راعي شما
๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
اللقيــــة
فن تراثي رفيع المستوى يصاحب استقبال المدعوين في حفلات الزواج والاعياد وهذا الفن نبع من العادات الكريمة لابن الامارات بشكل عام، وكان يأخذ طابعا مميزا على مستوى الفنون المنتشرة في ربوع الدولة والجزيرة العربية كلها، وتعود تسميته الى استقبال المدعوين الذين يأتون في مسيرات احتفالية يتخللها اطلاق الاعيرة النارية في الهواء الطلق، والمبارزة بالسيف، ويؤكد الدكتور فالح حنظل في معجم الألفاظ العامية في دولة الامارات العربية المتحدة على انها مسيرة يقوم بها الشحوح عندما يزور فخذ منهم فخذا آخر لعرس أو احتفال، وقبل القيام بفن اللقية فقد يكلف المعرس بفترة وجيزة لا تقل عن اسبوع رجلا من القوم يوجه شفويا دعوة المعرس الى القرى المجاورة، لضرورة حضورهم والمشاركة بالرقصات الشعبية، حيث يطوف عليهم بالزي الذي يتماشى مع العادات والتقاليد، وأهم ما يبرز في زيه نطاق من الجلد به صف من الذخيرة الحية يسمى محليا (المحزم) يصل عدد ما به من الذخيرة (50) طلقة، وسكين مزين بالفضة اسمها “بيشك” معلق في وسطه، أو يتوشح سيفا بديلا، وذلك كرمز لرسمية المهمة.
ويوم المناسبة يصر المدعون على الحضور قادمين من قراهم من اعالي الجبال وفي السهول والوديان، كل عشيرة على حدة شيبا وشبابا واطفالا تظهر في ملامحهم البهجة والسرور، وتفصح عنها اهازيجهم التي يتردد صداها في فسحات الجبال، وحال اقتراب المدعوين من مكان الحفل بمسافة كيلومتر يبادرون الى اطلاق عيار ناري في الفضاء يسمى (ندب)، هدفه عدم مباغتة اصحاب المناسبة خلال بروزهم من بين المسارات الجبلية.
وعلى اثره يبدأ أهل المناسبة بتشكيل صف مستقيم بمشاركة افراد الحي يقفون، حيث يتراصون جنبا الى جنب من مختلف الأعمار.. متمنطقين البنادق ويحملون السيوف والعصي ويهتفون الاهازيج الخالية من قرع الطبول وفي هذا المشهد تسخن قرقعة السلاح في الفضاء بين الجانبين والجويلة يجولون بالسيوف، يبرزون مهارتهم بسيوفهم التي يرمونها الى اعلا فتطير في الفضاء ويمسكون بها من دون ان تفلت من ايديهم، وتستمر الاهازيج بين الطرفين، فالقادمون ينشدون: جبناك يالمعرس مشينا.. نبغي الكرم والحشيمة.
ويرد عليهم المستقبلون: حي بربع لفونا.. بالكرم والحشيمة.
الى ان تضيق المسافة ويفصل بين الطرفين بضع خطوات، حينها يكف القادمون عن التقدم مكتفين بالاهازيج ومنتظرين استقبالهم ويتم عندما يبرز من جملة المستقبلين رجل ذو شأن مرحبا بهم ومصافحا، ومن بعده جموع المستقبلين، حتى يجلسوهم في اماكنهم المخصصة، وبعد ذلك يستمرون في مواصلة استقبال بقية العشائر القادمة.
منقول من جريدة الخليج ( منبــر القــراء )
كاتب الموضــوع عبدالله العـقـبــي الشحـــي
الأربعــاء 8 - 12 - 2004
فن تراثي رفيع المستوى يصاحب استقبال المدعوين في حفلات الزواج والاعياد وهذا الفن نبع من العادات الكريمة لابن الامارات بشكل عام، وكان يأخذ طابعا مميزا على مستوى الفنون المنتشرة في ربوع الدولة والجزيرة العربية كلها، وتعود تسميته الى استقبال المدعوين الذين يأتون في مسيرات احتفالية يتخللها اطلاق الاعيرة النارية في الهواء الطلق، والمبارزة بالسيف، ويؤكد الدكتور فالح حنظل في معجم الألفاظ العامية في دولة الامارات العربية المتحدة على انها مسيرة يقوم بها الشحوح عندما يزور فخذ منهم فخذا آخر لعرس أو احتفال، وقبل القيام بفن اللقية فقد يكلف المعرس بفترة وجيزة لا تقل عن اسبوع رجلا من القوم يوجه شفويا دعوة المعرس الى القرى المجاورة، لضرورة حضورهم والمشاركة بالرقصات الشعبية، حيث يطوف عليهم بالزي الذي يتماشى مع العادات والتقاليد، وأهم ما يبرز في زيه نطاق من الجلد به صف من الذخيرة الحية يسمى محليا (المحزم) يصل عدد ما به من الذخيرة (50) طلقة، وسكين مزين بالفضة اسمها “بيشك” معلق في وسطه، أو يتوشح سيفا بديلا، وذلك كرمز لرسمية المهمة.
ويوم المناسبة يصر المدعون على الحضور قادمين من قراهم من اعالي الجبال وفي السهول والوديان، كل عشيرة على حدة شيبا وشبابا واطفالا تظهر في ملامحهم البهجة والسرور، وتفصح عنها اهازيجهم التي يتردد صداها في فسحات الجبال، وحال اقتراب المدعوين من مكان الحفل بمسافة كيلومتر يبادرون الى اطلاق عيار ناري في الفضاء يسمى (ندب)، هدفه عدم مباغتة اصحاب المناسبة خلال بروزهم من بين المسارات الجبلية.
وعلى اثره يبدأ أهل المناسبة بتشكيل صف مستقيم بمشاركة افراد الحي يقفون، حيث يتراصون جنبا الى جنب من مختلف الأعمار.. متمنطقين البنادق ويحملون السيوف والعصي ويهتفون الاهازيج الخالية من قرع الطبول وفي هذا المشهد تسخن قرقعة السلاح في الفضاء بين الجانبين والجويلة يجولون بالسيوف، يبرزون مهارتهم بسيوفهم التي يرمونها الى اعلا فتطير في الفضاء ويمسكون بها من دون ان تفلت من ايديهم، وتستمر الاهازيج بين الطرفين، فالقادمون ينشدون: جبناك يالمعرس مشينا.. نبغي الكرم والحشيمة.
ويرد عليهم المستقبلون: حي بربع لفونا.. بالكرم والحشيمة.
الى ان تضيق المسافة ويفصل بين الطرفين بضع خطوات، حينها يكف القادمون عن التقدم مكتفين بالاهازيج ومنتظرين استقبالهم ويتم عندما يبرز من جملة المستقبلين رجل ذو شأن مرحبا بهم ومصافحا، ومن بعده جموع المستقبلين، حتى يجلسوهم في اماكنهم المخصصة، وبعد ذلك يستمرون في مواصلة استقبال بقية العشائر القادمة.
منقول من جريدة الخليج ( منبــر القــراء )
كاتب الموضــوع عبدالله العـقـبــي الشحـــي
الأربعــاء 8 - 12 - 2004
التعديل الأخير: