صاحب القلم
๑ . . عضو ماسي . . ๑
- التسجيل
- 4 يونيو 2010
- رقم العضوية
- 12179
- المشاركات
- 1,094
- مستوى التفاعل
- 142
- الجنس
- الإقامة
- العين ...
بسم الله الرحمن الرحيم
مكانة الدعاء في شهرالصيام
ومما ينبغي أن نعلمه في هذا المقام ما لشهر رمضان من خصوصيةٍ بالدعاء ؛ فهو شهرٌ عظيمٌ حريٌّ فيه بإجابة دعاء الداعين وسؤال السائلين، فإن الله - جل وعلا - قال في سورة البقرة في أثناء آيات الصيام :" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْيَرْشُدُونَ " ، فهذه الآية جاءت مسبوقةً بأحكام الصيام ومتبوعةً بأحكام الصيام وفي ذلكم إيماءٌ كما بيَّن أهل العلم في كتب التفسير إلى ما لرمضان - شهرالصيام - من خصوصية بالدعاء وأنه شهر مرجوَّةٌ فيه الإجابة ، شهرٌ حريٌّ بعباد الله المؤمنين أن يكثروا فيه من الدعاء ، فالآية الكريمة فيها حث على الإكثار من الدعاء والعناية به مطلقاً في كل وقت وحين ، وفي سياقها إشارةٌ إلى أهمية العناية بالدعاء والإكثار منه في شهر رمضان المبارك لما له من خصوصية بالدعاء ولاسيما لياليه العشرالأخيرة لعظم أجرها وفخامة أمرها، ولأن فيها ليلة القدر وهي ليلة عظيمة مباركة يُتحرى فيها الدعاء ولاسيما بالدعاء العظيم الذي أرشد إليه النبي -صلى الله عليهوسلم- ألا وهو أن يقول الداعي: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "
حري بالمؤمن أن يغتنم هذه الأوقات الفاضلة بالإقبال على الله تعالى فإننا في أرجى أوقات الإجابة وأعظمها ؛ ولاسيما إذا تحرى الداعي في دعائه وقت السجود ، وأدبار الصلوات قبل أن يسلِّم ، وثلث الليل الآخر ، وغيرها من الأوقات التي يُتحرى فيها إجابة الدعاء ، وأن يقبِل في دعائه على الله مخلصاً بقلبٍ منيب ، موقنٍ بالإجابة لا أن يكون داعٍ بقلب غافل لاه ، وأن يمد يديه إلى الله مد الفقير الذليل فإن الله حييٌ كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ، وليتحرَّ في دعائه شروط الدعاء وآدابه ، وليكن طامعاً في نوال الله -تبارك وتعالى- وعطائه ، وليكن على ثقةٍ بأن الله -جل وعلا- لا يخيِّب مندعاه ولا يرد من ناداه ، كيف وهو القريب المجيب .
مقتبس هذا الكلام من خطبة للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله