليمامة واليمن بالنبي في السنة ذاتها التي أرسلت فيها السفارة إلى عمان لذلك سميت تلك السنة (سنة الوفود) ولا نعلم إذا كان بعض الحكام أرسل وفودا عندما شعر بأنه مهدد في بلدانه ذاتها، وبالتالي سعى إلى الحصول على دعم محمد صلى الله عليه وسلم.

لكن هذا الاحتمال وارد بالتأكيد ، مع ذلك فإن محور تفكير آخر أظهرته الرواية المحفوظة في كشف الغمة فعوضا عن اعتناق جيفر الإسلام لأن سلطته كانت واهية على أهل عمان ، يحتمل أن يكون قد تصرف هذا التصرف لكي يحشد تأييدا شعبيا لإثارة تمرد على الوجود الساساني فقد أدرك أن الفرس المجوس لا يحتمل اعتناقهم الإسلا.

م فاحتج بذلك لكي يهاجمهم ويطردهم من عمان كما جاء في كشف الغمة ويجوز أن تكون فكرة هذا المخطط أودعمها قد جاءت من عمرو بن العاص نفسه وهكذا يحتمل أن يكون الإسلام الحافز غير الموجود سابقا لقيام حركة ثورية وحدت عددا كبيرا من الأزد جيفر ، مع ذلك اشرنا من قبل إلى وجود خصم محلي قوي واحد في الحد الأدنى في شخص لقيط بن مالك ذو التاج بالتالي يصعب أن نفاجأ بارتداد فئة من الأزد بزعامة لقيط ارتدت في أعقاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

ويستطيع الباحث أن يتصور أن الارتداد استهدف إسقاط جيفر لارفض الإسلام ، ويختلف التقرير عن الأحداث بعد وفاة النبي في المصادر العمانية خلافا جوهريا عن الروايات التقليدية ويتضمن العديد من التفاصيل المهمة ولا يحوي كشف الغمة اي ذكر لحركة الردة في عمان مع ذلك لا يستبعد ان يكون تقرير عصيان لقيط قد شطب من التدوينات التاريخية المبكرة .

إضافة إلى ذلك إذا كانت الحال على هذا المنوال هنا فهي تساعد على فهم المقطع الثاني في الكشف الذي يأتي مباشرة بعد ذكر وفاة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقام عبد بن الجلندي وكثير من الأزد بزيارة ابي بكر الصديق الذي أثنى على سلوك أزد عمان بقبولهم كتاب النبي بطيب خاطر وتلقائية .

ويقال أيضا إن عبدا خدم الخليفة في حملة على آل جفنة عندئذ كتب أبو بكر لأهل عمان يشكرهم ويثبت جيفرا وعبدا في الحكم وفضائل هذين الاثنين لا يمكن أن توصف تماما لكن يمكن كتابة الكثير عنهما وبقيا سائدين في عمان حتى وفاتهما ، وتوحي لهجة هذه الرواية أن أبابكر كافأ عبدا وجيفرا على الخدمات التي قدماها ويصعب أن نتصور أن أبا بكر كتب إلى أهل عمان ليشكرهما على اسلامهما فقط ، لأن اسلامهما تم في حياة النبي ص ، والتعليل المنطقي هو شكر أبي بكر لهما بعد نجاح قمع لقيط الذي لعب فيه أبناء الجلندي دورا أساسيا ".


المصدر: عبدالله عبدالرحمن التاريخ: 10 أغسطس 2011
جريدة البيان - حروب الردة (2)
أنوار رمضان - إضاءات
 

الخنبولي77

๑ . . عضو قيادي . . ๑
التسجيل
21 أكتوبر 2008
رقم العضوية
9697
المشاركات
5,008
مستوى التفاعل
1,313
الجنس
الإقامة
在雲層之上
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع غني ما شاء الله و أحسنت الإختيار
وهناك المقبرة المعروفة بمقبرة ( أمير الجيوش) ، ولكن لا وجود للبقايا المعمارية لأولئك السكان والتي يمكن أن يعرف الآثاريون طبيعتها بعد ، ولا مدى انتشارها في المنطقة للدلالة على حجم المعارك
في دلالات
بس فيها مشكله حدودية و سياسية بين الحدود و هو وادي خسارة في اجزاء من مقابر و آثار قديمة و بيت قديم صوب الحصن طلع بعد ما كان واحد يحفر عشان يبني بيته بس الامارات متستره عن يهيجوا الشحيين

عام 1507 الميلادي عندما جاء الشر قادما من أوروبا هذه المرة إذ نزلت في ارض عمان والإمارات قوات برتغالية وارتكبت مجازر عجيبة وتفنن بقتل المسلمين وتعذيبهم بشكل همجي، كما تشهد على ذلك تقاريرهم ومذكراتهم العسكرية التي كتبها قائدهم الفونسو دي البوكيرك بنفسه ، فكانت دبا وشعبها من ضحايا ذلك المجرم المغرق بالحقد .
ما قصروا الشحوح سووا لهم كمين و لهم مقبرة بس الناس لي ساكنين بذاك المكان متسترين ما يبون يرمسوا بها و عليها علامات الصليب و بنفسي شفتها
قتلوا منهم العدد الكبير

وحسب الدكتور فالح حنظل فإنه بعد تلك الفتنة صار اسم دبا (دبا البيعة)

حسب المتناقل من القصص القديمة عند اهل دبا كانت البيعه في منطقة الصالحة بعدما خطب بهم الخطيب بمنطقة التب الخطيب القريبة منها في كرشا و الله اعلم
 

ماهمني ؟؟

๑ . . عضو نشيط . . ๑
التسجيل
25 يوليو 2011
رقم العضوية
13862
المشاركات
224
مستوى التفاعل
15
الجنس
الإقامة
رؤوس الجبال
معلومات قيمة..
تسلم على النقل اخوي راعي شما...!!!
وما قصرت يالاخ الخنبولي77 ..
 

درع القبيلة

๑ . . مشرف برزات قبيلة الشحوح . . ๑
مشرف
التسجيل
25 أغسطس 2008
رقم العضوية
9424
المشاركات
2,617
مستوى التفاعل
418
الجنس
الإقامة
الامارات العربيه المتحده
السلام عليكم

ماشاء الله موضوع مفصل ومعلومات وفيره

تسلم يامراقبنا على هذا التقرير والطرح المفيد
 

فتى العرب

๑ . . عضو برونزي . . ๑
التسجيل
29 أغسطس 2007
رقم العضوية
7454
المشاركات
9,600
مستوى التفاعل
2,951
الجنس


..
,




حفظت الصفحة
احسها وايد بتفيدني

,
..

 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
مشكور اخوووووووووووووووووووويي


راعي شما عالخبر
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
في محاضرة بمركز الشعر الشعبي
سكان البيئة الجبلية اعتمدوا الأهازيج لمحاكاة ومشاكاة أحوالهم الحياتية

albarzah-c3d87b7208.jpg


حسام الباز ©لقطة من المحاضرة وعلى يمين الصورة راشد الشحي يؤدي الأهزوجة
الجمعة 12 أغسطس 2011
إبراهيم الملا

ضمن أهدافه المعنية بتفعيل عملية البحث والتوثيق، وإثراء الحوار حول الظواهر الأدبية والتراثية في المكان، نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي مساء أمس الأول بمقره في منطقة شرقان محاضرة بعنوان “أهازيج البيئة الجبلية في الإمارات”.

قدم المحاضرة الباحث والشاعر عبدالله الهدية وشارك بها ثلاثة من المؤدين هم: راشد الشحي وعبدالله الشحي وطارق الشحي، حيث أفصحوا من خلال أدائهم الشعري والغنائي عن قيمة وجزالة وحيوية هذا النوع من الأهازيج الشعبية المرتبطة بطقس الحياة الاجتماعية والمهنية لسكان وأهالي المناطق الجبلية في الدولة وخصوصا في إمارة رأس الخيمة.

شهد المحاضرة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ومحمد القصير رئيس قسم الشؤون الثقافية بالدائرة، ومحمد البريكي المدير الفني لمركز الشارقة للشعر الشعبي، كما شهد المحاضرة، وتفاعل معها لفيف من الشعراء والإعلاميين والمهتمين.





استهل الهدية محاضرته بالتركيز على ثقافة المكان في مجتمع رؤوس الجبال مشيرا إلى أنها ثقافة متعددة الأوجه، كونها تشتمل على بيئات مختلفة تتداخل مع بعضها مثل البيئة الساحلية والزراعية والجبلية، وهو تداخل كما قال الهدية أدى إلى تنوع وتمازج أشكال ومظاهر الموروث الشعبي، خصوصا في مجالي الشعر والأهازيج الغنائية التي لونت طبيعة الحياة في هذه البيئات الثلاث، وتحولت إلى مخزون تراثي مهم بالنسبة للأجيال الجديدة هناك. وعرف الهدية الأهزوجة بأنها ضرب من الغناء وكل صوت فيه يحتوي على لحن خفيف ومطرب، وكل الأهازيج تقريباً تتضمن الحكمة والفخر والحماسة، وقال إن المنتمي لثقافة رؤوس الجبال يؤدي فنونه وأهازيجه الخاصة خلال مراحل عمره المختلفة وفي أدق تفاصيل يومه، لأنه دائما ما يترنم ماشيا ًأو في مزرعته أو عند استراحته من العمل، كم أن هذه الأهازيج تعتبر مكملاً رئيسياً لأعياد وأعراس الشحوح، ولتفاصيل الحياة اليومية عند المرأة الشحية وخصوصا في فترة حصاد القمح وطحنه في البيئة الزراعية أو في منطقة “الوعوب” المعتمدة على أساليب خاصة في تقنيات الري والعناية بالمحاصيل والنباتات المختلفة.

وأوضح الهدية أن سكان رؤوس الجبال اعتمدوا على الشعر والأهازيج لمحاكاة ومشاكاة أحوالهم الموزعة بين الحزن والفرح وبين الكدح والمكابدة وبين الترفيه وتزجية الوقت، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية تلك القصائد والأهازيج في تعريفنا بالتاريخ السياسي والاجتماعي لتلك البيئات والمناطق المحيطة بها، وتوسيع نطاق البحث فيما يتعلق باللغة واللهجات القديمة، ومعرفة تأثير البيئة على الإنسان وبكل مكوناتها الموصولة بالعادات والتقاليد. وأخيرا وكما أشار الهدية فإن هذه الأهازيج أسهمت في اكتشاف خصوصية الإيقاع الموسيقي ومدى تأثره وتأثيره في الفنون المجاورة والبعيدة مع السعي إلى إمكانية توظيفه أو تطويره في الأزمنة المعاصرة.

وحول الأشكال والأنماط المختلفة لهذه الأهازيج، عدد الهدية مجموعة من الفنون المرتبطة بالماضي العريق لمنتجيها من شعراء ومؤدين والذي خطف الموت معظمهم، ولذلك باتت معظم هذه الفنون عرضة للتلاشي والانقراض بسبب قلة عدد المدونين والباحثين في تلك الأزمنة البعيدة، ومن هذه الفنون كما ذكر الهدية: “فن السحبية” الذي اشتهر به سكان المناطق الشحية في شمال رأس الخيمة مثل (شعم والجير وغليلة وخور خوير) مشيرا إلى أنه فن يؤديه مجموعة من الرجال أو مجموعة من النساء وهو عبارة عن ملاحم تاريخية محفوظة في الذاكرة، أو شكوى أو وجد أو لإشباع الجانب الروحي والديني، والشعر في هذا النوع من الفنون ــ كما أوضح الهدية ــ هو شعر محكي ويعتمد على الوزن الموحد والقافية المتعددة واللحن المتنوع.

وتحدث الهدية عن فن آخر مرتبط بالبيئة الجبلية وهو فن (الغازي) مشيرا إلى أنه فن أصيل يعتمد على إلقاء شاعر مبدع أو راوية حافظ، حيث يشهر المؤدي سيفه وترسه ويلقي قصيدته ماشيا ومن خلفه وحوله مجموعة من الرجال الذين يشكلون ما يشبه الكورس الذي يردد مقولات وإيقاعات المؤدي.

وتطرق الهدية إلى فن الندبة والتي تعني طلب الانتماء أو طلب العون من القبائل المجاورة، كما تطرق إلى فن “الرواح” مشيرا إلى أن المقصود بالتسمية هو الترويح عن النفس عند الانتهاء من بعض المهن الشاقة مثل حصاد القمح وغيرها من المهن المشتبكة مع نسيج الحياة الاجتماعية لسكان وأهالي المناطق الجبلية في الإمارات.
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
رحلة قبائل الخليج الجهادية

لقد كان واجب لواء الاصطخر حسبما يفيدنا الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه (الفاروق عمر) هو الإستيلاء على جزيرة (ايركاوان) وقد عبر اللواء المذكو ر الخليج ونزل في سواحل فارس واتجه أولاً نحو مدينة (توج) الفارسية التي كان يحاصرها لواء أرشيروسابور بقيادة مجاشع بن مسعود وكانت مدينة محصنة .

وقد استعصى فتحها على أحد القادة العرب السابقين وهو العلاء الحضرمي رضي الله عنه ، إلا أنها وفي هذه المرة لم تستطع تحمل هجوم اللواءين العربيين فسقطت دفاعاتها وأنهارت مقاومة المدافعين ودخلتها جيوش العرب ، فلما تم ذلك النصر، تفرق اللواءين العربيان إلى أهدافهما المرسومة حسب الخطة فسار لواء الأصطخر بقيادة عثمان بن أبي العاص نحو هدفه مدينة اصطخر .

وكانت أول عاصمة للساسانيين وفيها نشأ ساسان الأكبر، وفيها معبد النار الشهير (أناهيد) وفيها قبور ملوك ساسان، ثم يلتقي الجيش بعد ذلك في موقع توج (بشهرك) حاكم مدينة كرمان وفي معركة حامية الوطيس بين الطرفين أنكسر الجيش الفارسي وقتل شهرك وابنه وتشتت شمل جيشه.

وكانت نتيجة هذه المعركة (حسب الدكتور حنظل) في بحث له بعنوان (دور لواء الاصطخر الخليجي في الفتوحات الفارسية) أن تحطمت معنويات الفرس فاندفعت الألوية العربية داخل فارس تفتح المدينة إثر الأخرى ،أما لواء الأصطخر الخليجي فقد أنضم إليه بصفة تعاون لقائد اللواء الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فسارت ففتحت مدينة (أرجان) ثم مدينة (شيراز) ثم مدينة (سينيز) ثم مدينة (درابجرد).

نفوذ الأزد من البصرة إلى عمان
٪ وهكذا حين تم فتح فارس عاد اللواء المذكور إلى البصرة حيث كان عمر أتم بناءها فسكنها عدد غفير من قادة وجنود اللواء المذكور وأغلبهم من قبيلة الأزد وكان أشهر من سكنها (ابوصفرة) وولده (المهلب) وكذلك القاضي (كعب بن مسور) وأمتد نفوذ الأزد من البصرة إلى عمان فيما صارت إمارات الخليج تابعة إلى البصرة من الناحية السياسية، وللشيخ سيف بن حمود البطاشي المؤرخ العماني إفادات بهذا الخصوص.

حيث يروي أن أول من قدم البصرة من أهل عمان ثمانية عشر رجلاً منهم كعب بن سور أما (أبوصفرة) وولده (المهلب) فإنهما أقاما ومن معهما من الأزد الذي قدم بهم من (دبا) إلى أن استقرت به البلاد وأمن المكائد ثم خرج للغزو في جيش عبدالرحمن بن سمرة عامل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على سجستان، خرج بمائة فرس كان قطع بها من عمان ثم عاد بعد ذلك إلى البصرة.

وكانت عودته بعد وقعة (الجمل) بثلاثة أيام ، ويذكر أن أمير المؤمنين دعا له وقال (مالقيت من أحد مثل الذي لقيت من قومك) وولاه نهر تيري ومناذر الكبرى وولاه رئاسة الأزد، كما عقد لواءا لإبنه (المهلب ابن أبي صفرة) وكان أصغر إخوته وعمره نيف وعشرين سنة على أهل البوادي وتوفي (أبوصفرة) رحمه الله في البصرة في ولاية ابن عباس عليها لعلي بن ابي طالب وصلى عليه ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين .



عمان في العهد الأمويإن الإشارات التاريخية لموقعة (الجمل) وعهد الخليفة الرابع علي رضي الله عنه تستوقفنا في سياق التدرج التاريخي لصفحات التاريخ الاسلامي في دفاتر الوطن مع هذا الموجز التاريخي القائل بأن (الفتنة التي أطاحت فيما بعد بالخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأدت إلى قتله، فتحت باب الصراع واسعاً داخل دار الاسلام وتجلى ذلك في (صفين) و(الجمل) مما رسخ الأحقاد بين المسلمين وانقسمو فرقاً وشيعاً حسب مايخبرنا الدكتور محمد ارشيد العقيلي .

وقد أطلق بعض المؤرخين على الفترة الممتدة بين مقتل عثمان وقتل علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وقيام الدولة الأموية إسم (الفتنة الأولى) وترتب على هذه الأحداث الأليمة توقف حركة المد الاسلامي، وظلت الجيوش تراوح مكانها أحياناً وتتراجع حيناً آخر بسبب كثرة حركات الإنتقاص والردة في بلاد فارس وخراسان.

والأنكى من ذلك أن بعض سكان جنوب العراق ومنطقة الخليج الذين كانوا مادة الفتح سابقاً قد دسو أنوفهم في تلك الأحداث وأصبحوا جزءاً منها كما يشير الدكتور العقيلي ، بيد أنه بعد استقرار الحكم الأموي أستأنف (معاوية) رضي الله عنه حركة المد الإسلامي في المشرق على نطاق ضيق حيث لعبت منطقة الخليج دواً بارزاً في هذه المرحلة أيضاً وأسدل الستار على الفتن والحروب الأهلية في عهد يزيد بن معاوية من عام 61هـ - 77هـ والثورات المعروفة في صفحات التاريخ الاسلامي لتلك الفترة والتي تروي بأنه عندما أستقامت الأمور لعبدالملك بن مروان أستأنفت حركة المد الاسلامي في المشرق عام 77هـ بقوة وعزم فاق ماتم إنجازه في السابق، وبلغت هذه الفتوحات ذروتها في عهد الوليد بن عبدالملك .

وسوف نجد أن أعداداً غفيرة من عرب الخليج خاصة الذين استقروا في خراسان قد شاركوا بهذه الفتوحات بشكل فعال ، وسوف تلعب أسرة (المهالبة) المهلب وبنيه الذين كانوا قد أستقروا في البصرة دوراً بارزاً في هذه الفتوحات ، كما ويتضح أن المهلب وبنيه ومن معهم من قبائل االأزد وربيعة وقيس وتميم المستقرين في خراسان وجلهم من مقاتلة عرب الخليج وجنوب العراق قد ساهموا مساهمة فعالة في فتح (خراسان) وبلاد ماوراء النهر وجرجان وعملوا على نشر الاسلام في هذه المناطق ، وعن عمان في العهد الأموي نقرأ للدكتور أحمد شلبي صاحب مجلدات موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية قوله : "

إن الحديث عن عمان في العصر الأموي يحتاج إلى عودة للوراء لنتحدث عن الصراع الذي دار بين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية ففي هذه الحرب نشأت فرقة الخوارج، والمهم أنه في معركة النهروان بين الإمام علي رضي الله عنه وبين الخوارج سنة 38هـ لم ينج من الخوارج إلا عدد قليل لم يتجاوز العشرة وأن هؤلاء تفرقوا في البلاد واتجه أكثرهم إلى المناطق النائية.

فذهب اثنان منهم إلى عمان واثنان إلى كرمان واثنان إلى سجستان واثنان إلى الجزيرة وواحد إلى اليمن وشهدت عمان نشاط الخوارج الذين وفدوا إليها فلما قتل علي كرم الله وجهه بعد هذه الموقعة بحوالي سنتين وآل أمر الخلافة إلى بني أمية أعلن الخوارج أن عداءهم الحقيقي هو لمعاوية وأصبحت عمان أهم مركز بالجزيرة العربية لهذا العداء ووجد أهل عمان في ذلك فرصة لإعلان استقلالهم عن الحكم المركزي.

وهكذا أصبح أمر عمان كما يؤكد المؤرخ العماني السالمي بيد أهلها ولن يكن لمعاوية ولا لمن بعده سلطان في عمان حتي عهد عبدالملك ، ويوضح المؤرخون أنه في عهد عبدالملك بن مروان تغيرت الأمور فقد أصبح الحجاج صاحب السلطة في أرض العراق، ومن هنا تطلع للخليج وبالتالي إلى أرض عمان ورأي أن سلطانه بالعراق لايتم إلا إذا أمتد بسلطانه إلى الخليج العربي وخليج عمان ومن هنا قام صراع طويل بين أهل عمان وبين جيوش الحجاج وانتصر الحجاج في نهاية الأمر وفر زعماء أسرة الجلندي من وجه الحجاج إلى بلاد الزنج (زنجبار) .

واضعين أساساً لصلة طالت وأمتدت بعد ذلك بين عمان وساحل افريقيا الشرقي، واستعمل الحجاج على عمان الخيار بن صبر المجاشعي وعندما آل الأمر إلى الوليد بن عبدالملك عين هذا سيف الحمداني والياً على عمان، ثم عين سليمان بن عبدالملك على عمان صالح بن عبدالرحمن الليثي وبعده زيادة بن المهلب بن أبي صفرة، واتجه عمر بن عبدالعزيز وجهته الاسلامية فعين والياً صالحاً هو عمر بن عبدالله الأنصاري.

فأحسن السيرة بين الناس ومن أجل هذا ظل مكرماً محبوباً بين أهل عمان حتى وفاة الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز، وحينئذ تنحى هذا الوالي وأعاد السلطة لزيادة بن المهلب قائلاً له: "هذه البلاد بلاد قومك فشأنك بها.. وخرج عمر بن عبدالله من عمان وقام بالولاية زيادة بن المهلب.

جلفار في ولاية الحجاج
وفي صفحات التاريخ الاسلامي من دفاتر الوطن من أخبار عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ثمة إشارات وروايات تاريخية هامة يرصدها لنا الدكتور فالح حنظل في بحث له بعنوان (مدينة جلفار في التاريخ) فيقول: " يبدو أن عبدالملك أكتشف أن عمان خرجت عن سلطاته فأوعز إلى واليه في العراق الحجاج بن يوسف الثقفي أن يوفد جيشاً إلى عمان ليعيدها إلى سلطة الدولة الأموية، فقام الحجاج بتجهيز جيش سلم قيادته إلى قائد اسمه القاسم بن شعوة المزني وهو الذي تشير بعض المصادر والإجتهادات إلى أنه الجد الأول والمؤسس الأول للاسرة والعشيرة (القاسمية) الحاكمة في إمارتي رأس الخيمة والشارقة.

ولكن الجيش الأموي القادم من العراق بحراً انهزم وتشتت فلوله في أرجاء عمان وقتل القاسم بن شعوة المزني أيضاً، ثم استدعى الحجاج أخ القتيل واسمه مجاعة بن شعوة المزني وأمره بتشكيل جيش آخر ليتقدم صوب عمان ويسحق مقاومتها وقد تمكن القائد الجديد من تشكيل جيش بلغ تعداده أربعين ألف مقاتل قسمهم إلى جيش بري وجيش بحري وإلى مشاة وقوات الفرسان والهجانة ،كانت قوة الفرسان والهجانة قد سبقت الجيش في وصولها إلى بلدة اسمها (البلقة) يعتقد أنها قريبة من مدينة العين في أبوظبي الآن.

وفي جبال تلك المنطقة كان يكمن سليمان بن الجلندي مع جيشه البالغ ثلاثة آلاف وخمسمائة مقاتل فشن هجوماً على فرسان الجيش الأموي وهزمه وشتت شمله، وفي تلك الأثناء وصل مجاعة على رأس قواته البحرية وأمر سفنه بالرسو في (جلفار) رأس الخيمة واتخذها قاعدة متأخرة لتحركاته ، وألتقى جماعة في (جلفار) برجل من أهل (توام) أي مدينة (البريمي) العمانية المتاخمة لمدينة العين في ابوظبي فأخبره بما حل بقوة الفرسان.

كما أخبره عن قوات جيش سليمان الجلندي والغالب أن (مجاعة) بقي في (جلفار) فترة إلى حين وصول بقية وحدات المشاة الراكب أو الراجل منها إلى (جلفار) لأنه قرر أن يتوغل في داخل عمان وأن يصل إلى مسقط التي لم تكن حينذاك عاصمة عمان، وعندما تم له ذلك تحرك على رأس قواته متجهاً غرباً نحو مسقط.

وفي سياق سرد قصة المعركة يذكر أن (مجاعة) بعد أن انهزم ومن بقى معه دخل (جلفار) ثانية وقرر أن يتحصن بها وأن يتخذ منها موضعاً دفاعياً وكتب من هناك للحجاج يبلغه بنبأ الكارثة التي حلت بالجيش الأموي الثاني ، وإلى مجاعة وجيشه المحاصرين في (جلفار) تصل من الحجاج حملة جديدة بقيادة عبدالرحمن بن سليمان وهو مصري وجنوده من بدو بادية الشام والعراق والأردن وقد وصلت (جلفار) وانضمت إلى القوة المحاصرة.

وبإنتصار هذا الجيش الأموي أحكم الحجاج قبضته على عمان واتخذ على الأغلب من (جلفار) قاعدة للحكم والاتصال بين العراق والشام من جهة وعمان ودول الخليج الأخري من جهة أخري وتعاقب ولاة بني أمية علي المنطقة حتى قررت حكومة الشام أن تولي أمر عمان أبا زياد بن المهلب الأزدي، وهكذا بقيت عمان والمنطقة تدار بيد أبنائها حتى سقطت الدولة الأموية في الشام وقامت الدولة العباسية في العراق
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
بزوغ فجر الإسلام في عمان والإمارات والبحرين


تعرضنا في الصفحة الأولى من هذه السلسلة إلى ملامح رحلة دعوة التوحيد من المدينة المنورة إلى أجدادنا الأزديين في اقليمي عمان والبحرين وبينهما الإمارات منذ السنة السادسة للهجرة النبوية، ذلك بعد أن أتاح صلح الحديبية للقيادة الاسلامية في المدينة أن توجه الدعوة إلى قلب الجزيرة العربية وأطرافها، وأن يتوجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملوك ورؤساء العالم خارج الجزيرة العربية لتحقيق وحدة بلاد العرب، ثم الانطلاق لتحقيق عالمية الدعوة الاسلامية.

وتوقفنا مع وقائع المجلس الرمضاني الإسلامي الذي يتصل حبله بتاريخ بداية الدعوة في القرن الثامن الهجري.

وكنا قد توقفنا من قبل مع انطلاقة الرحلة والرسالة من المدينة المنورة إلى اقليم عمان يحملها عمروبن العاص يرافقه أبو زيد الأنصاري بينما توجه أبوالعلاء الحضرمي يرافقه أبوهريرة رضي الله عنهم جميعا إلى اقليم البحرين.

لقد كان مركز الرسول صلى الله عليه وسلم قد ازداد رسوخا بعد فتح مكة وسط سلطته السياسية والعسكرية في الجزيرة العربية، حيث أصبحت هي السلطة العليا بغير منازع كما أشرنا من قبل، ولقد آمن أهل عمان بالإسلام اقتناعا به واعتقادا بما فيه من قيم ومبادئ وجدوا فيها دليلا صادقا على رسالة التوحيد التي هم في أشد الحاجة إليها في ذلك الوقت.

إن هذا هو السبب المرجح في سرعة دخول العقيدة الإسلامية إلى عمان ورسوخها في عقول الناس، حتى إنه عندما جاء خبر اسلام أهل عمان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لهم: (رحم الله أهل غبيراء آمنوا بي ولم يروني)، وبأن يغمرالله عمان وشعبها بالبركة. ولا شك أن ظهور الإسلام كان من أكثر الأحداث التي حركت قبائل الجزيرة العربية على مدى تاريخها، وذلك ما بين مؤيد ومعارض لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وما من قبيلة من القبائل المعروفة قحطانها وعدنانها أو أحد بطونهما على الأقل إلا وورد لها ذكر في المواقف المتباينة من الدعوة الجديدة إلى أن انتهت تلك المواقف.

ولا سيما المعروفة منها (بعام الوفود)، الذي تجلى في قدوم عدد كبير من وفود القبائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإعلان اسلامها والبيعة له بالسمع والطاعة، فكانت تلك الوفود من الكثرة بحيث زادت على سبعين وفدا طبقا لرواية ابن سعد، وكان صلى الله عليه وسلم يعرف كثيرا من أصول القبائل وديارهم ومختلف أحوالهم، وقد تجلى ذلك في بعض الأقوال التي صدرت عنه صلى الله عليه وسلم في حق بعض القبائل ورجالاتها البارزين حينما وفدوا اليه في دار هجرته في المدينة المنورة ومنهم الأزد.

في السنة الثامنة للهجرة وصل عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى (صحار)، وكان أول لقاء له مع (عبد بن الجلندي) وكان أحد الرجلين وأحسنهما خلقا، فأوصل عمرو بن العاص بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أخيه (جيفر) فقرأه مثل قراءته ثم التفت إلى (عمرو) وقال له: إن هذا الذي تدعو إليه من جهة صاحبك أمر ليس بصغير وأنا أعيد فكري فيه وأعلمك، ثم استحضر (جيفر) جماعة من الأزد وبعثوا إلى (كعب بن برشة العودي) الذي قيل إنه كان قد تنصر وقرأ الكتب فسألوه عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل نبي وقد عرفت صفته وسيظهر على العرب والعجم.

ثم بعث إلى وجوه عشائره فبايعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وأدخلهم في دينه وألزمهم تسليم الصدقة، وأمر عمرو بن العاص فقبضها على الجهة التي أمره بها النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعث إلى (دبا) وما يليها إلى آخر عمان فما ورد رسول جيفر على أحد إلا أسلم وأجاب دعوته إلا الفرس الذين كانوا في ذلك العهد في عمان، وتتفق الروايات التاريخية على أن ملكي (عمان) استجابا لدعوة الرسول (ص) عن قناعة تامة ودون تردد واعتنقا الإسلام وأسلم أهل عمان معهما باسثناء الفرس وعاملهم فيها.

وقوي نفس أهل عمان بالإسلام ولا أدل على ذلك من أنهم قاتلوا عامل الفرس وأخرجوه منها دون أن يسمح لهم بحمل ماكان لهم من أموال. وكانت القناعة التامة بصدق رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم) الدافع الرئيسي لملكي عمان الى سرعة الاستجابة للدعوة الاسلامية إضافة الى فرصة الاسلام للتخلص من الحكم الفارسي وتحرير سواحل عمان من سيطرتهم. ومن هناك انتشر الاسلام في هذه المنطقة، وأقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) على ملكي عمان ملكهما، وكان أول عامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المنطقة عمرو بن العاص وظل وأبو زيد الأنصاري رضي الله عنهما يعاونان الملكين في جمع الصدقات وتعليم الناس الصلاة والقرآن والسنة.

وطبقت شريعة الاسلام في هذه الأرجاء من شبه الجزيرة العربية. وسنأتي لاحقا على أخبار استقبالات الرسول صلى الله عليه وسلم لوفود الأزد كما وسبق لنا الإشارة إلى أن الصحابي الجليل مازن بن الغضوبة السعدي الطاحي من أهل (سمايل) الذي اعتنق دين الإسلام وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنا إسلامه. ومن الروايات التاريخية التي تستحق الإشارة تلك التي تنسب إلى الجلندي بن المسكتبر والد جيفر وعباد قوله: لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له وإنه يغلب فلا يبطر، ويغلب فلا يهجر وأنه يفي بالوعد، أشهد أنه نبي، وأنشد أبياتا منها:

أتاني عمرو بالتي لست بعدها *** من الحق شيء والفصيح نصيح

فقلت له مازدت أن جئت بالتي *** جلندي عمان في عمان يصيح

فيا عمرو قد أسلمت لله جهرة *** ينادي بها في الواديين صحيح

قوة الإسلام

عود على البدء تستوقنا إشارة توضيحية يوردها الدكتور عصام سخيني في بحث منشور له عام 1988 تقول: بأنه مع عدم التقليل من أهمية العوامل العقائدية التي دفعت عرب الساحل كما دفعت غيرهم للدخول في الاسلام، الا أن توطيد مركز الرسول صلى الله عليه وسلم في دولته الجديدة في المدينة المنورة كان لابد قد شد الانتباه الى هذا الثقل السياسي الجديد في الجزيرة العربية.

الأمر الذي وجد فيه عرب الساحل الشرقي مستندا يستندون إليه في التخلص من وطأة الحكم الفارسي المباشر كما في البحرين، أو النفوذ الفارسي غير المرغوب فيه كما في ساحل عمان، وفي ضوء هذا الواقع يمكن فهم سرعة استجابة العرب في هذه المنطقة للدعوة الاسلامية، وفي الوقت الذي استجاب فيه حكام البحرين وعمان لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم معهم جميع العرب هناك وبعض العجم، امتنع عن الاسلام بعض المزارعين الذين تسميهم مصادرنا أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى.

استقبالات لوفود الأزد

والحق أن الرسول صلى الله عليه وسلم، حرص على انتشار وتثبيت الدعوة في عمان وعلى استقبال الوفود وإرسال البعثات لتعليم الناس القرآن والسنة ولجمع الزكاة والصدقات ومساعدة الفقراء، هذا علاوة على رسائل مختلفة إلى زعماء قبيلة الأزد وإرسال كتب مختلفة أيضا إلى شعب عمان وقبائلها، ويذكر أن وفودا عدة من الأزد العمانية ومنها مناطق الإمارات بجانب غيرهم من بشر كثير في البوادي، كانت قد ذهبت لملاقاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد نقل رئيس أحد تلك الوفود كتابا عاما من الرسول كتبه الصحابي الجليل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه - إلى قبيلة الأزد هذا نصه: من محمد رسول الله إلى من يقرأ كتابي هذا، من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فله أمان الله ورسوله، فخرج وفد الأزد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم، وقدم بعدهم سلمة بن عياذ الأزدي في ناس من قومه فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عما يعبد وما يدعو إليه فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يجمع كلمتنا وألفتنا، فدعا لهم فأسلم سلمة ومن معه وقال سلمة:

(رأيتك ياخير البرية كلها *** نشرت كتابا جاء بالحق معلما)

وبعد مدة قدم المدينة عبد الله بن علي الثمالي ومسيلمة أو مسلمة بن هزان الحداني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رهط من قومهما فأسلموا وبايعوا الرسول على قومهم، وكتب لهم الرسول كتابا بما فرض عليهم في الصدقة في أموالهم، وأنشد مسلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( حلفت برب الراقصات إلى منى

طوالع من بين الفصيحة والركب

بأن نبي الله فينا محمد

له الرأس والقدموس من سلفي كعب

أتانا ببرهان من الله قابس

أضاء به الرحمن مظلمة الكرب

أعزبه الأنصار لما تقارنت

صدور العوالي في التناوش والضرب

وقال الواقدي: وفد الأزد من دبا مقرين بالإسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث عليهم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدقا، وكتب له فرائض صدقاتهم وممن أسلم أيضا من هذه الديار (حماي بن جرم الأزدي جد أبي بكر بن دريد اللغوي الشاعر من مواليد قدفع الفجيرة).

بهذا الخصوص يستوقفنا المؤرخون مع خبر عن مقابلة رئيس أحد وفود الأزد لرسول الله حسب ما يذكرها رئيس الوفد كما يلي: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في مائة رجل من قومي، فلما دنونا من النبي صلى الله عليه وسلم وقفنا، فتقدمت قومي وكنت أصغر القوم، فقلت: انعم صباحا يا محمد. فقال النبي: ليس هذا سلام المسلمين بعضهم لبعض، إذا لقيت مسلما فقل: السلام عليكم ورحمة الله فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم قال لي رسول الله ما اسمك؟ ومن أنت؟ قلت: انا معاوية عبد اللات والعزى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم بل أنت أبو راشد عبد الرحمن بن عبيد، فصار هذا اسمه فيما بعد. وفي رمضان من العام العاشر الهجري استقبل الرسول صلى الله عليه وسلم، في المدينة المنورة وفدا أزديا برئاسة عمير بن الحارث او عبد الله بن الحارث وحمل كتابا إلى زعيمهم (ابو ضبيان الازدي).

(إسلام البحرين)

واذا كان البحرين هو الاسم الجامع لساحل البحرين البصرة وعمان وبينهما سواحل الامارات وخاصة جلفار كما عرفنا، فإن الحكم كان موزعا في هذه المناطق بين عدد من الأمراء والحكام، إلا أنه كان كما يبدو من رسائل الرسول كان المنذر بن ساوي العبدي أكثر الحكام نفوذا (حسب المؤرخين) وقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم، وفدا رفيع المستوى ليرافق موفده إلى البحرين وهو العلاء بن الحضرمي وكان من أفراد الوفد ابو هريرة (رضي الله عنه) .

وفي هذا الصدد يقول ابو هريرة: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي ووصاه بي خيرا، فلما وصلنا قال لي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اوصاني بك خيرا فانظر ماذا تحب؟ قال قلت: تجعلني اؤذن لك.

ويذكر أن الرسول قال للعلاء قبل مغادرته إلى البحرين إن أجابك فأقم حتى يأتيك امري وخذ الصدقة من أغنيائهم وردها الى فقرائهم قال العلاء للرسول فاكتب لي كتابا يكون معي، فكتب الرسول الكتاب الذي أوردنا نصه سلفا.

وفي البحرين استجاب المنذر بن ساوي حاكم اقليم البحرين لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأسلم وأسلم معظم أهل هجر في حين رفض المجوس واليهود. ويؤكد المؤرخون أن انتشار الإسلام في البحرين حدث بسهولة ويسر وعن قناعة تامة، واقتصرت مهمة ولاة الرسول صلى الله عليه وسلم، على جمع الصدقات من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء.

وتؤكد المصادر قدوم وفادتين من قبيلة عبد قيس في البحرين إلى المدينة وقابلتا الرسول صلى الله عليه وسلم، وأسلم الوفد في العام التاسع الهجري برئاسة عائد العبدي الملقب بالأشج. وعاد الوفد مصحوبا بالعلاء الحضرمي حاملا رسالة الى حاكم البحرين المنذر بن ساوي والوفد الثاني كان برئاسة الجارود بشر بن حتش العبدي بين السنة التاسعة والعاشرة الهجرية الذي عاد لنشر الاسلام في البحرين بحماسة شديدة ولا أدل على ذلك من إنهاء حركة الردة في البحرين وأقنع بني قومه على التمسك بالإسلام وعشية وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقاسم المنذر بن ساوي في حكم البحرين زعيمان من عبد قيس هما الجارود بن المعلي، والحطم بن ضبعة العبدي.
 

استراتيجية مفكر

๑ . . شخصية هامة . . ๑
التسجيل
4 أكتوبر 2009
رقم العضوية
11027
المشاركات
3,945
مستوى التفاعل
797
الجنس
الإقامة
من الدهاء بان لاتكشف مواقعك الدفاعيه
ماشاء قراءة الكثير ولم اتمم قرائته

يعطيك مليون عافية
 
عودة
أعلى