مخاوي الطيبيين
๑ . . عضو نشيط . . ๑
لا يشعر الإنسان بالطمأنينة والأمان إلاّ ضمن جماعة من الجماعات، له حقوق فيها، وعليه واجبات نحوها، ودون أن يعيش الإنسان في جماعة لن يكون إلاّ كشاة ضائعة تهيم على وجهها بائسة شقية .
والجماعة التي ينطبق عليها هذا الوصف في أشمل معانيه هي ( العائلة )
التي هي نواة التجمع ، ومصدر الخير في أي مجتمع، فعن طريق العائلة يستطيع الإنسان أن يطالب بحقوقه ، وأن تُقضى حاجاته ، وأن يشعر بالدفء والاستقرار .
من هنا شدّد الإسلام على متبعيه بإعطاء العائلة حظها من العناية، وتقديم الإحسان والخدمات لها قبل أي مواطن آخر ، كما جعل قطيعتها من كبائر الإثم .
ولقد أسبغ الإسلام على العائلة تسميتين : فتارة يدعوهـا بالأرحام ، وتارة بذوي القربى . فمما جاء في القرآن في نعت العائلة بذوي القربى قوله تعـالى: ( وآتِ ذا القُربى حقّهُ والمسكين وابن السبيل ) ا لإسراء: 26. ، وقوله سبحانه : ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خيرٍ فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين ) البقرة:215
فالقرآن خصَّ الأقارب بأولوية الإحسان، وتقديمهم على غيرهم ممن يستحق المعونة.
وجاء في القرآن في نعت العائلة بالأرحام قوله تعالى : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) النساء:1
والمعنى : اتقوا الله في أمره ونهيه ، واحفظوا الأرحام وأدوا حقهـا ، ويحذّر القرآن أشد التحذير من قطع الرحم فيقول: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم ) محمد:22،23
والمعنى: فهل يتوقع منكم أنكم إن توليتم أمور الناس وتأمرتم عليهم أفسدتم وقطعتم الأرحام ، أولئك الذين أبعدهم الله عن رحمته فأصمهم عن استمـاع الحق، وأعمى أبصارهم عن طريق الهدى لأنهم اختاروا ذلك .
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أشد التحذير من قطـع الرحم لمـا فيه من الإثم الكبير فيقول :[ الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله ] . رواه البخاري ومسلم.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً : [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من : البغي وقطيعة الرحم ] . رواه البخاري
ومن أقواله أيضاً صلى الله عليه وسلم : [ لا يدخل الجنة قاطع الرحم ] .
ويحث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم مرغباً في ذلك فيقول: [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ] . رواه البخاري ومسلم .
كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما لصلة الرحم من آثار حسنة على صاحبـها حين قال :[ من أحبّ أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه ] .
والحكمة في اهتمام الإسـلام بصلة الرحم تقوم على داعٍ نفساني ، وهو أن رحم الإنسان دائم التطلع إلى خير قريبه فإن حُرِمَ منه عُدّ عمله جرماً . فالغني إن حـَرَمَ الفقير الأجنبي من إحسانه فإن غضبه لن يبلغ معشـار ما يثور في صدر قريبه من غضب ولوم إذا حرمه من إحسانه ، وقديماً قال الشاعر :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّد
فظلم القريب يؤدي إلى التحاسد والتباغض، لأن القريب عادة أكثر من غيره تقصياً لدخائل قريبه ، فإذا أراد أن ينتقم مثلاً كان أعرف الناس بما يؤذي قريبه وينغِّـص عليه حياته لما تتيحه تلك الصلة من الفرص في معرفة أمور لا يعرفها إلاّ ذوو القرابة
ولما كان الإسـلام يرمي إلى قيام مجتمعات سليمة تسودهـا الألفة فقد جعل أحق الناس بمال الإنسان ذوي قرباه ، ومن ثم جعل الله تركة المتوفى شركة بين أقربائه ، يأخذ كل واحد منها مقدار ما فرضه الله حسب درجـة القرابة ووفق ما يقضي به العدل كما قال تعالى : (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قلّ منه أو كثر نصيباً مفروضاً ) النساء:7 .
وتأكيداً لحرص الإسلام على الاهتمام بالعائلة فقد أوجب على القادرين والموسرين نفقة المحتاجين من أصولهم وفروعهم كالأب والجد والابن وابن الابن ، وجعل نفقة الزوجة والأولاد حقاً على الزوج والأب .
ويرى الإمام أحمد: أن النفقة على كل وارث، فمن يرث الفقير العاجز إذا مات عن مال تجب عليه نفقته إذا عجز، وقد ثبت ذلك عنده بالآية الكريمة التي تشتمل على نفقة الولد على أبيه وأجرة الرضاعة والحضانة ، وفي آخـر هذه الآية إشارة إلى أن النفقة على الوارث قال تعالى : ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، لا تُكلَّف نفس إلاّ وسعها ، لا تُضارّ والدة بولدها ولا مولود له بولده، وعلى الوارث مثل ذلك) البقرة:233
والجماعة التي ينطبق عليها هذا الوصف في أشمل معانيه هي ( العائلة )
التي هي نواة التجمع ، ومصدر الخير في أي مجتمع، فعن طريق العائلة يستطيع الإنسان أن يطالب بحقوقه ، وأن تُقضى حاجاته ، وأن يشعر بالدفء والاستقرار .
من هنا شدّد الإسلام على متبعيه بإعطاء العائلة حظها من العناية، وتقديم الإحسان والخدمات لها قبل أي مواطن آخر ، كما جعل قطيعتها من كبائر الإثم .
ولقد أسبغ الإسلام على العائلة تسميتين : فتارة يدعوهـا بالأرحام ، وتارة بذوي القربى . فمما جاء في القرآن في نعت العائلة بذوي القربى قوله تعـالى: ( وآتِ ذا القُربى حقّهُ والمسكين وابن السبيل ) ا لإسراء: 26. ، وقوله سبحانه : ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خيرٍ فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين ) البقرة:215
فالقرآن خصَّ الأقارب بأولوية الإحسان، وتقديمهم على غيرهم ممن يستحق المعونة.
وجاء في القرآن في نعت العائلة بالأرحام قوله تعالى : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) النساء:1
والمعنى : اتقوا الله في أمره ونهيه ، واحفظوا الأرحام وأدوا حقهـا ، ويحذّر القرآن أشد التحذير من قطع الرحم فيقول: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم ) محمد:22،23
والمعنى: فهل يتوقع منكم أنكم إن توليتم أمور الناس وتأمرتم عليهم أفسدتم وقطعتم الأرحام ، أولئك الذين أبعدهم الله عن رحمته فأصمهم عن استمـاع الحق، وأعمى أبصارهم عن طريق الهدى لأنهم اختاروا ذلك .
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أشد التحذير من قطـع الرحم لمـا فيه من الإثم الكبير فيقول :[ الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله ] . رواه البخاري ومسلم.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً : [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من : البغي وقطيعة الرحم ] . رواه البخاري
ومن أقواله أيضاً صلى الله عليه وسلم : [ لا يدخل الجنة قاطع الرحم ] .
ويحث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم مرغباً في ذلك فيقول: [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ] . رواه البخاري ومسلم .
كما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما لصلة الرحم من آثار حسنة على صاحبـها حين قال :[ من أحبّ أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه ] .
والحكمة في اهتمام الإسـلام بصلة الرحم تقوم على داعٍ نفساني ، وهو أن رحم الإنسان دائم التطلع إلى خير قريبه فإن حُرِمَ منه عُدّ عمله جرماً . فالغني إن حـَرَمَ الفقير الأجنبي من إحسانه فإن غضبه لن يبلغ معشـار ما يثور في صدر قريبه من غضب ولوم إذا حرمه من إحسانه ، وقديماً قال الشاعر :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّد
فظلم القريب يؤدي إلى التحاسد والتباغض، لأن القريب عادة أكثر من غيره تقصياً لدخائل قريبه ، فإذا أراد أن ينتقم مثلاً كان أعرف الناس بما يؤذي قريبه وينغِّـص عليه حياته لما تتيحه تلك الصلة من الفرص في معرفة أمور لا يعرفها إلاّ ذوو القرابة
ولما كان الإسـلام يرمي إلى قيام مجتمعات سليمة تسودهـا الألفة فقد جعل أحق الناس بمال الإنسان ذوي قرباه ، ومن ثم جعل الله تركة المتوفى شركة بين أقربائه ، يأخذ كل واحد منها مقدار ما فرضه الله حسب درجـة القرابة ووفق ما يقضي به العدل كما قال تعالى : (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قلّ منه أو كثر نصيباً مفروضاً ) النساء:7 .
وتأكيداً لحرص الإسلام على الاهتمام بالعائلة فقد أوجب على القادرين والموسرين نفقة المحتاجين من أصولهم وفروعهم كالأب والجد والابن وابن الابن ، وجعل نفقة الزوجة والأولاد حقاً على الزوج والأب .
ويرى الإمام أحمد: أن النفقة على كل وارث، فمن يرث الفقير العاجز إذا مات عن مال تجب عليه نفقته إذا عجز، وقد ثبت ذلك عنده بالآية الكريمة التي تشتمل على نفقة الولد على أبيه وأجرة الرضاعة والحضانة ، وفي آخـر هذه الآية إشارة إلى أن النفقة على الوارث قال تعالى : ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، لا تُكلَّف نفس إلاّ وسعها ، لا تُضارّ والدة بولدها ولا مولود له بولده، وعلى الوارث مثل ذلك) البقرة:233