بنت الجري
๑ . . عضو . . ๑
- التسجيل
- 14 أغسطس 2006
- رقم العضوية
- 5289
- المشاركات
- 58
- مستوى التفاعل
- 0
- العمر
- 30
- الجنس
- الإقامة
- ظبيانيهـ...,
:h_mar7aba :m_mar7ba:
السلام عليكم
شحالكم؟
المهم..........
اليوم يبت لكم موضوع عن النمل و هو وايد حلو
عالم النمل ants ملئ بالأسرار واللقطات الفريدة التي تفيض بوحدانية الخالق عز وجل: حيث تجد أن هناك علاقات مشتركة بين النمل وغيره من الكائنات يستفيد كل منهما من الآخر، مثل علاقة المعايشة بين النمل وحشرات المن وأبناء عمومتها من الحشرات الجاسيد، وكذلك حشرات رتبة حرشفية الأجنحة.
إن مثل هذه العلاقة موجودة أيضاً بين النمل والنباتات التي تقدم إفرازات رحيقية موجودة على الأوراق، حيث ينجذب النمل إلى هذه الإفرازات وفي المقابل يتولى الدفاع عن هذه النباتات وحمايتها من الحشرات التي تهاجمها. ثمة جوانب أخرى مثيرة، حيث تهاجم شغالات بعض الأنواع أعشاش النمل الأخرى وتقوم بسرقة عذارى النمل التي تهاجمه وتنقله إلى مستعمرتها. وعندما تتطور عذارى النمل المسروق إلى نمال فإنها تعيش كالعبيد في مساكن أسرية وشغالات النمل السارق تقوم بعملية السطو هذه بدقة وتخطيط وتنظيم وتحارب بشجاعة فائقة، حيث تقوم بالعض واستعمال القاذفات الكيميائية في الهجوم.
وفي هذا المقال نلقي الضوء على بعض أسرار عالم النمل كيف يعيش ويتغذى ويخزن ويزرع النباتات ويجلب الحشرات؟ كيف يبني مدينته بتخطيط هندسي يحمي من الأعداء ويحافظ على جوها مناسباً للصغار؟ وكيف يتواصل وينقل المعلومات والأفكار ليستفيد من كل ذلك الإنسان في برامج الحاسوب.
للنمل حواس حادة للمس والشم والتذوق، ومراكز هذه الحواس منتشرة على جميع أجزاء الجسم ولكنها تكون مركزة على قرون الاستشعار وتستخدم النملة قرنا الاستشعار لفحص الأشياء وأيضا لنقل المعلومات بين أفراد المستعمرة ويعتقد أن لضربات قرون الاستشعار التي تكون قوية أو لطيفة، سريعة أو بطيئة مدلول في نقل
الأفكار بين الأفراد فالتقاء الأصدقاء يعطي النمل رضا واضحاً أما التقاء الأعداء فيصحبه تناحر وعراك.
وبعض فصائل النمل تتأثر غددها الشرجية بالغذاء الذي تكتشفه فتفرز مادة نفاذة الرائحة في صورة خطوط تعتبر كمرشد من مكان الطعام إلى العش.
النمل يتبع رتبة غشائية الأجنحة hymenoptera ويوجد منه حوالي (4000) نوع تعيش كلها معيشة اجتماعية في بيئات مختلفة. وينتشر النمل أكثر من غيره من الحشرات، حيث تزيد أعداده عن الديدان الأرضية مثلاً في الغابات الاستوائية وعن أعداد النمل الأبيض (الأرضة أو دابة الأرض) وينافسها في تأثيره على تركيب التربة. لأنه يحمل الكثير من المواد العضوية إلى العش وذلك من بقايا النبات والحيوان ويخلطها بالتربة مما يعطي مستويات عالية من الكربون والنيتروجين والفسفور مؤثراً بذلك على خصوبة التربة وتفاوتها في التركيب مما يؤثر على توزيع الغطاء النباتي. إن أنواع النمل التي تسكن التربة لها تأثير واضح في غابات السافاناSavanna بالمناطق الاستوائية فهي تبني المسكن mounds لتعطي مساحات شاسعة قد تصل إلى 2600متر مربع، محتوية على قرابة 40000كيلو غرام من التربة المستخرجة (excavated) ويعمل أنفاقا وغرفا تحت سطح التربة قد تصل إلى ستة أمتار أو أكثر، والمستعمرة قد تحوي مئات من الكيلو غرامات من المواد الغذائية المخزنة وهي بذلك تمثل مدينة قائمة بذاتها تحوي كل الأجهزة المعنية بتيسير حياتها وإدارة مرافقها المختلفة.
التغذية في النمل:
يعتبر الغذاء ضروريا للكائن الحي للمحافظة على الأنسجة الحية ولمنحها القدرة على النمو وبناء الأنسجة وتعويض ما يهدم منها كما أن الغذاء ضروري للحصول على الطاقة، وحيث أن النباتات هي الكائنات الوحيدة التي تستطيع الاعتماد على نفسها في الحصول على غذائها لاحتوائها على مادة الكلوروفيل لأنها بتخليق المواد العضوية وتخزينها عن طريق عملية التمثيل الضوئي فإن النباتات تعتبر مركزا للطاقة التي تستغلها معظم الحشرات لكي تعيش وتسود، ولابد أن يشتمل غذاء الحشرات على جميع المواد والعناصر الغذائية اللازمة لها، مثل مولدات الطاقة (وهي الدهون والكربوهيدرات ) وكذلك البروتينات اللازمة لبناء الأنسجة بالإضافة إلى الفيتامينات والعناصر المعدنية الضرورية للنمو وتختلف احتياجات الحشرات من الغذاء تبعاً للنوع.
يتم تخزين الغذاء في عش النمل إذا كان الغذاء متوفراً، أو قد يستهلك مباشرةً بعد جمعه متوقفاً ذلك على الظروف الطبيعية ومدى توفر الغذاء وملاءمته وحيث أن الشغالات في الحشرات الاجتماعية هي المكون الرئيسي للمستعمرة فإن الدهون والكربوهيدرات تعتبر أساس استهلاكها لتوليد الطاقة، أما البروتينات فهي أساس غذاء الأفراد التناسلية لإنتاج البيض، وكذلك هي أساس غذاء كل من اليرقات والأفراد الكاملة الصغيرة سناً. وعادةً فإن عملية تحويل الغذاء إلى حشرات يجب أن تكون أسرع من نسبة الموت لأن المستعمرة في حاجة إلى النمو المستمر لزيادة أعدادها وتكاثرها لضمان البقاء وحفظ النوع الذي هو من مهام كل الكائنات الحية.
والنمل بدأ حياته الأولى كمفترس يهضم الدهون والكربوهيدرات ثم استخدم السكريات بعد ذلك وأصبح معظمه نباتي التغذية ويتنوع غذاء النمل ويختلف تبعا للنوع. فبعض أنواع النمل من Myrmecia بأستراليا تقوم باصطياد بعض الحشرات مستخدمة آلة اللسع لقتل الحشرات الكبيرة ثم تمزيقها إلى قطع صغيرة وتسحبها إلى العش أو بجواره وتتغذى عليها.
وأنواع من النمل تتغذى على الرحيق الذي تفرزه بعض الأزهار أو المواد السكرية التي تفرزها بعض الغدد في النبات وكذلك على الندوة العسلية honeydew التي تفرزها بعض الحشرات كالمن، وبعض الحشرات القشرية. وهذه المادة العسلية غنية بسكر الغلوكوز والفركتوز بالإضافة إلى سكريات أخرى مثل السكروز والتريالوز بالإضافة إلى أحماض عضوية وأمينيه وهرمونات نباتية ومنظمات نمو. وعموما يختلف التركيب تبعا لاختلاف نوع الحشرة والنبات ونوع النملFormica rufe يجمع الندوة العسلية من المن.
النمل الخازن: استطاع النمل خلال تاريخه الطويل أن يطور وسائل جديدة وشائعة لحفظ موارده من الطعام وزيادتها حيث تمثل مخزونا استراتيجيا له، والأفراد المكتضه التي تقضي معظم وقتها وهي معلقة بلا حراك من سقف حجرات صغيرة مخصصة تماما لسكناها تستقبل السائل الحلو في حوصلتها التي تصبح في النهاية شديدة الانتفاخ لدرجة أن جميع الأعضاء الأخرى تلتصق بجدران البطن وتسبب تمددها إلى حد أن الحشرات تتحول إلى أوعية كروية من العسل والعش المتوسط قد يكون فيه مائتان إلى ثلاثمائة من هذه الحشرات المكتضه وفي البلاد التي تيسر فيها وجود هذه الحلوى الغريبة فإنها تكون مطلوبة بكثرة للأهالي فهي لا تختلف عن الزبيب الصغير العنبري اللون في الحجم والشكل ويمكن شراؤها من أسواق المكسيك بالغا لون.وكل ما يلزم المشتري لكي يحولها إلى مشروب هو أن يسحقها في مهراس وبعد ذلك يعصر السائل خلال قماش رفيع ثم يتركه ليختمر.
أنواع من عائلةmyrmicine تتغذى أيضا على بذور النباتات seed eaters ، حيث تجمع الشغالات البذور الدقيقة خلال الموسم وتتغذى على بعضها وتساعد هذه العملية في نشر النباتات وتوزيعها وتجمع البذور من النباتات مباشرة أو تلك المتساقطة على الأرض وتنقلها إلى العش وتقوم بتكسيرها إلى قطع صغيرة من جزأين أو أربع أجزاء ، حتى لا يستطيع الجنين أن ينمو ، والنمل بخبرته وغريزته وإلهام الله له يعلم تلك الحقائق العلمية ويقوم بالاستفادة منها ، وتعتبر البذور مصدراً هاما للزيت والبروتين، فهي غنية بالمواد الغذائية الضرورية لنمو الجنين ويمكن للنمل تخزينها لفترات طويلة طالما كانت هذه البذور جافة . أما البذور غير الناضجة فلا يتم حفظها، ويستهلكها النمل بسرعة ونوع النملlasius Alienus يجمع البذور ولكن لا يتغذى عليها وهو بذلك يساعد على نشر النبات وهذه العلاقة موجودة بين أنواع أخرى من النمل ويقدر العلماء أن هناك حوالي 1500نوع من النمل تتبع 243عائلة تستخدم أفرادها لنشر البذور وزراعتها .
ويطلق على هذا النمل اسم النمل قاطع الوراق cutting ant أو النمل حامل المظلات حيث انه يقطع أوراق الأشجار ويحملها إلى عشه فوق رأسه(كالمظلة) ويقوم النمل بمضغ هذه الأوراق بواسطة فكوكه كي يحولها إلى كتلة لينه ثم يخلطها بلعابه ويمزجها بعضلاته ويفرشها على التربة كسماد لمزرعته.
هناك أنواع من النمل تتغذى على حبوب اللقاحpollien eaters وتقوم بتخزينها ، وتعتبر حبوب اللقاح غنية المواد الغذائية فهي تحوي من 7% إلى30% بروتين وأحماض أمينية وفيتامينات وكولسترول وتحتوي على خمائر التي تكون حمض اللكتيكlactic acid .
ويعمل النمل العش مستخدماً الأشجار في عمل العشوش, ففي بعض مناطق أفريقيا الاستوائية قد يوجد على الشجرة أكثر من 50 نوعاً من النمل والنوعAzteca longiceps ينتشر أكثر من غيره على النباتات وهذه العلاقة ضرورية , لأن الملكة تصل إلى الشجرة وتبني المستعمرة التي تنمو وتغطي الأفرع ويتغذى النمل على الفطريات والحشرات القشرية .
قرية النمل وتنظيم الظروف الحيوية داخلها:
بعض أنواع النمل تعمل نفقاً بسيطاً واحداً وغرفة واحدة والبعض يعمل عشاً من عديد من الغرف والممرات وهذه الغرف متنوعة الأغراض، وأنواع أخرى من النمل تبني الغرف تحت سطح التربة على أبعاد متفاوتة قد تصل إلى 50سم أو أكثر والعش له عدة فتحات تختلف في أعدادها ومواقعها حسب الظروف الجوية، وعادة تقع الغرف قرب السطح وهذه تستخدم لإنتاج الحضنة وتربيتها والغرف العميقة تستخدم للبيات الشتوي. وقد يشغل العش مساحات شاسعة تصل إلى 50 أو 100سم2 وقد تصل تلك النباتات إلى ارتفاعات ومساحات كبيرة. حيث تبدو وكأنها أطلال بيوت قديمة مهجورة أو كأنها آثار باقية من أزمان غابرة تلتحم هذه المستعمرات مع بعضها البعض لتكون روابي وتلالاً ضخمة تمثل هندسة بناء ودقة وتصميم وقد يعجز الإنسان عن محاكاتها.
يعتبر العش أو المسكن الخاص بالنمل بيئة مستقرة إلى حد كبير steady enviroument للتكاثر وتحويل الغذاء وتغذية الصغار والهدف الأساسي من بناء العش هو الاحتفاظ بالجو المحيط في أحسن الحالات الملائمة لنمو الطائفة ونشاطها البيولوجي.
وتمر عملية تأقلم الحشرات الاجتماعية في عدة مراحل:-
المرحلة الأولى: وكانت الحشرة تنتقل داخل العش من أعلاه إلى أسفله حسب الظروف المحيطة.
المرحلة الثانية: تناولت استخدام العش لتخزين الغذاء بقدر ضئيل.
والمرحلة الثالثة: وفيها يتم تخزين الغذاء بكميات كبيرة وأخيرا إمكانية ضبط الحرارة داخل العش إلى حد كبير.
تستطيع معظم طوائف النمل تحريك الحضنة ونقلها داخل عشوشها من طائفة لأخرى، وذلك عندما تكون الحرارة غير ملائمة ففي الطبيعة تقوم أعداد صغيرة من أفراد النمل المهاجرة (النمل الرجال)بالهجرة إلى عش جديد وتسمى بالشغالات المستكشفة وعندما تجد مكاناً آخر مناسباً تقوم بإفراز هرمون معين يسمى بهرمون تقصي الأثر وذلك لإرشاد باقي أنواع المستعمرة إلى المكان الجديد. وفي النهاية عندما يعلم باقي الأفراد بالمكان الجديد تقوم الشغالات بحمل الملكة والحضنة إلى المسكن الجديد وتأخذ هذه العملية حوالي ساعة للنوع المهاجر وفي الأنواع الأخرى تأخذ وقتاً أطول يصل لعدة ساعات أو أيام.
النمل البناء:
يقوم هذا النمل ببناء المسكن (Mound) وهو بناء متطور يصنعه النمل لتنظيم درجة حرارة المسكن بواسطة أنواع النمل صغير السن. وتتكون هذه البيوت من خليط من التربة والمواد العضوية وسيقان وأوراق النباتات وتكون عبارة عن بناء مكون من غرف للمعيشة وشبكة من الأنفاق يتراوح حجمها من بعض السنتمترات طولاً إلى ما يشبه التل أو قد يصل طولها إلى متر أو أكثر, ويحتوي المسكن على أنفاق وممرات بالتربة لعبور النمل منها وقت ارتفاع الحرارة.
توجد عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في عملية التنظيم الحراري للمسكن مثل وجود طبقة من المواد العضوية أو القش على بعض الأعشاش وقد يساعد ذلك في عزل القش, كذلك وجود مخلفات النمل التي تعمل على إعاقة وصول حرارة وضوء الشمس, بالإضافة لذلك فإن الحرارة الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي للطائفة تؤدي إلى تدفئة الطوائف خاصةً ذات الأعداد الكبيرة مثل النوعF.rufa التي يصل تعدادها إلى 100000 أو أكثر كذلك في حالة ما يكون أعداد الطائفة قليلة فإن النمل يلجا إلى التجمع معاً على شكلclustering لرفع درجة الحرارة أو التدفئة.
:h_daleel: :m_daleel:
و أرجو أن الموضوع يعجبكم
أختكم:. بنت الجري.............
السلام عليكم
شحالكم؟
المهم..........
اليوم يبت لكم موضوع عن النمل و هو وايد حلو
عالم النمل ants ملئ بالأسرار واللقطات الفريدة التي تفيض بوحدانية الخالق عز وجل: حيث تجد أن هناك علاقات مشتركة بين النمل وغيره من الكائنات يستفيد كل منهما من الآخر، مثل علاقة المعايشة بين النمل وحشرات المن وأبناء عمومتها من الحشرات الجاسيد، وكذلك حشرات رتبة حرشفية الأجنحة.
إن مثل هذه العلاقة موجودة أيضاً بين النمل والنباتات التي تقدم إفرازات رحيقية موجودة على الأوراق، حيث ينجذب النمل إلى هذه الإفرازات وفي المقابل يتولى الدفاع عن هذه النباتات وحمايتها من الحشرات التي تهاجمها. ثمة جوانب أخرى مثيرة، حيث تهاجم شغالات بعض الأنواع أعشاش النمل الأخرى وتقوم بسرقة عذارى النمل التي تهاجمه وتنقله إلى مستعمرتها. وعندما تتطور عذارى النمل المسروق إلى نمال فإنها تعيش كالعبيد في مساكن أسرية وشغالات النمل السارق تقوم بعملية السطو هذه بدقة وتخطيط وتنظيم وتحارب بشجاعة فائقة، حيث تقوم بالعض واستعمال القاذفات الكيميائية في الهجوم.
وفي هذا المقال نلقي الضوء على بعض أسرار عالم النمل كيف يعيش ويتغذى ويخزن ويزرع النباتات ويجلب الحشرات؟ كيف يبني مدينته بتخطيط هندسي يحمي من الأعداء ويحافظ على جوها مناسباً للصغار؟ وكيف يتواصل وينقل المعلومات والأفكار ليستفيد من كل ذلك الإنسان في برامج الحاسوب.
للنمل حواس حادة للمس والشم والتذوق، ومراكز هذه الحواس منتشرة على جميع أجزاء الجسم ولكنها تكون مركزة على قرون الاستشعار وتستخدم النملة قرنا الاستشعار لفحص الأشياء وأيضا لنقل المعلومات بين أفراد المستعمرة ويعتقد أن لضربات قرون الاستشعار التي تكون قوية أو لطيفة، سريعة أو بطيئة مدلول في نقل
الأفكار بين الأفراد فالتقاء الأصدقاء يعطي النمل رضا واضحاً أما التقاء الأعداء فيصحبه تناحر وعراك.
وبعض فصائل النمل تتأثر غددها الشرجية بالغذاء الذي تكتشفه فتفرز مادة نفاذة الرائحة في صورة خطوط تعتبر كمرشد من مكان الطعام إلى العش.
النمل يتبع رتبة غشائية الأجنحة hymenoptera ويوجد منه حوالي (4000) نوع تعيش كلها معيشة اجتماعية في بيئات مختلفة. وينتشر النمل أكثر من غيره من الحشرات، حيث تزيد أعداده عن الديدان الأرضية مثلاً في الغابات الاستوائية وعن أعداد النمل الأبيض (الأرضة أو دابة الأرض) وينافسها في تأثيره على تركيب التربة. لأنه يحمل الكثير من المواد العضوية إلى العش وذلك من بقايا النبات والحيوان ويخلطها بالتربة مما يعطي مستويات عالية من الكربون والنيتروجين والفسفور مؤثراً بذلك على خصوبة التربة وتفاوتها في التركيب مما يؤثر على توزيع الغطاء النباتي. إن أنواع النمل التي تسكن التربة لها تأثير واضح في غابات السافاناSavanna بالمناطق الاستوائية فهي تبني المسكن mounds لتعطي مساحات شاسعة قد تصل إلى 2600متر مربع، محتوية على قرابة 40000كيلو غرام من التربة المستخرجة (excavated) ويعمل أنفاقا وغرفا تحت سطح التربة قد تصل إلى ستة أمتار أو أكثر، والمستعمرة قد تحوي مئات من الكيلو غرامات من المواد الغذائية المخزنة وهي بذلك تمثل مدينة قائمة بذاتها تحوي كل الأجهزة المعنية بتيسير حياتها وإدارة مرافقها المختلفة.
التغذية في النمل:
يعتبر الغذاء ضروريا للكائن الحي للمحافظة على الأنسجة الحية ولمنحها القدرة على النمو وبناء الأنسجة وتعويض ما يهدم منها كما أن الغذاء ضروري للحصول على الطاقة، وحيث أن النباتات هي الكائنات الوحيدة التي تستطيع الاعتماد على نفسها في الحصول على غذائها لاحتوائها على مادة الكلوروفيل لأنها بتخليق المواد العضوية وتخزينها عن طريق عملية التمثيل الضوئي فإن النباتات تعتبر مركزا للطاقة التي تستغلها معظم الحشرات لكي تعيش وتسود، ولابد أن يشتمل غذاء الحشرات على جميع المواد والعناصر الغذائية اللازمة لها، مثل مولدات الطاقة (وهي الدهون والكربوهيدرات ) وكذلك البروتينات اللازمة لبناء الأنسجة بالإضافة إلى الفيتامينات والعناصر المعدنية الضرورية للنمو وتختلف احتياجات الحشرات من الغذاء تبعاً للنوع.
يتم تخزين الغذاء في عش النمل إذا كان الغذاء متوفراً، أو قد يستهلك مباشرةً بعد جمعه متوقفاً ذلك على الظروف الطبيعية ومدى توفر الغذاء وملاءمته وحيث أن الشغالات في الحشرات الاجتماعية هي المكون الرئيسي للمستعمرة فإن الدهون والكربوهيدرات تعتبر أساس استهلاكها لتوليد الطاقة، أما البروتينات فهي أساس غذاء الأفراد التناسلية لإنتاج البيض، وكذلك هي أساس غذاء كل من اليرقات والأفراد الكاملة الصغيرة سناً. وعادةً فإن عملية تحويل الغذاء إلى حشرات يجب أن تكون أسرع من نسبة الموت لأن المستعمرة في حاجة إلى النمو المستمر لزيادة أعدادها وتكاثرها لضمان البقاء وحفظ النوع الذي هو من مهام كل الكائنات الحية.
والنمل بدأ حياته الأولى كمفترس يهضم الدهون والكربوهيدرات ثم استخدم السكريات بعد ذلك وأصبح معظمه نباتي التغذية ويتنوع غذاء النمل ويختلف تبعا للنوع. فبعض أنواع النمل من Myrmecia بأستراليا تقوم باصطياد بعض الحشرات مستخدمة آلة اللسع لقتل الحشرات الكبيرة ثم تمزيقها إلى قطع صغيرة وتسحبها إلى العش أو بجواره وتتغذى عليها.
وأنواع من النمل تتغذى على الرحيق الذي تفرزه بعض الأزهار أو المواد السكرية التي تفرزها بعض الغدد في النبات وكذلك على الندوة العسلية honeydew التي تفرزها بعض الحشرات كالمن، وبعض الحشرات القشرية. وهذه المادة العسلية غنية بسكر الغلوكوز والفركتوز بالإضافة إلى سكريات أخرى مثل السكروز والتريالوز بالإضافة إلى أحماض عضوية وأمينيه وهرمونات نباتية ومنظمات نمو. وعموما يختلف التركيب تبعا لاختلاف نوع الحشرة والنبات ونوع النملFormica rufe يجمع الندوة العسلية من المن.
النمل الخازن: استطاع النمل خلال تاريخه الطويل أن يطور وسائل جديدة وشائعة لحفظ موارده من الطعام وزيادتها حيث تمثل مخزونا استراتيجيا له، والأفراد المكتضه التي تقضي معظم وقتها وهي معلقة بلا حراك من سقف حجرات صغيرة مخصصة تماما لسكناها تستقبل السائل الحلو في حوصلتها التي تصبح في النهاية شديدة الانتفاخ لدرجة أن جميع الأعضاء الأخرى تلتصق بجدران البطن وتسبب تمددها إلى حد أن الحشرات تتحول إلى أوعية كروية من العسل والعش المتوسط قد يكون فيه مائتان إلى ثلاثمائة من هذه الحشرات المكتضه وفي البلاد التي تيسر فيها وجود هذه الحلوى الغريبة فإنها تكون مطلوبة بكثرة للأهالي فهي لا تختلف عن الزبيب الصغير العنبري اللون في الحجم والشكل ويمكن شراؤها من أسواق المكسيك بالغا لون.وكل ما يلزم المشتري لكي يحولها إلى مشروب هو أن يسحقها في مهراس وبعد ذلك يعصر السائل خلال قماش رفيع ثم يتركه ليختمر.
أنواع من عائلةmyrmicine تتغذى أيضا على بذور النباتات seed eaters ، حيث تجمع الشغالات البذور الدقيقة خلال الموسم وتتغذى على بعضها وتساعد هذه العملية في نشر النباتات وتوزيعها وتجمع البذور من النباتات مباشرة أو تلك المتساقطة على الأرض وتنقلها إلى العش وتقوم بتكسيرها إلى قطع صغيرة من جزأين أو أربع أجزاء ، حتى لا يستطيع الجنين أن ينمو ، والنمل بخبرته وغريزته وإلهام الله له يعلم تلك الحقائق العلمية ويقوم بالاستفادة منها ، وتعتبر البذور مصدراً هاما للزيت والبروتين، فهي غنية بالمواد الغذائية الضرورية لنمو الجنين ويمكن للنمل تخزينها لفترات طويلة طالما كانت هذه البذور جافة . أما البذور غير الناضجة فلا يتم حفظها، ويستهلكها النمل بسرعة ونوع النملlasius Alienus يجمع البذور ولكن لا يتغذى عليها وهو بذلك يساعد على نشر النبات وهذه العلاقة موجودة بين أنواع أخرى من النمل ويقدر العلماء أن هناك حوالي 1500نوع من النمل تتبع 243عائلة تستخدم أفرادها لنشر البذور وزراعتها .
ويطلق على هذا النمل اسم النمل قاطع الوراق cutting ant أو النمل حامل المظلات حيث انه يقطع أوراق الأشجار ويحملها إلى عشه فوق رأسه(كالمظلة) ويقوم النمل بمضغ هذه الأوراق بواسطة فكوكه كي يحولها إلى كتلة لينه ثم يخلطها بلعابه ويمزجها بعضلاته ويفرشها على التربة كسماد لمزرعته.
هناك أنواع من النمل تتغذى على حبوب اللقاحpollien eaters وتقوم بتخزينها ، وتعتبر حبوب اللقاح غنية المواد الغذائية فهي تحوي من 7% إلى30% بروتين وأحماض أمينية وفيتامينات وكولسترول وتحتوي على خمائر التي تكون حمض اللكتيكlactic acid .
ويعمل النمل العش مستخدماً الأشجار في عمل العشوش, ففي بعض مناطق أفريقيا الاستوائية قد يوجد على الشجرة أكثر من 50 نوعاً من النمل والنوعAzteca longiceps ينتشر أكثر من غيره على النباتات وهذه العلاقة ضرورية , لأن الملكة تصل إلى الشجرة وتبني المستعمرة التي تنمو وتغطي الأفرع ويتغذى النمل على الفطريات والحشرات القشرية .
قرية النمل وتنظيم الظروف الحيوية داخلها:
بعض أنواع النمل تعمل نفقاً بسيطاً واحداً وغرفة واحدة والبعض يعمل عشاً من عديد من الغرف والممرات وهذه الغرف متنوعة الأغراض، وأنواع أخرى من النمل تبني الغرف تحت سطح التربة على أبعاد متفاوتة قد تصل إلى 50سم أو أكثر والعش له عدة فتحات تختلف في أعدادها ومواقعها حسب الظروف الجوية، وعادة تقع الغرف قرب السطح وهذه تستخدم لإنتاج الحضنة وتربيتها والغرف العميقة تستخدم للبيات الشتوي. وقد يشغل العش مساحات شاسعة تصل إلى 50 أو 100سم2 وقد تصل تلك النباتات إلى ارتفاعات ومساحات كبيرة. حيث تبدو وكأنها أطلال بيوت قديمة مهجورة أو كأنها آثار باقية من أزمان غابرة تلتحم هذه المستعمرات مع بعضها البعض لتكون روابي وتلالاً ضخمة تمثل هندسة بناء ودقة وتصميم وقد يعجز الإنسان عن محاكاتها.
يعتبر العش أو المسكن الخاص بالنمل بيئة مستقرة إلى حد كبير steady enviroument للتكاثر وتحويل الغذاء وتغذية الصغار والهدف الأساسي من بناء العش هو الاحتفاظ بالجو المحيط في أحسن الحالات الملائمة لنمو الطائفة ونشاطها البيولوجي.
وتمر عملية تأقلم الحشرات الاجتماعية في عدة مراحل:-
المرحلة الأولى: وكانت الحشرة تنتقل داخل العش من أعلاه إلى أسفله حسب الظروف المحيطة.
المرحلة الثانية: تناولت استخدام العش لتخزين الغذاء بقدر ضئيل.
والمرحلة الثالثة: وفيها يتم تخزين الغذاء بكميات كبيرة وأخيرا إمكانية ضبط الحرارة داخل العش إلى حد كبير.
تستطيع معظم طوائف النمل تحريك الحضنة ونقلها داخل عشوشها من طائفة لأخرى، وذلك عندما تكون الحرارة غير ملائمة ففي الطبيعة تقوم أعداد صغيرة من أفراد النمل المهاجرة (النمل الرجال)بالهجرة إلى عش جديد وتسمى بالشغالات المستكشفة وعندما تجد مكاناً آخر مناسباً تقوم بإفراز هرمون معين يسمى بهرمون تقصي الأثر وذلك لإرشاد باقي أنواع المستعمرة إلى المكان الجديد. وفي النهاية عندما يعلم باقي الأفراد بالمكان الجديد تقوم الشغالات بحمل الملكة والحضنة إلى المسكن الجديد وتأخذ هذه العملية حوالي ساعة للنوع المهاجر وفي الأنواع الأخرى تأخذ وقتاً أطول يصل لعدة ساعات أو أيام.
النمل البناء:
يقوم هذا النمل ببناء المسكن (Mound) وهو بناء متطور يصنعه النمل لتنظيم درجة حرارة المسكن بواسطة أنواع النمل صغير السن. وتتكون هذه البيوت من خليط من التربة والمواد العضوية وسيقان وأوراق النباتات وتكون عبارة عن بناء مكون من غرف للمعيشة وشبكة من الأنفاق يتراوح حجمها من بعض السنتمترات طولاً إلى ما يشبه التل أو قد يصل طولها إلى متر أو أكثر, ويحتوي المسكن على أنفاق وممرات بالتربة لعبور النمل منها وقت ارتفاع الحرارة.
توجد عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في عملية التنظيم الحراري للمسكن مثل وجود طبقة من المواد العضوية أو القش على بعض الأعشاش وقد يساعد ذلك في عزل القش, كذلك وجود مخلفات النمل التي تعمل على إعاقة وصول حرارة وضوء الشمس, بالإضافة لذلك فإن الحرارة الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي للطائفة تؤدي إلى تدفئة الطوائف خاصةً ذات الأعداد الكبيرة مثل النوعF.rufa التي يصل تعدادها إلى 100000 أو أكثر كذلك في حالة ما يكون أعداد الطائفة قليلة فإن النمل يلجا إلى التجمع معاً على شكلclustering لرفع درجة الحرارة أو التدفئة.
:h_daleel: :m_daleel:
و أرجو أن الموضوع يعجبكم
أختكم:. بنت الجري.............
