بن ماكس
:: عضو شرف ::
البكاؤون
البكاء من خشية الله عز وجل علامة من علامات الإيمان الحق، وهي عبادة جليلة من عبادات المؤمن الحق، لقوله تعالى: ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله و جلت قلوبهم..)) إلى أن قال: ((أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ..)).
وكل مؤمن ومؤمنة لابد أن يكون قد بكى من خشية الله في يوم من الأيام ولو مرة واحدة في حياته.
إلا أن بكاء الصالحين يتميز بميزات:
الأولى:
أن يكون ذلك لهم دأباً وديدناً وسجيّة. فكلما ذكروا الله أو قرأوا آية أو سمعوا حديثاً جرت دموعهم من خشية الله كما قال تعالى: ((و إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً.
الثانية:
أن يكون ذلك في خلوة من الناس... لقوله صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" ولأن ذلك دليل الإخلاص والصدق في أنها من خشية الله.
الثالثة:
أن تضعف قواه حتّى لا يستطيع الوقوف من شدة الخوف .. وفي ذلك يقول تعالى: ((إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجداً و بكيا..)).
ولما نزل قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون)) تلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً على أصحابه، فخر فتىً من الحاضرين مغشياً عليه، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فتى قل لا إله إلا الله" فقالها فبشره بالجنة .. فقال أصحابه: أمن بيننا يا رسول الله/
فقال: "أو ما سمعتم قوله تعالى" ((ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد))".
وتلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم في المسجد وكان بين يديه رجل اسود فشهق بالبكاء، فنزل عليه جبريل قائلاً: من هذا الباكي بين يديك؟ قال: رجل من الحبشة، وأثنى عليه خيراً، فقال جبريل: فإن الله عز وجل قد غفر لكل أهل المسجد ببكائه، ولو اجتمع أهل الأرض كلهم لغفر لهم.
الرابعة:
أن يتساوى خوفه من الله ورضاؤه عنه.
فالبكاؤون: شريحة ممتازة من الصالحين أدت شدة مراقبتهم لله إلى أن تفيض عيونهم دمعاً من مهابة الله وخشيته ومخافته.. حيث جاء في الحديث القدسي "البكاؤون من خشيتي أولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع" و سمع رجل قوله تعالى: ((قوا أنفسكم وأهليكم ناراً)) فقال: يا رسول الله بم نتقي النار؟ فقال: "بدمع عينيك، فإن عيناً بكت من خشية الله لا تمسها النار أبداً".
وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال: "كل عين باكية يوم القيامة إلا عين عفت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين خرج منها مثل راس الذباب من خشية الله عز وجل".
وذلك أن الله عز وجل يحب البكائين من خشيته لصفاء قلوبهم، ورقة مشاعرهم ونقاء نفوسهم، واستقاموا للعبادة في جنب الله مهما كانت عظيمة ووافرة ووافية، وخوفهم واستعظامهم لذنوبهم مهما كانت صغيرة فعن أبي أمامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس شئ أحب إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة دمع من خشية الله، وقطرة دم تراق في سبيل الله، وأما الأثران؛ فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله".
ولأهمية هذه العبادات ونفاستها يسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصيب منها كل مسلم لو شاء فقال عليه الصلاة والسلام: "ما اغرورقت عين بمائها إلا حرّم الله سائر ذلك الجسد على النار، ولا سالت قطرة على خدّها فيرهق ذلك الوجه قَتَرٌ ولا ذلة لو أن باكياً بكى في أمة من الأمم رُحموا، وما من شئ إلا له مقدار وميزان إلا الدمعة فإنها تُطفى بها بحار من نار".
روي مرفوعاً وغير مرفوع من عدد من الصحابة رضوان الله عليهم.
وروي أنه مما أوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن يا موسى إنه لم يتصنع إلى المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلى المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم، ولم يتعبد إلى المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي. وعن عقبة بن عامر، قلت يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك كل خطيئتك".
تحياتي لكم
في امان الله
البكاء من خشية الله عز وجل علامة من علامات الإيمان الحق، وهي عبادة جليلة من عبادات المؤمن الحق، لقوله تعالى: ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله و جلت قلوبهم..)) إلى أن قال: ((أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ..)).
وكل مؤمن ومؤمنة لابد أن يكون قد بكى من خشية الله في يوم من الأيام ولو مرة واحدة في حياته.
إلا أن بكاء الصالحين يتميز بميزات:
الأولى:
أن يكون ذلك لهم دأباً وديدناً وسجيّة. فكلما ذكروا الله أو قرأوا آية أو سمعوا حديثاً جرت دموعهم من خشية الله كما قال تعالى: ((و إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً.
الثانية:
أن يكون ذلك في خلوة من الناس... لقوله صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" ولأن ذلك دليل الإخلاص والصدق في أنها من خشية الله.
الثالثة:
أن تضعف قواه حتّى لا يستطيع الوقوف من شدة الخوف .. وفي ذلك يقول تعالى: ((إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجداً و بكيا..)).
ولما نزل قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون)) تلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً على أصحابه، فخر فتىً من الحاضرين مغشياً عليه، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فتى قل لا إله إلا الله" فقالها فبشره بالجنة .. فقال أصحابه: أمن بيننا يا رسول الله/
فقال: "أو ما سمعتم قوله تعالى" ((ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد))".
وتلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم في المسجد وكان بين يديه رجل اسود فشهق بالبكاء، فنزل عليه جبريل قائلاً: من هذا الباكي بين يديك؟ قال: رجل من الحبشة، وأثنى عليه خيراً، فقال جبريل: فإن الله عز وجل قد غفر لكل أهل المسجد ببكائه، ولو اجتمع أهل الأرض كلهم لغفر لهم.
الرابعة:
أن يتساوى خوفه من الله ورضاؤه عنه.
فالبكاؤون: شريحة ممتازة من الصالحين أدت شدة مراقبتهم لله إلى أن تفيض عيونهم دمعاً من مهابة الله وخشيته ومخافته.. حيث جاء في الحديث القدسي "البكاؤون من خشيتي أولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع" و سمع رجل قوله تعالى: ((قوا أنفسكم وأهليكم ناراً)) فقال: يا رسول الله بم نتقي النار؟ فقال: "بدمع عينيك، فإن عيناً بكت من خشية الله لا تمسها النار أبداً".
وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال: "كل عين باكية يوم القيامة إلا عين عفت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين خرج منها مثل راس الذباب من خشية الله عز وجل".
وذلك أن الله عز وجل يحب البكائين من خشيته لصفاء قلوبهم، ورقة مشاعرهم ونقاء نفوسهم، واستقاموا للعبادة في جنب الله مهما كانت عظيمة ووافرة ووافية، وخوفهم واستعظامهم لذنوبهم مهما كانت صغيرة فعن أبي أمامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس شئ أحب إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة دمع من خشية الله، وقطرة دم تراق في سبيل الله، وأما الأثران؛ فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله".
ولأهمية هذه العبادات ونفاستها يسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصيب منها كل مسلم لو شاء فقال عليه الصلاة والسلام: "ما اغرورقت عين بمائها إلا حرّم الله سائر ذلك الجسد على النار، ولا سالت قطرة على خدّها فيرهق ذلك الوجه قَتَرٌ ولا ذلة لو أن باكياً بكى في أمة من الأمم رُحموا، وما من شئ إلا له مقدار وميزان إلا الدمعة فإنها تُطفى بها بحار من نار".
روي مرفوعاً وغير مرفوع من عدد من الصحابة رضوان الله عليهم.
وروي أنه مما أوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن يا موسى إنه لم يتصنع إلى المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلى المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم، ولم يتعبد إلى المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي. وعن عقبة بن عامر، قلت يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك كل خطيئتك".
تحياتي لكم
في امان الله