صقر الشحوح
๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
الزواج
الزواج سنة سنها الله تعالى لخلقة لكي يديم صلة الرحم وتبقى البشرية في نمو وتكاثر فتدوم الحياة وتستمر . فالبشر هم قوام الحياة ، ولولا البشر لصارت الأرض موحشة مثل سكانها من الوحوش ونباتها الفطري . وقدسية الزواج تدفع بكافة المجتمعات الإنساني إلى الاحتفال بـــه ، إذ لا يمكن جمع الرجـــل والمرأة في بيت واحد بدون شريعة الله تعالى . ولو اجتمعا على غير الزواج لهبطا بالبشرية إلى درك الحيوان.
و الشحوح كمجتمع عربي إسلامي يقدس هذه الرابطة ويحتفل بها احتفالا ً بهيجا ً مفرحا ً .
والحقيقة فإن المجتمع الشحي بانقسامه السكني والاجتماعي إلى قسمين الشحوح سكان الجبال وما يسمونهم ( الـــبدا ) أي البدو .
والمجتمع الثاني الذي هو مجتمع الشحوح من سكان المدن و الموانئ الساحلية و هم ( الحضر ) .
فإن عادات الزواج تختلف اختلافاً يسيرا ً بين بدو الشحوح وبين حضرهم . إلا أن الأصول والقواعد و الأعراف الشحية الأصلية تتشابه وتتطابق ليس فقط بين المجتمعات الشحية ، و لكن مع المجتمعات العربية و الإسلامية كلها ، مثل قضية حسن اختيار الزوجة ، أن تكون فتاة عاقلة مدبرة جميلة ربة بيت ذات عفة و أخلاق ، ويفضل عادة أن تكون الفتاة ابنة العم أو قريبة من العائلة أو أن تكون من فخذ القبيلة أو من القبيلة نفسها .
و كعـــادة العرب و المسلمين فإن ترتيبات الخطوبة تكون بين الأهل و الأقارب ، و موضوع الخطبة و الإعداد للعرس و الزفاف وتهيئة العروس لليلة الدخلة ، كلها تشابه العادات المعروفة و التقاليد المرعية .
كـــــما أن الاحتفالات بالرقص و الغناء و السمر و الطرب و الموائد العامرة بالطعام كلها متشابهة حيث يكثر القوم من إظهار الفرح في هذه المناسبة وقد تمتد الاحتفالات من يومين إلى أسبوع كامل حسب قدرة العريس .
وقد يشارك أهل ( الفريج ) أي الحارة ، التي ينتمي إليها العريس في مصاريف الاحتفالات بأن يدفعوا تكاليف احتفالات اليوم الأخير من الحفلات.
هناك بعض النقاط البارزة في قضية الزواج ندرجها فيما يلي :
1- عند الشحوح الحضر وهم سكان المدن والقرى الساحلية ، فقد جرت العادة لديهم أنه بعد الاتفاق على الخطبة وتحديد موعد الزواج يقوم أهل العريس بشراء ( الحضران) أو ( الزهبه ) أي ملابس العروس ، حيث تقوم أسرة العريس باستئجار عدد من النساء يسمونهن ( الشدادية ) ويتولين مهمة الطبخ خلال فترة احتفالات العرس، وبعدها تقوم والدة العريس مع مجموعة من النساء من الأقارب بالتوجه إلى السوق لاختيار الملابس للعروس ، وقد تستمر عملية الشراء ما لا يقل عن أسبوع حيث يتم شراء حوالي ثلاث إلى أربع حقائب من الملابس المختلفة و العطور و البخور و الذهب و الأحذية .. الــخ
وبعد الشراء تقوم ( الشداديات ) بحمل الحقائب و التوجه بها إلى الجيران في كل بيت في الحارة لكي يشاهدوا ( الدزه ) وبعد ذلك يبدأ اسبوع الزواج . حيث يتم إبلاغ الجيران و الأصدقاء بذلك ، ثم يقوم أهل العريس باستئجار مكان الاحتفال الذي ستقام فيه حفلات العرس وقد جرت العادة أن يبدأ اليوم الأول لاحتفالات العرس أن يكون يوم الخميس وينتهي يوم الخميس من الأسبوع التالي .
وتقوم النساء بإعداد الطعام و خاصة طبخة ( الهريس ) في قدور كبيرة منذ مساء يوم الأربعاء الذي يسبق احتفالات العرس ، ويقدم للضيوف صباح يوم الخميس أي يوم الاحتفالات . وفي ذلك الصباح يتم ذبح الذبائح وإعداد الطعام ، قبل صلاة الظهر بساعة يتجمع الرجال والنساء في بيت العريس ويتناولون ( الفواله ) أي وجبة طعام خفيفة مكونة من ( الهريس ) ثم يحتسون القهوة ، وبعدها يتوجه الموكب إلى بيت العروس حيث يتقدم الرجال والعازفون على الطبول و المغنون و من خلفهم النساء وهن يحملن ( الدزه ) وبعض الرجال يقودون الأغنام خلفهم ويمشي الموكب وسط الحارة باستعراض مسافات طويلة حتى ولو كان بيت العروس قريبا ً . وبعدها يدخلون بيت العروس ويقدمون لأهلها ( الدزه ) و الأغنام وبقية الهدايا و هنا يباشر بقرع الطبول و العزف و الغناء مدة نصف ساعة تقريبا ً ثم يحتسي القوم القهوة ويقفلون عائدين إلى بيت العريس لإتمام احتفالات العرس هناك . وتقرع الطبول الخاصة بالشحوح من سكان الجبال في رقصة الهواء ورقصة الطبل الشحية المشهورة ، يصاحبها إطلاق عيارات نارية في الفضاء إلى أن تغيب الشمس ، وبعدها يقدم العشاء لكل الموجودين وخلال الأسبوع يتم فيه الغناء مدة ثلاثة أيام تقريبا ً يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل بقليل يغنون فيه ما يسمى ( الــــدان ) وهو نوع من الغناء .
أما أهل العروس فيقومون أيضا ً بدعوة النساء إلى بيتهم لخياطة ملابسها .
وفي يوم الخميس الثاني هو موعد الدخلة يقوم أهل العريس بدعوة العشائر و أهل البلدة لحضور دعوة العشاء الكبرى ، وعندما يتوافد الناس تبدأ الطبول بالقرع و الأهازيج و الرقصات و إطلاق العيارات النارية ، قبل غروب الشمس يقدم الطعام بما لا يقل عن عشرين ذبيحة للمحتفلين ، ويبلغ المدعوون بأن اجتماعا ً آخر سيعقد ليلا ً في بيت العريس ،فإذا اجتمع الناس أخذوا العريس إلى بيت العروس ، ويكون أثناءها حاملا ً سيفا ً بيده ويدخل ( الكله ) بضم الكاف وتشديد اللام : أي مخدع العريس و هناك يجلس وحده بدون العروس ، فيدخل عليه القوم مهنئين وهو يقدم لهم الحلويات و المكسرات ويبقى ساهرا ً إلى الهزيع الأخير من الليل ، وقبل أذان الفجر حيث يتم إحضار العروس لتدخل علية في ( الكله ) فيجلس إلى جوارها مدة نصف ساعة يتطلع إلى وجهها ثم يلمس رأسها ويتكلم معها ويحاول أن يزيل خجلها ويعطيها الهدية المناسبة .
وعند البعض ، فإن هذا اللقاء يتم في غرفة مظلمة حيث يرفع الفانوس أو مصدر الضوء .
وفـــي الصباح يتوافد عليه الناس للتهنئة وتطلق العيارات النارية ويتناولون طعام ( الهريس ) ثم احتساء القهوة وبعد ذلك يبقى العريس في بيت عروسه مدة أسبوع تقريبا ً وبعدها تقوم العروس بزيارة بيت أهل العريس بمرافقة عدد من الأصدقاء ، وهناك يتم ذبح الذبائح ويقوم العريس أو أحد أقاربه بتناول كمية من دم الذبيحة ووضعه على قدم العروس للبركة وأما الآن فلقد تغيرت الأحوال.
وبعد تناول الغداء تعود العروس مع النساء لبيت والدها حيث تهيئ نفسها للانتقال نهائيا ً إلى بيت الزوجية الجديد .
2- عند الشحوح من سكان الجبال وهم البدا تكون العروس بكامل زينتها في بيت والدها محاطة بالنساء من العائلة ، فيما تكون الاحتفالات الـــراقصة قائمة خارج البيت فإذا أتم القوم صلاة العشــاء .... دخل العريس على عروسه وهي في غرفتها ليتطلع إليها ويطمئنها فقط... فيجلس إلى جوارها ويتطلع إلى وجهها ثم يلمس رأسها و يأخذ بيده وعاء البخور ويدور به حولها ويتكلم معها و يحاول أن يزيل خجلها وخوفها ثم يعطيها هدية مناسبة و مبلغ من النقود ويبقى معها حوالي ساعة واحدة ، لا يدخل بها في هذه المرحلة ، ثم يخرج العروسان إلى الخارج للمشاركة في الاحتفالات و يستمر الطرب و الغناء و الرقص طوال الليل فإذا أزف الهزيع الأخير من الليل ولاحت بشائر الصباح قاموا بتجهيز الركائب من الجمال والخيول وأركبوا العروسين وزفوهما بعد صلاة الفجر إلى بيتهما الجديد ومقرهم الدائم و هناك يقدم الطعام للمحتفلين ، وبعدها ينصرف الجميع ، فيدخل العريس على عروسه في بيتهما الجديد .
وجدير بالذكر أن من عادات الشحوح واعتقاداتهم أنه إذا اطلقوا اسما ً غير لطيف على الطفل يظل هذا الطفل حيا ً ولا يموت ، وتكون هذه العادة أو المعتقد خاصة إذا ما مات عدد كبير من أطفال العائلة أو الأسرة فيطلقون اسم مبيوع ، واسيويد ( تصغير ..أسود) على الأولاد و ( ملحه ) أي ذات اللون الأملح الأغبر على البنت . . . وليس هذا بغريب ، فمثل هذه العادة متفشية عند أهل العراق أيضا ً .
أما الختان فيجرى حسب الطقوس الدينية المعروفة كما يهيأ له احتفال كبير كعادة المسلمين في كل مكان وتذبح الذبائح . . . الخ
واحتفال الختان عند الشحوح يسمى ( دريه ) بكسر الدال وتسكين الراء وفتح الياء ثم سكون . لعل اللفظة ( درجه ) فيما درج عليه الناس وقد جرت العادة أن يقوم خال الولد بحلق شعر الصبي المختون ، وقبل أن يؤخذ للختان يركب الصبي جملا ً ويركب إلى جواره خاله الزواج
الزواج سنة سنها الله تعالى لخلقة لكي يديم صلة الرحم وتبقى البشرية في نمو وتكاثر فتدوم الحياة وتستمر . فالبشر هم قوام الحياة ، ولولا البشر لصارت الأرض موحشة مثل سكانها من الوحوش ونباتها الفطري . وقدسية الزواج تدفع بكافة المجتمعات الإنساني إلى الاحتفال بـــه ، إذ لا يمكن جمع الرجـــل والمرأة في بيت واحد بدون شريعة الله تعالى . ولو اجتمعا على غير الزواج لهبطا بالبشرية إلى درك الحيوان.
و الشحوح كمجتمع عربي إسلامي يقدس هذه الرابطة ويحتفل بها احتفالا ً بهيجا ً مفرحا ً .
والحقيقة فإن المجتمع الشحي بانقسامه السكني والاجتماعي إلى قسمين الشحوح سكان الجبال وما يسمونهم ( الـــبدا ) أي البدو .
والمجتمع الثاني الذي هو مجتمع الشحوح من سكان المدن و الموانئ الساحلية و هم ( الحضر ) .
فإن عادات الزواج تختلف اختلافاً يسيرا ً بين بدو الشحوح وبين حضرهم . إلا أن الأصول والقواعد و الأعراف الشحية الأصلية تتشابه وتتطابق ليس فقط بين المجتمعات الشحية ، و لكن مع المجتمعات العربية و الإسلامية كلها ، مثل قضية حسن اختيار الزوجة ، أن تكون فتاة عاقلة مدبرة جميلة ربة بيت ذات عفة و أخلاق ، ويفضل عادة أن تكون الفتاة ابنة العم أو قريبة من العائلة أو أن تكون من فخذ القبيلة أو من القبيلة نفسها .
و كعـــادة العرب و المسلمين فإن ترتيبات الخطوبة تكون بين الأهل و الأقارب ، و موضوع الخطبة و الإعداد للعرس و الزفاف وتهيئة العروس لليلة الدخلة ، كلها تشابه العادات المعروفة و التقاليد المرعية .
كـــــما أن الاحتفالات بالرقص و الغناء و السمر و الطرب و الموائد العامرة بالطعام كلها متشابهة حيث يكثر القوم من إظهار الفرح في هذه المناسبة وقد تمتد الاحتفالات من يومين إلى أسبوع كامل حسب قدرة العريس .
وقد يشارك أهل ( الفريج ) أي الحارة ، التي ينتمي إليها العريس في مصاريف الاحتفالات بأن يدفعوا تكاليف احتفالات اليوم الأخير من الحفلات.
هناك بعض النقاط البارزة في قضية الزواج ندرجها فيما يلي :
1- عند الشحوح الحضر وهم سكان المدن والقرى الساحلية ، فقد جرت العادة لديهم أنه بعد الاتفاق على الخطبة وتحديد موعد الزواج يقوم أهل العريس بشراء ( الحضران) أو ( الزهبه ) أي ملابس العروس ، حيث تقوم أسرة العريس باستئجار عدد من النساء يسمونهن ( الشدادية ) ويتولين مهمة الطبخ خلال فترة احتفالات العرس، وبعدها تقوم والدة العريس مع مجموعة من النساء من الأقارب بالتوجه إلى السوق لاختيار الملابس للعروس ، وقد تستمر عملية الشراء ما لا يقل عن أسبوع حيث يتم شراء حوالي ثلاث إلى أربع حقائب من الملابس المختلفة و العطور و البخور و الذهب و الأحذية .. الــخ
وبعد الشراء تقوم ( الشداديات ) بحمل الحقائب و التوجه بها إلى الجيران في كل بيت في الحارة لكي يشاهدوا ( الدزه ) وبعد ذلك يبدأ اسبوع الزواج . حيث يتم إبلاغ الجيران و الأصدقاء بذلك ، ثم يقوم أهل العريس باستئجار مكان الاحتفال الذي ستقام فيه حفلات العرس وقد جرت العادة أن يبدأ اليوم الأول لاحتفالات العرس أن يكون يوم الخميس وينتهي يوم الخميس من الأسبوع التالي .
وتقوم النساء بإعداد الطعام و خاصة طبخة ( الهريس ) في قدور كبيرة منذ مساء يوم الأربعاء الذي يسبق احتفالات العرس ، ويقدم للضيوف صباح يوم الخميس أي يوم الاحتفالات . وفي ذلك الصباح يتم ذبح الذبائح وإعداد الطعام ، قبل صلاة الظهر بساعة يتجمع الرجال والنساء في بيت العريس ويتناولون ( الفواله ) أي وجبة طعام خفيفة مكونة من ( الهريس ) ثم يحتسون القهوة ، وبعدها يتوجه الموكب إلى بيت العروس حيث يتقدم الرجال والعازفون على الطبول و المغنون و من خلفهم النساء وهن يحملن ( الدزه ) وبعض الرجال يقودون الأغنام خلفهم ويمشي الموكب وسط الحارة باستعراض مسافات طويلة حتى ولو كان بيت العروس قريبا ً . وبعدها يدخلون بيت العروس ويقدمون لأهلها ( الدزه ) و الأغنام وبقية الهدايا و هنا يباشر بقرع الطبول و العزف و الغناء مدة نصف ساعة تقريبا ً ثم يحتسي القوم القهوة ويقفلون عائدين إلى بيت العريس لإتمام احتفالات العرس هناك . وتقرع الطبول الخاصة بالشحوح من سكان الجبال في رقصة الهواء ورقصة الطبل الشحية المشهورة ، يصاحبها إطلاق عيارات نارية في الفضاء إلى أن تغيب الشمس ، وبعدها يقدم العشاء لكل الموجودين وخلال الأسبوع يتم فيه الغناء مدة ثلاثة أيام تقريبا ً يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل بقليل يغنون فيه ما يسمى ( الــــدان ) وهو نوع من الغناء .
أما أهل العروس فيقومون أيضا ً بدعوة النساء إلى بيتهم لخياطة ملابسها .
وفي يوم الخميس الثاني هو موعد الدخلة يقوم أهل العريس بدعوة العشائر و أهل البلدة لحضور دعوة العشاء الكبرى ، وعندما يتوافد الناس تبدأ الطبول بالقرع و الأهازيج و الرقصات و إطلاق العيارات النارية ، قبل غروب الشمس يقدم الطعام بما لا يقل عن عشرين ذبيحة للمحتفلين ، ويبلغ المدعوون بأن اجتماعا ً آخر سيعقد ليلا ً في بيت العريس ،فإذا اجتمع الناس أخذوا العريس إلى بيت العروس ، ويكون أثناءها حاملا ً سيفا ً بيده ويدخل ( الكله ) بضم الكاف وتشديد اللام : أي مخدع العريس و هناك يجلس وحده بدون العروس ، فيدخل عليه القوم مهنئين وهو يقدم لهم الحلويات و المكسرات ويبقى ساهرا ً إلى الهزيع الأخير من الليل ، وقبل أذان الفجر حيث يتم إحضار العروس لتدخل علية في ( الكله ) فيجلس إلى جوارها مدة نصف ساعة يتطلع إلى وجهها ثم يلمس رأسها ويتكلم معها ويحاول أن يزيل خجلها ويعطيها الهدية المناسبة .
وعند البعض ، فإن هذا اللقاء يتم في غرفة مظلمة حيث يرفع الفانوس أو مصدر الضوء .
وفـــي الصباح يتوافد عليه الناس للتهنئة وتطلق العيارات النارية ويتناولون طعام ( الهريس ) ثم احتساء القهوة وبعد ذلك يبقى العريس في بيت عروسه مدة أسبوع تقريبا ً وبعدها تقوم العروس بزيارة بيت أهل العريس بمرافقة عدد من الأصدقاء ، وهناك يتم ذبح الذبائح ويقوم العريس أو أحد أقاربه بتناول كمية من دم الذبيحة ووضعه على قدم العروس للبركة وأما الآن فلقد تغيرت الأحوال.
وبعد تناول الغداء تعود العروس مع النساء لبيت والدها حيث تهيئ نفسها للانتقال نهائيا ً إلى بيت الزوجية الجديد .
2- عند الشحوح من سكان الجبال وهم البدا تكون العروس بكامل زينتها في بيت والدها محاطة بالنساء من العائلة ، فيما تكون الاحتفالات الـــراقصة قائمة خارج البيت فإذا أتم القوم صلاة العشــاء .... دخل العريس على عروسه وهي في غرفتها ليتطلع إليها ويطمئنها فقط... فيجلس إلى جوارها ويتطلع إلى وجهها ثم يلمس رأسها و يأخذ بيده وعاء البخور ويدور به حولها ويتكلم معها و يحاول أن يزيل خجلها وخوفها ثم يعطيها هدية مناسبة و مبلغ من النقود ويبقى معها حوالي ساعة واحدة ، لا يدخل بها في هذه المرحلة ، ثم يخرج العروسان إلى الخارج للمشاركة في الاحتفالات و يستمر الطرب و الغناء و الرقص طوال الليل فإذا أزف الهزيع الأخير من الليل ولاحت بشائر الصباح قاموا بتجهيز الركائب من الجمال والخيول وأركبوا العروسين وزفوهما بعد صلاة الفجر إلى بيتهما الجديد ومقرهم الدائم و هناك يقدم الطعام للمحتفلين ، وبعدها ينصرف الجميع ، فيدخل العريس على عروسه في بيتهما الجديد .
وجدير بالذكر أن من عادات الشحوح واعتقاداتهم أنه إذا اطلقوا اسما ً غير لطيف على الطفل يظل هذا الطفل حيا ً ولا يموت ، وتكون هذه العادة أو المعتقد خاصة إذا ما مات عدد كبير من أطفال العائلة أو الأسرة فيطلقون اسم مبيوع ، واسيويد ( تصغير ..أسود) على الأولاد و ( ملحه ) أي ذات اللون الأملح الأغبر على البنت . . . وليس هذا بغريب ، فمثل هذه العادة متفشية عند أهل العراق أيضا ً .
أما الختان فيجرى حسب الطقوس الدينية المعروفة كما يهيأ له احتفال كبير كعادة المسلمين في كل مكان وتذبح الذبائح . . . الخ
واحتفال الختان عند الشحوح يسمى ( دريه ) بكسر الدال وتسكين الراء وفتح الياء ثم سكون . لعل اللفظة ( درجه ) فيما درج عليه الناس وقد جرت العادة أن يقوم خال الولد بحلق شعر الصبي المختون ، وقبل أن يؤخذ للختان يركب الصبي جملا ً ويركب إلى جواره خاله الزواج
التعديل الأخير بواسطة المشرف: