• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

يـومـهـا كـانـت الــنـهـايــــة

زعيم القاعدة

๑ . . عضو نشيط . . ๑
التسجيل
24 أكتوبر 2004
رقم العضوية
2328
المشاركات
242
مستوى التفاعل
11
العمر
44
الجنس
الإقامة
الإمارات
[BIMG]http://almannsi888.jeeran.com/hala&marhaba.gif[/BIMG]



:: يـومـهـا كـانـت الــنـهـايــــة ::



الفصل الأول ... " دموعُ رحلةْ "

،

" ضجة .. فيما حولي ...

هنا وهناك ، ألمح ظلالاً ، تنتقل بسرعة ...

بتثاقل ، أقمت ظهري ، و حاولت فتح عيني الخامدتين ...

" مستشفى ؟ " ،،،

أغمضت عيني مرةً أُخرى ، واستغرقت في موجة ذكريات ...

" هل يعقل .. هل خرجت فعلاً ؟! "

" لماذا لا أحس بنصفي الأسفل ؟! "

... أبحرت في بحر ذكرياتي ... إلى ذلك اليوم الأسود ..."


----------------------------------------------------------------------------


" محمد ؟ أعددت ما نحتاج ؟ " قلتها على مضض .

" خالد ! ،،، بسرعة ! " رددتها مثنى .

محمد ، خالد ، ... وأنا ... من أُسمى بـ(أحمد) .. - أو هكذا يقولون ! -

مجموعة مليئة بالحيوية ، فائضة بالشباب .

اتفقنا هذا الأسبوع ، على قضاء يومي آخر الأسبوع ،،،

في البرية ،، بعيداً هنا ، فما عادت الحالة تطاق ! ...

.

جمعت ما اتفقنا أن يكون من واجباتي ،،،

انطلقت إلى السيارة ، وقد أيقظ خالد الجيران بصوت صراخه المزعج ! ..

فتحت الباب ، و هويت على مقعدي بسكون ،،،

انطلقنا ، معاً ،،،

نحو برية طلقة ، نحو نحيا الطبيعة كما يجب ،،

حيث نتذوق الطعم الحي ، لحرية الحياة .

انطلقت السيارة ، طاويةً مجاهل الأرض .

استمررنا بالانطلاق ، ثلاث ساعات كاملة ،،،

حتى بلغنا ما يُسمى بالربع " الخالي "

والحقيقة أنه مليء بأطنان من الذهب ( أو هكذا أظن )

فعندما تتذوق البرية ، تشعر بتقدير الرمال ،.

فكأنها ذرات من ذهب ، هوت من السماء ،،،

أخذنا بفرد ما لدينا ، كيف ما اتفق ..

تبادلنا الضحكات و النكات ..

وبدأنا بتحضير الحليب البري للفطور،،،


كان يوماً مليئاً بالفرح ، وتبادل الضحكات ،،،

ومرح بديع ، حتى أني خلت أني قد أنجزت ما علي بالحياة ! ...

هتفت ، ونحن نأكل ...

" خالد ! ، أحضرت بنادق الصيد ؟ و ما لزم من أدوات التحضير ؟!" ،،،

ابتسم بهدوء و هز رأسه ببطء،،،

خالد ... مصدر المرح ، في أي مكان يحله ، شاب لطيف ، إنسان ، ورحيم دائماً ،،،

ولعل هذا سبب كرهه للصيد ، ومحاولتنا فرضه عليه وعناده .

...

محمد ... شاب هادئ ، مبتسم ، قليل الكلام ، إلا أنه طيب ، بجميع المقاييس ،،،

...

أنا ... ربما أكون الـ (لا شيئية) بعينها ، حياتي ، بلا هدف معين ، سوى الملل ، وتذوق طعمه المُر ! ..

...

أخذت بالتأمل ، لما حولي ،،،

خيمة نصبها خالد هناك ،،،

بساط نشره محمد بإهمال ،،،

و بقايا تناثرت هنا ، وهناك ،،،

مضى الوقت سريعاً .

كونه أحد أسعد أيامي ( والتي لا تتكرر ) في هذه الحياة الهادئة ...

قرب الغروب ، أمسكت بقلمي ، ومجموعة أوراق .. وكتبت إلى ... الماضي ! ...

،،،

" بين رمال تذوقت عهود الحياة ،،،

تحت سماء ، بدأت بالاهتزاز ، معلنة حين الرحيل ،،،

هنا أو .. هناك ...

أقسم لك .. لازلت أحبك ! ..

فحتى سيفك البتار ، الذي غاص عميقاً في قلبي ،،،

يشهد على حُبِّي لكِ ولذاتك ...

أتذكرين ؟

يوم كُنا نقضي الليالي ، هامسين ، ... ضاحكين ،،،

أوا تذكرين كذلك .. يوم تجرأت أن انطقها !

" أحبك ! ، وأواه من حبك ! "

واليوم ..

قمتِ بتمزيقي لأجزاء ! ...

رحيلك .. جزأني ،،،

ورسم خطوطاً مستعرضة على وجهي ...

ولم أعد " أنا " أنا ...

أقسم مثنى ! ...

لأضلنَّ هنا ..

منتظراَ عودتك ! ..

إلى الأبد ، وإن تجمدت دمائي ... "

،،

هب نسيم لطيف ،،، رفعت يدي ممسكاً بتلك الورقة ...

ألقيتها بسكون ، فلعل النسيم أن يوصلها إلى حيث هي ! ...

،،،

غربت الشمس ، و أخذت النجوم ، بالاشتعال ، واحدةً تلو الأخرى ،،،

فكأنما أرعبها العقرب بـسمه ، و أيقظها الجدي بهتافه .

و القمر ، لوحة زينت السماء بظلال بيضاء ..

،،،

قمت بأداء فريضة المغرب ، بصحبة خالد ومحمد ،،،

و لجأنا إلى النار التي أشعلنا ، التماسا للدفء ،،،

ولبعض الأحاديث المؤنسة ! ..

فكما هي البرية دائماً ،،، مصدر إلهام ، لأعذب الأحاديث ...

،،،

سددت نظري نحو السماء ، و سرحت بعيداً ...

وسمعت محمد يناديني ! ..

بصوت خفيض ،، ويقول ،،

" خالد يقترح علينا رحلة بسيطة ليلية ! "

ابتسمت ، وأجبت " فكرة رائعة ! "

انطلقنا ، لالتقاط بعض " الجرابيع " كما تُسمى هنا ،،،

انطلقنا مسرعين ، وابتعدنا قليلاً عن مكان جلوسنا ،،،

بعد ثلاث ساعات من المرح ،،،

رنَّ جرسُ السيارة بهدوء ..

معلناً نفاذ الوقود ( تماماً(

ولعل سبب هذا هو إهمال خالد ! ..

فلقد أنزل حمولتنا من الوقود ، في المخيم ،،،

أخذت بتأمل الموقف ، و في البعيد ،،

لمحت إضاءة مقبلة ، كانت سيارةً .. على ما يبدو ! ..

استبشرنا ، بمقدمها ، وأخذنا بالتلويح، والإشارة بمصباح كان معنا - لحسن الحظ - ،،

و أقبل ذلك القادم ،، كانت السيارة مستفحلة بالقدم ، كما بدا لي ،،،

وترجل الرجل ، و اتجه إلينا ..

كان رجلاً بثوبٍ قديم ، وقد طبعت الصحراء طابعها على ما ظهر من وجهه ،،

فبقية وجهه اختفى خلف " غُترته " الرمادية ..

اقترب بصمت ...

" يا إخوة العرب ، إلي بالمعونة ! ،، "

أجبنا بحاجتنا لها أيضاً ! ...

كان يحتاج إلى مؤونة من الطعام ، فكما يقول ، نفذ طعامه ،،،

أشار إلينا ، أن نذهب بسيارته ، إلى مُخيمنا ، حيث نحصل على الوقود ونعود ، ونمنحه ما يرغب من طعام ،،

جاورته في المقعد ، وجلس البقية ،في المقعد الخلفي ،،،

انطلقنا معاً ، وخالد يشير إليه ، وهو يتجه تماماً حسب ما يوجهه خالد ( حسب جهازه الذي يحمله ! )

بعد فترة ، القى الرجل نظره علي .. وسأل ..

،

" من أين أنتم ؟ "

أجبت ،،، من " الرياض " ..

- " أهي تلك المدينة الضخمة ،،،، حيث لا وجود للرجال ؟"

،

اتضح لي ، أن الرجل على ما يبدو ، من الجنس البدوي البائد ، والذي لم يفارق هذه الصحراء لسنوات طوال ، ولا يعتقد بالمدنية ، ولا أيٍ من أشكالها ،،

،

بعد زمن بسيط ، لاحت ضوء بسيط ،،، إلا أنه مختلف عن ما اعتقدت ، توقف الرجل بعيداً عن الخيام ،،،

و ... أشار إلينا بالذهاب و إحضار ما يلزمنا .

اتجهت ومحمد ،،، وتبعنا خالد فوراً ! ..

وسمعت صوت سيارة تبتعد ! ..

صرخنا له ! ،، وحاولنا اللحاق به ..

ولكن .. لا فائدة ... على ما يبدو .. أننا لن نجد سيارة تنقلنا إلى حيث سيارتنا ! ..

أخذنا نسرع الخطى نحو خيمتنا ،،

وهناك ، وجدنا النار ، انطفأت فور وصولنا، واستحالت رماداً ...

تململ خالد ..

و هتف " يا لهذا الحظ !! "

و على مضض ، نطق بـ " تصبحون على خير "

وانطلق إلى الخيمة ..

هتفت " خالد ! " ..

انتظرني ، لحقت به ، ومعي مُحمد ...

وعند باب الخيمة ، لاح ضوء خافت ..

أحسست ، بنعاس رهيب ، و غلفني شعور عجيب ،،،

بدأت عيني بالتهالك ، .. وأحسست بأني انتقل ، نحو مكان عجيب ! ،،

أضاءت الدنيا فجأة ...

" ماهذا ؟! "

كنت في عالم غريب ، أوا يعقل ؟

يبدو .. أني أحلم ! ..

إلا أني .. لا زلت أُحس بألم السقوط .

نظرت إلى الوراء ..

وإذا باب الخيمة ، ومشهد محمد يصرخ من خارجه لنا ...

يختفي ببطء ...

أحسست بذلك الشعور الغريب ، يختفي ،،،

وبدأت استعيد وعيي ! ..

ساحة ضخمة ، كبيرة ،،،

اشتعلت أرضيتها بحمرة الدم ،

وفي الأعلى ، انبسطت السماء ،،، وقد اغبرت بالرماد ، فكأنها عاصفة ، يوم صحراء ! ..

، ولاح في أعلاها ، قمرين ،،،

أجل !! ، أحدهما كان يبكي .. قمرٌ يبكي ، و قمر آخر ، انتفخ في غرور ،،

وكأنهما حبيبين ، اختار احدهما إذاقة الآخر مُرَ العذاب ...

أخذت أمشي هائماً ،، بلا هدف ..

حتى بلغت موضعاً غريباً ...

كان هناك... سرب غربان ، بأشكال مختلفة ،،،

تلتف حول قلعة قديمة ،،

مرتفعة.. فكأنها صافحت السماء ،،

بل أنها اخترقت الغيوم السوداء ، في لج السماء ، مشتتة النجوم حولها ! .

،

بخطوات متثاقلة ،،

اتجهت إليها ، ولا زلت في حالة من الـ "لا" إدراك ..

لما يجري حولي ...

،

وعند اقترابي من القلعة ...

لمحت شيخاً كبيراً ،،

اهتز ظهره لما طبع عليه مرور السنوات و تقاطيع الزمان ..

ألقى علي نظرةً ملئا بالرحمة ،،،

،

همست .. " من أنت ؟ ، وأين أنا ؟ "

اكتفى بابتسامة أبوية ... أدار ظهره ..

واتجه إلى تلك القلعة ... وتبعته بسكون و استسلام ..

...

وأنا

.....

... مسلوبُ الإرادةْ ...
البقية في المشاركة القادمة


[BIMG]http://almannsi888.jeeran.com/3barat-52.gif[/BIMG] زعيم القاعدة
 
عودة
أعلى