أدركت القـ م ـر
:: شخصيه هامه ::
- التسجيل
- 15 يناير 2005
- رقم العضوية
- 2926
- المشاركات
- 8,048
- مستوى التفاعل
- 166
- الجنس
- الإقامة
- فِدآڪ المڪـآن لي سڪنته
~`~` شـــــــرود~`~`
- أمي لا ترحلي ... أمي ابقــيّ معــي ...
لــم أتمالك نفسي عند سماع تلك العبارات ...فانهمرت عيناي بالدموع ..
اقتربت ..
- بني ... إني مضطرة للرحيل ... سامحني يا بني .. أرجوك سامحني ..
[ بنبرة حزينة .. تخرج بمرارة وحرقةٍ..]
- سأعود لكن لا أعلم متى..!
قبلتــه قبـــلاتٍ .. اتضــح من خــلالها الألم الــذي يسكــن في جـــوفهـــــا....
وقفــت مذهولة من هـــذا المـــوقف المحزن..
الابن يتوســـل والدتــهُ !!
والأم تـودع ابنهــا مجبورة بدموع حارقة !!
اقتربــتُ أكثــر ..متســائلــة ..حـــائــرة..
- ما بالكِ يا خاله..! لما ........ فقاطعتني رادفة :
- بنيتـــــــي .. خــذي الطفـــل معــكِ.. واعتنــي به جيــداً ..ابقهِ معكِ..لحين عودتي الغابرة..!
لم أتفــوه حينهـــا بأية كلمـــة ..فقد تناثرت الحروف... وتبعــثــــــرت الكلمــــــــــــات...
خــانني التعبيــر،،، فلـــم أعــد قــادرة على ترتيب عبـــارة... عبارة ألـم ،
حزن ،
عبــارة وداع .. أيُّ شيء ...
حتى لو كــانت عبارة ( لا معنى لها..!! )
صعدت المرأة عربتهــا ..راحلة .. لا أعلم إلى أين ..؟
مسكيــنٌ حــالهـــا .. يسري في داخلها الحزن والأسى والألــم القــاس الملتهــب ..فقد ودعت ابنهــا مجبرة ..
جلــس الابن يبكــي ..ويستصرخ وينادي على أميه بكل ما أووووتي من قوة .. قطع قلبي بكاؤه ..وأثلج صدري حزنه المتشعب فقدانا لوالدتهِ .. أقرب الناس إليـــــــه..
مسحــت دموعي .. ضممته إلى صــدري بقوة و حنان .. أخفف عنــهُ همـَــهُ الثقيـــــل .. وأزيحُ عنــه كومة الحـــزن الــملتهبـــــــــه...
شبكــت أناملي بأنامله الصغيــرة البــريئــة .. النــاعمة الملمــس .. والدافـئـــــــة كانت يده مرتعشـــة .. وكيف لا ترتعش بعد أن كانت أنامله مشبوكة بيد أمهِ الحبيبة..!
مسحــت أدمعـه الشفــافة..
- لا تبكي.. لا تبكي يا صغيري.. فالغــد آتٍ وهو قريب.. ستلتقي بأمك بإذن الله.. وستعيش معها أبد الدهر.. أما الآن فهيا تعال معي...تعال معي يا صغيره (بهمسٍ وحنية)
ومضيت....
اتجهت إلى منزلي الذي يبعد عــن منـزلهم بضع أقدام ..
حينهـــا سمعتُ صــوتا غريبا.. انها صيحات تشبه طلقات النيران !!
آآه..مــا هــذا الصـــوت المرعــب..؟
ولمَ يطلــق هذا الصــوت هنا..؟!
ما الذي يجـــري يا إلهــــــــــي..!!
حملـــت الطفــل مســرعة إلى المنزل ..هاربة ..خائفة على الصبي من أن يبكي مرة أخرى ..خائفة عليه من تلك الطلقات الرهيبة.. المفزعة..
دخلت منزلي .. فأوصدت الباب بإحكــــام.. حتى لا يتمكنوا من الوصل إلينــــــــــا...
ولكــي أحمي الطفــل الذي لم يتجاوز عامهُ الرابعــة ..
- إلى أين ذهبت أمي؟؟ ومتى ستعــود ؟ وهل سأراها غداً؟ هل تركتنــي للأبــد..؟!
ســؤالا يتلوه الآخـــر .. بنبراتٍ حزينة متقطعــة.. متســائلــة..
رفعــت رأســـي إلى أعلى ... فكلمــت نفسي..
- ربـــــــــــــاه مــــــــــا العمــــــــــل ..؟
استنجدت بربي لعلي أجـد الحـــــل..!
سكت الطفل عن البكـاء بعد أن إنشغل بتجميع رصاص فارغ كان منتشراً بين الآرائك المتسخة بالغبار والممزقة بأيدي ظالمة جباره..!
فردفت مبتسمـــة بعد أن مسحت على رأسه..
- حبيبــي سأحظر لك الرغيف الأسود ... مع الخل والزيتون .. والجبـنــة البيضـــــــاء ..وسنــأكل معــا ... ونشرب لبــن البقــرة..
اشرق وجــه الطفـــل النــاعم بابتســـامة بريئــة طــاهرة .. متناسيــاً رحيل أمه..
لكــن الفرحــة لم تــدم ... هنـــاك أصــواتا رهيبــة مدوية في الخــارج..إنهــا تقتـــرب من المنــــــــــزل.. يا إلهــــــــــي مــــــــــاذا عســـــــــاي أن أفعــــــل ..؟ ..فالطلقــــــــات باتت تُسمـــع وكـــأنها تطلـــق في أحــد أركـــان المنـــزل... لا بــد أنها تقصــدنا... أو بالأحـــرى تقصــد الطفــــــــــل.!! لكـــن لمَ..؟
بــدأت عينـــــــــا الطفـــــــــل تذهـــــلان .. بدأتـــا بالثوران والاستعـــــداد للبكاء مرة آخرى ...
- افتحي البـــاب .. قلـت افتحــي البــاب هيـــا.. وإلا كســـرنــا القفــل .. وهجمنــا عليـــك وعلى الطفـــــــــــــــل البــائس,,
- الطفــل !! لــم!؟ ( حدثت نفسي )
ارتبكــت ضلــوعي ... أصبـــت بالرعشة .. سبقها الخــوف... وأصبح قلبي مقبوض ،،، مهــزوم من الداخــــل..
مــاذا أفعل الآن سيــأخذوا الطفــل عني ... ربما يقتلــوه ..؟!! احتقنت الدموع في عيني ،، فلم يعد لي أيُّ أمـــل بالهـــروب..
فالباب قد كسروا قفله ،، وهاهم يهجمون علينا كأنهم أسراب من الوطاويط هاربة من كهوفها !! باحثــة عن طعــاما...تأكله...،
وقفت في وجههم ،، فزفرت بحرارة ،،
- لن تستطيعوا لمس الطفل ،، ولن تستطيعوا أخذه مني إلا بعد جثتي . أيهّــا الآبالسة الأوغاد..!
قهقهوا ضاحكين ،، فهذا يضرب كفيه من الضحك،، وذاك يمسك بطنه ســاخراً ،، وكأن بطنه سينفجر...
قام أحدهم بحمل سلاحه فأطلق رصاصته باتجهـــــــاي ،،
نعم باتجـــــاهي .. صوبهّـــا بكل بسالة ودون مراعاة لضعفي و لضعف الطفل.. فإذا بالطفــــــل يرمي بكأس الحليب على رأس العدو.. ويطرحه أرضا...
نعم لقد طرح أرضاً ووقف نبضه..!
ذُهل الأوغاد من وقع الصدمة .. كيف لهذا الطفل أن يسحق رفيقهم ..بكأس !!!
همّــوا على بعضهم يتراكضون بغياً في النجاة على أنفسهم... ولكن هيهــــــــــات ....فمن نجي اليوم فلن ينجوّ غداً.... وسيرى ما سيراه في تلك الساعـــة....
كنت سأذهب لحمل الطفل والهرب به بعيداً بعيداً عن هذه الديــــــار... فهو وصية والوصية ديــــن ، ويجب عليّ المحافظة عليها مهما كلفني ذلك الشيء..... وإذا بي أسمع صوتا آخــــــــــــر...
ولمســـة في ذراعي كادت تنزعــــــــــه......
منـــار
منــــــــار !
ما بالكِ .. تصــرخيــن!
كـــان هذا الصوت ، صـــــوت معلمتــي وأنا في قاعة الدراسة...............
همسه : سبق وكتبتها، ولكني أعدت صياغتها.. ولا بأس من التجديد في بعض الأحيان ،، أتمنى أن تنال على اعجابكــــمـ..!
تحياتي
طيف الألـــــــم