الحـب الخالـد (قصه واقعيه)

[اسيـرة الهم..]

الحب الخالد


قصة واقعية

منذ أسبوعين أتممت التاسعة عشر من عمري

أنا أعيش مع أبي وعمتي وقد افترقت عن أمي منذ أن كنت

صغيرة لأسباب مجهولة واحتفظ بصورة لامي لكن لم أعد أهتم بها

ابي وعمتي أعطيني كل الحب والحنان والرعاية منذ ان كنت صغيرة

لقد شاركا أحزاني وأفراحي ولم أعرف ما معنى حنان الأم كما أسمع عنه في القصص والمجلات .

وفي يوم من الأيام دخل أبي علينا من دون دخوله المعتاد فلم يسلم علينا

ولم يقل:" لي أهلا بك يا حبيبتي " فسألته ما الذي حصل ؟ أجاب وبصوت حزين

أمك رفعت قضية بأن تأخذك مني فقلت: ومتى موعد القضية قال لي : بعد أسبوع

مر هذا الأسبوع وأنا أفكر بهذا الموضوع ولم أهتم بدراستي وكت أحس بأن

كتل من الملح في حنجرتي وجاء اليوم المنتظر وكت أقول في نفسي اليوم سيحدد


مصيرك يا سناء وفي هذا اليوم خرج أبي مبكرا وكت أمشي ذهابا وإيابا وكان


صوت مشي يزعج عمتي وهي في المطبخ وكانتدائما تقول لي : حنان الأم لا يضاهيه حنان

وكت أكمل بالأنانية وحب النفس مرت ساعتان على هذا الوضع وعندما جلست

قالت لي عمتي أهدئي وأشربي هذا العصير فلم ارد أن أشربه وكانت تقول لي أشربيه فأنت لم

تأكل شئ منذ الصباح وبعدج مرور خمس ساعات جاء أبي وتنهمر من عينيه الدموع ووجهه


شاحب وقال لي : كسبت أمك القضية فقلت له وأنا ابكي : ومتى سأذهب إليها قال لي بعد ثلاث أيام


ذهبت إلى غرفتي وأنا أتمنى الموت على أن أعيش مع أمي مرت الثلاثة أيام وكانت عمتي تحضر أغراضي للذهاب


إلى امي وهي تبكي فقلت لها أين أبي قالت : خرج منذ الصباح خرجت من بيت أبي وعمتي

وأنا ذاهبة إلى منزل أمي كنت استرجع شريط الذكريات مع أبي ,عمتي والحفلات و الصعوبات


وعندما وصلت ترددت في الدخول وإذا بي أرى أمي وهي تبكي دموها تنسكب على وأصابعها تنغمس في ظهري


وكت أنا أبكي ليس من موقف أمي بل لأن السيارة قد رحلت دخلت إلى البيت وهي تقول لي أعددت لكي أصناف من

الطعام الذي تحبينه السلاطة والدجاج المشوي فقطعت كلامها وقلت : كفى كفى تمثيلا ما هذا الكذب

أنت ابتعدت عني منذ ثماني عشرة سنة وأبي وعمتي هما أهتما برعايتي وشاركى أفراحي وأحزاني


وأنت جئتي لتبعديني عن مصدر فرحي فرددت علي وهي باكية الظروف يا حبييبتي الظروف قلت لها :


اي ظروف تلك تدعك تبتعدين عن إبنتك وذهبت إلى غرفتي التي لم تكن مكملة لقولها : لأاختار أثاث بيتي بنفسي


مرت سنة على هذه الحال وأنا أسئ وهي ترد بالأحسان وكنت معظم الوقت في غرفتي أفتح البوم الصور وأتصل بأبي

وارسم وكت دائما أصرخ على امي لكنها كانت تعاملني بالحسن والطيب


وانا كت احس بحنانها وطيبها لكني تجاهلته وفي يوم من الأيام كت اريد الخروج مع صديقتي فقبل أن أخرج قالت لي أمي أنتظري

قبلة يا سناء ,انا مع صديقتي كانت تقود السيارة بسرعة جنونية فتعرضنا لحادث واذكر أنني صرخت وغبت في غيبوبة ثلاث


أشهر وأتذكر عندما فتحت عيني كان أول ما أراه هو قبلة من أمي على وجهي وهي تقول دكتور دكتور أبنتي


صحت صحت فجاء وقال لي إذا كنتي تسمعيني حرك رأسك أرفع يدك فقال الحمد لله وانتظرت أسبوعين \

حتى يتم فحصي جيدا وعندما كت جاء موعد الخروج من المستشفى دخل الدكتور وقال : اول مرة أدخل ولأ أمك جالسة


على هذا الكرسي فقلت له : وهل كانت امي معي دائما في فترة غيبوبتي قال نعم وعندما فتحت الباب للخروج

إذا أجد أمي وأبي مجتمعان وكت أول مرة ارى هذا المنظر .

لكني لم اتمتع بحنان أمي طويلا فبعد سنة اصيبت أمي بمرض قال لها الاطباء انها لن تعيش طويلا

وتوفيت امي بعد اسبوع من القول لكنها مازلت حية في قلبي وسيظل الحب الخالد راسخا

ـ----------ــ---