العظم الأسود الحلقة الثالثة ..
ولما انقطعت الكهرباء عن البيت الكُل سكت ، لين يمتص الصدمة الي اصابته
.
.
بدأت انادِي ياسين اشرف ايمن وينكم ؟ ، ياشباب احد يجيب شمعه .. محد يرد
تحركت احاو امسك اي شي ، سمعت صُوت فِي المطبخ
قلت : مين الي بالمطبخ ؟
ايمن رد علي وقال : اصبر ياخوي انا ادور على شمعه
سمعت كمان صوت اشرف وهو يقول : كان يوم اسود يوم مارحنا المقابر و انا ايش الي خلاني اسمع كلامكم
سَمعتهم كلهم لكِن الغريبة انِي ماسمعت صوت ياسين ، بدأت انادي : يا ياسين وينك ؟ ياسين !! يا ياسين !! ،
بعدها سمعت صوت دربكة واصوات شخللة فِي المطبخ قلت : وشبك يا ايمن ؟ ياسين معك ؟ قال : لا مو معي انا جالس ادور على شمعه وماني لاقي شي .
الإحساس الي كنت حاسه وقتها احساس بنحس فيه كثير ، احساس لمن تكون جالس لوحدك بالظلام وحاسس ان فيه احد جالس وراك ، لدرجة ان انت حاسس بانفاسه او احاسس بحرارة جسمه صرخت عشان اخلُص من الرعب الي انا فيه ، طبعاً اصحابي انهارو بسببي ، سمعت صوت ايمن يقول : انت تستظرف يا احمد منت شايف الوضع الي احنا فيه ؟؟ انت وياسين مسويين لنا فيلم رعب ؟ .
.
ماهتميت فيهم وقلت : يا ياسين رد يا ياسين مو وقت مزح .
بس ياسين مابيرد .
مشيت شوية وصقعت في المكتب وطحت على الارض ، المكتب دا هو الي كان فيه العظم على فكرة وانا على الارض سامع صوت غريب جداً ، انا اترعبت وبدأت انادي على ياسين : يا ياسين ياسين رد عليا .
.
رد ايمن وقال : خلاص لقيت الولاعة يا احمد .
قلتله : طيب تعال يا ايمن عشان انا سامع شي غريب هنا .
ايمن جاء من المطبخ ومعه الولاعة طبعاً ، ما لَحق يقرب مني لِأن الكهرباء رجعت والنور اشتغل !!!
.
مالحقنا نقفل عيننا ونفتحها ، لان ياسين كان قدامنا .
ياسين كان جنبي ، لا مو ياسين الي كان جنبي ، تحديداً الي كانت جنبي راس ياسين !!!!!!
ذراعه على الكرسي ورجله فمكان ويده فمكان .
انا حطيت يدي على فمي وابغى امنع اني اصرخ .
ذراع ياسين الي كانت على الكرسي كان ماسك فكفه عظمة !!
هذا الي ياسين قالو هذا الي ياسين شافه بالحلم ، ان الرجل حط بيده عظمة !!!!
اشرف طاح بالارض وهو يصرخ ، وايمن جاته صدمة لدرجه انه مو قادر يبعد عينه عن المنظر وانا اصابتني رعشة غريبة بجسمي ، وضربات قلبي صوتها عالي جداً ، الى ان فقدت الوعي .
فقت على صوت احد يقولي : قوم يا احمد قوم يا احمد هذا صوت ايمن .
انا قمت انا مو قادر اربط افكاري ببعضها .
قلتله اشرف وين ؟
قال : اشرف موجود جالس شوفه !
قلت : ويش الي صار ؟
قال : ولا شي انت اغمي عليك واحنا شلناك وطلعناك للدرج برى الشُقه .
قلت : واحنا بنضل برى الشقة لين متى ، ياسين !! ياسين وين !!!!! .
رد اشرف : مافي بيدنا شي نسويه .
قلت : يعني ايش ؟؟ يعنِي راح نخليه مرمي بالشقه متقطع ؟؟؟
قال : لا ... خلاص .
قلت : خلاص ؟؟ يعني وش صار !!
قال : يعنِي زي ماكل شي ظهر فجأة اختفى فجأة يا احمد ، احنا بعد ماخرجناك على الدرج ، دخلنا نشوف كيف بنحل الموضوع لقينا كل شي اختفى ، كل شي اختفى يا احمد وياسين كمان اختفى .
.
محد فينا احنا الثلاثة كان فاهم ايش الي حصل او دا حصل ليش !!
صاحبي مات !! متقطع !! وش راح اقول لاهله ؟
سكتنا ، وقررنا اننا ماراح نقول شي لاحد ، راح يقولو مفقود ويسألونا راح نقول ماندري هو طلع برى البيت ومارجع !! لان محد راح يصدقنا .
.
وعدا الموضوع .
.
احنا الان نقلنا شقة تانية ، وسألونا عن ياسين وقلنا ماندري ، لكن عائِلته انهارت ، وكانو يحسبو ان قُطاع طرق قابلوه او انخطف او او او ، انا الان تأكدت ان الي شفته بالمقابر ماكان تهيُئات ، وان الرجال الي شفته بالمقابر قتل ياسين .
.
انا اشغلت ً وايمن انشغل ، لكِن اشرف كان غريب جداً وتصرفاته اغرب .
كان ينعزل فِي غرفته بالساعات ومايخرج منها ومايكلم احد وبعض الاحيان بنسمعه بيكلم نفسه ، انا قلت فنفسي انه اكيد هذه حالة نفسية من الحادثة الي شافها ، وفليله صحيت من النوم على صوته وكان في الصالة ، ولما خرجت لقيته ، ملتف حول نفسه في الارض ويخرج اصوات غريبة ، حاولت اقرب منه لكن بدأ يدفعني بيده لدرجة انه ضربني .
.
تعودنا على الموضوع ذا لانه كل ليلة كان بيسوي الحركات ذي ، وفالصباح نسأله يقول انا مو فاكر شي من الي تقولوه ، وغالباً مابيرد علينا ولا بيكلمنا .
.
وفـ مرة ايمن صحي من النوم وشاف اشرف في المطبخ ، ومعطيه ظهره ، ايمن حاول يقرب منه واكتشف انه ماسك سكينه وجالس يقطع ذراعة من عند الكتف ، ايمن مسكه وكتفه واشرف يصرخ وانا طبعاً صحيت ومسكته مع ايمن ، واشرف يصرخ بطريقة هيستيرية .
.
اقترحت على ايمن اننا نوديه للدكتور ونعالجه لان حالته صارت خطيرة وممكن يقتل نفسه !!
ايمن قال : ولو وديناه للدكتور وش راح نقوله ؟ نحكي للدكتور القصة ؟ وتتوقع هيصدقنا ؟ ونحكيله على ياسين كمان عشان يتهمونا اننا سبب اختفائه ؟ تبي تروح تبلغ او تروح للدكتور روح انت وطلعني من الموضوع .
.
.
وكعادتي بشخصيتي الضعيفة وماعندي قرار ، سكتت .
لين جا يوم ايمن قال : احمد انا ابغى اطلع اتمشى اشم شوية هوا بدال الغم والكئابة الي احنا عايشين فيها ذي !! ، وعلى فكرة انا هروح شقة تانية تبي تجي معي انت حر تبي تقعد معاه انت حر !! .
.
حاولت اقنع اشرف يطلع معانا ، وطبعاً رفض .
.
المهم خرجنا وتعشينا برا وقابلنا اصحابنا ولفينا بالشوارع ، واحنا راجعين للشقة ، تعرفون شعور الي ماشيين وكل واحد حاط راسه بالارض مو لاقي شي يقوله !!
شوية وقال ايمن وهو قلقان : توقع الي حصل ذا بسبب العظم ؟؟؟
قلتله : ايمن لو سمحت لا تكلمني فالموضوع دا انا ماصدقت نسيت !! وعلى فكرة انا راح اقعد مع اشرف فالشقة اذا تبي تروح شقه تانية بكيفك !.
.
قالي : اقعد معه ، خليه يطلع عفاريته عليك !!
قلتله : مافي عفاريت هتطلع العظم خلاص اختفى مع ياسين لما مات .
قال : لا !!! انت ماتعرف الي صار ؟ قلت : لا مو عارف وش صار .
قال : ياحبيبي العظم مع اشرف الين دحين !!!!!!
وكانت الصدمة الكبرى بالنسبة ليا !!!
وفي نفس الثانية دق الجوال ، قال ايمن : شوف الأُستاذ بيتصل !
ايمن شغل الإسبيكر : ولسا راح يقول الوو ! سمعنا صراخ وضجة مرة عالية من الجوال !! .
ايمن وجهه صار اصفر وانقلب مية لون !!
قلتله : ايش فيه !!!!!!!!
قال : اشرف بيمووت هو كمان !!!
.
ايمن جرى وانا جريت وراه نبي نروح البيت عشان نلحق اشرف !!
.
وصلنا البيت !! المنظر جمدنِي ، كُل الطلبة واقفين عند مدخل السكن ، وجالسين ينظروا لشقتنا بالذات !!!! ، والي يقول ( استغفر الله العظيم !! ) والي يقول ( يارب استر ) والي جالس يدعِي !!
وانا مو شايف شي ، اقولهم وش فيه ؟ وش فيه !؟ محد يجاوبني !! ، لكن فيه صُراخ عالي مررررة جاي من شقتنا فوق !!!!!!!! ، ايمن جرى لِشقتنا وحط المفتاح بالباب وحاول يفتحه لكن المفتاح فجأة صار حار مررة لدرجة ان ايمن ماهو قادر يمسكه !! ، جريت انا وحاولت اخبط على الباب واقول يا اشرف !!! يا اشرررف افتح الباب يا اشرف !! .
.
في النهاية كسرنا الباب ، وخرجت رائحة بشعة من الشقه لمن كسرنا الباب ، وانا ابغى امد راسي واشوف وش الي صار لكن خايف ، مابي اشوف الي شفته تاني ، لكنِي شفت !!!!!!!!!
وانا امد راسي احاول اشوف شي ، ايمن واكثر من 10 طلاب والامن الخاص بالسكن دفعونِي للداخل فدخلنا !!! ، اشرف كان موجود !! ولكن لم يكن جسمه متقطع !! كان مُتفحماً من غير مايحترق !! بالضبط كأنك جبت بوية سوداء ودهنته كله ، بالمعنى الحرفي لكلمة انه مدهون اسود!!
عينه كانت خارجة على برا وفمه مفتوح على الاخير كان شكله بشع !! .
.
صديقي اشرف انا اعرف لون بشرته " قمحي " الحين ماقدر اقول عليه اسود !! كلمة اسود قليلة جداً اذا قلتها على هذا اللون الذي رأيته .
.
طبعاً الناس كلهـا صرخت ، ولكن انا كنت مركز على شي تاني ، فِي العظم الاسود الي مرمي فكل مكان فالشقه .
.
المرة ذي ماختفت جثة اشرف زي ياسين ، لا جو اهله ، تخيل كمية الغم والنكد على وفاة ابنهم ، ووصيتهم اننا مانقول لاحد على طريقة موته ولا كيف مات ، وانا حاولت اقولهم " ياجماعة والله ذي مالها علاقة بسوء الخاتمة ، احنا بس بيحصلنا اشياء غريبة وبنحاول نكتشفها " ولكِن محد سمعنا
.
ايمن تقريباً فقد النُطق ، والشرطة بحثت فكل مكان عن الي سوا كذا باشرف لكن احنا عارفين انه مو بني ادم الي سوا كدا ، اللون الاسود المتفحم ذا والعيون الخارجة لبرا والفم المفتوح من كثرة الالم !! هذه مو طريقة قتل بني ادم يعني معروفة !! .
.
الجثة ترحلت للطبيب الشرعي ولكن ماتوصلوا لشي ! وسلمو الجثة لاهله ، ودفناه واندفن السر معه هو وياسين !!! .
.
فوسط كل دا ، محد انتبه للعظام ، محد شك ولو للحظة ان العظم سبب لكل دا ، محد شك لان مستحيل احد يشك فعظم !!! .
.
قلت لايمن : انا تركت العظام جنب اشرف ، عشان تاخذه الشرطة ولا تتصرف فيه ولا تحرقه ، اهم شي مالنا دخل فيه!! ونقلنا لشقه ثالثة ، ولكن ليس من السهل انه كل شي ينتهي بسلام !! .
.
ايمن بدأ يعيد كل الي كان اشرف بيسويه تاني " السرحان ، السكوت ، الانعزال " اصحى من النوم القاه جالس بالزاوية ويلعب بأصابعه امام وجهه وكأنه مجنون !! .
.
انا ماراح اسكت ، ماعندي استعداد اخسر واحد تاني ولا راح استنى لين يموت ايمن وانا اموت وراه !! لا لا فيه مشكله ، واكتشفت ان فيه مشكلة لما لقيت كيس العظام على مكتب ايمن !!!!!!!!!!
.
انا وايمن طالعين سوا من البيت متى جاب العظم ذا !!!! ، احرقه ؟ ارميه بأي خرابة وامشي ؟؟
شي في نفسي يقولي مو دا الحل ! ، الحل انه يرجع مكان ماجاء .
.
ثاني يوم ، لميت العظام فكيس اسود وقلت لايمن : جهز نفسك احننا راح نطلع ! ، كان يراقبني بترقب وانا اجمع العظام فالكيس ، ماعترض اني اخذ العظم ، انا كنت متوقع انه راح يقاوم ويقولي لا ، كان بس جالس على السرير وبيراقبني ، قلتله : قوم تعال معي ، وطبعاً رفض !! .
.
حسيت فـعنيه انه يقولي ابعد المصيبة ذي عن البيت ، قلتله : يا اخوي لا تخاف انا ماراح اتركك يصير فيك نفس الي حصل فـ اياسين واشرف حتى لو كان الثمن اني اضحِي بنفسي ! .
.
وانا اكلم ايمن كأني بكلم واحد مو داري عن الدنيا ولا يدري انا ايش قاعد اقول !! .
.
وكان القرار !! ، اني ارجع تاني المقابِر ، وفعلاً اخذت العظم فنفس الكيس الي ياسين الله يرحمه جاب العظم فيه ! ، وذهبت لنفس المكان !! على طريق الواحات ، فِي نفس توقيت المرة الي فاتت
نُص الليل !!!!!! ، بس الفرق ، اني لم رحت المرة الي راحت كنت جاي انا واصحابي ، اثنين منهم ماتوا ، وواحد احتمال كبير لين اوصل البيت القاه ميت !!!!!!!!! ، اما المرة ذي انا جاي لحالي .
.
.
انا ماكنت ادري وين غرفة الحارس حق المقابر لان ياسين هو الي راحله المرة الي راحت ، بس انا اخذت المكان بـ الشبه ، مشيت مشيت مشيت ، داخل المقابر ، ماشي لحالي فالليل ووانا ماشي جنب كُل قبر احسه بيناديني !! .
.
واخيراً شفته !! ايوة شفته ، عرفته بالتخمين ! ، هو عبدالعاطي اكيد ، مو رجل كبير فالسن كان جالس ومولع حطب قدام غرفته الي بوسط المقابر ، إنعكاس النار على وجههُ وكأني رايح لإبليس .
.
كان يبتسم ابتسامه مرعبة ، عينه كانت واسعه ، لابس ثوب ورابط راسه بـ عمامة ، بدأ يلمحني من بعيد ، وعدل جلسته وكان متحفز جداً ، لكن لما قربت منه ماكان بيطالع فيا كان كل نظره على الكيس الي فـ يدي !!!! معناه انه فاهم كل شي !! .
.
جلست معه ودار بيننا حوار طوييل ، عرفت سر كل شي ، وعرفت سبب كل شي ، لانِي شفته بعيني ، وياليتني ماشفته !! .
.