[align=center]
مَن الأفضل؟
هنا مسألة وهي:
أيهما افضل ؛ رَجُلٌ جُبِل علي خٌلق حميد , ورَجُلٌ يجَاهد نفسه على التخلُّق به .
فأيهما أعلى منزلة ً من الآخر ؟
ونقول جواباً ً على هذه المسألة:
- إنه لاشك أن الرجل الذي جُبِل على الخٌلُق الحسن أكمل من حيث تخلُّقه بذلك , أو من حيث وجود
هذا الخُلُق الحسن فيه , لأنه لايحتاج إلى عناء ولا إلى مشقة في استدعائه , ولايفوته في بعض الأماكن والمواطن , إذ أن حُسن الخُلق فيه سجية وطبع .
ففي أي وقت تلقاه تجده حَسن الخُلق , وفي أي مكان تلقاه حَسن الخُلق , وعلى أي حال تلقاه تجده حَسن الخُلُق , فهو من هذه الناحية أكمل بلا شك .
_وأما الآخر الذي يجاهد نفسه ويروضها على حُسن الخُلق , فلا شك أنه يؤجر على ذلك من جهة مجاهدة نفسه.
وهوأفضل من هذه الجهة, لكنه من حيث كمالُ الخُلق أنقص بكثير من الرجل الأول .
فإذا رُزٍق الإنسان الخُلقين جميعاً ً, طبعا ًوتطبعا ً, كان ذلك أكمل.
والأقسام أربعة:
1-مَن حُرٍم حُسن الخُلق طبعا ًوتطبعا ً.
2-مَن حُرٍمه طبعا ًلا تطبعا َ.
3-مَن رُزٍقه طبعا ًو تطبعا ً.
4-مَن رُزٍقه طبعا ًلا تطبعا ً.
ولاشك أن القسم الثالث هو أفضل الأقسام , لأنه جمع بين الطبع و التطبع في حُسن الخُلق .
مكارم الأخلاق :..
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
[/align]