أم الخير
๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
- التسجيل
- 20 مارس 2011
- رقم العضوية
- 13442
- المشاركات
- 4,969
- مستوى التفاعل
- 689
- الجنس
- الإقامة
- أرض الله الواسعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الكفر والشرك
لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى
الفرق بين الكفر والشرك لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى
عنوان الفتوى : الفرق بين الشرك والكفر
رقم الفتوى : 5948
الجواب : صوتيا
رابط الفتوى عبر موقع العلامة الفوزان
السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : ما الفرق بين الشرك والكفر؟.
الكفر أعم من الشرك لأن الكافر قد يكون مؤمنا بالله من بعض الجوانب وكافر به من جانب أخر كما قال تعالى
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106
وقد يكون الكافر جاحدا لله كالملاحدة والشيوعيين - لا يعترف بوجود الله أصلا
وأما المشرك فهو يؤمن بالله لكن يعبد معه غيره
وكل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك قد يكون ملحدا جاحدا لوجود الرب سبحانه وتعالى
نعم
فتوى العلامة الالباني في المسالة وهي من سلسلة الهدى والنور:
يقول شيخنا الالباني رحمه الله كل شرك كفر وكل كفر شرك واستدل رحمه الله بقول الله تعالى في سورة الكهف: ( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ( 32 ) كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا ( 33 ) وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ( 34 ) ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ( 35 ) وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ( 36 ) قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا (37) لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا (3 ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا (39) فعسى ربي أن يوتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا (41) وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا ( 42 ) ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ( 43 ) هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا ( 44 ).
فالشاهد ان الرجل كفر بقوله الاول وأكد ذلك قول صاحبه حين قال له (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوااك رجل) فهنا كفر
والدليل على ان الكفر شرك قوله في الاخير (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني _وهنا الشاهد_ لم أشرك بربي أحدا) فاللهم ارحم علماءنا واجزهم عنا خيرا.
الأخت (ن.س.ع) من الرياض, تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.
الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك، أو يذبح لهم أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[1]، وقال سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ[2]، وقال جل وعلا في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[3]، فسمى دعاءهم غير الله شركاً في هذه السورة، وفي سورة "قد أفلح المؤمنون" سماه كفراً.
وقال سبحانه في سورة التوبة: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[4]، فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))[5] أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[6] أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والله ولي التوفيق.
---------------------------------------------------
[1] سورة المؤمنون من الآية 117.
[2] سورة المائدة من الآية 72.
[3] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.
[4] سورة التوبة الآيتان 32 – 33.
[5] رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم 117.
[6] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار برقم 21859، والترمذي في الإيمان برقم 2545 والنسائي في الصلاة برقم 459.
من ضمن الأسئلة المقدمة من المجلة العربية - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز