Khaled Ahmed
๑ . . عضو محترف . . ๑
- التسجيل
- 29 أبريل 2005
- رقم العضوية
- 3540
- المشاركات
- 667
- مستوى التفاعل
- 15
- الجنس
عزيزتي
أكتب إليك هذه الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، فحتى مع جبروتي ومع قوتي الخارجية فأنا في داخلي زجاج هش قابل للكسر، ماذا حدث ؟ تسألين؟ ، لقد اعتدت على أن الدنيا رفعة وأنخفاض ، عزة وذل ، غنى وفقر، قوة وضعف ، تناقضات نعيشها وأمور نصاحبها ، لكنني لم أكن أتخيل أنه سيأتي يوم يكون الأنهيار من نصيبي ، ولم أكن أتخيل أن أنهياري سيكون دون صوت مدو ولا صرخات منطلقة من حنجرة اليأس والألم ، كل ما كنت أفكر فيه هو أن أبني مستقبلي أن أخطط لحياتي ، أعلم أن النهايات كل بيده سبحأنه وتعإلى ولكن التخطيط والإرادة والعزيمة مطلب لنا وعلينا . لم أكن أريد أن أخوض أحلاما كبيرة ولم أكن أريد تسلق القمم الشاهقة ولم أرد أن أسبح في المحيطات الشاسعة ، كل ما كنت أصبوا إليه حياه سعيدة ، ومستقبل سعيد ، وكل من حولي سعيد ، وكل من صاحبني سعيد .
عزيزتي
عندما أستعيد ذكرياتي معك التي لم ولن تمحى أبدا من قلبي قبل عقلي ، وأنظر إلى تلك اللوحات التي رسمتها في ذهني ، فألقي بنظرة قريبة نحو شفتاك الباسمتين ، وألقي بسمعي منصتا إلى تغريدة ضحكاتك الرائعة ، وتلك القسمات السعيدة على وجهك ، عندما أدفع بإرجوحتك وترفعين نفسك نحو العالي ، وتندفعين إلى الامام وكأنك تريدين اللحاق بالطيور المهاجرة في السماء وترحلين معهم نحو الأرجاء ، فتحلقين في السماء ، فوق الغابات الخضراء وفوق البحار الزرقاء وفوق الصحاري الصفراء وفوق الجبال السوداء وفوق الثلوج البيضاء ، ثم تنظرين حولك فترين النجوم في السماء وهي تهمس لك إقتربي نحونا وانضمي معنا وكوني نجمة في السماء ، تشع بالضياء وتبهر الكون بالشعاع ، وتكونين مرشدة للتائهين وتكونين عنوان الوصول للضائعين .
عزيزتي
أكتب لك وأنا على شفير الإنهيار ، فما عدت ذلك الرجل الذي يضمك عندما تحتاجين ، ولم أعد ذلك الرجل التي يحميك عندما تخافين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي يلتقفك قبل أن تسقطين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي يمسح الدمعة عندما تبكين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي يحمل أطفالك في لحظات الحنين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي تحبين ، لم أعد ذلك الرجل عالي الجبين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي عنه تتكلمين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي تعشقين ، أصبحت مجرد ظل أسود غامق في الطين ، مجرد سراب في صحراء الضالين ، مجرد خيال مآتة تطرد غربان المتشفين ، فهاهم كل من عاداني يكشر ابتسامة الظفر من حولي ، وهاهم كل من عاداني يرقص مع الشامتين ، لم أعد ذلك الرجل الذي تحبين.
عزيزتي
أكتب لك هذه الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، ولم أعد قادرا على إكمال المسير ، سوف اسجن في ظلمات الليل البهيم ، ويكون بابي قضبان من الحديد البارد القاسي ، ونافذتي فتحة صغيرة تتسلل إليها الأضواء مرغمة ، وتنزلق النسمات مهملة ، وأجلس على الأرض الباردة الصلبة حزين ، وألتحف ببطانية هي رفيقتي في محنتي ، تحاول أن تغطي أحزاني ، وتلتحف آلامي ، وتدفئ كياني المستعر في داخلي ،وأمسح الدمع من عيني بطرفها الخشن ، لا تخافي لن تؤذيني خشونتها على خدي ، ولن أشعر بآلامها على وجهي ، لأن دمعتي كرجل احرقتني ، وكرامتي المهملة أسقطت قناع وجهي . لم أعد ذلك الرجل الذي تحبين ؟
عزيزتي
أكتب لك الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، أيام قليلة وأساق إلى المحكمة وسيأخذني من بيتي رجل يعرف عمله ، ويعرف كيف يقبض معصمي ، وأين يضع القيد في يدي ، وهنا أمام القاضي سوف يصدر حكمه علي ، لن تشفع أمامه أحلامي ، ولن يقبل عندها آمالي ، ولن تكون نيتي شافعي ، لن أخبره أنني وقفت هنا لأنه كأنت لي أحلام ، وأني بنيتها في قلبي وأن عقلي ساندني في وئام ، وأنك كنتي ملهمتي وأنك كنتي دافعي لكل شيء جميل ، لا ألوم ذلك الشرطي أو القاضي ، فهما يقومان بعملهما بتفاني ، ولا ألومك على أي شيء من أحزاني ، فلا تسقطي الدمع على خدك الوردي ، فأموت عندها بإعدام ، وأنظر إلى نفسي فأكون في شفير الأنهيار مرتين ، فلا تسكبي الدمع من أجلي ولا تدعي النبض في قلبك يهمس إلي ، فلم أعد ذلك الرجل الذي تحبين؟
عزيزتي
أكتب لك هذه الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، وقبل أن ألقى في غياهب السجن الكئيب ، وقبل أن يغلق علي باب من حديد ، أود أن أقدم عذري لك وأن أتأسف لك ، فلم أعد ذلك الرجل الذي تحبين ، ولم أعد ذلك الذي وعدك بيت جميل ، ولم أعد ذلك الرجل الذي بأطفالك تشاركين ، وبألعابهم تمازحين ، وبضحكاتهم تسرحين ، لم أعد ذلك الذي بنى أحلامك ، ولم أعد ذلك الذي رسم آمالك ، ولم أعد ذلك الذي بين ذراعيه حملك ، و بأغلى كنوز الدنيا دار بك ، ولثم جبينك بمفخر واعتزاز وعفاف ونقاء وطهارة ، لم أعد ذلك الرجل الذي يقول لك "أحبك" بل " أعشقك" ، سوف أجلس في ذلك السجن حتى يطويني الزمان وأرحل من حياتي في سكوت ، دون ضجيج دون نوح الحمام ، دون دمعة تسكب على خد من أحب ، فعندها سأكون وحدي ومعي الفراش يلفني ، ومعي الأرض توسدني , وأنظر نحو شعاع قد دخل زنزانتي مجبورا ، ونحو القضبان يمضي في انكسار ، ليرسم ظلالا على الأرض تحمل التوقيع البائس ، أنني لست أحلم ، وأنني لست أتخيل ، فأنا هنا خلف القضبان ، وأنني أنتظر الفرج من الرحمن .
عزيزتي
أكتب لك هذه الرسالة وأنا على شفير الإنهيار ، لم أعد ذلك الرجل الذي تحبين .
اخوكم خالد أحمد
همسة (قبل ان افقد حريتي)
أكتب إليك هذه الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، فحتى مع جبروتي ومع قوتي الخارجية فأنا في داخلي زجاج هش قابل للكسر، ماذا حدث ؟ تسألين؟ ، لقد اعتدت على أن الدنيا رفعة وأنخفاض ، عزة وذل ، غنى وفقر، قوة وضعف ، تناقضات نعيشها وأمور نصاحبها ، لكنني لم أكن أتخيل أنه سيأتي يوم يكون الأنهيار من نصيبي ، ولم أكن أتخيل أن أنهياري سيكون دون صوت مدو ولا صرخات منطلقة من حنجرة اليأس والألم ، كل ما كنت أفكر فيه هو أن أبني مستقبلي أن أخطط لحياتي ، أعلم أن النهايات كل بيده سبحأنه وتعإلى ولكن التخطيط والإرادة والعزيمة مطلب لنا وعلينا . لم أكن أريد أن أخوض أحلاما كبيرة ولم أكن أريد تسلق القمم الشاهقة ولم أرد أن أسبح في المحيطات الشاسعة ، كل ما كنت أصبوا إليه حياه سعيدة ، ومستقبل سعيد ، وكل من حولي سعيد ، وكل من صاحبني سعيد .
عزيزتي
عندما أستعيد ذكرياتي معك التي لم ولن تمحى أبدا من قلبي قبل عقلي ، وأنظر إلى تلك اللوحات التي رسمتها في ذهني ، فألقي بنظرة قريبة نحو شفتاك الباسمتين ، وألقي بسمعي منصتا إلى تغريدة ضحكاتك الرائعة ، وتلك القسمات السعيدة على وجهك ، عندما أدفع بإرجوحتك وترفعين نفسك نحو العالي ، وتندفعين إلى الامام وكأنك تريدين اللحاق بالطيور المهاجرة في السماء وترحلين معهم نحو الأرجاء ، فتحلقين في السماء ، فوق الغابات الخضراء وفوق البحار الزرقاء وفوق الصحاري الصفراء وفوق الجبال السوداء وفوق الثلوج البيضاء ، ثم تنظرين حولك فترين النجوم في السماء وهي تهمس لك إقتربي نحونا وانضمي معنا وكوني نجمة في السماء ، تشع بالضياء وتبهر الكون بالشعاع ، وتكونين مرشدة للتائهين وتكونين عنوان الوصول للضائعين .
عزيزتي
أكتب لك وأنا على شفير الإنهيار ، فما عدت ذلك الرجل الذي يضمك عندما تحتاجين ، ولم أعد ذلك الرجل التي يحميك عندما تخافين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي يلتقفك قبل أن تسقطين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي يمسح الدمعة عندما تبكين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي يحمل أطفالك في لحظات الحنين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي تحبين ، لم أعد ذلك الرجل عالي الجبين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي عنه تتكلمين ، ولم أعد ذلك الرجل الذي تعشقين ، أصبحت مجرد ظل أسود غامق في الطين ، مجرد سراب في صحراء الضالين ، مجرد خيال مآتة تطرد غربان المتشفين ، فهاهم كل من عاداني يكشر ابتسامة الظفر من حولي ، وهاهم كل من عاداني يرقص مع الشامتين ، لم أعد ذلك الرجل الذي تحبين.
عزيزتي
أكتب لك هذه الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، ولم أعد قادرا على إكمال المسير ، سوف اسجن في ظلمات الليل البهيم ، ويكون بابي قضبان من الحديد البارد القاسي ، ونافذتي فتحة صغيرة تتسلل إليها الأضواء مرغمة ، وتنزلق النسمات مهملة ، وأجلس على الأرض الباردة الصلبة حزين ، وألتحف ببطانية هي رفيقتي في محنتي ، تحاول أن تغطي أحزاني ، وتلتحف آلامي ، وتدفئ كياني المستعر في داخلي ،وأمسح الدمع من عيني بطرفها الخشن ، لا تخافي لن تؤذيني خشونتها على خدي ، ولن أشعر بآلامها على وجهي ، لأن دمعتي كرجل احرقتني ، وكرامتي المهملة أسقطت قناع وجهي . لم أعد ذلك الرجل الذي تحبين ؟
عزيزتي
أكتب لك الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، أيام قليلة وأساق إلى المحكمة وسيأخذني من بيتي رجل يعرف عمله ، ويعرف كيف يقبض معصمي ، وأين يضع القيد في يدي ، وهنا أمام القاضي سوف يصدر حكمه علي ، لن تشفع أمامه أحلامي ، ولن يقبل عندها آمالي ، ولن تكون نيتي شافعي ، لن أخبره أنني وقفت هنا لأنه كأنت لي أحلام ، وأني بنيتها في قلبي وأن عقلي ساندني في وئام ، وأنك كنتي ملهمتي وأنك كنتي دافعي لكل شيء جميل ، لا ألوم ذلك الشرطي أو القاضي ، فهما يقومان بعملهما بتفاني ، ولا ألومك على أي شيء من أحزاني ، فلا تسقطي الدمع على خدك الوردي ، فأموت عندها بإعدام ، وأنظر إلى نفسي فأكون في شفير الأنهيار مرتين ، فلا تسكبي الدمع من أجلي ولا تدعي النبض في قلبك يهمس إلي ، فلم أعد ذلك الرجل الذي تحبين؟
عزيزتي
أكتب لك هذه الرسالة وأنا على شفير الأنهيار ، وقبل أن ألقى في غياهب السجن الكئيب ، وقبل أن يغلق علي باب من حديد ، أود أن أقدم عذري لك وأن أتأسف لك ، فلم أعد ذلك الرجل الذي تحبين ، ولم أعد ذلك الذي وعدك بيت جميل ، ولم أعد ذلك الرجل الذي بأطفالك تشاركين ، وبألعابهم تمازحين ، وبضحكاتهم تسرحين ، لم أعد ذلك الذي بنى أحلامك ، ولم أعد ذلك الذي رسم آمالك ، ولم أعد ذلك الذي بين ذراعيه حملك ، و بأغلى كنوز الدنيا دار بك ، ولثم جبينك بمفخر واعتزاز وعفاف ونقاء وطهارة ، لم أعد ذلك الرجل الذي يقول لك "أحبك" بل " أعشقك" ، سوف أجلس في ذلك السجن حتى يطويني الزمان وأرحل من حياتي في سكوت ، دون ضجيج دون نوح الحمام ، دون دمعة تسكب على خد من أحب ، فعندها سأكون وحدي ومعي الفراش يلفني ، ومعي الأرض توسدني , وأنظر نحو شعاع قد دخل زنزانتي مجبورا ، ونحو القضبان يمضي في انكسار ، ليرسم ظلالا على الأرض تحمل التوقيع البائس ، أنني لست أحلم ، وأنني لست أتخيل ، فأنا هنا خلف القضبان ، وأنني أنتظر الفرج من الرحمن .
عزيزتي
أكتب لك هذه الرسالة وأنا على شفير الإنهيار ، لم أعد ذلك الرجل الذي تحبين .
اخوكم خالد أحمد
همسة (قبل ان افقد حريتي)