• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

الفرق بين الكفر و الشرك

أم الخير

๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
التسجيل
20 مارس 2011
رقم العضوية
13442
المشاركات
4,969
مستوى التفاعل
689
الجنس
الإقامة
أرض الله الواسعة


بسم الله الرحمن الرحيم


الفرق بين الكفر والشرك


لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى


الفرق بين الكفر والشرك لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى
عنوان الفتوى : الفرق بين الشرك والكفر



رقم الفتوى : 5948


الجواب : صوتيا




رابط الفتوى عبر موقع العلامة الفوزان




السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : ما الفرق بين الشرك والكفر؟.


الكفر أعم من الشرك لأن الكافر قد يكون مؤمنا بالله من بعض الجوانب وكافر به من جانب أخر كما قال تعالى
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106
وقد يكون الكافر جاحدا لله كالملاحدة والشيوعيين - لا يعترف بوجود الله أصلا
وأما المشرك فهو يؤمن بالله لكن يعبد معه غيره
وكل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك قد يكون ملحدا جاحدا لوجود الرب سبحانه وتعالى
نعم







فتوى العلامة الالباني في المسالة وهي من سلسلة الهدى والنور:

يقول شيخنا الالباني رحمه الله كل شرك كفر وكل كفر شرك واستدل رحمه الله بقول الله تعالى في سورة الكهف: ( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ( 32 ) كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا ( 33 ) وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ( 34 ) ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ( 35 ) وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ( 36 ) قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا (37) لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا (3 ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا (39) فعسى ربي أن يوتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا (41) وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا ( 42 ) ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ( 43 ) هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا ( 44 ).

فالشاهد ان الرجل كفر بقوله الاول وأكد ذلك قول صاحبه حين قال له (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوااك رجل) فهنا كفر
والدليل على ان الكفر شرك قوله في الاخير (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني _وهنا الشاهد_ لم أشرك بربي أحدا) فاللهم ارحم علماءنا واجزهم عنا خيرا.







الأخت (ن.س.ع) من الرياض, تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.


الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك، أو يذبح لهم أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[1]، وقال سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ[2]، وقال جل وعلا في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[3]، فسمى دعاءهم غير الله شركاً في هذه السورة، وفي سورة "قد أفلح المؤمنون" سماه كفراً.
وقال سبحانه في سورة التوبة: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[4]، فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))[5] أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[6] أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والله ولي التوفيق.

---------------------------------------------------
[1] سورة المؤمنون من الآية 117.
[2] سورة المائدة من الآية 72.
[3] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.
[4] سورة التوبة الآيتان 32 – 33.
[5] رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم 117.
[6] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار برقم 21859، والترمذي في الإيمان برقم 2545 والنسائي في الصلاة برقم 459.

من ضمن الأسئلة المقدمة من المجلة العربية - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز
 

آل بهلـول

๑ . . عضو مخضرم . . ๑
التسجيل
29 يونيو 2008
رقم العضوية
9183
المشاركات
7,351
مستوى التفاعل
1,077
العمر
42
الجنس
الإقامة
~** قلبي في المسجد **~
السلام عليكم

جزاك الله خيرا

هناك قاعده اختنا الكريمه

ليس كل مشرك كافر

بمعني ان الشيعه العوام نقول عنهم انهم مشركون

ولكن لا نكفرهم وهناك اختلاف بين العلماء في عذرهم بالجهل

لكن نطلق عليهم المعين والعام بانه مشرك لكن لا نكفره ونحلل دمه

ايضا هناك قاعده عامه الا وهي

الكفر العام لا يعني تكفير المعين

لذا وجب التنبيه
 

آل بهلـول

๑ . . عضو مخضرم . . ๑
التسجيل
29 يونيو 2008
رقم العضوية
9183
المشاركات
7,351
مستوى التفاعل
1,077
العمر
42
الجنس
الإقامة
~** قلبي في المسجد **~
ثانيا

لا نحكم لاي شخص بالكفر الا اتخذت موانع التكفير الا وهي

اقامة الحجه عليه

ضحد شبه التأويل

بعدها لا يعذر صاحبها بالجهل ويطلق عليه كافر خارج عن ملة الاسلام
 

آل بهلـول

๑ . . عضو مخضرم . . ๑
التسجيل
29 يونيو 2008
رقم العضوية
9183
المشاركات
7,351
مستوى التفاعل
1,077
العمر
42
الجنس
الإقامة
~** قلبي في المسجد **~
كل من نقض اي ناقض من نواقض الاسلام العشره المعلومه بالضروره

قد كفر وخرج من ملة الاسلام

نحكم على الفعل وليس على المعين

نحكم على المعين بالكفر بعد اقامة الحجه عليه وقد ذكرها الشيخ ابن باز رحمه الله في اكثر من موضع
 

أم الخير

๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
التسجيل
20 مارس 2011
رقم العضوية
13442
المشاركات
4,969
مستوى التفاعل
689
الجنس
الإقامة
أرض الله الواسعة
السلام عليكم

جزاك الله خيرا

هناك قاعده اختنا الكريمه

ليس كل مشرك كافر

بمعني ان الشيعه العوام نقول عنهم انهم مشركون

ولكن لا نكفرهم وهناك اختلاف بين العلماء في عذرهم بالجهل

لكن نطلق عليهم المعين والعام بانه مشرك لكن لا نكفره ونحلل دمه

ايضا هناك قاعده عامه الا وهي

الكفر العام لا يعني تكفير المعين

لذا وجب التنبيه



وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيراُ،،



ما هو الفرق بين الكافرين والمشركين ؟


لفضيلة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء

الجواب :
بينهما عموم وخصوص ، الشرك أعم من الكفر ، فكل مشرك كافر ، وليس كل كافر مشركا ، فالمشرك يعبد الله ويعبد غيره ، وأما الكافر فإنه يجحد وجود الله ـ جل وعلا ـ ولا يعترف بالله ـ عز وجل ـ ولا يعترف بدين من الأديان ، هذا هو الكافر الجاحد ، أما المشرك فهو يعترف ويعتقد ، ولكن يعبد الله ويعبد غيره ، فهو مشرك كافر ، فكل مشرك فإنه كافر ، وليس كل كافر يكون مشركا ؛ لأن الكافر قد يكون ملحدا جاحدا .



سلسلة شرح الرسائل لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب [ ص 239 ] .


أحسن الله إليكم يقول : ما الفرق بين الشرك والكفر مع الدليل وجزاكم الله خيرا؟

الجواب : هذه المسألة خلافية بين العلماء رحمهم الله

منهم من يرى أن الشرك والكفر معناهما واحد - الشرك الأكبر والكفرالأكبر معناهما واحد- ومن العلماء من يفرق بين الكفر الأكبر والشرك الأكبر فيكون الكفر أعم من الشرك والشرك من أفراد الكفر. نعم



الشيخ زيد المدخلي حفظه الله
 

أم الخير

๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
التسجيل
20 مارس 2011
رقم العضوية
13442
المشاركات
4,969
مستوى التفاعل
689
الجنس
الإقامة
أرض الله الواسعة



سؤال : ما الفرق بين الوصف بالكفر ، والحكم على المعين بالكفر والاعتقاد بكفر المعين؟.

الجواب: أما الحكم بالكفر على الأعمال كدعاء غير الله ، والذبح لغير الله ، والاستغاثة بغير الله ، والاستهزاء بالدين ، ومسبة الدين : هذا كفرٌ بالإجماع بلا شك ، لكن الشخص الذي يصدر منه هذا الفعل ، هذا يُتأمل فيه فإن كان جاهلاً أو كان متؤولاً أو مقلداً فيدرأ عنه الكفر حتى يُبيَّن له ؛ لأنه قد يكون عنده شبهة أو عنده جهل ، فلا يُتسرع في إطلاق الكفر عليه حتى تُقام عليه الحجة ، فإذا أُقيمت الحجة واستمر على ما هو عليه فإنه يُحكم عليه بالكفر ، لأنه ليس له عذر.




شرح "رسالة الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك"
للشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد عبد الوهاب -رحمه الله–
شرح الشيخ العلامة صالح الفوزان صفحة 212 -
اعتنى به وأشرف على إخراجه محمد بن فهد الحصين


 

أم الخير

๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
التسجيل
20 مارس 2011
رقم العضوية
13442
المشاركات
4,969
مستوى التفاعل
689
الجنس
الإقامة
أرض الله الواسعة
كل من نقض اي ناقض من نواقض الاسلام العشره المعلومه بالضروره

قد كفر وخرج من ملة الاسلام

نحكم على الفعل وليس على المعين

نحكم على المعين بالكفر بعد اقامة الحجه عليه وقد ذكرها الشيخ ابن باز رحمه الله في اكثر من موضع


السؤال: من كان ينطبق عليه حكم الكفر هل يجوز مناداته بالكفر؟.

الجواب: الأولى أن لا ينادى بالكفر لأن هذا يوجب الفتنة والشر لكن يقال أنت إذا لم تتب إلى الله فإنك كافر يبين له هذا الكلام وأما مناداته بياكافر وما أشبه ذلك مما يثير الفتنة فهذا لا أراه والحمد لله ما دام نحن في غنىً عن هذا الأمر وبإمكاننا أن نمسكه ونقول له إن هذا الأمر كفر وارجع إلى ربك وارجع إلى دينك وننصحه.

للشيخ العثيمين رحمه الله

 

أم الخير

๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
التسجيل
20 مارس 2011
رقم العضوية
13442
المشاركات
4,969
مستوى التفاعل
689
الجنس
الإقامة
أرض الله الواسعة

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :

( فإنَّ المُعيّن لا يُكفَّر إلا إذا قامت عليه الحجة ، فمن المعلوم أنَّ قيامها ليس معناه : أن يَفهمَ كلام الله ورسوله ، مثل فهم أبي بكر رضي الله عنه ، بل إذا بَلَغَهُ كلام الله ورسوله ، وخَلا مِن شيء يُعذَر بِه ، فهو كافر ، كما كان الكفار تقوم عليهم الحجة بالقرآن ) الدُّرر السَّنيَّة 10/69 .

وقد بين الشيخ أيضاً في الرسائل الشخصية (1/244) ، الفرق بين قِيام الحُجَّة وفَهمُ الحُجَّة :

( فإنَّ الذي لم تقُم عليه الحُجَّة : هو الذي حديث عهد بالإسلام ، والذي نشأ ببادية بعيدة ، أو يكون ذلك في مسألة خفيّة مثل الصرف والعطف ، فلا يُكَفَّر حتى يُعَرَّف .
وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه : فإن حجة الله هو القرآن ، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة ، ولكن أصل الإشكال : أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وبين فهم الحجة ، فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم ، كما قال تعالى { أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلاَّ كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً
} سورة الفرقان 44 . وقيام الحجة نوع ، وبلوغها نوع ... )

إلى قوله :
( إذا علمتم ذلك : فإن هذا الذي أنتم فيه كفر ، الناس يعبدون الطواغيت ، ويعادون دين الإسلام ، فيزعمون أنه ليس ردَّة لعلهم ما فهموا الحجة ؟؟ كل هذا بيِّن ) أهـ .
 

صاحب القلم

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
4 يونيو 2010
رقم العضوية
12179
المشاركات
1,094
مستوى التفاعل
142
الجنس
الإقامة
العين ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :
فالشكر موصول إلى صاحبة الموضوع على هذا النقل الموفق
في التفريق بين الكفر والشرك


وأما مسألة تنزيل الحكم بالكفر أو الفسق فهذا لا بد فيه من معرفة شروط التكفير وموانعه
ومن الغريب أن يذكر بعضهم شيئا من الشروط ويترك الباقي والأغرب أن يغفل عن ذكر موانع التكفير


وعلى هذا أقول إن من أحسن ما قرأت في شرح شروط التكفير وبيان موانعه ما كتبه العلامة الشيخ
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله , في كتابه القواعد المثلى , وبأسلوب مؤصل ومفصل

حيث قال رحمه الله :
" وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:
أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالما بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافرا أو فاسقا لقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} . . وقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} . .
ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له.
ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه، ولذلك صور:
منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئنانا به، فلا يكفر حينئذ، لقوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} . .
ومنها أن يغلق عليه فكره، فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أوخوف أو نحو ذلك.
ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح» .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله ص180جـ12 مجموع الفتاوى لابن قاسم:
وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقصد الحق فأخطأ لم يكفر، بل يغفر له خطؤه ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب، ثم قد يكون فاسقا. وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته. ا. هـ.
وقال في ص229جـ3 من المجموع المذكور في كلام له: "هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني، أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل
الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر أمثلة ثم قال كنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضا حق، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، إلى أن قال:
والتكفير هو من الوعيد، فإنه وإن كان القول تكذيبا لما قاله الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها، ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر، أوجب تأويلها وإن كان مخطئا.
وكنت دائما أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: «إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين. ففعلوا به ذلك فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك فغفر له» .
فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذرى، بل اعتقد أنه لا يعاد وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك.
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أولى بالمغفرة من مثل هذا. ا. هـ.
وبهذا علم الفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، فليس كل قول أو فعل يكون فسقا أو كفرا يحكم على قائله أو فاعله بذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص165جـ35 من مجموع الفتاوى:وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال:هي كفر قولا يطلق، كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت ي حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام، أو لنشوئه في بادية، بعيدة أو سمع كلاما أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن الكريم ولا أنه من أحاديث رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالها. إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} . وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان". ا. هـ كلامه.
ولهذا علم أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفرا أو فسقا ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافرا أو فاسقا، إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق أو وجود مانع شرعي يمنع منه. ومن تبين له الحق فأصر على مخالفته تبعا لاعتقاد كان يعتقده أو متبوع كان يعظمه، أو دنيا كان يؤثرها، فإنه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر أو فسوق
" .


وهذا والله أعلم​
 

أم الخير

๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
التسجيل
20 مارس 2011
رقم العضوية
13442
المشاركات
4,969
مستوى التفاعل
689
الجنس
الإقامة
أرض الله الواسعة
صاحب القلم

جزاك الله خيراً،،، وأحسن إليك
إضافات قيمة جداً ،،، جعلها ربي في موازين حسناتك
 
عودة
أعلى