سراب البيد
๑ . . عضو ملكي . . ๑
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ,
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ,
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين .
أما بعد
أحبتي في الله اخواني واخواتي ,,
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد ,
فإن هذا هو الدرس رقم ( 53 ) من دروس ( سلسلة الأخطاء الشائعة )
وهي مجموعة دروس متسلسة تعلم الناس بعض ما يقعون فيه من اخطاء وهم لا يشعرون ولا يعلمون
اما قولا او فعلا , في كل المجالات اما في العقيدة او الفقه او المعاملات او الأخلاق او المنهج او السلوك
اوغيرها من مجالات الدين .
وحاولت قدر المستطاع الإختصار وعدم الإطالة ليتسنى حفظها وتداولها بين الناس .
واسال الله تعالى ان ينفع بها كاتبها وقائلها ومن يطلع عليها .
واترككم مع هذا الدرس والذي هو بعنوان :
(( السؤال من غير حاجة !!! ))
الإنسان أيها الأحبة بطبيعته عنده حب التعرف والبحث عن الخفايا وما وراء الواقع كالأمور الغيبية
وما سيحصل في المستقبل !
وقد لا يكون في حاجة الى معرفة هذه الأشياء ولكن الفضول يحثه ويدفعه الى ذلك !
فمن الأسئلة التي لا تفيد ولا تنفع المسلم لا في دينه ولا دنيا :
أولا :
السؤال عن امور لم يبين حالها ومآلها الشرع ولا تفيد السائل في شيء :
كمن يسأل هذه الأسئلة مثلا فيقول :
- النملة التي كلمت نبي الله سليمان عليه السلام , هل كانت ذكرا أم أنثى ؟!!
- كلب أصحاب الكهف هل هو في الجنة أم في النار ؟!!
- الكبش الذي فدى به نبي الله ابراهيم ابنه اسماعيل عليهما السلام , هل هو في الجنة أم في النار ؟!!
الى غيرها من مثل هذه الأسئلة التي كثيرا ما نسأل عنها من قبل بعض العوام من الناس !
ومثل هذه الأسئلة لا تنفع المسلم لا دينا ولا دنيا !
فلو عرفها المسلم لن تقربه الى الله ولن تزيد من حسناته
وان جهل معرفتها لن تبعده عن الله او تزيد من سيئاته
فالعلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر
فلماذا السؤال والتحري عنها ؟!!!!
ثانيا :
السؤال عن أمور غيبية والتي تكون في علم الله سبحانه وتعالى :
وكثيرا ما يلجأ الناس لمعرفتها عن طريق التجائهم للسحرة والمشعوذين - والعياذ بالله - والذين يقومون باستخدام وتسخير الجن لمعرفتها , فيسألونهم مثلا :
- فلانه لماذا لا تنجب أو ما هو سبب تأخرها في الإنجاب ؟!
- فلانه لماذا لم يأتيها نصيبها لحد الآن ؟!
- فلان ضاع عنه الشيء الفلاني , فدلنا على مكانه ؟!
- فلانه عمل لها سحر , أخبرنا بمن فعل لها ذلك ؟!!
ويسألونهم كذلك عن الحظ و المستقبل فيخبرونهم عن طريق التنجيم وقراءة الكف والفنجان أمور أخرى كثيرة .
ولا يشك مسلم عاقل بأن هذا كله دجل وكذب ودعاوى باطله , وهو محرم شرعا ولا يجوز الذهاب الى السحرة والدجالين
لمعرفة هذه الأمور .
فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
(( من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه , لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )
صحيح - أخرجه الامام مسلم في صحيحه
وللأسف أن الناس في زماننا هذا يسمون هؤلاء الكفرة من المشعوذين والسحرة بــ ( المطوع ) !!!!
لجهلم بحاله وجهلهم بدينهم وشريعة ربهم وسنة نبيهم .
ثالثا :
السؤال عن أمور قد يضر جوابها بالسائل :
- شغف الناس بتفسير الأحلام :
فالناس هذه الأيام مشغوفون بالبحث عمن يفسر لهم أحلامهم !
فيسألون كل من هب ودب فيفسر الحلم وقد يكون هذا التفسير يضر بالحالم .
اذا فسره مفسر الأحلام على أمر لا يحبه الحالم
فتجده يوسوس ويخاف من ان يحدث له ما رأه في حلمه فلا يهنأ لا بنوم ولا بطعام
خوفا من حلمه المزعج بأن يتحقق !!
فلماذا البحث عن التفسير ؟!
وشراء كتب تفسير الأحلام والبحث فيها كلما رأى المسلم رؤيا فتح الكتاب وبدأ يبحث عن تفسير لحلمه ؟!
ولا شك ان تفسير الأحلام موجود وهناك العلماء والمفسرين من الهمهم الله ذلك فيفسرون الأحلام
بصورة صحيحة موافقه للكتاب والسنة ومنهج السلف في تفسير الأحلام والمنامات
ولكن الخطأ هو ان نلهث ونبحث ولا يرتاح لنا بال الا بعد تفسير أحلامنا الصغيرة والكبيرة .
الا يكفينا ان رأينا حلما طيبا ورؤيا صالحة
أن نحمد الله عليها ونخبر بها أقرب الناس الينا ومن نحبهم ؟!
ألا يكفينا إن رأينا حلما مزعجا أو كابوسا
أن نستعيذ بالله من الشيطان ومن الحلم ونتفل عن يسارنا ثلاثا وننقلب الى الجهة الأخرى وننام
ولن يضرنا شيء بعدها بإذن الله تعالى ؟!
بلا والله يكفينا , هذا الذي تعلمناه في شرعنا عندما نرى رؤيا صالحه او نرى كوابيس واحلاما مزعجة .
- أسئلة التي يضر جوابها بالسائل :
فمثلا ما كان يسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه كمن يسأله عن أشياء لم تحرم في الكتاب والسنة
فينزل الوحي بعد السؤال عنها بالتحريم !
لذلك جاء في الحديث الصحيح
عن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما , من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته ))
صحيح - متفق عليه
ومثل ذلك من سأل عن الحج , هل يجب في كل عام أم لا ؟!
فيخشى من هذا السؤال أن يكون سببا لنزول التشديد فيه بعد السؤال عنه .
فمثلا لو قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا السائل :
نعم الحج في كل عام !!
ماذا استفاد السائل من سؤاله ؟! لم يستفد شيئا الا انه ضر بنفسه وبالمسلمين وشدد عليهم
بسؤاله هذا , ولو سكت لكان خيرا له ولهم .
ولو كان الحج في كل عام لأخبر به الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم فأخبر به الناس .
- ومن الأسئلة التي يضر جوابها بالسائل :
كمن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فيسأله :
- هل أنا في الجنة أم في النار ؟
فهذا السؤال قد يضر بالسائل فقد ينزل الوحي من الله سبحانه وتعالى الى النبي صلى الله عليه وسلم
ويخبره بأن الرجل في النار !!
فيحزن ويسخط ويغضب ويقنط ولا يعمل خيرا ويبقى طول عمره في شقاء وتعاسة بسبب معرفته بأنه في النار
لسبب من الأسباب التي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى .
لذلك أحبتي نهينا في الشرع عن كثرة السؤال من غير حاجه
فقد جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم :
(( وكره لكم ثلاثا : قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال ))
صحيح - متفق عليه
وفي رواية أخرى
قال صلى الله عليه وسلم :
(( ويكره لكم : قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال ))
صحيح - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه
إذن أحبتي في الله كما ترون ان كثرة السؤال عن امور لم تقع او امور لا تدعو الحاجة اليها فلا يحتاج الى معرفتها المسلم امر مكروه ومذموم شرعا .
لأن ما يحتاج اليه المسلمون في دينهم لا بد أن يبينه الله سبحانه في كتابه العزيز ويبلغ ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم , فلا حاجة بعد هذا لأحد من المسلمين في السؤال .
فإن الله تعالى أعلم بمصالح عباده منهم , فما كان في هدايتهم ونفعهم , فإن الله تعالى لا بد أن يبينه لهم ابتداء من غير سؤال , كما قال تعالى : ( يبين لكم أن تضلوا ) - النساء : 176 .
ولكن المهم على المسلم ان يسأل عن أمور واقعه يحتاج الى معرفتها في دينه ودنياه
كالسؤال عن المسائل العقدية والفقهية والتي لا بد للمسلم من معرفتها حتى يعبد الله على علم وبصيرة
كالسؤال عن العقيدة الإسلامية الصحيحة ونواقضها
والسؤال عن الصلاة شروطها واركانها وواجباتها ومبطلاتها وسننها
والسؤال عن الحج والعمرة والصيام والصدقة والزكات والجهاد والذبح والنذر والبيع والشراء
وغيرها من امور دينه التي يحتاج الى معرفتها والتي تكون سببا لدخوله الى الجنه
وحصوله على الأجر والمثوبة من الله تبارك وتعالى .
واكتفي بهذا القدر والله تعالى أعلم
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
واسمحولي ان كنت اطلت عليكم وان كان من سؤال او استفسار فلا بأس بطرحه لتعم الفائدة .
حقوق الطبع والتوزيع ليست محفوظة فمن شاء ان يطبع ويوزع او ينشر الدروس
فله ذلك ولكن مع ذكر اسم المؤلف ( سراب البيد ) و ذكر الموقع ( برزة الشحوح ) .
وجزى الله خيرا من اعان على نشرها وتوزيعها
والدال على الخير كفاعله
كتبه واعده للبرزة :
أخوكم ,,
سراب البيد
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ,
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ,
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين .
أما بعد
أحبتي في الله اخواني واخواتي ,,
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد ,
فإن هذا هو الدرس رقم ( 53 ) من دروس ( سلسلة الأخطاء الشائعة )
وهي مجموعة دروس متسلسة تعلم الناس بعض ما يقعون فيه من اخطاء وهم لا يشعرون ولا يعلمون
اما قولا او فعلا , في كل المجالات اما في العقيدة او الفقه او المعاملات او الأخلاق او المنهج او السلوك
اوغيرها من مجالات الدين .
وحاولت قدر المستطاع الإختصار وعدم الإطالة ليتسنى حفظها وتداولها بين الناس .
واسال الله تعالى ان ينفع بها كاتبها وقائلها ومن يطلع عليها .
واترككم مع هذا الدرس والذي هو بعنوان :
(( السؤال من غير حاجة !!! ))
الإنسان أيها الأحبة بطبيعته عنده حب التعرف والبحث عن الخفايا وما وراء الواقع كالأمور الغيبية
وما سيحصل في المستقبل !
وقد لا يكون في حاجة الى معرفة هذه الأشياء ولكن الفضول يحثه ويدفعه الى ذلك !
فمن الأسئلة التي لا تفيد ولا تنفع المسلم لا في دينه ولا دنيا :
أولا :
السؤال عن امور لم يبين حالها ومآلها الشرع ولا تفيد السائل في شيء :
كمن يسأل هذه الأسئلة مثلا فيقول :
- النملة التي كلمت نبي الله سليمان عليه السلام , هل كانت ذكرا أم أنثى ؟!!
- كلب أصحاب الكهف هل هو في الجنة أم في النار ؟!!
- الكبش الذي فدى به نبي الله ابراهيم ابنه اسماعيل عليهما السلام , هل هو في الجنة أم في النار ؟!!
الى غيرها من مثل هذه الأسئلة التي كثيرا ما نسأل عنها من قبل بعض العوام من الناس !
ومثل هذه الأسئلة لا تنفع المسلم لا دينا ولا دنيا !
فلو عرفها المسلم لن تقربه الى الله ولن تزيد من حسناته
وان جهل معرفتها لن تبعده عن الله او تزيد من سيئاته
فالعلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر
فلماذا السؤال والتحري عنها ؟!!!!
ثانيا :
السؤال عن أمور غيبية والتي تكون في علم الله سبحانه وتعالى :
وكثيرا ما يلجأ الناس لمعرفتها عن طريق التجائهم للسحرة والمشعوذين - والعياذ بالله - والذين يقومون باستخدام وتسخير الجن لمعرفتها , فيسألونهم مثلا :
- فلانه لماذا لا تنجب أو ما هو سبب تأخرها في الإنجاب ؟!
- فلانه لماذا لم يأتيها نصيبها لحد الآن ؟!
- فلان ضاع عنه الشيء الفلاني , فدلنا على مكانه ؟!
- فلانه عمل لها سحر , أخبرنا بمن فعل لها ذلك ؟!!
ويسألونهم كذلك عن الحظ و المستقبل فيخبرونهم عن طريق التنجيم وقراءة الكف والفنجان أمور أخرى كثيرة .
ولا يشك مسلم عاقل بأن هذا كله دجل وكذب ودعاوى باطله , وهو محرم شرعا ولا يجوز الذهاب الى السحرة والدجالين
لمعرفة هذه الأمور .
فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
(( من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه , لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )
صحيح - أخرجه الامام مسلم في صحيحه
وللأسف أن الناس في زماننا هذا يسمون هؤلاء الكفرة من المشعوذين والسحرة بــ ( المطوع ) !!!!
لجهلم بحاله وجهلهم بدينهم وشريعة ربهم وسنة نبيهم .
ثالثا :
السؤال عن أمور قد يضر جوابها بالسائل :
- شغف الناس بتفسير الأحلام :
فالناس هذه الأيام مشغوفون بالبحث عمن يفسر لهم أحلامهم !
فيسألون كل من هب ودب فيفسر الحلم وقد يكون هذا التفسير يضر بالحالم .
اذا فسره مفسر الأحلام على أمر لا يحبه الحالم
فتجده يوسوس ويخاف من ان يحدث له ما رأه في حلمه فلا يهنأ لا بنوم ولا بطعام
خوفا من حلمه المزعج بأن يتحقق !!
فلماذا البحث عن التفسير ؟!
وشراء كتب تفسير الأحلام والبحث فيها كلما رأى المسلم رؤيا فتح الكتاب وبدأ يبحث عن تفسير لحلمه ؟!
ولا شك ان تفسير الأحلام موجود وهناك العلماء والمفسرين من الهمهم الله ذلك فيفسرون الأحلام
بصورة صحيحة موافقه للكتاب والسنة ومنهج السلف في تفسير الأحلام والمنامات
ولكن الخطأ هو ان نلهث ونبحث ولا يرتاح لنا بال الا بعد تفسير أحلامنا الصغيرة والكبيرة .
الا يكفينا ان رأينا حلما طيبا ورؤيا صالحة
أن نحمد الله عليها ونخبر بها أقرب الناس الينا ومن نحبهم ؟!
ألا يكفينا إن رأينا حلما مزعجا أو كابوسا
أن نستعيذ بالله من الشيطان ومن الحلم ونتفل عن يسارنا ثلاثا وننقلب الى الجهة الأخرى وننام
ولن يضرنا شيء بعدها بإذن الله تعالى ؟!
بلا والله يكفينا , هذا الذي تعلمناه في شرعنا عندما نرى رؤيا صالحه او نرى كوابيس واحلاما مزعجة .
- أسئلة التي يضر جوابها بالسائل :
فمثلا ما كان يسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه كمن يسأله عن أشياء لم تحرم في الكتاب والسنة
فينزل الوحي بعد السؤال عنها بالتحريم !
لذلك جاء في الحديث الصحيح
عن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما , من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته ))
صحيح - متفق عليه
ومثل ذلك من سأل عن الحج , هل يجب في كل عام أم لا ؟!
فيخشى من هذا السؤال أن يكون سببا لنزول التشديد فيه بعد السؤال عنه .
فمثلا لو قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا السائل :
نعم الحج في كل عام !!
ماذا استفاد السائل من سؤاله ؟! لم يستفد شيئا الا انه ضر بنفسه وبالمسلمين وشدد عليهم
بسؤاله هذا , ولو سكت لكان خيرا له ولهم .
ولو كان الحج في كل عام لأخبر به الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم فأخبر به الناس .
- ومن الأسئلة التي يضر جوابها بالسائل :
كمن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فيسأله :
- هل أنا في الجنة أم في النار ؟
فهذا السؤال قد يضر بالسائل فقد ينزل الوحي من الله سبحانه وتعالى الى النبي صلى الله عليه وسلم
ويخبره بأن الرجل في النار !!
فيحزن ويسخط ويغضب ويقنط ولا يعمل خيرا ويبقى طول عمره في شقاء وتعاسة بسبب معرفته بأنه في النار
لسبب من الأسباب التي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى .
لذلك أحبتي نهينا في الشرع عن كثرة السؤال من غير حاجه
فقد جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم :
(( وكره لكم ثلاثا : قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال ))
صحيح - متفق عليه
وفي رواية أخرى
قال صلى الله عليه وسلم :
(( ويكره لكم : قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال ))
صحيح - أخرجه الإمام مسلم في صحيحه
إذن أحبتي في الله كما ترون ان كثرة السؤال عن امور لم تقع او امور لا تدعو الحاجة اليها فلا يحتاج الى معرفتها المسلم امر مكروه ومذموم شرعا .
لأن ما يحتاج اليه المسلمون في دينهم لا بد أن يبينه الله سبحانه في كتابه العزيز ويبلغ ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم , فلا حاجة بعد هذا لأحد من المسلمين في السؤال .
فإن الله تعالى أعلم بمصالح عباده منهم , فما كان في هدايتهم ونفعهم , فإن الله تعالى لا بد أن يبينه لهم ابتداء من غير سؤال , كما قال تعالى : ( يبين لكم أن تضلوا ) - النساء : 176 .
ولكن المهم على المسلم ان يسأل عن أمور واقعه يحتاج الى معرفتها في دينه ودنياه
كالسؤال عن المسائل العقدية والفقهية والتي لا بد للمسلم من معرفتها حتى يعبد الله على علم وبصيرة
كالسؤال عن العقيدة الإسلامية الصحيحة ونواقضها
والسؤال عن الصلاة شروطها واركانها وواجباتها ومبطلاتها وسننها
والسؤال عن الحج والعمرة والصيام والصدقة والزكات والجهاد والذبح والنذر والبيع والشراء
وغيرها من امور دينه التي يحتاج الى معرفتها والتي تكون سببا لدخوله الى الجنه
وحصوله على الأجر والمثوبة من الله تبارك وتعالى .
واكتفي بهذا القدر والله تعالى أعلم
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
واسمحولي ان كنت اطلت عليكم وان كان من سؤال او استفسار فلا بأس بطرحه لتعم الفائدة .
حقوق الطبع والتوزيع ليست محفوظة فمن شاء ان يطبع ويوزع او ينشر الدروس
فله ذلك ولكن مع ذكر اسم المؤلف ( سراب البيد ) و ذكر الموقع ( برزة الشحوح ) .
وجزى الله خيرا من اعان على نشرها وتوزيعها
والدال على الخير كفاعله
كتبه واعده للبرزة :
أخوكم ,,
سراب البيد