غزالة الجبال
๑ . . إدارية. . ๑

ما من انسان مهما علا قدره وسمت مكانته الا ويتعرض على مر الايام لابتلاءات مختلفة ، ان صبر عليها أُجر وان لم يصبرعليها تعذب بها فى الدنيا والآخرة ، ويجب على المرء لكى يستطيع التغلب على هذه الابتلاءات ان يعرف ان الحق سبحانه وتعالى قريب منه وان هذه الابتلاءات لم تكن الا عنه كما قال لنبيه فى كتابه العزيز
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48) سورة الطور
فلو ان انساناً ضُرب بشئ فى مكان مظلم فلما اُدخل عليه المصباح وجد ان الضارب هو ابوه فان علمه بالضارب يوجب الصبر على الضرب . وان يعرف ان الفهم عن الله فى الحكم موضع الابتلاء يرجعه الى الله ويحثه اليه ويجعله متوكلاً عليه
{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (3) سورة الطلاق ،
كما يجب عليه ان يتذكر العطايا السابقة من الله اليه اذ كما قضى الله له بما يحب فيما مضى ، كذلك فليصبر له على ما يحب فيه فيما بين يديه الآن وان يشهد حسن اختيار الله له وان يعلم انه سبحانه لا يريد إيلامه ُلأنه به رحيم فالأب المشفق قد يسوق ابنه للطبيب الجراح لا لقصد الإيلام ولكن ابتغاءَ الشفاء ِوما يستتبعه من صحة وسعادة كما يجب على المرء ان يعلم يقيناً أن الحق سبحانه وتعالى مطلع عليه فيما ابتلاه به وهو الذى يتولى التخفيف عنه ، وأن يغيب عن مر المصيبة بتذوق حلاوة التجلى من الله فعند ذلك يختفى الاحساس بالألم والدليل على أن الغيبة عن الألم يمكن أن تتحقق بعمق الرؤية لما نحب هو قول الله عز وجل{ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ٌ} (31) سورة يوسف ،
وعندما نعلم ان الصبر يورث الرضا وان الله أودع فى المكاره وجود الألطاف فان ذلك يخفف من وقع المصيبة ويساعد على صبر المرء ، قال تعالى { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة صدق الله العظيم.....
للدكتور سمير محمد البهواشى
غزوووووووووووووووووووولة
