• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

خربشات فوق جدران قلب ...(قصة )

  • بادئ الموضوع مهاجر
  • تاريخ البدء
  • الردود: الردود 2
  • المشاهدات: المشاهدات 1K

مهاجر

๑ . . عضو . . ๑
التسجيل
8 مارس 2003
رقم العضوية
210
المشاركات
70
مستوى التفاعل
2
الجنس
الإقامة
مهاجر الى الله , وطني حيث ترفع الله اكبر
الموقع الالكتروني
كادت شمس النهار تشرف على المغيب..
تعلن عن نهاية ليوم اخر من أيامه التي تمر بثقل .
وقف في شرفتة المطلة على تخوم قريتة التي تقع مباشرة على ضفة النهر الشرقية..
تأمل عصفورته الصغيرةالتى اتخذت من اغصان شجرة الورد مبيتا لها ....
نظر الى الفضاء الواسع ,وفي الافق اسراب من الطيور تتسارع لتأوي الى اعشاشها قبل أن يسدل الليل ستاره على الكون كله ..
على يسارة مئذنة عالية تشق السماء معلنة أن لا اله لهذا الكون الا الله ..
وفي اقصي اليمين شجيرات النخيل التي تملئي الناحية السفلية من قريته ...
وفي اقصي الجنوب يشاهد ذلك النهر الخالد الذي وهب الحباة لقريته منذ آلاف السنين ولم يكل ولم يمل ولم يطلب مقابل لعطائه هذا
يلتى حول ريته ويحزم خاصرتها كاحسناء اتخذت لخصرها اروع الاحزمة..
للغروب عنده ذكريات رااائعة ..
وجهها لا يفارق صفحة السماء , لا بل يتعانق معها في صورة رهيبة ..
صوتها يرن بكلماتها التي حفظها كلمة كلمة وكأنها أبيات من قصيدة راائعة...
اذداد إيغالا في عمق الزمن وغاص بكليته في بحر الذكريات ..
نزلت دمعة حاره تتحدر ببطئ من على وجنته ..
انتبه فجأة ...
ودار حول شرفته للناحية الاخر حيث يشاهد النهر وهو يلتوي يمينا ويسارا بين حقول القرية الخضراء
وامامه مساحات الخضرة اليانعة تمتد الى حيث يمتد بصرة في تنسيق هندسي راائع وجميل..
أحس بيدها تلمس يده في ارتعاشة خجلة ,, ونعومة رائعة, ورغبة جامحة في احتضانها ,,
امسك هو بيدها ووضعها بين يديه ...
ضغط عليها قليلا ضغطةً سكب فيها كل مشاعره وأحاسيسه..
اجالت بنظرها في السماء .
نظرت الى الافق والى الطيور .
والى قرص الشمس..
همست له بعينها,( والهمس ماكان بين الاحبة بالعيون ابداً)..إنما الهمس بالشفاة..!
لكنها استطاعت بمهارة ان تفعلها وتهمس بعيونها له بأعذب الكلمات واحلى الحروف
أحبك أحبك أحبك
اذابت همساتها جليد تراكم فوق قلبه لطول انتظاره لهذه الكلمة
وفوارق لم يكن له يد في صنعها , لكنما نصيبة ان يكون هو ادني منها مادياً
حيث اسرته متواضعه واسرتها من اكبر عائلات القرية واعرقها ..
لكنه الحب هو الشيئ الوحيد الذي يستطيع كسر الفوارق ويزيل الحدود ويعبر الصعب ويفعل المستحيل..
كانا معاً من الطفولة ..
وحمل كلا منهما حلما بين دفة قلبه
وارادا ان يتحقق الحلمان معا ويتجسدا في شكل بيت صغير وزوج وزوجة وطفل يلهو بينهما ..
لكنما الايام لم تدع لهما فرصة حتى لالتقاط الانفاس ..
أو للتفكير ,, أو للمراجعة ,,
وكأن السماء قد فتحت ابوابها عليهم بماء منهمر لا يدع فرصة لمستنجد ولا يرحم صغيرا ولا كبير ولا يعمل حساب لمشاعر ولا لأحاسيس ..
كانا يعبران النهر يوميا مرتان في الصباح ثم في المساء ذهبا وعودة من والى الجامعة ..
وكانا الكل يحسده عليها , ويحسدها عليه ..
هو شاب رقيق المشاعر , خلوق , محبوب من الجميع , ولولا فقره لكان من له شأن اخر
سكن قلوب اهل القرية بصدقه وببساطته ووفاءه لهم ونصحه الدائم وخوفه المستمر على مصالحهم ..
والده كان من روا د المسجد
حيث جلسات التعليم والذكر والقرآن .. ووالدته كانت مرتبطة بالله ولا يتذكر انها تركت مرة ركعتين قبل صلاة الفجر..
تربي تربية خشنة ,, فلم ينال الكثير مما حلم به , ومما تحقق لغيره من الاقران من ادوات اللهو والملبس الجيد .
لكنه كان عالى الهمة قوى الروح رقيق النفس قنوع بما رزقو الله به ..
وأما هي فكانت زينة بنات القرية .. وجه ملائكي وروح في منتهي الشفافية
لم يعرف الحقد ولا الغل ولا الحسد ولا الكراهية طريقا لقلبها
احبت الكل والكل احبها....
تراجع الىالوراء قليلا ومال براسه مرة اخرى الى الامام وتنهد تنهيدة كادت تشق صدره , وتخرج معها روحه الىالسماء,,
تذكر عيناها وهي تداعبه اثناء العودة الى البيت من الجامعة
ويدها وهي تمتد خلسة الى يده وهما يقفان معا فوق سطح المركب الصغير الذي يعبر بهما النهر
وابتسامة تذيب الحديد والصخر وتملئ القلب حبا وسعادة وهناء..
بريق عينيها لم يفارقه ابدا
دموعه تنسال كالسيل ..
يحاول وقفها بيده لكنه يفشل..
وتفيض عيونه بمائها وكأنما تشاركه المحنة ..
ووسط ذلك كله تخترق ابتسامته سيول الدموع,, وحواجز المحنة ,, وحدود اللامعقول فيهيم معها ناسياً كل ما حوله ,,
لا يوقظة الا حرارة دموعة على وجنتيه ,
في حفل كبير تمت خطوبتها بدون مقدمات لأحد أبناء العائلات الكبرى ,, وكانما خيم يومها علىالقرية كلها كابوس رهيب,,
علم بخطوبتها كما علم غيره .. كاد ان يغشي عليه .. لولا أنه كان بالمسجد بعد الصلاة فأمسك والده العجوز بيده وضمه الى صدره في حنان أبوي صادق ..
مسح والده دمعه انسالت على خده ,, وقال له عوضك الله عما فقد خيراً يا بني,,
وفي البيت ارتمي أحمد في حضن امه وبكي واختلطت الدموع بالمشاعر ,,
رفع الوالد العجوز رأسه الى السماء وقال ( يارب , لا مفر من قضاءك , ولا نستطيع غير القضاء بقدرك الذي قدرت فينا ,, يارب الطف بي ويذريتي وبهذا الفتي المسكين , اشهد له يارب بانه باراً بي وبوالدته ,, ونشهد له بالصلاح ,,
ولا يعلم الغيب الا انت يارب,, يارب ارحمه وخفف عنه وعوضه عما فقد خيرا منه ,,, )) ثم بكي الرجل وقال لو كنت بعت نفسي كما فعل غيري لما خسرت انت محبوبتك ولا خسرتك هي ,, لعلى انا السبب يا بني فسامحني ..
وهنا مسح أحمد دموعه وقال له يا ابتي انت أغلى عندي من نفسي
لو كنت أغنى الناس أو كنت افقر الناس فانت فوق هامتي وتاج رأسي
وما قدره الله لنا عدل فينا ولعله شر اراد الله منعه عنا او لعلنا نحن شر منعه الله عنهم ..
لكن قلب احمد يتفطر من داخله
فحمل عمره وحب عمره ضاع من بين يديه كالسراب
دق الباب طارق وفتح احمد فإذا به رسول بيده دعوه لحضور الحفل
التصق احمد بغرفته ,, وكان كل شيئ يمر امام كالشريط
كل موقف ضحكة هنا
ودمعة هناك
لعب , طفولة طويلة , زمالة مدرسية ثم جامعية
كتب ومذكرات تنتقل من هنا الى هناك
اسائلة واستفسارات
تعجب .. غضب ومعاقبة برئة ثم ضحكة مرة اخرى
ولحظات لا تنسي ابداً لا يعيشها الا اثنين ذابت وتلاشت مشاعرهم ولم يتبقي منهم سوى جسدين
لكنما الروح والمشاعر والاحاسيس والاحلام كلها توحدت
مضي اسبوعان لم يستطيع رؤيتها فلم تعد تذهب الى الجامعة ولا يعرف ما هوالسبب
لم يستطيع حتى الاتصال بها ليسألها عن السبب..
وكان ذلك قطعة من العذاب بالنسبة له ...
حتى قابلها بعد اسبوعين في الجامعه ,,
وكادت الشمس تقف في مدارها ...
والزمن ايضا بدا انه قد اعلن تعبه وتوقفه الىالابد
وقف احمد امامها ووقفت هي امامه ,,
نفس النظرات بعيونها الراااائع ,,
نفس البريق الا ان هناك انكسار نفسي بدا واضحا عليها
وجهها شاحب ولونها مصفر وكانها مريضة ,
وقفا طويلاً امام بعضها وقبل ان ينطق بشيئ قالت له لا تظلمني ,,
فأنت تعرف من انت بالنسبة لى ؟
فقال لماذا إذا ؟ حدثيني لماذا وافقتي ؟
بكت وبكت وبكت وقالت ارغمت على الموافقة ,, لوم استطيع حتى اخبارك لأنقاذ الموقف,,
كل شيئ جاء كالعاصفة المدمرة .,, لم استطيع لملمة أشلاء نفسي المدمرة
ولا حتى سكب دموعي
وكتمت كل شيئ حتى لا يعمل والدي وانت تعلم ماذا سيفعل لو علم ,,
عاشا باقي العام الدراسي في هم وحزن كبيرين
وكان حالتها تسوء بينها وبين خطيبها خاصة وانه نصف متعلم وكل مؤهلاته انه ابن العائلة وسليل الاسر العريقة ,, ولد وفي فمه ملعقة ذهب وكل أوامره مستجابة ..
يعتبر اغني شاب بالقرية بلامنافس,,
لكنما كانت تلك مقاييس الاهل تختلف عن مقاييسها هي ,, وبسرعة ظهرت الفوارق الرهيبة بينهما ,, وتدخل الاهل كثيراً
حتى جاءت الامتحانات ,,
كان احمد قد صمم ان يكون أفضل شاب في اعين الحميع ليس في القرية فحسب بل على مستوي الجامعة ايضاً
فكان عضو فاعل في فرق الكشافة طوال سنين الدراسة
وكان رئيس اتحاد الطلبة ايضا
لم يكتفي بذلك فصمم علىالتفوق وبالفعل سهر ليالي كثيرة لتحقيق حلمه
ولم ينسى احمد حبيبته ابدا ,, بل كانت صورته وطيفها يدفعانه دائما الى التفوق
حتى جاء ذلك اليوم
ذهب احمد للجامعة ووجد اسمه ضمن الأوائل المميزين
ووجد اسم حبيبته ايضا ضمن الناجحين
وفرح احمد والتفت فوجدها خلفه تماماً فقال لها سأعين معيداً يا زهرة سأعين معيدا في الجامعة .. وبكي وبكت وقالت المفروض اليوم هو اسعد ايام حياتنا
المفروض ان تتقدم الى اهلى اليوم عصراً .
لكنما ابي سبقنا بخطوات وباعد بيننا
اليوم سيقيم ابي حفلا لنجاحي
وسيعزم كل الاشراف والاغنياء
أحمد احس انه سيكون يوم راائع معك انت
تعال نحتفل به بعيدا عن الجميع ..وجدا نفسيهما علىالكورنيش ولم يجد احمد في جيبه سوي قروش قليلة ابتاع بها زجاجتين عصير وبعض الفستق
وعند العودة ركبا معاً المركب كانت تنظر اليه بنظرات كلها شوق وكلها حنين
وكانها ستفقده الى الابد
اتخذا مكانا علىالمركب قريب الحافة ولمست يده في حنان لكنه شد يده من تحت يدها وهو حزين
وفهمت مقصده من ذلك فبكت لكنا مسحت دموعها حتى لا تفضح بين الركاب
وما هي الا لحظات حتى كان المركب يتهادي فوق الامواج
وهبت ريح شديدة فجعلته يتمايل يمينا ويسارا في غير توازن حتى مال على جانبه في الماء ثم بدأ ينقلب والكل يصرخ فهم فى وسط النهر
اما احمد فقد مسك بيدا الان وبقوة
ولأول مرة يلف يده حولها في لا تتقن السباحة ابدا صرخت وهي ترى صارى المركب يتهاوي فوق رأس احمد
واراد احمد الابتعاد عن الصاري لكنه وقع على مؤخرة ظهرة ففقد احمد الوعي لأجزاء من الثانية ..
وعندما افاق لم يجدها بين يديه
نظر هنا وهناك فلم يجدها فصرخ باعلى صوته لكنها لم تجبه
بحث هنا وهناك فلن يفلح
وفجأة شاهدها بعيدا وقد جرفها تيار الماء الشديد وقوة الموج الى عمق النهر
وهي لا حول لها ولا قوة
كانت تمسك بين يديها بجزء من قميصة الذي تمسكت فيه بقوة قبل ان ينشق القميص وتذهب به بعيدا عن حبيبها
الموج يغشاها من فوقها ومن اسفلها وعن يمينها ويسارها
لم تسطتيع فعل شيئ تجاه نفسها
حاولت وحاولت وحاولت
لكنها في النهاية استسلمت لقوة الموج
فطواها الموج بقسوة بين دفتيه
وهنا غاص احمد خلفها لكنما كان هناك من ينصحه بالابتعاد لانه سوف يغرق هو الاخر
هي قد افضت روحها الى الله
وهو يحاول انقاذ الجسد فقط
لم يستمع للنصح وغاص خلفها بقوة جسده
وهناك في اعماق النهر وجد احمد جثمانها تتقاذفه الامواج بأسفل النهر
امسك بها
وضمها لصدره وخرج بها الى السطح حيث ربط بحبل واخرجوه معها
كانت عيونها مفتوحه لكنما هذه المرة بغير بريقها المعتاد..
وفمها عليه ابتسامه خافته
ويديها تحتضن جزء من قميصه ...
صرخ احمد بقوة أسمعت كل من الارض ..
واحتضنها بقوة ثم حملها وسار بها ووضعها بقرب الشاطئ ..
حضر والدها ثم جثى على ركبتيه مطأطئ الرأسي باكياً
اما خطيبها فقد وقف في اخر الصفوف قليلا ثم انصرف ليبحث له عن شيئ ينسيه ما حدث في برود وااضح .
دفنت بقبر خاص بقرب مقابر القرية وأسموه قبر الشهيده
مال أحمد في جلسته ...
غربت الشمس ..
ثم أذن المؤذن الله اكبر
حي على الصلاة
حي على الفلاح
فقام أحمد
وتوضئ
وذهب الى المسجد للصلاة ...
لم تنسيه السنون قصته
التي حبسها وحملها معه اينما حل واينما ذهب
اتخذ من التنقل بين البلدان وسيلة للهروب
لكنها كانت تلازمة كاظله اينما حل أو ارتحل
بعد الصلاة ذهب الىالمقابر
زار قبرها ثم عرج على قبر والده ثم والدته ثم عاد الى شقته \
ليخربش على جدران قلبه ليستنذف منه الذكريات
نظر الى عصفورته
فوجدها قد نامت في عشها
ابتسم .. وجلس على كرسية يتأمل الكون مرة اخرى
انتهت..
 

بطليموس

๑ . . عضو مؤسس . . ๑
التسجيل
7 مارس 2005
رقم العضوية
3228
المشاركات
15,984
مستوى التفاعل
3,816
الجنس
الإقامة
بـغـداد
مشاركة: خربشات فوق جدران قلب ...(قصة )

مشكوووووووووووووووووووورة على القصة



بعدين بقرييييييييييييها




يوم بقطع الاتصال

الموضوووووووع قدييييييييم صح

خخخخخخخخخخخ
 

سندريلا الشحوح

:: شخصيه هامه ::
التسجيل
1 مايو 2004
رقم العضوية
1538
المشاركات
12,750
مستوى التفاعل
31
العمر
41
الجنس
الإقامة
في قلــ حبيبي ـب
مشاركة: خربشات فوق جدران قلب ...(قصة )

لا خول ولا قوة الا بالله

يسلمووووو على القصة





السندريلاااا
 
عودة
أعلى