كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ، ولهذه الجزيرة جملةُ أسماءٍ ؛ كلُّها مضافة إلى "العرب" ، لا غير :
- منها اسمان هما : (جزيرة العرب) ، و (أرض العرب) وقد وردا في السنة واستعمالات الفقهاء .
- ومنها : (بلاد العرب) ، و (ديار العرب) .
- ويقال الآن : (الجزيرة العربية) ، و (شبه جزيرة العرب) ، و (شبه الجزيرة العربية) .
وهي تلكم الأرض المباركة التي اكتسبت شرف الإضافة إلى سكانها ، المحفوفة حواشيها بثلاثة أبحر ؛ صيانةً لها عن تكاثرِ الدخلاءِ عليها ؛ كما في حَمْدَلَةِ أعرابيٍّ ذكرها الجاحظ في "البيان والتبيين" :
"الحمد لله الذي جعل جزيرة العرب في حاشيةٍ ، وإلا ؛ لَدَهَمَت هذه العُجْمانُ خضراءَهم " .
و (الجزيرة) : ما جزر عن البحر ؛ قال ابن دُرَيدٍ : "سُميت جزيرةً ؛ لانقطاعها عن معظم الأرض" .
وأصل الجزر : القطع ، ومنه سمي الجزار ، جزارًا ؛ لقطعه أعضاء البهيمة .
وهذا هو ما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، فقال :
"جزيرة العرب : هي من بحر القُلزم إلى بحر البصرة ، ومن أقصى حِجْرِ اليمامة إلى أوائل الشام ، بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم ، ولا تدخل فيها الشام ، وفي هذه الأرض كانت العرب حين البعث وقبله ..." انتهى مختصرا .
هذه هي الحدود الطبيعية بمعالمها الظاهرة -ثلاثة أبحر- غربا وجنوبا وشرقا ؛ وهي تحديد جغرافي يلتقي فيه الفقهاء مع غيرهم .
ولهذا التحديد بالمياة الإقليمية الثلاثة صارت تعرف عند المتأخرين باسم (شبه جزيرة العرب) ، وإنما قيل : (جزيرة العرب) ؛ بحكم إحاطتها بثلاثة أبحر ، ولأن الحد الشمالي ، وإن كان إلى مشارف الشام وريف العراق ؛ فإن ما وراء ذلك من أنهار : بَرَدى ، و دِجلَةَ ، والفراتِ ، متصل برأس الخليج العربي فكأن التجوُّز في الإطلاق بحكم المجاورة .
ولذا قال الخليل :
"إنما قيل لها (جزيرة العرب) ؛ لأن بحر الحبشِ ، وبحر فارس ، والفرات قد أحاطت بها ، ونسبت إلى العرب ؛ لأنها أرضها ، ومسكنها ، ومعدِنُها"
هذه معلومات قراتها