مخاوي الطيبيين
๑ . . عضو نشيط . . ๑
السحر لله يكفيم شره
السحر من أعظم الآفات التي تصيب المجتمعات وتزرع بين أفرادها العداوة والبغضاء ، فكم جر السحر من بلايا ومصائب على من يصيبهم ، فهذا فُرِّق بينه وبين زوجته ، وذاك لا يستطيع العمل ولا يقدر على كسب قوته ، وهذا فشل في دراسته ، وتلك لا تلد ، وذاك عقيم .. وهلمَّ جرَّاً ، مصائب متتالية ، ونوائب متلاحقة ، وفي غمرة هذا البلاء يغفل المصابون أو ذووهم عن سلوك الطريق الصحيح في معالجة السحر والتخلص منه ، ويبرز الساحر - عندهم - كسبيل للنجاة مثلما كان سبيلا للغرق ، فيأتيه المصاب ليتعالج عنده مما كان الساحر سبباً فيه ، فيحاول الساحر حلَّ السحر بالسحر وهي طريقة للمعالجة عندهم يسمونها النشرة ، فيكون الساحر كمن يطهر البول بالبول ، ومن يأتيهم كمن يستجير من الرمضاء بالنار ، لذلك جاء النهي من الشرع المطهر عن استخدام تلك الطريقة لفك السحر ، ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها من عمل الشيطان ، فقد روى أحمد وأبو داود عن جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة ؟ فقال : ( هي من عمل الشيطان ) . ذلك أن طلب الشفاء لا يكون بما حرَّم الله ، وإتيان السحرة من أعظم المحرمات ، فلا يكون إتيانهم سببا للشفاء لأن الله لم يجعل شفاء عباده فيما حرم عليهم .
ومن رحمة الله عز وجل بعباده أنه لم يترك المسحورين دون علاج أو أمل في الشفاء ، فقد أنزل الله كتابه شافياً وهادياً ، قال تعالى { وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خساراً} ( الإسراء:82) وروى ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم ، قال : " بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله ، - تقرأ في إناء فيه ماء ، ثم يصب على رأس المسحور - الآية التي في يونس : { فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } (يونس:81 - 82) وقوله تعالى : { فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون *َ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِين *َ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ( الأعراف: 118- 121 ) وقوله : { إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } (طـه:69) .
فالذكر والدعاء وقراءة القرآن من أعظم أسباب منع الإصابة بالسحر قبل حصوله ، ومن أعظم أسباب رفعه بعد الابتلاء به ، ومن سبل معالجة السحر وإزالته استخراج مادته وإتلافها ، فقد سُحر النبي صلى الله عليه وسلم ، في مشط ومشاطة ( بقايا شعره صلى الله عليه وسلم ) حتى كان يخيَّل إليه أنه يأتي الشيء ولم يأته ، فدلَّه الله - تعالى - على موضع السحر ، فأتلفه وعافى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ، والحديث ثابت في الصحيحين .
هذا فيما يتعلق بطرق معالجة السحر ، وقد تلخص مما سبق ، أن حل السحر إن كان بطريق شرعي كالذكر والدعاء وقراءة القرآن ، أو بإزالته وإتلافه ، كان شرعيا ومرغباً فيه ، أما إن كان حلُّ السحر بالسحر ، فهو محرَّم من عمل الشيطان ، نسأل المولى عز وجل أن يعافينا ، ويعافي الأمة من السحرة والمشعوذين ، وأن يهدينا سبل السلام ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
السحر من أعظم الآفات التي تصيب المجتمعات وتزرع بين أفرادها العداوة والبغضاء ، فكم جر السحر من بلايا ومصائب على من يصيبهم ، فهذا فُرِّق بينه وبين زوجته ، وذاك لا يستطيع العمل ولا يقدر على كسب قوته ، وهذا فشل في دراسته ، وتلك لا تلد ، وذاك عقيم .. وهلمَّ جرَّاً ، مصائب متتالية ، ونوائب متلاحقة ، وفي غمرة هذا البلاء يغفل المصابون أو ذووهم عن سلوك الطريق الصحيح في معالجة السحر والتخلص منه ، ويبرز الساحر - عندهم - كسبيل للنجاة مثلما كان سبيلا للغرق ، فيأتيه المصاب ليتعالج عنده مما كان الساحر سبباً فيه ، فيحاول الساحر حلَّ السحر بالسحر وهي طريقة للمعالجة عندهم يسمونها النشرة ، فيكون الساحر كمن يطهر البول بالبول ، ومن يأتيهم كمن يستجير من الرمضاء بالنار ، لذلك جاء النهي من الشرع المطهر عن استخدام تلك الطريقة لفك السحر ، ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها من عمل الشيطان ، فقد روى أحمد وأبو داود عن جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة ؟ فقال : ( هي من عمل الشيطان ) . ذلك أن طلب الشفاء لا يكون بما حرَّم الله ، وإتيان السحرة من أعظم المحرمات ، فلا يكون إتيانهم سببا للشفاء لأن الله لم يجعل شفاء عباده فيما حرم عليهم .
ومن رحمة الله عز وجل بعباده أنه لم يترك المسحورين دون علاج أو أمل في الشفاء ، فقد أنزل الله كتابه شافياً وهادياً ، قال تعالى { وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خساراً} ( الإسراء:82) وروى ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم ، قال : " بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله ، - تقرأ في إناء فيه ماء ، ثم يصب على رأس المسحور - الآية التي في يونس : { فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } (يونس:81 - 82) وقوله تعالى : { فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون *َ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِين *َ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ( الأعراف: 118- 121 ) وقوله : { إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } (طـه:69) .
فالذكر والدعاء وقراءة القرآن من أعظم أسباب منع الإصابة بالسحر قبل حصوله ، ومن أعظم أسباب رفعه بعد الابتلاء به ، ومن سبل معالجة السحر وإزالته استخراج مادته وإتلافها ، فقد سُحر النبي صلى الله عليه وسلم ، في مشط ومشاطة ( بقايا شعره صلى الله عليه وسلم ) حتى كان يخيَّل إليه أنه يأتي الشيء ولم يأته ، فدلَّه الله - تعالى - على موضع السحر ، فأتلفه وعافى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ، والحديث ثابت في الصحيحين .
هذا فيما يتعلق بطرق معالجة السحر ، وقد تلخص مما سبق ، أن حل السحر إن كان بطريق شرعي كالذكر والدعاء وقراءة القرآن ، أو بإزالته وإتلافه ، كان شرعيا ومرغباً فيه ، أما إن كان حلُّ السحر بالسحر ، فهو محرَّم من عمل الشيطان ، نسأل المولى عز وجل أن يعافينا ، ويعافي الأمة من السحرة والمشعوذين ، وأن يهدينا سبل السلام ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .