مدرب الامبراطور يدافع ويناور ويسجل الأهداف
زوماريو: إدارة الوصل لم تنفذ وعودها معي حتى الآن
في ظل النتائج السلبية التي يحققها فريق الوصل والتراجع الذي شهده الفترة الاخيرة كان لا بد من معرفة اسباب هذا التراجع الرهيب حيث خسر الفريق اولى مباراتيه في دوري أبطال آسيا على ارضه أمام القوة الجوية صفر/1 وأمام سايبا الإيراني في طهران صفر/2 ليتذيل المجموعة الثانية الآسيوية من دون رصيد من النقاط.
وفي الدوري الذي يحمل لقبه يحتل الفريق المركز الثامن في الترتيب العام للجدول برصيد 18 نقطة بفارق 11 نقطة كاملة عن الشباب المتصدر، مما يعني إنتهاء آماله منطقياً في المنافسة على اللقب ولم يتبق له سوى كأس رئيس الدولة التي تحمل لقبها ايضاً ووصل إلى المباراة النهائية التي ستقام الشهر القادم في
مدينة زايد أمام الاهلي، ولكن بهذا المستوى الذي ظهر به في الفترة الاخيرة سيصبح من الصعب عليه مقارعة الأهلي المنتشي الفترة الأخيرة ويقدم عروضاً قوية. وكان لا بد من التحدث مع زوماريو المدير الفني للفريق، والذي حقق الثنائية التاريخية العام الماضي بجدارة.
وأجاب زوماريو في حواره مع “الخليج الرياضي” على العديد من التساؤلات المهمة التي تدور في أذهان عشاق القلعة الصفراء عن اسباب اخفاق الفريق وتحدث عن فرص الفريق في البطولات الثلاث التي يشارك فيها كما يوضح حقيقة العروض الخارجية التي يتلقاها وإن كان سيترك الفريق أم سيستمر وهذا نص الحوار.
أجرى الحوار: أحمد طارق
في البداية ماذا الذي حدث للوصل؟
- أعتقد ان الذي يحدث للفريق في هذه الفترة شيء طبيعي ومنطقي، وفي الموسم الماضي مر النادي الاهلي بنفس المشكلة التي يعاني منها فريقي الآن بعد ان فاز بالدوري الموسم قبل الماضي ثم جاء الموسم الذي يليه وتراجع مستواه بشدة وفي النهاية احتل المركز السابع.
لذلك أرى ان مستوى الوصل هذا الموسم كان متوقعاً حيث من المستحيل ان يقدم الفريق نفس المستوى خلال موسمين متتاليين خاصة ان الفريق لم يتم تدعيمه بالشكل المطلوب هذا الموسم مع خروج بعض اللاعبين من الفريق مما جعل الفريق يعاني كثيرا بعد ان فقد الكثير من قوته التي تميز بها الموسم الماضي.
وما الفارق بين الموسمين الماضي والحالي؟
- الموسم الماضي كان الفريق كله متعاوناً، وكان هدف الجميع هو تحقيق انجاز غاب عن النادي منذ فترة طويلة، وكنا نلعب بروح عالية، وكان من الصعب ان يتغلب علينا أي فريق في ظل التكاتف الذي كان يعيش فيه بداية من مجلس الادارة مروراً بالجهاز الفني واللاعبين وعمال غرفة الملابس، فكان الفريق كله يعيش على هدف واحد هو تحقيق الفوز والالقاب وهو الذي نجحنا فيه.
أما في هذا الموسم، وبعد المجهود الكبير الذي تم بذله كان لابد من تجديد الدماء خاصة ان هذا يحدث في جميع الفرق سواء التي أدت موسماً جيداً او التي اخفقت لأن أي فريق بعد مرور موسم كامل، يحتاج بالتأكيد إلى عملية “احلال وتبديل” مع الحفاظ على الهيكل الاساسي للفريق، وهذا الأمر عرضته على مجلس الادارة بعد ان قدمت تقريري في ختام الموسم الماضي وعرضت احتياجاتي من اللاعبين وهو ما لم يتم تنفيذه من قبل مجلس الادارة، وفي كل مرة أحصل على وعد بمحاولة ضم لاعبين جدد لكن في النهاية لم يحدث شيء.
وما المراكز التي تحتاج إلى التدعيم في الوصل؟
- بالنسبة إلى المراكز التي يحتاج الفريق فيها إلى لاعبين جدد، نعاني منذ ان جئت لتدريب الوصل الموسم الماضي من عدم وجود ظهير ايسر صريح، واقوم بإشراك طارق حسن في هذا المركز وهو ليس مركزه لكن لا يوجد أي بديل وعندما اصيب قبل مباراة سايبا الاخيرة اضطررت إلى إشراك فيصل احمد ولم يظهر بالمستوى المطلوب بالتأكيد، حيث انه مازال صغيراً في السن ويلعب في مركز غير مركزه لكنه لاعب مستقبله جيد.
بالاضافة إلى انه اذا كنا نرغب في المنافسة والاستمرار في الفوز بالالقاب يجب ان نمتلك فريقين متكاملين خاصة اننا اصبحنا نخوض غمار 3 بطولات بعد مشاركتنا في دوري ابطال آسيا وهو ما يحتاج منا ان نكون جاهزين لجميع المباريات وان يكون لدينا البديل الكفء.
وأنا لا أهاجم اللاعبين الحاليين في الفريق ولكنهم صغار السن ويحتاجون إلى اللعب كثيرا حتى يكتسبوا الخبرة اللازمة في المواجهات الخارجية خاصة.
الآن اصبحت الكأس أقرب الالقاب للفريق، لكن هل تعتقد النتائج الاخيرة ستؤثر في الفريق قبل مواجهة الاهلي في النهائي؟
- نهائي الكأس سيكون مباراة مختلفة تماماً عن باقي المباريات في الدوري، وفي بطولة آسيا حيث ان اللاعبين يرغبون في الحفاظ على اللقب ويعلمون ان هذه المباراة جاءت بعد مشوار طويل، وإنها آخر مباراة، وسيكون تركيز اللاعبين فيها مختلفاً، خاصة انها نظرياً البطولة الاقرب لنا هذا الموسم بعد تضاؤل فرصنا في الدوري وفي آسيا.
هل هذا يعني انك فقدت الأمل في المنافسة على بطولة الدوري والصعود إلى الدور الثاني في دوري ابطال آسيا؟
- بالتأكيد لا لم نفقد الامل ونحن من طبيعتنا نلعب حتى آخر مباراة حيث في الدوري الفارق 11 نقطة مع الشباب صاحب الصدارة لكن لا احد يعلم ماذا يمكن حدوثه خلال المباريات المقبلة وفي دوري ابطال آسيا ما زال لدينا 4 مباريات تساوي 12 نقطة، وهو ما يعني انه في حالة فوزنا بها سنكون قريبين من التأهل على الرغم من صعوبة مهمتنا لكننا سنلعب حتى النهاية.
بالعودة إلى مباراة سايبا الاخيرة لماذا اشركت دياز وهو مصاب ولم يتدرب آخر 3 تدريبات مع الفريق قبل المباراة؟
- بعد مباراة القوة الجوية التي اقيمت على ملعبنا اشتكى اندريه دياز من الاصابة التي كان تعرض لها قبل ذلك في مباراة حتا بالدوري وسافر معنا إلى ايران ولم يتدرب بالفعل أياً من التدريبات التي سبقت مباراة سايبا واكتفى بالتدريبات العلاجية والجري حول الملعب وقبل المباراة طلب مني المشاركة، وانه جاهز وشفي من الاصابة، لذلك قررت الدفع به في التشكيلة الاساسية، واعتقد انه أدى الشوط الاول من دون أية مشاكل، وفي الشوط الثاني شعر ببعض الارهاق فقررت تغييره. وأنا بطيبعتي لا أضغط على اللاعبين من أجل مشاركتهم في حالة اصابتهم، وطوال مشواري التدريبي أؤمن ان قرار جاهزية اللاعب هو ملك للاعب، وهو الذي يعلم اذا كان مصاباً أو يستطيع المشاركة.
بعد المباراة ذكرت في المؤتمر الصحافي انك تواجه دائما عقبات كلما أردت التطوير فما هذه العقبات؟
- بعد العودة من إيران عقدت اجتماعاً مع مجلس الادارة وتحدثت عن المشاكل التي تواجهنا في الفترة الاخيرة ولا استطيع الكشف عنها وان كان ابرز ما تحدثت فيه حاجة الفريق إلى لاعبين جدد يساعدون الفريق على الاستمرار في المنافسة على البطولات.
قرأنا في بعض الصحف عن تلقيك عروضاً خارجية وبالتحديد من بعض الاندية القطرية؟
- منذ انتهاء الموسم الماضي وتحقيق الثنائية مع الفريق تلقيت العديد من العروض الخارجية، وهذا شيء طبيعي لكن حتى الآن لا يوجد أي مفاوضات رسمية او اجراء أي اتفاق مع أي الاندية لأني متعاقد مع الوصل حتى نهاية الموسم.
والعرض القطري لم أعلم به إلا عن طريق سؤال تعرضت له قبل مباراة القوة الجوية من احد الصحافيين، وذكر لي ان العربي القطري يتفاوض معي لكن اؤكد أنني لم تصلني أية عروض حتى الآن.
وأحب ان اقول إنه في حالة اتفاقي مع أي من الفرق الاخرى، أول من سيعلم سيكون مجلس الادارة، وفي النهاية أنا مدرب محترف ومن حقي بالتأكيد ان اتفاوض مع فرق اخرى.
لكن متى نستطيع القول ان زوماريو اكتفى بالفترة التي قضاها مع الوصل؟
- أنا من جهتي سعيد وأرغب في الاستمرار مع الوصل لكن من الممكن في نهاية الموسم عند تجديد العقد بيني وبين الوصل ان يختلف احد الطرفين ولا يتم الاتفاق وهذا شيء طبيعي ويحدث في كل مكان، وبالتأكيد الوصل لن يكون محطتي الأخيرة، وانا لن أكون المدرب الأخير للوصل. ولكن لا أحب التفكير الآن في هذا الأمر، لأننا ما زلنا في منتصف الموسم وعندنا مواجهة في غاية الاهمية في نهائي الكأس وباقي مباريات الدوري ودوري ابطال آسيا.
في الموسم الماضي اشركت الناشىء محمد جمال في بعض المباريات، أين هو الآن، ولماذا لم تمنحه الفرصة؟
- محمد جمال ما زال طالباً في المدرسة، ودائما كان يتأخر عن التدريبات ولا يحضرها، وهذا ليس جيداً للاعب في الفريق الاول، لذلك قررت ان يستمر في اللعب مع فريق الشباب حتى يتخلص من مشاكله ويستطيع الالتزام معنا.
وأنا طوال مشواري التدريبي اعشق التعامل مع اللاعبين صغار السن وأجيد اكتشاف النجوم الجدد لكن اللاعب الناشيء يحتاج إلى الاعداد الجيد والمتابعة حتى يستطيع خوض المباريات مع الفريق الاول لكن كل هذا من دون التزام لن يكون له أي فائدة.
ظروف “الأبيض”أفضل من الوحدة والوصل
تناول زوماريو في مقارنة سريعة مشاركة المنتخب في مجموعة تضم سوريا وايران، مع خسارة الوحدة والوصل أمام فريقين من سوريا وإيران (الكرامة وسايبا)، وقال: من دون شك فإن ظروف المنتخب تختلف تماماً عن الأندية والوحدة والوصل خسرا في ظروف مختلفة تماماً عن التي سيواجهها المنتخب.
بالاضافة إلى ان المنتخب الاماراتي يمتلك مدرباً ذكياً، وأصبح يعرف كل شيء عن الكرة الاماراتية، وعن اللاعبين وكيفية التعامل معهم، وأنا أثق فيه، وفي امكانية تحقيقه نتائج ايجابية مع مجموعة اللاعبين التي يمتلكها.
كلمات للاعبين والإدارة والجماهير
توجه زوماريو بكلمات الى اللاعبين والإدارة والجماهير وطالب اللاعبين ببذل كل مجهوداتهم، وألا ييأسوا حيث انه في كرة القدم وبعد ان تكون بطلاً الموسم الماضي فمن الطبيعي ان تتراجع الموسم الذي يليه، وقال: إذا أرادوا العودة مرة اخرى للمنافسة بقوة عليهم التعاون مرة اخرى واللعب بقوة وبدون خوف حتى يعودوا اقوياء كما كانوا.
وتمنى زوماريو لمجلس الادارة ان ينجح في التعاقد مع لاعبين جدد على مستوى عالٍ وسد النقص في المراكز التي تحتاج إلى لاعبين.
أما جمهور الوصل فتوجه زوماريو إليه بالشكر على مساندته الدائمة في الفوز والخسارة وخاصة عند الخسارة، فالجماهير تأتي بعد المباراة لمواساة الفريق والشد من أزر اللاعبين، وقال: عندما تراني في الشارع او في السوبر ماركت دائما ما ترحب بي وتشجعني وتطالبني بالاستمرار مع الفريق.
أداء الوصل في إيران ليس مفاجأة
تحدث زوماريو عن مستوى الوصل، وقال: أرى مستوى الفريق في آخر 4 أو 5 مباريات قوياً حيث ادينا مباريات جيدة امام الشباب والجزيرة والعين في الدوري والشارقة في الكأس وفي مباراة القوة الجوية ادينا الشوط الثاني، وكنا قريبين من التعادل اما مباراتنا امام سايبا في إيران، فلم يكن اداؤنا مفاجأة وكنت متوقعاً ان نظهر بهذه الصورة، فالفرق الايرانية تعرف كيف تهاجم على الفريق الزائر، وتضعه تحت الضغط طوال المباراة حيث لعبت 3 مرات سابقة في ايران، واعتقد انه جميع الفرق الاماراتية التي لعبت في ايران لم تستطع تحقيق نتائج ايجابية سوى العين عندما فاز على استقلال طهران، وفي هذه الآونة كان العين في احسن حالاته وتمكن من الفوز باللقب.
وأيضا من الفرق الصعبة على أرضها الاندية اليابانية والكورية الجنوبية تحتاج إلى فرق تملك خبرة كبيرة في المواجهات الخارجية لمواجهة الضغط الكبير التي يتعرض له الفريق طوال المباراة.
