• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

خطة الهجوم على العراق تكملة 14

تميمة الشحوح

๑ . . حبوب البرزة . . ๑
التسجيل
27 نوفمبر 2004
رقم العضوية
2510
المشاركات
103
مستوى التفاعل
0
الجنس
منقول
:mf_swordf ونظر بوش في عيني بلير وقال له «صدام حسين يشكل خطرا، وعلينا العمل معا للتعامل مع هذا التهديد، فالعالم سيكون افضل من دونه»، وقال انه يتذكر كيف كان «يدرس» بلير ويتفحصه و«يدفعه». وقال قد يتطلب، بل قد يستلزم، خوض حرب. وان على بلير ارسال جنود بريطانيين، وابلغ رئيس الوزراء البريطاني قوله «نرغب في ان تكونوا جزءا من هذا العمل»، وقد خلق تصميم بلير انطباعا قويا لدى الرئيس.

وبعد الاجتماع، دخل بوش الى قاعة المؤتمرات، حيث كان ينتظر نهاية الاجتماع الستر كامبل مدير الاتصالات في مكتب بلير وعدد من مساعدي رئيس الوزراء، وقال «ان رجلكم شخص يتمتع بالشجاعة»، مستخدما تعبيرا اسبانيا دارجا، وقال الرئيس متذكرا تلك اللحظة «وبالطبع، فان اولئك البريطانيين لم يفهموا معنى التعبير الذي يدل على الشجاعة»، واضاف انه دعا الى عقد اجتماع في كامب ديفيد مع بلير، الذي وصفه بـ«اجتماع الشجعان» بالتعبير الاسباني.

ومن الناحية العملية، فان حثّ بلير وباول للذهاب الى الامم المتحدة للحصول على قرار جديد، يكون بوش قد حسن موقفه بصورة كبيرة، فان ذلك سيعني انه مهما حدث، وطالما التزم بلير بكلمته، فانه لن يضطر للتحرك لوحده.

وبعد شهرين من ذلك، اصدر مجلس الأمن القرار رقم 441 بالاجماع وقد طالب ذلك القرار بإجراء عمليات تفتيش جديدة، كما نصّ على انه اذا ما استمر صدام في انتهاك التزاماته بموجب قرار نزع الاسلحة، فانه سيواجه «عواقب وخيمة».

ودخل مفتشو الأمم المتحدة الى العراق، غير ان بوش اصيب بالاحباط والغضب بسبب عدم تحقيق تقدم. وفي اوائل يناير عام 2003، قرر الرئيس سرا خوض الحرب، الا انه استمر في السير في طريق الحل الدبلوماسي في العلن.

وفي 31 يناير عام 2003 كان من المقرر ان يلتقي بوش مرة أخرى بلير في كامب ديفيد، غير ان سقوط الأمطار مع الثلوج ابقاهما في البيت الأبيض. وقال بلير للرئيس بوش انه بحاجة للحصول على قرار ثان من الأمم المتحدة، فقد وعد حزبه بذلك، وانه واثق بانهما معا، اي هو وبوش، سيتمكنا من حشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خلفهما.

وكان بوش يعارض عملية استصدار قرار ثان، وكذلك الأمر بالنسبة لتشيني وباول، وكانت تلك حالة نادرة اتفق عليها الاثنان، فقد اخذ القرار الأول سبعة اسابيع، وان الثاني قد يكون الحصول عليه اصعب، ولكن بلير قدم حجة قوية، فقد كان ذلك من الضروري بالنسبة له سياسيا، وقال انه بحاجة الى خدمة تقدم اليه في هذا الصدد.

وكانت تلك هي اللغة التي يفهمها بوش، وقال لبلير «اذا كان هذا ما تحتاجه، فاننا سنبذل كل ما في وسعنا لمحاولة مساعدتك في الحصول عليه»، وكان ايضا يرغب في عدم التحرك لوحده، ومن دون بريطانيا فانه سيكون أقرب الى التحرك منفردا.

وقال بوش في وقت لاحق «لقد كان على بلير التعامل مع برلمان بلاده ومواطنيه، والتعامل مع العلاقة الفرنسية ـ البريطانية ايضا، ومع تلك العلاقة ضمن نطاق أوروبا»، وبالتالي فقد كانت لديه مهمة صعبة للغاية، اصعب بكثير، بالمناسبة، من تلك التي لدى الرئيس الأميركي في بعض الجوانب، فقد كانت تلك الفترة التي اصبحت فيها فرنسا قضية في بريطانيا.

وقد وصف بوش الاجتماع بانه «اجتماع القرار الثاني الشهير»، وقال ان بلير طلب بشدة تقديم يد المساعدة له، والقرار الجديد، الذي اعلن ان صدام «فشل» في الالتزام، قدم في أواخر فبراير، ولكن الجهود التي بذلت لجعل اعضاء مجلس الأمن الآخرين يصادقون عليه تعثرت.

في الثاني عشر من مارس، وبعد ثلاثة ايام من رفض بلير عرض بوش بألا تشارك بريطانيا في العمليات القتالية، اتصل رئيس الوزراء البريطاني بالرئيس بوش ليطلع منه على آخر تطورات القضية في مجلس الامن.

قال له بوش: «اذا لم نحصل على تأييد مجلس الامن، فسنتجاهله ونمضي وحدنا». لقد نفد صبر بوش من المجلس. فسأله بلير «هل ستحاول مرة اخرى؟»، في اشارة الى محاولة اقناع الرئيس المكسيكي فينسنت فوكس والرئيس التشيلي ريكاردو لاغوس. فرد عليه بوش «بالطبع، يسعدني ان افعل ذلك».

واتصل الرئيس بوش بالرئيس المكسيكي فوكس وقال له: «انني اصر على التصويت في مجلس الامن، فهل يمكننا الاعتماد على صوتك؟». فسأله فوكس: «كيف ستكون صيغة القرار بالضبط؟». رد بوش: «لقد ناقشنا هذه القضية طويلا، ومجلس الامن القومي الاميركي معي على الخط واريد صوتك».

فرد فوكس بأنه سيعاود الاتصال به. في وقت لاحق في المساء، اتصلت كونداليسا رايس بالرئيس لتبلغه انها تلقت مكالمة هاتفية تقول بأن وزير خارجية المكسيك لويس ديربيز هو المسؤول عن السياسة الخارجية الآن لأن فوكس سيدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية في الظهر.

رد عليها الرئيس: «هذا أمر طيب»، واتصل برئيس تشيلي لاغوس الذي وصفه بأنه رئيس مميز، ولذلك تحدث معه بأسلوب مؤدب ولم يوجه له اي تهديدات. لكن سأله «هل يمكنني التعويل على صوتك؟»، فرد عليه: «هل انت واثق ان الوقت مناسب لطرح الموضوع على التصويت؟».

رد عليه بوش «نعم انه الوقت المناسب، فقد ناقشنا هذا الموضوع لزمن طويل». رد عليه رئيس تشيلي «ولكننا نحرز تقدما جيدا». فقال بوش «لم يكن ذلك ممكنا دون حشد مائة الف جندي، ولو لم تكن هذه القوات هناك، لما احرزنا هذا التقدم الدبلوماسي، ولما اكترث صدام لمطالبنا، فضلا عن ان هذا التقدم الذي تعتقد اننا احرزناه وهمي. وانا لن اترك قواتنا هناك لفترة طويلة، وهم اما ان يقوموا بعملية لإطاحة صدام او يعودوا الى ديارهم».

لقد كانت تلك فكرة رصينة، ولكن لم يكن واردا، لأسباب عملية وسياسية، عودة القوات دون حل المشكلة. فهو في وضع شبيه بما واجهه والده في يناير 1991، حين نشر اكثر من نصف مليون جندي في منطقة الشرق الاوسط، وقال لمساعديه قبل اسابيع من شن حرب الخليج عام 1991 «لا بد من شن الحرب»، فها هو جورج بوش (الابن) يضع نفسه في موقف مماثل مع نشر اكثر من 200 الف جندي في منطقة الخليج، ويجد نفسه مضطرا لخوض الحرب.

وسأل الرئيس بوش رئيس تشيلي لاغوس «كيف ستصوتون؟»، فرد لاغوس عليه: سنصوت بـ «لا»، فقال بوش: شكراً جزيلاً.

واتصل بوش برئيس وزراء بريطانيا واطلعه على اتصالاته مع فوكس ولاغوس، وقال له «لدي انباء غير ايجابية.. لقد انتهى الامر».

وفي اليوم التالي، ابلغ بوش مستشاريه انه يريد عقد مؤتمر قمة مع بلير لإظهار تضامنه معه. وكان التخطيط لعقد هذا اللقاء - في جانب منه - من اجل ملء الفراغ. لقد اصبحت الحرب حتمية، ولكن السيرك الدبلوماسي لم ينفض بعد. ولكن مساعدي بلير كانوا يشعرون بالقلق من مغادرة بلير، ولو لثماني ساعات بسبب سابقة مارغريت تاتشر عام 1990، حين غادرت الى الخارج فأقصاها الحزب عن زعامته لدى عودتها. فلم يكن بلير يرغب في ان يلقي بوش خطابا او يصدر انذارا نهائيا. وكان على بلير ان يلتقط اللحظة المناسبة للدعوة الى تصويت في مجلس العموم، واي خطاب من بوش يجب ان يأتي بعد ذلك.

فقرر بوش الاستجابة لكل ما فيه مصلحة البريطانيين. وقدم بوش تنازلا آخر لبلير هو اعلان خطة «خارطة الطريق» للسلام في الشرق الاوسط التي كان بلير يعتقد ضرورة عدم ارجائها الى ما بعد حل المسألة العراقية.

اقترح البيت الابيض عقد اللقاء في بيرمودا، ولكن المكان سيكون بعيدا جدا على بلير وقريب جدا على بوش.

اما الاقتراح الثاني للبيت الابيض، فهو ان يذهب بوش الى لندن. فلم يشجع مساعدو بلير هذا الاقتراح، لأن وجود بوش في لندن في ذلك الوقت سيشكل استفزازا سيؤدي الى احتجاجات واسعة. واستقر الامر على عقد اللقاء في جزر الازور AZORES البرتغالية.

ولخص السكرتير الصحفي للبيت الابيض آري فليشر اهداف المؤتمر بـ «مراجعة الجهود الدبلوماسية». وعقد الاجتماع في السادس عشر من مارس بمشاركة بوش وبلير، ورئيس وزراء اسبانيا خوزيه ماريا ازنار ورئيس وزراء البرتغال مانويل باراسو، الذين كانوا كلهم من مؤيدي الحرب.

وقد ابلغ بوش الزعماء الثلاثة في اجتماع مغلق، انه سيلقي خطابا يتضمن اعطاء صدام مهلة نهائية لمغادرة العراق مع ابنائه خلال 48 ساعة «هذا ما سأفعله.. اوكي؟»، ولم يكن يتشاور معهم بل يبلغهم بموقفه.

وقد رجح الزعماء الاربعة احتمال، ان تقدم فرنسا او روسيا او اي دولة اخرى من اعضاء مجلس الامن مشروع قرار مضاد لتأخير «العواقب الوخيمة»، وفرض التصويت عليه. فمن شأن ذلك ان يمثل مشكلة حقيقية لهم. واتفقوا ان كل ما بوسعهم ان يفعلوا في هذه الحالة، هو اللجوء الى الاتصالات لإقناع الدول التي لم تحزم امرها بالوقوف الى جانبهم ومعارضة اي قرار مضاد والتصويت بـ «لا» اذا لزم الامر.

وقال بلير «اذا حاولت اي دولة طرح مشروع قرار جديد من اجل اعاقتنا، فعلينا اعتبار ذلك عملا دبلوماسيا معاديا».

وعادوا للحديث عن فرنسا التي تقود المعارضة لمشروع القرار الاميركي، فقال بوش «سأكون سعيدا لو استخدمت حق النقض (الفيتو) على اي مشروع فرنسي، سأكون سعيدا بالفعل».

لقد انتهت الجهود الدبلوماسية لتفادي الحرب، وقال بوش «كما تعلمون، علينا مواصلة التخطيط لعراق ما بعد الحرب، ونحن نتفق جميعا على خمسة مبادئ اساسية، هي الحاجة للاستعداد للعمل مع منظمات الاغاثة الانسانية للدخول مباشرة الى العراق للتعامل مع مشكلات نقص المواد الغذائية والمشردين».

واضاف بوش ان الولايات المتحدة ستستمر في برنامج النفط مقابل الغذاء «وعلينا بناء اجماع دولي من اجل العراق، العراق الجديد الذي سيقيم علاقات سلمية مع جيرانه، وسوف نعود الى الامم المتحدة من اجل استصدار قرار جديد بعد الحرب. اذ يمكن للام المتحدة المساعدة في الكثير من القضايا، ولكن لن يسمح لها بإدارة العراق».

واكد ان التحالف الدولي هو الذي سيكون مسؤولا عن العراق.

وحين انفض الاجتماع، سألت رايس كاتب خطابات الرئيس بوش، مايكل غيرسون: «هل لديك نسخةعن الخطاب؟»، وسلمت النسخة الى طوني بلير.

للموضوع تكملة..............
 
عودة
أعلى