عزيزي، يا صاحب الإحساس المرهف الذي ترهقه النـّسمة، يا أيّها الشـّاعر و يا أيّها الشاعريّ.
يولد الإنسان شاعرا، ويمكن لك أن ترى ذلك في تصرّفات الأطفال وسلوكيّاتهم. فهم من محبّي القراءة والمطالعة، يتأثرون نفسيًا بنسبة أعلى مما يفعلون جسديًا. بمعنى الآخر، فإن الكلمة الواحدة قد تؤلمه أو تجرحـه أكثر مما تفعل اليد.
عندها (في لحظة المعاناة النفسية) يستيقظ "الشاعر" الذي وُلِد فيه، فتراه يبدأ بالكتابة. لتكون محاولات أشبه ما تكون بأولى خطوات طفل ٍ سأم الحبو !
الشـّعر عبارة عن نبض القلب ( شيفرة مـورس إذا صح التعبير ). وما نقوم به – معاشر الشعراء – هو، وببساطة، الترجمة !
لكن ما يميّز شاعر عن آخر، هو: الإبداع. في الأسلوب، في التصوير .. الخ. وهذا بدوره يعتمد على ثلاثة قواعد أساسيّة :
هنا، سأذكر لكم بعض النصائح بعدما تعلمت بنفسي الكثير ونصائح من شعراء آخرين.
1. القافية: كما نعلم، لا قصيدة من دون قافية، التزم بقافية واحدة لكل شطر (في الشعر النـّبطي التقليدي) واترك أحدهما ساكنا والآخر متحرّكا، حاول أن تبدأ بالقافية السهلة التي تنتهي بياء ونون، أو ألف وكاف، ومن ما يشابهها. ابتعد عن القافية الصعبة إلى أن يشتدّ عودك.
2. الوزن: وله طريقتان. الأولى: أن تزن الشطر باستخدام الـ 1 والـ 0. 1 يكون للحرف المتحرّك و0 يكون للساكن. سآخذ كلمة "شاعر" على سبيل المثال. (( شَـ ـا عِـ رْ )). ش = 1 .. ـا = 0 .. ع = 1 والراء = 0 وهكذا. ويوجد الوزن السماعي وهذا يكون عن طريق التمرّس بالقراءة وكثرة الإستماع. عموما، يسهل ملاحظة الوزن في الأغاني. تحس بأن كل شطر "يساوي" الآخر.
3. حاول أن تكتب ما يجول فيك من "صور جمالية" أو أبيات فور أن ترد إلى مخيّلتك. شطرا كان أو بيتا أو قصيدة. اكتبه فورا ولو كنت في امتحان أو تستحمّ.
4. عند كتابة بيت ٍ ما، يفضـّل أن تراجعه مرارًا لتعيد صياغته إذا توجّب الأمر. أحيانا، يستحسن أن يكون البيت سهل الفهم وواضحا وضوح الشمس للذين يَرَون. وأحيانا، يستحسن أن يكون بليغا وصعبا على الفهم إذا اقتضت الحاجة.
5. لا تكرّر غيرك. أو تكون صورة كربونيّة عنهم. كوّن لنفسك طعما فريدًا ونكهة ً خاصة. (ياخي وين شخصيّتك؟)
6. ابتعد ثم ابتعد ثم ابتعد عن تكرير نفسك لأنك وقتها، ستبدأ في الهبوط إلى القاع الذي بدأت منه. بعد أن تنتهي من قصيدة، ابدأ في أخرى بنيّة أن تفوق الأولى جمالا، مظهرا ومضمونا، وبقدر المستطاع.
7. لا تغترّ بنفسك ولو قبّل المتنبّي قدميك. لأن الغرور مقبرة الإبداع !
8. حاول أن تكتب أو "تسجّل" المواقف التي تصادفك يوميًا في أبيات قليلة، لأن هذا الشيء سيصقل موهبتك في الارتجال.
9. تطرَّق إلى مواضيع شتـّى في الشعر، وليس في الحب فقط. اكتب في نفسك، في قضايا اجتماعية، في صديقك، في سيارتك، في أي شيء كان.
10. اقرأ القصيدة بعد أن تفرغ من كتابتها وتنقيتها على الشعراء ومتذوّقي الشعر، لأنهم سيساعدونك على اختيار الأجمل والأنسب. (ليس دائما !)
يالله .. إلا عنده أي استفسار .. يتفضّل .. وأنا حاضر !!
ملاحظة جدًا مهمة / "التشكيل" يختلف كثيرا إذا ما قرنــّا الشعر النبطي بالفصيح .. ففي النبطي .. نختتم كل كلمة بالتسكين .. مثلا .. ضربتْ خالد .. بعكس الفصيح .. ضربتُ خالد .. أتمنى ما تقعون هذا الخطأ ..