السموحة منك يا راعي شما.. هنا تقرير كامل عن الطبل و كيفية صنعه .. و هو ما قام أحد الربع عندي بكتابته..
الطبل هو الأداة الموسيقية الوحيدة عند الشحوح ، فقد كان يصنع في الماضي من مادة طين المقطع الأحمر بحرقه مع الجـــــص ، إلا أنه و مع تطور الزمن و قبل زمن بعيد توجه الشحوح إلى صناعة الطبول من الخشب بدلاً من الطين الأحمر و كان ذلك باستخدام خشب شجرة السدر أو القرط.
و ذلك بقطع ما طوله ذراع من جذع الشجرة المراد صنعها طبلاً . يقطع الجذع و يأخذوه و يحفروه من الوسطبواسطة العتلة ، فإذا تم حفرها من الوسط قاموا بتعديلها من الخارج بواسطة ( القيدوم ) و يخلوه مخوصار أي يستدق كلما اتجهنا إلى الوسط ، ثم تقوم العملية الأصعب و هي التعديل من الداخل باستخدام عتلة منحنية تسمى ( المكشوخة ) .و يتم الضرب بها حتى يتعدل الطبل من الداخل ، ثم يقومون بتعديل ( الكفيف ) أي حواف الطبل و لها عدة طرق، فمنهم من يضعها على صينية و يحفها بالمنشار و المسحل.
[/size][/color]
حتى تكون دائرية تماماً ثم يقومون بنقش الطبل و هذه العملية تسمى ( زهر ) و هم يهفرون نقطة حولها دائرتين في مثلث و في الوسط يكون نقش دائري يسمى ( حقب ).
و لوضع الجلد على وجه الطبل يجب أولاً تجهيز الجلد المناسب ، و من أحسن ما يكون الجلد رفيعاً لتــــــيس متوسط ذو شعــــر كثيفاً طويلاً و خاصة إذا كان لونه أحــــــمر يميل للبرتقالي و هذا اللون يسمى ( أحمر عرقي ) ، أما الوجه الثاني فيكون لشاة صغيرة ذات شعر طويل أيضاً و لونها أسود.
علماً انه لا يمكن أن تكون هذه الشروط متوفرة دائماً ؛ حيث انه إذا ما توفرت مثل ها الصفات ، أخذ أي صفات أخرى... إلا ان هذي الصفات هي الافضل لصوت أفضل للطبل.
و بعد اختيار الجلد ، و من المعلوم ان هذا الجلد بيكون مجففاً مملوحاً من قبل ، فيوضع في إناء به ماء فيخلل في الماء لمدة يوم تقريباً ، بعدها يخرج فيدعك بأوراق شجرة تسمى ( علقة ) و عندما يتم دعكها تماماً يخلل مرة اخرى إلى النصف يوم تقريباً. ثم يخرج فيزال عنه الشعر بكل سهولة .
و عند تجهيز الجلد يقوم الصانع بربط الطبل من الوسط بحبل من معقد حيث أن في كل عقدة فتحة صغيرة تسمح بدخول حبل فيها ، ثم يوضع الجلد على وجه الطبل ، فيشد تماماً ثم توضع ( المسويط ) و هي حلقة دائرية خشبية حجمها بحجم دائرية حافة الطبل ، و عند وضعها على الجلد تلف اطراف الجلد حول المسويط فيوضع خلفها ( الملحيق ) و هو عود طويل لا يتجاوز سمكه سمك االأصبع من شجرة الحنا.
فيضغط عليه حتى يدخل تحت المسويط و بذلك يكون الجلد مشدوداً ، ثم يدخل حبل في العقد التي بها فتحة صغيرة ثم تلف على الجلد عدة مرات لتثبيته و تكرر نفس العملية في الوجه الثاني.
علماً بأن المسويط مثقوبة بعدة ثقوب صغيرة على مداره و بينهما مسافات متساوية حيث يدخل منها حبل مصنوع من شعر الغنم يسمى ( اشخرية ) أو ( مزووز ) فإذا ما وضعت اشخرية أي الحبل المصنوع من شعر الأغنام من المسووط إلى المسووط الآخر و شدت بعضها ببعض ترك ليوم أو يومين ، و يفضل أن يكون هذا اليوم جاف غير رطب ، ليجف الجلد تماماً فإذا جف شد الحبل ووضعت ( المشيين ) و هي قطعة من الجلد صغيرة يربط بها كل حبلين متجاورين معاً . فيظهر على شكل الحرف الإنجليزي ( y ).
و بعد فترة يشد الحبل جيداً حتى يصدر صوتاً حاداً جميلاً .
و يفضل اللعب على الطبل في الأوقات الحارة شديدة الجفاف و ليس الأوقات الرطبة.
و لازالت القبيلة محافظة على هذا الموروث و يطبل بالطبل بالفن ( الرواح )... و أيضاً في وقت الريح التي تسري وقت العشاء يقوم مجموعة بالتقابل في مكان معترف فيما بينهم و يقومون بدق الطبل لجفاف الجو و قوة صوت الطبل في ذلك الوقت... و هذه الظاهرة موجودة للآن في سيح الجهامرة في دبا .
هذا التقرير طبعاً قام به الصديق اليديدي و الذي قام بعد ذلك بصنع الطبل بمساعدة أخوه و بعض أقاربه.. و الذي خرج بصنع طبل متقن الصنع ... ما شاء الله

زيــــــــــــرو على الشمال
التعديل الأخير تم بواسطة الخنبولي77 ; 11-02-2010 الساعة 11:11 PM