• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

تتبع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
1390311476741.jpg


1390311477012.jpg


أمام توليفة الحضارات والدول في القرية العالمية، تقف قرية التراث التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث شاهدة على تراث الأجداد والعادات الأصيلة، متوسطة أحد أهم المواقع الترفيهية ضمن مهرجان دبي للتسوق بوصفها إشراقات من الماضي على وجه الحاضر.

تطل القرية التراثية بمشاهد حقيقية من وحي التراث الإماراتي العريق، كاشفة عن ماهية النسق الاجتماعي القديم في مجتمع الإمارات، لاسيما وأن القرية تضم بيوتاً سكنية مختلفة الشكل تنتمي لبيئات متعددة، مبرهنة بملامحها وتفاصيلها العتيقة أن الماضي جزء لا يتجزأ من الحاضر.

سرد القصص

ملامح أهل البادية، ونمط حياة الإنسان الجبلي، وطريقة عيش أهل البحر والساحل في الإمارات قديما، حري بالزوار التعرف عليها عبر زيارة القرية التراثية التي تقع خلف البوابة رقم «1»، مع وجود كوكبة من الرعيل الأول يسردون القصص وكدح الانسان الإماراتي وصعوبة الحياة قديماً في ظل انعدام الكثير من وسائل الراحة المتوفرة الآن، وبالعين المجردة سيشاهد زوار الجناح بعض الأدوات والمقتنيات يعود تاريخ صنع بعضها إلى أكثر من 50 عاماً.

اهتمامات أهل الجبال تحدث عنها حسن بن حريز الشحي، أبرزها صناعة الفخار وبعض الأواني من الطين، إلى جانب صناعة «الجروز» وهي عبارة عن عصا تستخدم سلاحاً وزينة في الأعراس لدى بعض القبائل مثل الشحوح، فضلاً عن البيوت الجبلية القديمة مثل «بيت القفل» وهو منزل شتوي مغلق من جميع الجهات يصعب دخوله، صُمم وفق نظام يضمن أمن وسلامة سكان المنزل من اللصوص.

فضلاً عن كونه ملاذاً للهروب من برد الشتاء، إذ يتكون هذا المنزل من الصخور الضخمة ويعلوه سقف من جذوع شجرة «السدرة»، وبابه سميك مصنوع من الأخشاب الصلبة صعب الكسر، كما يصعب فتحه إلا من صاحبه نتيجة تصميم قفله على قياسات محددة، ويحتوي هذا الباب على أقفال أخرى من الداخل تمنع الدخلاء من اختراق الباب.

بيت «الصفة»

في المقابل، ثمة منزل صيفي أشار إليه الشحي هو «الصفّة»، ويسمى بهذا الاسم نسبة لطريقة بنائه المتمثلة بصف الحجر طبقات دون الاستعانة بأية مواد داخلية، لها فتحات جانبية على الأطراف تسمح بمرور نسمات الهواء الباردة، ومسقوفة من الأعلى بجذوع السدر أو الطين أو الخوص، أو «العسبق» وهو نوع من أنواع النباتات ينمو على سفوح الجبال.

لكن في المجمل تتميز جميع البيوت الجبلية بالقوة ينعم سكانها بالاستقلالية، تتكيف مع الجو الحار في الصيف حيث تتصف الحجارة المستخدمة في بنائه بأنها عازلة للحرارة، لها القدرة على مواجهة الأخطار أو الاحتماء من الحيوانات المفترسة واللصوص، وكانت هذه المنازل كالحصن المنيع أمام الأخطار من الخارج.

بجانب البيوت الجبلية، يجلس عبدالله حسن أمام بيت «المدر» أو الطين، متحدثاً أمام الزوار عن أبرز سمات العيش على الساحل، وفائدة المنزل المصنوع من الطين للسكان، إذ يطبق الناس على حد تعبيره «الحاجة أم الاختراع» أثناء بناء المسكن في الماضي باستخدام الأدوات التي توفر لهم الدفء في فصل الشتاء وتمنع عنهم الحرارة الشديدة صيفاً، كذلك يتميز بيت «المدر» بخصائص وسمات أخرى أبرزها حجبه الغبار للعيش حياة خالية من الربو وبعض الأمراض المزمنة.

تصميم هندسي

تصميم بيت «المدر» يثبت جودة تصميمه الهندسي رغم انتشار الجهل وارتفاع نسبة الأمية بين أبناء ذلك الجيل، إذ لا يمكن لمياه الأمطار من الأعلى نظراً لبناء السقف من جريدة النخل الملفوف بواسطة الحبال يطلق عليها «الدعون» مع وضع نوع من الأخشاب القوية مستوردة من الهند يطلق عليها «الجنادل» تُستخدم عوضاً عن الحديد الآن.

كذلك يضم «بيت المدر» مجموعة من المقتنيات القديمة مثل مهد الطفل «المنز»، والصندوق الخاص بحفظ الأغراض «المندوس». أما المخزن أو المستودع الذي يستخدم لحفظ الأمتعة في الدار، يطلق عليه «بخار»، كما يستخدم لحاجات المعيشة.

ضم جناح مركز حمدان بن محمد لإحياء التراثي مساكن عديدة تستمد شكلها التراثي القديم، مثل الكرين أو «الخيمة» التي عرجت الوالدة فاطمة عبدالله إلى وصفه بأنه منزل يقطنه أهل الساحل في الشتاء، وهو عبارة عن خيمة مخروطية الشكل، تصنع من جريد النخل الخالي من الخوص، إذ يبدأ بناء الكرين بحفر مواقع تُشكّل أركان الخيمة، وتُثَبَّت بداخلها الدعائم أو ما يسمى باللهجة الإماراتية «اليدوع»، وتعني جذوع الأشجار، وخاصة النخل، وغالباً ما يصاحب بناء الخيمة وضع عريش أمامها، وتمتاز الخيمة بأنها لا تحتوي على أية نوافذ إلا من الأمام.

«الكرخانة» و«السحارة»

تضم الخيمة الكثير من المقتنيات الخاصة بالنساء، مثل آلة الخياطة أو ما يطلق عليها «الكرخانة» باعتبارها الاهتمام الأول للنساء في السابق لغرض الاستخدام الشخصي أو مزاولتها مهنة منزلية، إذ تحظى «الكرخانة» بمنزلة عظيمة عند النساء، وقد لا يخلو بيت من آلة الخياطة.

وثمة أدوات أخرى لفتت إليها فاطمة عبدالله أبرزها الصندوق الخاص بحفظ الملابس لدى النساء «السحارة»، وربما يمكن وصف السحارة بأنها «الخزنة المنزلية» المقاومة للمياه والعوامل الأخرى، كذلك يمكن حفظ الذهب في السحارة بأنواعه المختلفة مثل: «المرتعشة»، و«ستمي»، و«ستمي بوهلال»، و«حيل أبو الشوك»، و«حيل فرض الهيل»، وغيرها من المسميات التي تطلق على مشغولات الذهب القديمة.

وتحصل المرأة على مبلغ من المال عند ذهاب زوجها إلى رحلة الغوص في الصيف يقدر بـ«30 روبية»، يكفيها لتدبير شؤون المنزل في ظل غياب الرجل.



«الرحى»



عملية طحن الحب تتم عبر آلة يدوية قديمة يطلق عليها «الرحى» هي أداة لطحن الحبوب تصنع من حجر قوي مثل الصوان والبازلت، وتكون على شكل طبقتين متوازيتين، ولها ثقب في الوسط لوضع الحبوب بداخلها، ويتم تحريك الحجر العلوي أو تدويره، فتخرج الحبوب مطحونة من الجوانب، وتقم النساء في الماضي بطحن الدقيق في غرفة صغيرة مغلقة لحماية الحب من المطر.

وبعد الانتهاء من هذه المراحل جميعها، يُعجن الدقيق ويُصنع منه رغيف الخبز بعد وضعه في فوهة مصنوعة من الحجارة والطين يُطلق عليها «التنور»، ويُقلب على جوانب التنور من الداخل لدقائق معدودة إلى أن يحمر لونه ويأخذ كفايته من الحرارة.





«الوعب»



من الخصائص الأخرى للبيئة الجبلية التي أشار إليها حسن بن زيد الشحي، حفظ الدقيق في مكان مصنوع من الطين والصخر يطلق عليه «الوعب» وجمعهُ «وعوب»، وهو تمهيد أرض في بطن الجبل أو السهل، وخاصة تلك الأراضي الخاصة بزراعة الحَب «البر» في موسم الأمطار، ويبنى «الوعب» من الحصى بما لا يقل عن 15 سم حتى يحفظ الزراعة من سيول الأمطار.

كما يقع الوعب بالقرب من مجرى مياه الأمطار، حيث يترسب فيه عبر الأزمان الطين الصالح للزراعة، كما يساعد هذا الموقع سهولة غمره بمياه الأمطار من خلال إقامة مجرى للمياه أو أكثر، وقد بنيت الوعوب منذ مئات السنين، وما زالت قائمة حتى وقتنا الحاضر، ولا توجد منطقة جبلية مأهولة بالسكان إلا ولديها مجموعة من الوعوب.

أما «الينور»، هو المكان الذي يتم بناؤه بشكل دائري مرتفع قليلا، ويصب داخله الطين والمدر، ليصبح مستويا مائلاً إلى الوسط، ويستخدم لفصل الحب عن السنابل، ويشارك في فصله عدد من الأشخاص مستخدمين الجزء السفلي من جريد النخل.







«بيت الشعر» لايزال شاهداً على براعة أهل البادية وحنكتهم

أما «بيت الشعر» لايزال شاهداً على براعة أهل البادية وحنكتهم في التغلب على حرارة الصيف، فكما قالت الوالدة موزة خلفان إن بيت الشعر هو مسكن البدوي مصنوع من صوف الخراف، وهو الملجأ الذي يرتاح فيه من عناء حياته القاسية. كما أن حجم بيت الشعر وما يحويه من أدوات يعكس مكانة صاحبه في المجتمع البدوي.

يتميز بيت الشعر في اعتقاد خلفان بسهولة نصبه وهدمه، إذ شرع أهل الصحراء في بنائه منذ القدم باعتباره البيت الأمثل للعيش وسط الرمال، ويتكون بيت الشعر من نسيج شعر الماعز ويمتاز بمقاومته جميع عوامل الطبيعة بما فيها الغبار ومياه الأمطار، إذ لا يمكن للمياه أن تدخل إلى الداخل، ويرتكز بيت الشعر على أعمدة مصنوعة من خشب بعض الأشجار المحلية مثل شجر «الغاف» أو «الأشخر»

. وأضافت حمدة سيف إن بيت الشعر يضم أدوات عديدة يستخدمها الرجل البدوي مثل «الخطام» وهو عبارة عن حبل مصنوع من شعر الماعز يستخدمه الرجل أثناء ركوب ناقته وتسييرها

. وتحرص المرأة البدوية على صناعة بعض الأدوات الأخرى للرجل مثل «الخزام» وهو عبارة عن حبل مصنوع من الصوف أو الوبر يثنى على رأس الرجل فوق «الغترة» أو «العصامة» يشبه العقال، وكذلك الحذاء أو «النعال» المغزول على يد النساء كان يطلق عليه «الدربول»، كما ضم بيت الشعر الفانوس القديم «مصراي»، وغيرها الكثير من الأدوات المستخدمة لركوب الإبل وحياة الإنسان البدوي بشكل عام.

لا يمكن الوقوف عند هذا الحد، فالبيئة البدوية تزخر بمجالس أخرى أشهرها «الحظيرة»، وهي عبارة عن مجلس الحي لدى أهل البادية قديما كما تعتبر المجلس الخاص لسكان أهل البادية، وهي مكان يحدده الشخص بنفسه ويحيطه بأغصان أشجار «المرخ» الذي ينبت في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يتم استخدام غصون أشجار أخرى كالسمر والغاف وغيرها لتثبيت أغصان المرخ، لأنها لا تتحمل قوة الرياح والظروف الجوية إذا وضعت لوحدها.

تبنى الحظيرة بشكل حلقة مفتوحة من إحدى الجهات، على ألا تكون الجهة المفتوحة معاكسة للرياح بل يتم وضعها من جهة الشرق لأن طبيعة الرياح في دولة الإمارات عادة ما تكون جنوبية شرقية، كذلك بقدرتها على حماية الأفراد من دخول الأتربة والرمال عبر الرياح، ويتخذ الكثير من الناس الحظيرة ملاذاً في الشتاء لإشعال النار وإعداد القهوة من خلال وضع «دلة القهوة»، لتكون مركزاً لسرد القصص والأحداث من الماضي البعيد.
 
عودة
أعلى