الشعب الصومالي يعتبر من أكثر الشعوب الاسلامية حباً وتمسكاً بالدين الاسلامي، وتجد هذا جلياً في ثقافته،
وفي عاداته ومواقفه، فمنذ القدم والصوماليين لهم ارتباط وثيق بالدين، وتعتبر المدارس الدينية أساس في بناء ثقافة الفرد الصومالي،
فنجد البدوي يتفق مع معلم تحفيظ القرآن على منحه بعض من قطيعه سنوياً لقاء تحفيظ ابنائه للقرآن الكريم، والقروي يمنح قسم من محصوله السنوي
للمعلم وهكذا كلُ يجود بالمستطاع لتحفيظ وتعليم ابنائه القرآن الكريم.
هذا الحرص على تعلم القرآن وهذا الارتباط بكتاب الله، كان حجر الاساس للمدارس والحوزات الدينية التي انتشرت وبشكل كبير في أوائل القرن الماضي وخاصة
في جنوب وغرب الصومال، حيث كان الطلبة يتنقلون بشكل جماعي من مدينة لأخرى طلباً للعلم، وكانت قبلتهم أينما وصف لهم عالم من العلماء ليتعلموا على يديه
وكانت تلك المجموعات تسمى (حــر) بكسـر الحاء، تلك المدارس التي أنشأت وأخرجت أحبار الأمة، علماء كانوا منبراً ومناراً للعلوم الدينية
بمختلف مجالاتها. أمثال شيخ نور علي علو – رئيس ومؤسس جمعية أنصار السنة في الستينات القرن الماضي
، شيخ عبدالغني شيخ احمد وزير العدل ومؤسس ورئيس جمعية الاصلاح، شيخ محمد جريري
نائب رئيس الجمعية والمستشار الأعلى في وزارة العدل، عبدالله معلن عبدالرحمن وشيخ محمد معلن وشيخ محمد حاجي يوسف
اعضاء ومؤسسين جمعية النهضـة، هؤلاء العلماء كانوا نتاجاً لتلك المدارس الدينية المنتشرة في بوادي الصومال.
في منتصف الستينات كان الشيخ نور علي علو يقيم حلقة دينية في منزل الجنرال محمد أبشر – القائد الأعلى للشرطة،
وكان من رواد تلك الحلقة الدينية
آدم عبدالله عثمان رئيس الصومال آن ذاك، شيخ مختار ، حاجي موسى بقر، رئيس البرلمان، بالاضافة الى
محمد أبشر وبعض القيادات الأخرى
وأيضاً اقامة حلقات شعبية في "المولد" الذي كان يقام آنذاك سنوياً الى ان تم وقفه من قبل الحكومة الشيوعية، وحلقات دينية في المساجد على يد كبار العلماء،
الذين لم تلهيهم مناصبهم الوزارية عن التواصل مع الشعب ونصرة الدين وتثقيف الشعب، من أمثال شيخ عبدالغني الدي كان
يقيم حلقات دينية كلما سمح له الوقت والظروف وهو يتقلد منصب "وزيــر"
، وشيخ محمد جريري، وشيخ أمين احمد ، وشيخ علي صوفي.
لقد كان وعي وعلم هؤلاء المشايخ كبيراً جداً، حيث حاولوا في بداية الحكم الشيوعي أن يتعاونوا معه لإنقاذ ما يمكن انقاده ومحاولة ثني تطبيق
الشيوعية واحكامها، وكان لكلمـة شيخ عبدالغني أصدق تعبير على تأصل الاسلام في نفوس الصوماليين حيث قال " أنا لا أخشى الشيوعية على الشعب حيث أن الفطرة الاسلامية
التي جبل عليها الصوماليين تمنع من تفشي الشيوعية بينهم، ولكن أخشى الشيوعية على الدولــــة".
نستنتج أنهم عانوا من تواجد الشيوعين بينهم و حتى الدين الاسلامي يلاقي الحرب كحال باقي الشعب ..
و لكن كيف و من متى و ماهو الوضع اليوم ...؟؟
الله اعلم ..
من منتديات الصومال ..
الصراحة و هذا أكثر أختصار قدرت عليه ..
و لنا عودة إن شاء الله ذلك ..
لحن المطر