فارس
Ω وما توفيقي إلا بالله Ω
- التسجيل
- 10 نوفمبر 2008
- رقم العضوية
- 9781
- المشاركات
- 2,399
- مستوى التفاعل
- 1,838
- الجنس
- الإقامة
- الإمارات
رد: ومضات فكر .. و خفقات فؤاد
ـ 18 ـ
أتركُ لكم العنوان
يقول الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ :
أخبرني صديق لي من جلة العلماء قال : كنت أتولى المدرسة ( الخضيرية ) وهي من المدارس القديمة في دمشق
فجاءني ذات يوم شيخ هَرِم عليه ثياب خِلاق ، وعِمَّة بالية ، فأقبل على استحياء ، يسألني عملاً صغيراً في المدرسة
أُجرته خمسة أرغفة في اليوم ، فأعطيته الذي يريد رحمةً به ، ولم أسأله عن نفسه ، حتى مرت أيام ، فأخبرني أن له ابناً
ولكن ابنه يُعرض عنه ويُنكره ، فعجبتُ من ذلك ، وقلتُ له : من هو ابنك ؟ فقال : فلان .
فلما سمعت الاسم صُعقت ، وعدتُ أسأله : فلان ! الأستاذ الكبير صاحب الشهادات الكبرى من أوروبا ، والمنصب اللامع
قال نعم : هو واللهِ ابني ، ولقد أنفقتُ عليه مالي وشبابي ، فلما صار شيئاً ، جزاني شر الجزاء
وجعل مكافأتي الانكار والاحتقار ، واضطرني لسؤال الناس ، وإراقة ماء وجهي في رغيف الخبز
فقلت : سأكلم ابنك لأنه صديقي ، فقال الأب : لا تفعل ، سألتك بالله ، فلو علم أني أخبرتك لضربني وآذاني
لقد حرم علي أن أخبر أحداً أني أبوه .
قال صديقي الأستاذ : هذا والله ما كان ، ما زدتُ فيه حرفاً ولا نقصت .
● ● ●
يقول إبراهيم المنذر ، الشاعر اللبناني :
أغرى امرؤٌ يوماً غـلاماً جاهلاً . . . بنقــوده حتى ينـال به الوطرْ
قال : ائتني بفؤاد أمـكِ يا فتى . . . ولكَ الجواهـرُ والدراهم والدررْ
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها . . . والقلـب أخرجه وعاد على الأثرْ
لكنه من فـرط سرعته هوى . . . فتدحـرج القلـب المضـرج إذ عثرْ
ناداه قلـب الأم وهو معـفَّرٌ : . . . ولدي حبيبي هل أصابك من ضررْ
فكأن هذا الصوت رغم حُنوِّه . . . غضب السماء على الغلام قد انهمرْ
واستـل خنـجره ليطعن نفسه . . . طعـناً سيبقـى عبـرة لمن اعتبرْ
ويقول يا قلـب انتقم مني ولا . . . تغفر فإن جريمـــتي لا تـُغتفرْ
ناداه قلـبُ الأم : كُفَّ يداً ولا . . . تطعن فـؤادي مرتين على الأثر
هنا اغرورقتْ عينُ القلم ، وخنقته العَبرة ....
ـ 18 ـ
أتركُ لكم العنوان
يقول الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ :
أخبرني صديق لي من جلة العلماء قال : كنت أتولى المدرسة ( الخضيرية ) وهي من المدارس القديمة في دمشق
فجاءني ذات يوم شيخ هَرِم عليه ثياب خِلاق ، وعِمَّة بالية ، فأقبل على استحياء ، يسألني عملاً صغيراً في المدرسة
أُجرته خمسة أرغفة في اليوم ، فأعطيته الذي يريد رحمةً به ، ولم أسأله عن نفسه ، حتى مرت أيام ، فأخبرني أن له ابناً
ولكن ابنه يُعرض عنه ويُنكره ، فعجبتُ من ذلك ، وقلتُ له : من هو ابنك ؟ فقال : فلان .
فلما سمعت الاسم صُعقت ، وعدتُ أسأله : فلان ! الأستاذ الكبير صاحب الشهادات الكبرى من أوروبا ، والمنصب اللامع
قال نعم : هو واللهِ ابني ، ولقد أنفقتُ عليه مالي وشبابي ، فلما صار شيئاً ، جزاني شر الجزاء
وجعل مكافأتي الانكار والاحتقار ، واضطرني لسؤال الناس ، وإراقة ماء وجهي في رغيف الخبز
فقلت : سأكلم ابنك لأنه صديقي ، فقال الأب : لا تفعل ، سألتك بالله ، فلو علم أني أخبرتك لضربني وآذاني
لقد حرم علي أن أخبر أحداً أني أبوه .
قال صديقي الأستاذ : هذا والله ما كان ، ما زدتُ فيه حرفاً ولا نقصت .
● ● ●
يقول إبراهيم المنذر ، الشاعر اللبناني :
أغرى امرؤٌ يوماً غـلاماً جاهلاً . . . بنقــوده حتى ينـال به الوطرْ
قال : ائتني بفؤاد أمـكِ يا فتى . . . ولكَ الجواهـرُ والدراهم والدررْ
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها . . . والقلـب أخرجه وعاد على الأثرْ
لكنه من فـرط سرعته هوى . . . فتدحـرج القلـب المضـرج إذ عثرْ
ناداه قلـب الأم وهو معـفَّرٌ : . . . ولدي حبيبي هل أصابك من ضررْ
فكأن هذا الصوت رغم حُنوِّه . . . غضب السماء على الغلام قد انهمرْ
واستـل خنـجره ليطعن نفسه . . . طعـناً سيبقـى عبـرة لمن اعتبرْ
ويقول يا قلـب انتقم مني ولا . . . تغفر فإن جريمـــتي لا تـُغتفرْ
ناداه قلـبُ الأم : كُفَّ يداً ولا . . . تطعن فـؤادي مرتين على الأثر
هنا اغرورقتْ عينُ القلم ، وخنقته العَبرة ....