ـ 8 ـ
شذرات
لا حياة بلا دين ، و لا أمان بلا أخلاق ، ولا كرامة بلا شرف
وسبيل الأبرار يفتقر إلى عزائم الأبطال ، و شِرعة الفجَّار لا تحتاج سوى التحلل والانهيار
و قد حُفـت الجنة بالمكاره ، و حُفـت النار بالشهـوات ، فلننظـر في أي طريق نسير
ـ 9 ـ
منهج
نحن أمةَ الإسلام لسنا دعاة فتنة ولا هُواة شغب ، ولكننا أهل حق وسلام ، نبشر في العالمين بمِلةٍ كلها صفاء وسناء
لا نبتغي الجاهلين ، ولا نرتضي ضلال المبطلين ، و إذا ما أثار حسود غبار فتنة أو ظِنّة ، جلوناها بالحجة والبرهان
ثم عاودنا سيرة الوئام والصفاء ، فليحذر اللاعبون بالنار ، وليربع على أنفسهم مثيرو الغبار ، وليكن لنا من مُعضِلاتنا ما يشغلنا عن داء الجدال والشقاق .
ـ 10 ـ
كذبة إبريل
للكذب يوم ـ زعموا ـ
والكذب أصل الشرور والفتن ، و رأس المعاصي ، وبريد النفاق
يُسقط المروءة ويُذهب ماء الوجه ، ويدل على ضعف الإيمان وخبث الطوية
ولو ذهبنا نعدد مضرَّات الكذب لوجدناها أكثر من أن تُعد ، وأوسع من أن تُحد .
يقول مطرف بن عبد الله ( ما يسرني أني كذبتُ كذبة و أن لي الدنيا وما فيها )
جاء في الحديث : ( يطبع المؤمن على كل شيء ليس الخيانة والكذب )
قال الشاعر :
عوِّد لسانك قول الخير تنجُ بهِ *** من زلة اللفظ لا من زلة القدمِ
هداهم الله
شكراً لك أخي الموقر فــارس
وجاء في الحديث الصحيح ( ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله من الكذب ، ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث فيها توبة )
وعند البخاري ( رأيت رجلين أتياني ، قالا : الذي رأيته يُشق شدقه فكذاب ، يكذب بالكذبة تُحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ، فيُصنع به إلى يوم القيامة )
لا يكذب المـرء إلا من مهانتــه .... أو عادة السوء أو من قلــــة الأدبِ
لبعض جيفة كلب خير رائحـــة .... من كذبــة المــرء في جدٍ وفي لعبِ
مروركِ أيتها الفاضلة لا يخلو من فائدة
أحسن الله إليكِ
شبابٌ تائه
رأيتُ شاباً حائراً في ربيع عمره ، لم أستبن أنه فتى إلا بعد تأملٍ وتدقيقِ نظر ، فقد أرسل شعره خلف رأسه كما تفعل النساء
وارتدى قميصاً مزركشاً فاقع الألوان ، ودلى حزامه في وسطهِ كما تصنع اللاهيات من الفتيات ، وضيّق بِنطاله على فخذيه وساقيه
وعلَّق في صدره سلسلة بها دائرة معدنية ، كُتب عليها " نار يا حبيبي نار " وجعل يردد هذه العبارة في تكسُّر وليونة
فقلتُ في نفسي : يا ضيعة الشباب دون رجولة وأخلاق ، و يا ضلال الأبناء حينما تتشعب بهم المسالك
فلا يجدون معهم مرشداً ولا موجها { ومن لم يجعلِ الله له نوراً فما له من نور } .
ـ 12 ـ
شباب الروح
الشباب في البدن لا يُجدي إذا لم يكن معه شباب في الروح والعزيمة ، كان أجدادنا يبلغون من العمر ما يبلغون
وصدورهم عامرة بالرضى و الإيمان والعزم ، ويرددون في صدقٍ قولَهم ( تشيب نواصينا ولا تشيب قلوبنا )
فلنبتغِ الخير في هذه الحياة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، و إذا أرضينا حواسنا فلا يليق بنا أن نغفل أرواحنا
ورُبَّ يوم في حياة عامل مؤمن خيرٌ من عام في حياة عابث غافل .
رد: ومضات فكر .. و خفقات فؤاد
العرض العادي
