- التسجيل
- 14 سبتمبر 2010
- رقم العضوية
- 12671
- المشاركات
- 4,129
- مستوى التفاعل
- 851
- الجنس
- الإقامة
- السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتضح عظمة القرآن ودقة تصويره للحالة التي قد يعيشها الإنسان في مرحلة الشيخوخة عندما وصفها الله عز وجل بأنها عودة إلى أرذل العمر
في قوله تعالى : } واللهُ خَلَقَكُم ثمَّ يَتَوَفَّاكُم ومِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرذَلِ العُمُرِ لِكَي لا يَعلَمَ بَعدَ عِلمٍ شَيئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ { [ النحل : 70 ] .
وأرذل العمر كما ذكر المفسرون هو :
أخسّه وأدونه وآخره الذي تضعف فيه القوى ، وتفسد فيه الحواس ، ويختل فيه النطق والفكر ،
ويحصل فيه قلة العلم وسوء الحفظ والخرف ، وخصّه الله بالرذيلة لأنه حالة لا رجاء بعدها لإصلاح ما فسد ( ).
إلا أن من المفسرين من ذكر أن بعض المؤمنين يُستثنون من حالة الردّ إلى أرذل العمر .
قال القرطبي رحمه الله : (( إن هذا لا يكون للمؤمن ـ يعني الخرف والرد إلى أرذل العمر ــ ، لأن المؤمن لا يُنزع عنه علمه ))
وورد عن ابن عباس - رضي الله عنه - قوله : (( ليس هذا في المسلمين لأن المسلم لا يزداد في طول العمر والبقاء إلا كرامة عند الله وعقلاً ومعرفة )) ،
كما نُقل عن عكرمة قوله : (( من قرأ القرآن لم يُرَد إلى أرذل العمر حتى لا يعلم بعد علم شيئاً ))
وقال طاووس : (( إن العالم لا يخرف ))،
وذكر السيوطي عن عبد الملك بن عمير أنه قال : (( كان يقال : إن أبقى الناس عقولاً قُرّاء القرآن )) .
كما ذكر ابن أبي الدنيا عن الشعبي أنه قال : (( من قرأ القرآن لم يخرف )) .
وقال الشنقيطي عند تفسير الآية السابقة : (( إن العلماء العالمين لا ينالهم هذا الخرف وضياع العلم والعقل من شدة الكبر ، ويُستروح لهذا المعنى من بعض التفسيرات في قوله تعالى : } ثمَّ رَدَدنَاهُ أَسفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذيِنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحاتِ ... { [ التين : 5،6 ]
وأن الاستثناء ( إلا الذين آمنوا ) فإنهم لا يصلون إلى حالة الخرف وأرذل العمر
، ولأن المؤمن مهما طال عمره فهو في طاعة وفي ذكر الله ، فهو كامل العقل ،
وقد تواتر عند العامة والخاصة أن حافظ كتاب الله المداوم على تلاوته لا يُصاب بالخرف ولا بالهذيان )) ( ).
وقال عكرمة عند تفسير قوله تعالى : } ثمَّ رَدَدنَاهُ أَسفَلَ سَافِلِينَ إِلاَّ الَّذيِنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحَاتِ ... { [ التين : 5،6 ] :
(( ولا ينزل تلك المنزلة أحد قرأ القرآن ـ أي حفظه ـ )) .
ونُقل عن محمد بن كعب القرظي قوله : (( من قرأ القرآن مُتِّع بعقله وإن بلغ من العمر مائتي سنة)) وجزم ابن فورك : (( أن صاحب البر تُنفى عنه الآفات في فهمه وعقله حال كبره )).
من كتاب : رعاية المسنين في الإسلام
إعداد : عبد الله بن ناصر بن عبد الله السدحان
:rose: