• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

ردود الافعـــال الازديــة على خبــر وفـــاة الرســــول

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
نواصل في صفحة اليوم استعراض الأخبار والروايات التاريخية الواردة عن السنوات الثلاث الأولى من بزوغ فجر الإسلام في حياة الإنسان والمكان ومسيرة الزمان والأجيال منذ العام الثامن الهجري مستمرا إلى قيام الساعة إن شاء الله ، ومازلنا وفق التسلسل التاريخي مواكبين لاستقرار عامل الرسول على عمان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه .

والذي حدد مهامه في مناسبة لاحقة وموقف سنأتي عليه في هذه الصفحة قائلا وهو يخاطب وفدا من الأزد: (ياهؤلاء انكم قد علمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعثني إليكم عاملا وأميرا وداعيا) ، ومواكبين أيضا لمعلم القبائل والمسلمين الجدد في الأرجاء العمانية ومنها الإمارات آنذاك القرآن والسنة والصلاة والتعاون مع حاكمي عمان من أبناء الجلندي على جمع الزكاة والصدقات ومساعدة الفقراء .

وهو الصحابي الجليل أبوزيد الأنصاري رضي الله عنه ، وهكذا مع فعاليات وتعبيرات حرص الرسول (صلى الله عليه وسلم) على انتشار وتثبيت الدعوة في عمان وعلى استقبال الوفود وإرسال البعثات والرسائل المختلفة إلى زعماء قبيلة الأزد وإرسال الكتب المختلفة أيضا إلى شعب عمان وقبائلها. وهم كما عبر عنهم شاعرهم فيما بعد مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يراه فيقول سلمة الأزدي :

( رأيتك ياخير البرية كلها *** نشرت كتابا جاء بالحق معلما )ومن تجربة السنوات التي قضاها (بن العاص) في عمان وبين أهلها الذين استجابوا لدعوة الرسول (ص) عن قناعة تامة ودون تردد واعتنقوا الإسلام ، وقويت نفوسهم به فإن التاريخ يسجل عن هذا الأمير والداعية رضي الله عنه أبياتا شعرية ممتدحا فيها الأزد :

أقول وحولي آل فهر بن مالك

جزى الله عني الأزد خير جزاء

أتيت عمانا والحوادث جمة

وليست بأرض لي ولابسماء

فحي هلا بالأزد أرباب نعمة

واهل حباء صادق ووفاء

تضمني منهم عباد وجيفر

وظالم الداعي لكل علاء

وظالم هو ( أبوصفرة ) والد القائد الإسلامي الشهير المهلب واسمه ظالم بن سراق من شخصيات مدينة (دبا) الذين سيرافقون عمروبن العاص عند مغادرته إلى المدينة المنورة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويعبر أبوصفرة في عبارته التاريخية عن ردود الفعل وموقف أهل المنطقة وايمانهم الراسخ في حياة الرسول صلى الله عليهم وسلم وبعد وفاته حين يرد على بن العاص بقوله :

« ياعمرو ..إنا نطيعك اليوم بطاعة امس ونطيعك غدا بطاعة اليوم ولاعصينا من أرسلك إلينا والسلام» .. إذن إلى موجز الأخبار والروايات التاريخية كما ترد في المصادر الإسلامية والكتابات المعنية لتكتمل الصورة عن هذه المرحلة من صدر الإسلام في الإطار الجغرافي الذي نحن بصدده بين اقليمي البحرين وعمان.







استمر عمرو بن العاص يدعوالناس إلى الإسلام ونبذ الشرك حتى علم بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل إنه علم ذلك من يهودي من أهل عمان قال له: أرأيت إن سألتك عن شيء أأخشى علي منك قال: لا قال: أنشدك بالله من أرسلك إلينا قال: اللهم رسول الله، قال اليهودي:

اللهم إنك لتعلم أنه رسول الله، قال: اللهم نعم، قال: لإن كان حقا ما تقول لقد مات اليوم (أي رسول الله)، فلما رأى عمرو ذلك جمع أصحابه وحواشيه وكتب ذلك اليوم الذي قال فيه اليهودي ما قال ، ثم خرج بخفراء من الأزد وعبد القيس يأمن بهم فجاءته وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بهجر ووجد ذكر ذلك عند المنذر بن ساوي .

ويعلق الباحث محمد أعمد عبيد: إلا أن الخبر الذي ذكره الواقدي عن رجوع عمرو يخبرنا بعلم عمرو بوفاة النبي صى الله عليه وسلم وهو لم يزل في عمان ، إذ لما أقبل عليه كتاب أبي بكر رضي الله عنه أقبل على أهل عمان فقال: « ياهؤلاء انكم قد علمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعثني إليكم عاملا وأميرا وداعيا فقبلتم الأمر وأجبتم إلى الإسلام وكنتم على ما يحبه الله ورسوله غير أنه قد توفى رسول الله ص وقد قام بأمور المسلمين (أبوبكر الصديق ) رضي الله عنه ومن أطاع النبي حيا فيجب ان يطيعه ميتا ، وقد حدثت هذه الردة وأنا أعلم أن أبا بكر سيقاتلهم حتى يردهم إلى دين الإسلام وهذا كتابه إلي يأمرني فيه بالقدوم عليه فما الذي عندكم من الرأي» فوثب (أبو صفرة) واسمه ظالم بن سراق فقال ياعمرو :

«إنا نطيعك اليوم بطاعة أمس ونطيعك غدا بطاعة اليوم ولاعصينا من أرسلك إلينا والسلام « ، قال: ثم وثب إليه عبادة بن الجلندي فقال : «ياعمرو إن الخيار ليس لنا لكن لله عز وجل ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقد اختارك وأرسلك إلينا وطاعته ميتا كطاعته حيا لسنا نكره مقامك والأمر إليك والسلام «.

ثم وثب جعفر بن خشيم فقال: « ياعمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك إلينا فدعوتنا فأجبناك فإن يكن رسول الله صى الله عليه وسلم قد مات فإن الله عز وجل حي لايموت ، فإن أقمت عندنا أطعناك وإن شئت المسير خفرناك والسلام « ، فقال عمرو : «جزاكم الله خيرا لقد تكلمتم وأحسنتم بل أحببت أن تخفروني» فقالوا: « نفعل ذلك» فتجهز عمرو وخرج معه أبو صفرة ظالم بن سراق وجفير بن جعفر وعبادة بن الجلندي في 70 فارسا من أهل عمان فأنشأ عقبة بن نعمان العتكي يقول :

(وفينا لعمرو يوم عمرو كأنه

طريد نفته مذحج والسكاسك

رسول رسول الله أعظم بحقه

علينا ومن لايعرف الحق هالك)

إلى آخر الأبي ات ...

قال ومدحهم عمروبن العاص في قصيدة له حيث يقول :

(أقول وحولي آل فهر بن مالك

جزى الله عني الأزد خير جزاء

أتيت عمانا والحوادث جمة

وليست بأرض لي ولابسماء

فحي هلا بالأزد أرباب نعمة

واهل حباء صادق ووفاء

تضمني منهم عباد وجيفر

وظالم الداعي لكل علاء )

قال : وقد قدم القوم المدينة حتى دخلوا على أبي بكر رضي الله عنه وسلموا عليه ، ثم أخذوا بضبع عمرو بن العاص وقالوا : « ياخليفة رسول الله ويامعشر المسلمين ، هذا أميرنا عمرو بن العاص الذي وجه به رسول الله ص ونحن له شاكرون وهذه أمانة قد كانت في أعناقنا ووديعة كانت عندنا ، وقد تبرأنا منها إليكم والسلام .

« فاثنى أبو بكر رضي الله عنه والمسلمون عليهم ثناء حسنا وجزاهم خيرا). ويشي هذا الخبر بأن خروجهم كان من( دبا ) لوجود أبي صفرة معهم وهو من أهل دبا ، ولكن يمكن القول أيضا بأن الوفد قد انطلق من صحار لأن لقيط بن مالك الأزدي ألجأ جيفرا وعبادا إلى صحار بعد أن ارتد بعمان وعمرو بن العاص يشير إلى أن الردة موجودة وقت خروجهم كما أنه عندما وصل إلى المدينة أخبرهم أن عساكر المرتدين « معسكرة في دبا حيث انتهى إليهم « وشاعر الأزد وقتذاك عقبة بن النعمان العتكي يشجع عمروبن العاص لما خاف نفسه أيام الردة بقوله :

ياعمرو إن كان النبي محمد

أودى به الأمر الذي لايدفع

فلقد أصبنا بالنبي وأنفنا

والراقصات إلى الثنية أجدع

وقلوبنا قرص وماء عيوننا

جار وأعناق البرية خضع

فأقم فغنك لاتخاف وجارنا

ياعمرو ذاك هو الأعز الأمنع



وثائق آثارية ومتحفية

ونقرأ في صفحات التاريخ الاسلامي في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن التطورات التي اعقبت وفاة الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عام 11 للهجرة فبعد مرور أقل من 3 سنوات شهدت هذه المنطقة فتنة عرفت تاريخيا بحروب (الردة) ، وكانت مدينة ( دبا) هي مسرح تلك الاحداث التي اتفق المؤرخون على وقوعها لكنهم اختلفوا في تفاصيلها وأسبابها .

ولنا مع الروايات المختلفة حول موقعة دبا أخبارا وآثارا رحلة تفصيلية في الصفحة القادمة ، ولكن جدير بنا أن نختتم هذه الصفحة بجولة بين مختارات مما توثقه لنا بعض متاحفنا الوطنية بدءا من وثائق متحف العين التي تخبرنا بأن «العصر الهلسنتي» كان قد انتهى في حدود القرنين الثاني أو الثالث بعد الميلاد ولا نزال لا نعرف عن القرون القليلة التي تلت ذلك والتي سبقت ظهور الإسلام إلا الشيء اليسير.

وفي عام 622 ميلادي بزغ فجر الإسلام في الجزيرة العربية وكان أهل الإمارات وعمان من أوائل الأقوام التي اعتنقت هذا الدين طوعاً بعد أهل اليمن. وبالرغم من غياب المواقع الأثرية في عصر صدر الإسلام يحدثنا المؤرخون عن مدينة (دبا) الكائنة شمال إمارة الفجيرة حيث وقعت فيها أكبر المعارك بعد وفاة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وثمة خلفية تاريخية موجزة عن العصر الإسلامي نقرأها في وثائق متحف الشارقة الأثرية تقول:

«إنه عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 622م كانت الجماعة المسلمة (الأمة) تضم كل شعوب الجزيرة العربية ومن ثم حاولت بعض القبائل الارتداد عن الإسلام كالأزد والمتحالفين معهم الذين تجمعوا في( دبا) وهي مدينة هامة منذ عدة قرون بفضل مينائها الطبيعي». ولكن الفرق المرسلة من قبل الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وضعت نهاية للردة. وبعد المعركة المعروفة باسم حروب الردة (حروب الجحور) دمرت دبا وانتصر المسلمون على المرتدين،

وحسب التقليد ما زال عشرة آلاف قتيل يرقدون في مقبرة كبيرة تقع خارج المدينة وتتميز تلك القبور بالشواهد الحجرية المرفوعة فوقها أما في متحف الفجيرة فتثار الأسئلة التالية: أين هي البقايا المعمارية لأولئك السكان؟ وماذا كانت طبيعتها؟ أو مدى انتشارها في المنطقة التي يدل حجم المعارك التي دارت فيها بين أناس كثيرين كانوا يعيشون في هذا الجزء من الساحل؟ إذن الأمل في أن نتعرف على كل ذلك أو على جزء منه على الأقل من خلال الاكتشافات الأثرية المستمرة.

ولنا في صفحة الغد إن شاء الله رحلة مع الروايات المختلفة التي ترصد لتلك الوقائع في دبا.​
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
[align=right]رحلة قبائل الخليج الجهادية

لقد كان واجب لواء الاصطخر حسبما يفيدنا الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه (الفاروق عمر) هو الإستيلاء على جزيرة (ايركاوان) وقد عبر اللواء المذكو ر الخليج ونزل في سواحل فارس واتجه أولاً نحو مدينة (توج) الفارسية التي كان يحاصرها لواء أرشيروسابور بقيادة مجاشع بن مسعود وكانت مدينة محصنة .

وقد استعصى فتحها على أحد القادة العرب السابقين وهو العلاء الحضرمي رضي الله عنه ، إلا أنها وفي هذه المرة لم تستطع تحمل هجوم اللواءين العربيين فسقطت دفاعاتها وأنهارت مقاومة المدافعين ودخلتها جيوش العرب ، فلما تم ذلك النصر، تفرق اللواءين العربيان إلى أهدافهما المرسومة حسب الخطة فسار لواء الأصطخر بقيادة عثمان بن أبي العاص نحو هدفه مدينة اصطخر .

وكانت أول عاصمة للساسانيين وفيها نشأ ساسان الأكبر، وفيها معبد النار الشهير (أناهيد) وفيها قبور ملوك ساسان، ثم يلتقي الجيش بعد ذلك في موقع توج (بشهرك) حاكم مدينة كرمان وفي معركة حامية الوطيس بين الطرفين أنكسر الجيش الفارسي وقتل شهرك وابنه وتشتت شمل جيشه.

وكانت نتيجة هذه المعركة (حسب الدكتور حنظل) في بحث له بعنوان (دور لواء الاصطخر الخليجي في الفتوحات الفارسية) أن تحطمت معنويات الفرس فاندفعت الألوية العربية داخل فارس تفتح المدينة إثر الأخرى ،أما لواء الأصطخر الخليجي فقد أنضم إليه بصفة تعاون لقائد اللواء الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فسارت ففتحت مدينة (أرجان) ثم مدينة (شيراز) ثم مدينة (سينيز) ثم مدينة (درابجرد).

نفوذ الأزد من البصرة إلى عمان
٪ وهكذا حين تم فتح فارس عاد اللواء المذكور إلى البصرة حيث كان عمر أتم بناءها فسكنها عدد غفير من قادة وجنود اللواء المذكور وأغلبهم من قبيلة الأزد وكان أشهر من سكنها (ابوصفرة) وولده (المهلب) وكذلك القاضي (كعب بن مسور) وأمتد نفوذ الأزد من البصرة إلى عمان فيما صارت إمارات الخليج تابعة إلى البصرة من الناحية السياسية، وللشيخ سيف بن حمود البطاشي المؤرخ العماني إفادات بهذا الخصوص.

حيث يروي أن أول من قدم البصرة من أهل عمان ثمانية عشر رجلاً منهم كعب بن سور أما (أبوصفرة) وولده (المهلب) فإنهما أقاما ومن معهما من الأزد الذي قدم بهم من (دبا) إلى أن استقرت به البلاد وأمن المكائد ثم خرج للغزو في جيش عبدالرحمن بن سمرة عامل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على سجستان، خرج بمائة فرس كان قطع بها من عمان ثم عاد بعد ذلك إلى البصرة.

وكانت عودته بعد وقعة (الجمل) بثلاثة أيام ، ويذكر أن أمير المؤمنين دعا له وقال (مالقيت من أحد مثل الذي لقيت من قومك) وولاه نهر تيري ومناذر الكبرى وولاه رئاسة الأزد، كما عقد لواءا لإبنه (المهلب ابن أبي صفرة) وكان أصغر إخوته وعمره نيف وعشرين سنة على أهل البوادي وتوفي (أبوصفرة) رحمه الله في البصرة في ولاية ابن عباس عليها لعلي بن ابي طالب وصلى عليه ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين .



عمان في العهد الأمويإن الإشارات التاريخية لموقعة (الجمل) وعهد الخليفة الرابع علي رضي الله عنه تستوقفنا في سياق التدرج التاريخي لصفحات التاريخ الاسلامي في دفاتر الوطن مع هذا الموجز التاريخي القائل بأن (الفتنة التي أطاحت فيما بعد بالخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأدت إلى قتله، فتحت باب الصراع واسعاً داخل دار الاسلام وتجلى ذلك في (صفين) و(الجمل) مما رسخ الأحقاد بين المسلمين وانقسمو فرقاً وشيعاً حسب مايخبرنا الدكتور محمد ارشيد العقيلي .

وقد أطلق بعض المؤرخين على الفترة الممتدة بين مقتل عثمان وقتل علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وقيام الدولة الأموية إسم (الفتنة الأولى) وترتب على هذه الأحداث الأليمة توقف حركة المد الاسلامي، وظلت الجيوش تراوح مكانها أحياناً وتتراجع حيناً آخر بسبب كثرة حركات الإنتقاص والردة في بلاد فارس وخراسان.

والأنكى من ذلك أن بعض سكان جنوب العراق ومنطقة الخليج الذين كانوا مادة الفتح سابقاً قد دسو أنوفهم في تلك الأحداث وأصبحوا جزءاً منها كما يشير الدكتور العقيلي ، بيد أنه بعد استقرار الحكم الأموي أستأنف (معاوية) رضي الله عنه حركة المد الإسلامي في المشرق على نطاق ضيق حيث لعبت منطقة الخليج دواً بارزاً في هذه المرحلة أيضاً وأسدل الستار على الفتن والحروب الأهلية في عهد يزيد بن معاوية من عام 61هـ - 77هـ والثورات المعروفة في صفحات التاريخ الاسلامي لتلك الفترة والتي تروي بأنه عندما أستقامت الأمور لعبدالملك بن مروان أستأنفت حركة المد الاسلامي في المشرق عام 77هـ بقوة وعزم فاق ماتم إنجازه في السابق، وبلغت هذه الفتوحات ذروتها في عهد الوليد بن عبدالملك .

وسوف نجد أن أعداداً غفيرة من عرب الخليج خاصة الذين استقروا في خراسان قد شاركوا بهذه الفتوحات بشكل فعال ، وسوف تلعب أسرة (المهالبة) المهلب وبنيه الذين كانوا قد أستقروا في البصرة دوراً بارزاً في هذه الفتوحات ، كما ويتضح أن المهلب وبنيه ومن معهم من قبائل االأزد وربيعة وقيس وتميم المستقرين في خراسان وجلهم من مقاتلة عرب الخليج وجنوب العراق قد ساهموا مساهمة فعالة في فتح (خراسان) وبلاد ماوراء النهر وجرجان وعملوا على نشر الاسلام في هذه المناطق ، وعن عمان في العهد الأموي نقرأ للدكتور أحمد شلبي صاحب مجلدات موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية قوله : "

إن الحديث عن عمان في العصر الأموي يحتاج إلى عودة للوراء لنتحدث عن الصراع الذي دار بين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية ففي هذه الحرب نشأت فرقة الخوارج، والمهم أنه في معركة النهروان بين الإمام علي رضي الله عنه وبين الخوارج سنة 38هـ لم ينج من الخوارج إلا عدد قليل لم يتجاوز العشرة وأن هؤلاء تفرقوا في البلاد واتجه أكثرهم إلى المناطق النائية.

فذهب اثنان منهم إلى عمان واثنان إلى كرمان واثنان إلى سجستان واثنان إلى الجزيرة وواحد إلى اليمن وشهدت عمان نشاط الخوارج الذين وفدوا إليها فلما قتل علي كرم الله وجهه بعد هذه الموقعة بحوالي سنتين وآل أمر الخلافة إلى بني أمية أعلن الخوارج أن عداءهم الحقيقي هو لمعاوية وأصبحت عمان أهم مركز بالجزيرة العربية لهذا العداء ووجد أهل عمان في ذلك فرصة لإعلان استقلالهم عن الحكم المركزي.

وهكذا أصبح أمر عمان كما يؤكد المؤرخ العماني السالمي بيد أهلها ولن يكن لمعاوية ولا لمن بعده سلطان في عمان حتي عهد عبدالملك ، ويوضح المؤرخون أنه في عهد عبدالملك بن مروان تغيرت الأمور فقد أصبح الحجاج صاحب السلطة في أرض العراق، ومن هنا تطلع للخليج وبالتالي إلى أرض عمان ورأي أن سلطانه بالعراق لايتم إلا إذا أمتد بسلطانه إلى الخليج العربي وخليج عمان ومن هنا قام صراع طويل بين أهل عمان وبين جيوش الحجاج وانتصر الحجاج في نهاية الأمر وفر زعماء أسرة الجلندي من وجه الحجاج إلى بلاد الزنج (زنجبار) .

واضعين أساساً لصلة طالت وأمتدت بعد ذلك بين عمان وساحل افريقيا الشرقي، واستعمل الحجاج على عمان الخيار بن صبر المجاشعي وعندما آل الأمر إلى الوليد بن عبدالملك عين هذا سيف الحمداني والياً على عمان، ثم عين سليمان بن عبدالملك على عمان صالح بن عبدالرحمن الليثي وبعده زيادة بن المهلب بن أبي صفرة، واتجه عمر بن عبدالعزيز وجهته الاسلامية فعين والياً صالحاً هو عمر بن عبدالله الأنصاري.

فأحسن السيرة بين الناس ومن أجل هذا ظل مكرماً محبوباً بين أهل عمان حتى وفاة الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز، وحينئذ تنحى هذا الوالي وأعاد السلطة لزيادة بن المهلب قائلاً له: "هذه البلاد بلاد قومك فشأنك بها.. وخرج عمر بن عبدالله من عمان وقام بالولاية زيادة بن المهلب.

جلفار في ولاية الحجاج
وفي صفحات التاريخ الاسلامي من دفاتر الوطن من أخبار عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ثمة إشارات وروايات تاريخية هامة يرصدها لنا الدكتور فالح حنظل في بحث له بعنوان (مدينة جلفار في التاريخ) فيقول: " يبدو أن عبدالملك أكتشف أن عمان خرجت عن سلطاته فأوعز إلى واليه في العراق الحجاج بن يوسف الثقفي أن يوفد جيشاً إلى عمان ليعيدها إلى سلطة الدولة الأموية، فقام الحجاج بتجهيز جيش سلم قيادته إلى قائد اسمه القاسم بن شعوة المزني وهو الذي تشير بعض المصادر والإجتهادات إلى أنه الجد الأول والمؤسس الأول للاسرة والعشيرة (القاسمية) الحاكمة في إمارتي رأس الخيمة والشارقة.

ولكن الجيش الأموي القادم من العراق بحراً انهزم وتشتت فلوله في أرجاء عمان وقتل القاسم بن شعوة المزني أيضاً، ثم استدعى الحجاج أخ القتيل واسمه مجاعة بن شعوة المزني وأمره بتشكيل جيش آخر ليتقدم صوب عمان ويسحق مقاومتها وقد تمكن القائد الجديد من تشكيل جيش بلغ تعداده أربعين ألف مقاتل قسمهم إلى جيش بري وجيش بحري وإلى مشاة وقوات الفرسان والهجانة ،كانت قوة الفرسان والهجانة قد سبقت الجيش في وصولها إلى بلدة اسمها (البلقة) يعتقد أنها قريبة من مدينة العين في أبوظبي الآن.

وفي جبال تلك المنطقة كان يكمن سليمان بن الجلندي مع جيشه البالغ ثلاثة آلاف وخمسمائة مقاتل فشن هجوماً على فرسان الجيش الأموي وهزمه وشتت شمله، وفي تلك الأثناء وصل مجاعة على رأس قواته البحرية وأمر سفنه بالرسو في (جلفار) رأس الخيمة واتخذها قاعدة متأخرة لتحركاته ، وألتقى جماعة في (جلفار) برجل من أهل (توام) أي مدينة (البريمي) العمانية المتاخمة لمدينة العين في ابوظبي فأخبره بما حل بقوة الفرسان.

كما أخبره عن قوات جيش سليمان الجلندي والغالب أن (مجاعة) بقي في (جلفار) فترة إلى حين وصول بقية وحدات المشاة الراكب أو الراجل منها إلى (جلفار) لأنه قرر أن يتوغل في داخل عمان وأن يصل إلى مسقط التي لم تكن حينذاك عاصمة عمان، وعندما تم له ذلك تحرك على رأس قواته متجهاً غرباً نحو مسقط.

وفي سياق سرد قصة المعركة يذكر أن (مجاعة) بعد أن انهزم ومن بقى معه دخل (جلفار) ثانية وقرر أن يتحصن بها وأن يتخذ منها موضعاً دفاعياً وكتب من هناك للحجاج يبلغه بنبأ الكارثة التي حلت بالجيش الأموي الثاني ، وإلى مجاعة وجيشه المحاصرين في (جلفار) تصل من الحجاج حملة جديدة بقيادة عبدالرحمن بن سليمان وهو مصري وجنوده من بدو بادية الشام والعراق والأردن وقد وصلت (جلفار) وانضمت إلى القوة المحاصرة.

وبإنتصار هذا الجيش الأموي أحكم الحجاج قبضته على عمان واتخذ على الأغلب من (جلفار) قاعدة للحكم والاتصال بين العراق والشام من جهة وعمان ودول الخليج الأخري من جهة أخري وتعاقب ولاة بني أمية علي المنطقة حتى قررت حكومة الشام أن تولي أمر عمان أبا زياد بن المهلب الأزدي، وهكذا بقيت عمان والمنطقة تدار بيد أبنائها حتى سقطت الدولة الأموية في الشام وقامت الدولة العباسية في العراق [/align]
 

Volcano Lark

๑ . . زائر . . ๑
التسجيل
8 أغسطس 2010
رقم العضوية
12565
المشاركات
987
مستوى التفاعل
214
العمر
80
الجنس
الإقامة
جزيرة لأرك دار المعزه
أولا السلام عليك ورحمة الله وبركاته

مشاء الله عليك يالخنزوري يالسبع يا أبا زيــد
الحمدالله أن أفعال يدودنا كانت أفعال رجال والحمدالله الي اكرمنا بتلك السمات
فالازد أسد الله بالارض
واجدادنا دخلو الاسلام من دون حرب أو مشاجرات طوعا لله وللرسول
تشكر على الموضوع التاريخي عن أجدادنا الازد وتحياتي ليك

تشكر يابن خنزير بن أسلمه بن هناء بن مالك بن فهم الازدي

ويامرحبابك السبع ولك مني اجمل التحايا بن عمك باااا
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
أولا السلام عليك ورحمة الله وبركاته

مشاء الله عليك يالخنزوري يالسبع يا أبا زيــد
الحمدالله أن أفعال يدودنا كانت أفعال رجال والحمدالله الي اكرمنا بتلك السمات
فالازد أسد الله بالارض
واجدادنا دخلو الاسلام من دون حرب أو مشاجرات طوعا لله وللرسول
تشكر على الموضوع التاريخي عن أجدادنا الازد وتحياتي ليك

تشكر يابن خنزير بن أسلمه بن هناء بن مالك بن فهم الازدي

ويامرحبابك السبع ولك مني اجمل التحايا بن عمك باااا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تسلم على المرور

يا بوعلي

بن سعيد بن راشد


وماااا قصرت
 
عودة
أعلى