رد: المسابقة الدينية.
- من هو الكاهن ؟ وهل يعتبر الكاهن مشرك بالله ولماذا ؟
طبعاً مشرك بالله ,, لقوله تعالى {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }الحشر22 .. والله يعلم.
دليل أن الله تعالى هو الوحيد الذي يعلم الغيب والشهادة...
2- ما حكم من أتى كاهنا وصدقه ؟
حكم إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم
نشر في مجلة البحوث الإسلامية ، العدد 17 .
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد : فقد شاع بين كثير من الناس أن هناك من يتعلق بالكهان والمنجمين والسحرة والعرافين وأشباههم , لمعرفة المستقبل والحظ وطلب الزواج والنجاح في الامتحان , وغير ذلك من الأمور التي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمها كما قال تعالى : سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا وقال سبحانه : سورة النمل الآية 65 قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ فالكهان والعرافون والسحرة وأمثالهم قد بين الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ضلالهم وسوء عاقبتهم في الآخرة وأنهم لا يعلمون الغيب , وإنما يكذبون على الناس ويقولون على الله غير الحق وهم يعلمون , قال تعالى : سورة البقرة الآية 102 وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 119)
وقال سبحانه : سورة طه الآية 69 إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى وقال تعالى : سورة الأعراف الآية 117 وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ سورة الأعراف الآية 118 فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فهذه الآيات وأمثالها تبين خسارة الساحر ومآله في الدينا والآخرة , وأنه لا يأتي بخير وأن ما يتعلمه أو يعلمه غيره يضر صاحبه ولا ينفعه , كما نبه سبحانه أن عملهم باطل , وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : صحيح البخاري الوصايا (2615),صحيح مسلم الإيمان (89),سنن النسائي الوصايا (3671),سنن أبو داود الوصايا (2874). اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله ؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات متفق على صحته .
وهذا يدل على عظم جريمة السحر لأن الله قرنه بالشرك , وأخبر أنه من الموبقات وهي المهلكات , والسحر كفر لأنه لا يتوصل إليه إلا بالكفر , كما قال تعالى : سورة البقرة الآية 102 وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سنن الترمذي الحدود (1460). حد الساحر ضربه بالسيف , وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر بقتل السحرة من الرجال والنساء , وهكذا صح عن جندب الخير الأزدي رضي الله عنه أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قتل بعض السحرة وصح عن حفصة أم
(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 120)
المؤمنين رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت , وعن عائشة رضي الله عنها قالت : صحيح البخاري الطب (5429),صحيح مسلم السلام (2228),مسند أحمد بن حنبل (6/87). سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال : ليسوا بشيء ; فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه فيخلطوا معها مائة كذبة رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن عباس رضي الله عنهما سنن أبو داود الطب (3905),سنن ابن ماجه الأدب (3726),مسند أحمد بن حنبل (1/227). من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد رواه أبو داود وإسناده صحيح . وللنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سنن النسائي تحريم الدم (4079). من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل إليه وهذا يدل على أن السحر شرك بالله تعالى كما تقدم , وذلك لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الجن والتقرب إليهم بما يطلبون من ذبح وغيره من أنواع العبادة , وعبادتهم شرك بالله عز وجل .
فالكاهن من يزعم أنه يعلم بعض المغيبات , وأكثر ما يكون ذلك ممن ينظرون في النجوم لمعرفة الحوادث , أو يستخدمون من يسترقون السمع من شياطين الجن , كما ورد بالحديث الذي مر ذكره , ومثل هؤلاء من يخط في الرمل أو ينظر في الفنجان أو في الكف ونحو ذلك , وكذا من يفتح الكتاب زعما منهم أنهم يعرفون بذلك علم الغيب وهم كفار بهذا الاعتقاد; لأنهم بهذا الزعم يدعون مشاركة الله في صفة من صفاته الخاصة وهي علم الغيب , ولتكذيبهم بقوله تعالى : سورة النمل الآية 65 قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وقوله : سورة الأنعام الآية 59 وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ
(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 121)
وقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : سورة الأنعام الآية 50 قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إلي الآية , ومن أتاهم وصدقهم بما يقولون من علم الغيب فهو كافر , لما رواه أحمد وأهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سنن الترمذي الطهارة (135),سنن أبو داود الطب (3904),سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639),مسند أحمد بن حنبل (2/476),سنن الدارمي الطهارة (1136). من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم , وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : صحيح مسلم السلام (2230),مسند أحمد بن حنبل (4/68). من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة , وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : سنن الترمذي الطهارة (135),سنن أبو داود الطب (3904),سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639),مسند أحمد بن حنبل (2/476),سنن الدارمي الطهارة (1136). ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد , وبما ذكرنا من الأحاديث يتبين لطالب الحق أن علم النجوم وما يسمى بالطالع وقراءة الكف وقراءة الفنجان ومعرفة الخط , وما أشبه ذلك مما يدعيه الكهنة والعرافون والسحرة كلها من علوم الجاهلية التي حرمها الله ورسوله ومن أعمالهم التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير من فعلها أو إتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء منها أو تصديقه فيما يخبر به من ذلك; لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به .
ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور : أن يتوب إلى الله ويستغفره , وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور مع أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة , وأن يدع هذه الأمور
(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 122)
الجاهلية ويبتعد عنها ويحذر سؤال أهلها أو تصديقهم , طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظا على دينه وعقيدته , وحذرا من غضب الله عليه , وابتعادا عن أسباب الشرك والكفر التي من مات عليها خسر الدنيا والآخرة , نسأل الله العافية من ذلك , ونعوذ به سبحانه من كل ما يخالف شرعه أو يوقع في غضبه , كما نسأله سبحانه أن يوفقنا وجميع المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه , وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .