راعي شما
๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
من الفنون الأكثر شعبية في المناطق الجبلية من دولة الإمارات، ومن العلامات البارزة في الوجدان، حيث تتواصل شعبيته عبر الأجيال، هو فن الطبل، لدرجة أن الكثيرين ممن تغريهم إيقاعات الطبول بين فسحات الجبال فيأتون مشياً على أقدامهم غير آبهين بمغبة الطريق، حيث يقطعون المسافات من كل مكان، ويعبرون المسالك والطرق الوعرة بين السلاسل الجبلية والوديان بلا مبالاة، ويسمى هذا الفن (لعبة الطبل) .
ورقصة الطبل ربما كانت الأصح في التسمية ويتكون هذا الفن من أربعة أنماط أخذت من أوقات اليوم، كالشروق والظهيرة والعصر والليل، وهذه الأوقات أكثر أهمية في تصريف الأعمال لدى الشحوح، ولهذا الوفاء كانوا يرقصون ويغنون بها حسب تسلسلها. وقديماً كان يؤدى فن الطبل من الجنسين، وللجنس النسائي حضور مؤثر، حيث يقمن بدور يسمى “الفر” فيقفن صفاً في مواجهة قارعي الطبول بصمت ونظراتهن مرخية أمام أقدامهن يبرزن حركة كفوفهن أمام وجوههن ويتمايلن يمنة ويسرة باستخدام الرقبة والرأس من الجسم، وثني الجزء العلوي من ارجلهن على قرع الطبول والألحان، ومن ملامح فن الطبل كثرة عدد الطبول المشاركة التي تصنع محلياً على أيدي حرفيين مهرة من أفراد القبيلة، يصل عددها في بعض المناسبات الى 40 طبلاً، والعنصر الأهم في هذه الرقصة هو الحركة السريعة للذين يقومون بالدور، ويرقصون بحركات دوراناً سريعاً ويعودون وثباً في خط مستقيم وقرع الطبول تدخل فيه نغمتان يطلق عليهما، الأولى نقشة والأخرى خلفة، يظهر قرع الطبول سريعاً ومتقلباً يجذب الناس من بعيد، حتى هؤلاء الذين لا تشتهر في مناطقهم يتركون كل ما حولهم ويتجهون نحوها إما للمشاهدة أو للمشاركة.
وفي مستهل قيام فن الطبل يأخذ الطبالون خطاً مستقيماً وعددهم بعدد الطبول يؤدون الفن ثابتين، وسرعان ما يتفاعلون مع قرع الطبول بحركة وعنفوان وصراخ، وما يلبث أن ينسلخ عنهم صف آخر مقدار 6 خطوات الى الأمام أو الى الخلف، يستمر لعدة دقائق، ثم يعود الى ما كان عليه، وهو من الفنون اللطيفة، ويحوز إعجاب الجماهير نتيجة لتنوع فقراته خلال الجولة، ولعراقته يمارسه الشحوح، كطقس شهير للفرح، وأيضاً فيه شيء من التعبيرية، التي تخضع لأعراف وتقاليد متوارثة، ويؤدى في جميع المناسبات، ولذا فهو الفن الوحيد الذي لا يعرف التوقف طوال النهار ويستمر الى الجزء الأول من الليل في رقصة جماعية تتألف من مشاركات الراقصين على مجموعات، تؤدي كل واحدة منها مرحلة، وتتنحى لتحل أخرى محلها حتى النهاية.
ويتميز هذا الفن بوجود شريحة كبيرة من محبيه متحفزة بالقرب من الحلقة ينتظرون أدوارهم وخلال تبديل الأدوار يتسابقون على الطبول بغية المشاركة، وذلك من قواعده الأساسية، ومن ثم كان يخضع لحكام من كبار السن، وحسب العرف يجلس حكامه خارج الدائرة يراقبون الحركات الفنية المؤداة وكانت من الظواهر المتميزة في فنون الوطن العربي الكبير، ويكافأ الذين يجيدون أداءه بالإشادة التي يتناقلونها بين بعضهم في قراهم ومعاقلهم الجبلية، وينعكس على الشخص منهم معنوياً ويلقب ب “حاز الوصف”.
منقول من جريدة الخليج (( منبر القراء ))
كاتب الموضوع عبدالله العقبي الشحي
تاريخ النشر 15-12-2004
راعي
ورقصة الطبل ربما كانت الأصح في التسمية ويتكون هذا الفن من أربعة أنماط أخذت من أوقات اليوم، كالشروق والظهيرة والعصر والليل، وهذه الأوقات أكثر أهمية في تصريف الأعمال لدى الشحوح، ولهذا الوفاء كانوا يرقصون ويغنون بها حسب تسلسلها. وقديماً كان يؤدى فن الطبل من الجنسين، وللجنس النسائي حضور مؤثر، حيث يقمن بدور يسمى “الفر” فيقفن صفاً في مواجهة قارعي الطبول بصمت ونظراتهن مرخية أمام أقدامهن يبرزن حركة كفوفهن أمام وجوههن ويتمايلن يمنة ويسرة باستخدام الرقبة والرأس من الجسم، وثني الجزء العلوي من ارجلهن على قرع الطبول والألحان، ومن ملامح فن الطبل كثرة عدد الطبول المشاركة التي تصنع محلياً على أيدي حرفيين مهرة من أفراد القبيلة، يصل عددها في بعض المناسبات الى 40 طبلاً، والعنصر الأهم في هذه الرقصة هو الحركة السريعة للذين يقومون بالدور، ويرقصون بحركات دوراناً سريعاً ويعودون وثباً في خط مستقيم وقرع الطبول تدخل فيه نغمتان يطلق عليهما، الأولى نقشة والأخرى خلفة، يظهر قرع الطبول سريعاً ومتقلباً يجذب الناس من بعيد، حتى هؤلاء الذين لا تشتهر في مناطقهم يتركون كل ما حولهم ويتجهون نحوها إما للمشاهدة أو للمشاركة.
وفي مستهل قيام فن الطبل يأخذ الطبالون خطاً مستقيماً وعددهم بعدد الطبول يؤدون الفن ثابتين، وسرعان ما يتفاعلون مع قرع الطبول بحركة وعنفوان وصراخ، وما يلبث أن ينسلخ عنهم صف آخر مقدار 6 خطوات الى الأمام أو الى الخلف، يستمر لعدة دقائق، ثم يعود الى ما كان عليه، وهو من الفنون اللطيفة، ويحوز إعجاب الجماهير نتيجة لتنوع فقراته خلال الجولة، ولعراقته يمارسه الشحوح، كطقس شهير للفرح، وأيضاً فيه شيء من التعبيرية، التي تخضع لأعراف وتقاليد متوارثة، ويؤدى في جميع المناسبات، ولذا فهو الفن الوحيد الذي لا يعرف التوقف طوال النهار ويستمر الى الجزء الأول من الليل في رقصة جماعية تتألف من مشاركات الراقصين على مجموعات، تؤدي كل واحدة منها مرحلة، وتتنحى لتحل أخرى محلها حتى النهاية.
ويتميز هذا الفن بوجود شريحة كبيرة من محبيه متحفزة بالقرب من الحلقة ينتظرون أدوارهم وخلال تبديل الأدوار يتسابقون على الطبول بغية المشاركة، وذلك من قواعده الأساسية، ومن ثم كان يخضع لحكام من كبار السن، وحسب العرف يجلس حكامه خارج الدائرة يراقبون الحركات الفنية المؤداة وكانت من الظواهر المتميزة في فنون الوطن العربي الكبير، ويكافأ الذين يجيدون أداءه بالإشادة التي يتناقلونها بين بعضهم في قراهم ومعاقلهم الجبلية، وينعكس على الشخص منهم معنوياً ويلقب ب “حاز الوصف”.
منقول من جريدة الخليج (( منبر القراء ))
كاتب الموضوع عبدالله العقبي الشحي
تاريخ النشر 15-12-2004
راعي