المحجبة
:: اللؤلؤة المضيئة ::
- التسجيل
- 30 يونيو 2004
- رقم العضوية
- 1929
- المشاركات
- 5,735
- مستوى التفاعل
- 76
- الجنس
- الإقامة
- الإمارات
مطر الرحمة.. خير وفرحة
المطر في الإمارات ليس مجرد قطرات ماء تنهمر فتروي عطش الأرض أو طقس متغير يأتي ويذهب، لكنه رمز معنوي يشيع الفرحة في القلوب يستوجب في تقاليد المجتمع أن تتبادل التهاني عند حدوثه مع جيرانك ومعارفك وتبارك لهم الرحمة كما يطلقون عليه فهو الخير القادم من السماء الذي ينتظره الناس ويدعون أن يرزقهم الله به في كل صلاة ترتفع فيها أيديهم طلباً للغيث.
المطر أيضاً يتصدر اهتمامات أهل الإمارات منذ أن كانوا يسكنون بيوت الطين والسعف، فكان أول سؤال للضيف أو الغريب أو الزائر عن المطر وعلومه وأخباره وحالة الأودية والشعاب والأفلاج، ورغم ضيق ذات اليد وقتها وتأثير الأمطار التي كانت تهطل بغزارة وتخرب وتدمر، إلا أن صورتها ظلت إيجابية رغم كل شيء، وظلت نعمة تتلهف القلوب شوقاً لها والعيون لمشاهدتها.
حتى قصائد الشعراء كانت كثيراً ما تدور حول المطر والحياء والعشب والسيح المخضر في كثير من الأبيات التي تدعو من أجل أن تسقى الأرض بالمطر كما عبر صاحب السمو رئيس الدولة في إحدى قصائده بالقول:
يعل نور بانت مزونه
يسقي الظفرة ويرويها
لين يزخر عشب بينونه
والغدر تسقي سواقيها
والرمل يعشب ويرعونه
والبدو تزهو مبانيها
ويسقي ملغيث في السونه
شرق والوديان ييريها
والجبل تتدفق أركونه
ويملي القيعان ياريها
واليوم حافظ أهل الإمارات على الشعور نفسه رغم تطورات الحياة وتغيّر نمطها واضمحلال مشاهد بشائر الخير من المدن التي سرعان ما تبلع مجاريها قطرات المطر فتختفي مظاهره بسرعة بسبب عطش الأرض، إلا أن الخروج لمجاري الأودية والشعاب يستهوي معظمهم من الذين يتتبعون مساراتها ويجدون في مشاهدتها متعة حقيقية لا تعادلها متعة أخرى من مظاهر الحياة الحديثة.
في مجتمعات أخرى ينظر للمطر على أنه طقس مزعج يشيع عدم الارتياح، بل إن مجرد الخروج في ذلك الطقس يمثل ضرباً من المستحيل على خلاف ما يحدث عندنا عندما تهرع الأسر الى البر عند سقوط المطر الذي يمثل نعمة جماعية للكل يتشاركون في حبها والاحتفال والترحيب بها، خاصة إن هطلت في الصيف لتكون بشارة خير لموسم قادم.
وثمة أمور نفسية أخرى يجلبها المطر معه، حيث يبعث ارتياحاً لا يوصف وفرحة حقيقية عند الكبار قبل الصغار حتى بات اليوم مناسبة لتبادل التهاني عبر رسائل الهواتف الى كل حبيب وغال وصديق.
وأخيراً، فإن الاحتفال بالمطر.. الشغف به ومتابعة أخباره، يظل تقليداً راسخاً عند أبناء الإمارات، خاصة كبار السن ممن عاصروا حياة ما قبل النفط، وقدّروا أهمية السيل وجريان الوادي ومياه الفلج والطوي، فلم تغيرهم مظاهر الحياة الجديدة ولم تفقدهم الاختراعات والتكنولوجيا ذلك الحب أو تؤثر عليه.
منقول
أختكم المحجبه

المطر في الإمارات ليس مجرد قطرات ماء تنهمر فتروي عطش الأرض أو طقس متغير يأتي ويذهب، لكنه رمز معنوي يشيع الفرحة في القلوب يستوجب في تقاليد المجتمع أن تتبادل التهاني عند حدوثه مع جيرانك ومعارفك وتبارك لهم الرحمة كما يطلقون عليه فهو الخير القادم من السماء الذي ينتظره الناس ويدعون أن يرزقهم الله به في كل صلاة ترتفع فيها أيديهم طلباً للغيث.
المطر أيضاً يتصدر اهتمامات أهل الإمارات منذ أن كانوا يسكنون بيوت الطين والسعف، فكان أول سؤال للضيف أو الغريب أو الزائر عن المطر وعلومه وأخباره وحالة الأودية والشعاب والأفلاج، ورغم ضيق ذات اليد وقتها وتأثير الأمطار التي كانت تهطل بغزارة وتخرب وتدمر، إلا أن صورتها ظلت إيجابية رغم كل شيء، وظلت نعمة تتلهف القلوب شوقاً لها والعيون لمشاهدتها.
حتى قصائد الشعراء كانت كثيراً ما تدور حول المطر والحياء والعشب والسيح المخضر في كثير من الأبيات التي تدعو من أجل أن تسقى الأرض بالمطر كما عبر صاحب السمو رئيس الدولة في إحدى قصائده بالقول:
يعل نور بانت مزونه
يسقي الظفرة ويرويها
لين يزخر عشب بينونه
والغدر تسقي سواقيها
والرمل يعشب ويرعونه
والبدو تزهو مبانيها
ويسقي ملغيث في السونه
شرق والوديان ييريها
والجبل تتدفق أركونه
ويملي القيعان ياريها
واليوم حافظ أهل الإمارات على الشعور نفسه رغم تطورات الحياة وتغيّر نمطها واضمحلال مشاهد بشائر الخير من المدن التي سرعان ما تبلع مجاريها قطرات المطر فتختفي مظاهره بسرعة بسبب عطش الأرض، إلا أن الخروج لمجاري الأودية والشعاب يستهوي معظمهم من الذين يتتبعون مساراتها ويجدون في مشاهدتها متعة حقيقية لا تعادلها متعة أخرى من مظاهر الحياة الحديثة.
في مجتمعات أخرى ينظر للمطر على أنه طقس مزعج يشيع عدم الارتياح، بل إن مجرد الخروج في ذلك الطقس يمثل ضرباً من المستحيل على خلاف ما يحدث عندنا عندما تهرع الأسر الى البر عند سقوط المطر الذي يمثل نعمة جماعية للكل يتشاركون في حبها والاحتفال والترحيب بها، خاصة إن هطلت في الصيف لتكون بشارة خير لموسم قادم.
وثمة أمور نفسية أخرى يجلبها المطر معه، حيث يبعث ارتياحاً لا يوصف وفرحة حقيقية عند الكبار قبل الصغار حتى بات اليوم مناسبة لتبادل التهاني عبر رسائل الهواتف الى كل حبيب وغال وصديق.
وأخيراً، فإن الاحتفال بالمطر.. الشغف به ومتابعة أخباره، يظل تقليداً راسخاً عند أبناء الإمارات، خاصة كبار السن ممن عاصروا حياة ما قبل النفط، وقدّروا أهمية السيل وجريان الوادي ومياه الفلج والطوي، فلم تغيرهم مظاهر الحياة الجديدة ولم تفقدهم الاختراعات والتكنولوجيا ذلك الحب أو تؤثر عليه.
منقول
أختكم المحجبه