- التسجيل
- 14 مارس 2007
- رقم العضوية
- 6503
- المشاركات
- 4,196
- مستوى التفاعل
- 470
- العمر
- 44
- الجنس
- الإقامة
- في قلب الصحراء
تعرّض لهبوط حاد في الدورة الدموية والقلب
شقيقا أسامة يحملان صورته
قبل أن تشتد حرارة الصيف فقدت عائلة الفلسطيني حامد النجار ابنها أسامة (أربع سنوات) الإثنين الماضي، في حادث اختناق داخل سيارة الأم بمنطقة البصرة في العين.
في ذلك النهار الذي صادف التاسع من الشهر الجاري، تناولت والدة أسامة، مدرسة اللغة العربية في مدرسة فلسطين في العين، من السيارة سلعاً غذائية تسوّقتها للتو، بعد يوم دراسي طويل، وسارعت إلى دخول المنزل قبل أن تتأكد من إغلاق حقيبة السيارة الخلفية، وتناولت طعام الغداء مع أولادها ثم غطّت في قيلولة عميقة.
وفي هذه الأثناء تسلل أسامة خلسة إلى سيارة والدته عند الساعة الثالثة والنصف عصراً ودخل إلى حقيبتها، لإحضار أغراض المنزل كما عوّدهم في كل مناسبة على الرغم من صغر سنه، وكانت المرة الأخيرة، إذ أُقفلت السيارة عليه، ولم يكن قادراً على فتحها، أو حتى الاستغاثة بأحد، على ما يبدو.
افتقدت الوالدة أسامة عند الخامسة مساءً، واستغاثت بالجيران دون طائل، وطافت بالسيارة التي يقبع فيها طفلها الصغير وهي لا تدري، في أنحاء منطقة البصرة نحو 90 دقيقة، قبل أن تهتدي إلى نصيحة مواطنة تسكن بجوارها تعرّضت إلى مأزق مماثل مع طفلها الصغير، حيث طلبت منها البحث عنه في صندوق السيارة.
بدا المشهد محزناً وقاسياً على الوالدة بعد أن وجدت أسامة مغشياً عليه داخل السيارة، وحملته على عجل إلى مستشفى العين الحكومي بين الحياة والموت، وهناك أخبرها الطبيب بأن الطفل فارق الحياة إثر هبوط حاد في الدورة الدموية والقلب.
وعلت وجه والده مسحة من الأسى، وغلبته دموع الوالد المفجوع، وهو يتذكر لحظات رائعة لا تنسى مع طفله.
وقال النجار الذي ينحدر من مدينة غزة ويعيش في الإمارات منذ سنوات طويلة، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «فجع لموت أسامة داخل سيارة والدته».
وأضاف «احتسبته عند الله، ولكن الحسرة لا تفارقني، وأتذكر قبل وفاته بيومين قمت بتجديد إقامته، وأخذته إلى صالون لقص الشعر، وكانت المرة الوحيدة التي استسلم فيها وجلس هادئاً غير رافض لقص شعره». وتابع «يوم وفاته غادرت إلى مقرّ عملي صباحاً وعدت مسرعاً إلى العين، بعد أن تلقيت مكالمة هاتفية من والدته أخبرتني بأن أسامة في المستشفى في حالة حرجة، وحينها سألتها هل مات؟ ولكنها لم تجب.. وأدركت وقتها أنه ربما فارق الحياة، وبعد وصولي إلى المستشفى وجدته ممداً على السرير ووالدته بجواره تبكي، فقبلته على جبينه وشهقت بالدموع على فراقه».
ونصح النجار العائلات بمراقبة أولادها، والتأكد من عدم وجود خطر يتهددهم حتى لو كانوا في المنزل.
سلوى شقيقة أسامة (12 عاماً) التي تعوّدت ممازحـة شقيقها بعـد عـودتها من المدرسـة انتابها إحـساس غـريب قـبل يـوم مـن وفاتـه، بعـد حـلم مفزع رأت فيه امرأة تمنعها من اللحاق بشقيقها على الرغم من صراخه، وأخبرت والدتها في الساعات الأولى من يوم وفاة أسامة، لكن والدتها طلبت منها العودة إلى سريرها ومعاودة النوم.
المصدر: سامي عبدالعظيم -العين التاريخ: الإثنين, أبريل 13, 2009
شقيقا أسامة يحملان صورته
قبل أن تشتد حرارة الصيف فقدت عائلة الفلسطيني حامد النجار ابنها أسامة (أربع سنوات) الإثنين الماضي، في حادث اختناق داخل سيارة الأم بمنطقة البصرة في العين.
في ذلك النهار الذي صادف التاسع من الشهر الجاري، تناولت والدة أسامة، مدرسة اللغة العربية في مدرسة فلسطين في العين، من السيارة سلعاً غذائية تسوّقتها للتو، بعد يوم دراسي طويل، وسارعت إلى دخول المنزل قبل أن تتأكد من إغلاق حقيبة السيارة الخلفية، وتناولت طعام الغداء مع أولادها ثم غطّت في قيلولة عميقة.
وفي هذه الأثناء تسلل أسامة خلسة إلى سيارة والدته عند الساعة الثالثة والنصف عصراً ودخل إلى حقيبتها، لإحضار أغراض المنزل كما عوّدهم في كل مناسبة على الرغم من صغر سنه، وكانت المرة الأخيرة، إذ أُقفلت السيارة عليه، ولم يكن قادراً على فتحها، أو حتى الاستغاثة بأحد، على ما يبدو.
افتقدت الوالدة أسامة عند الخامسة مساءً، واستغاثت بالجيران دون طائل، وطافت بالسيارة التي يقبع فيها طفلها الصغير وهي لا تدري، في أنحاء منطقة البصرة نحو 90 دقيقة، قبل أن تهتدي إلى نصيحة مواطنة تسكن بجوارها تعرّضت إلى مأزق مماثل مع طفلها الصغير، حيث طلبت منها البحث عنه في صندوق السيارة.
بدا المشهد محزناً وقاسياً على الوالدة بعد أن وجدت أسامة مغشياً عليه داخل السيارة، وحملته على عجل إلى مستشفى العين الحكومي بين الحياة والموت، وهناك أخبرها الطبيب بأن الطفل فارق الحياة إثر هبوط حاد في الدورة الدموية والقلب.
وعلت وجه والده مسحة من الأسى، وغلبته دموع الوالد المفجوع، وهو يتذكر لحظات رائعة لا تنسى مع طفله.
وقال النجار الذي ينحدر من مدينة غزة ويعيش في الإمارات منذ سنوات طويلة، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «فجع لموت أسامة داخل سيارة والدته».
وأضاف «احتسبته عند الله، ولكن الحسرة لا تفارقني، وأتذكر قبل وفاته بيومين قمت بتجديد إقامته، وأخذته إلى صالون لقص الشعر، وكانت المرة الوحيدة التي استسلم فيها وجلس هادئاً غير رافض لقص شعره». وتابع «يوم وفاته غادرت إلى مقرّ عملي صباحاً وعدت مسرعاً إلى العين، بعد أن تلقيت مكالمة هاتفية من والدته أخبرتني بأن أسامة في المستشفى في حالة حرجة، وحينها سألتها هل مات؟ ولكنها لم تجب.. وأدركت وقتها أنه ربما فارق الحياة، وبعد وصولي إلى المستشفى وجدته ممداً على السرير ووالدته بجواره تبكي، فقبلته على جبينه وشهقت بالدموع على فراقه».
ونصح النجار العائلات بمراقبة أولادها، والتأكد من عدم وجود خطر يتهددهم حتى لو كانوا في المنزل.
سلوى شقيقة أسامة (12 عاماً) التي تعوّدت ممازحـة شقيقها بعـد عـودتها من المدرسـة انتابها إحـساس غـريب قـبل يـوم مـن وفاتـه، بعـد حـلم مفزع رأت فيه امرأة تمنعها من اللحاق بشقيقها على الرغم من صراخه، وأخبرت والدتها في الساعات الأولى من يوم وفاة أسامة، لكن والدتها طلبت منها العودة إلى سريرها ومعاودة النوم.
المصدر: سامي عبدالعظيم -العين التاريخ: الإثنين, أبريل 13, 2009