بنـو حـجـر
๑ . . عضو نشيط . . ๑
- إنضم
- 22 ديسمبر 2004
- المشاركات
- 225
- مستوى التفاعل
- 15
- الإقامة
- رؤوس الجبال الحــره
- الموقع الالكتروني
- www.almajidcenter.org
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-e05711c132.jpg[/BIMG]
حسام أبو جبارة – دبي: لكل بلد مقوماته، وعاداته، وتقاليده، التي لا تتغير مهما تبدل الزمن، ليشكل تراثه جزءاً من ملامح حياته، ومقومات بقائه، فعبق الماضي، هو الذي يصنع الوحدة بين تفاصيل الحاضر، ويحفّز نحو المستقبل، الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بالجد والاجتهاد، تماماً كما طوّع أجدادنا موجودات بيئتهم الطبيعية للعيش بعزة وكرامة.
في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتوزع السكان على أربع بيئات رئيسية:
- الصحراوية الساحلية ، الصحراوية البدوية، الزراعية، الجبلية التي يعيش سكانها في الجبال ويمارسون بعض الحرف اليدوية وتربية الحيوانات.
وهذه الأنماط الأربعة تشكل التراث الشعبي الإماراتي، بكل ما يتضمنه من عادات وتقاليد وقيم وحرف ومهن، التي تختلف نسبياً بين بيئة وأخرى. وتعتبر بيئة الجبل، من أهم مكونات الدولة، فهي تمتد من دبا شرقاً، والجير وشعم والرمس غرباً، حتى الجانب الشرقي من سلطنة عُمان، ما يجعلها منطقة حيوية وإستراتجية بحكم إشرافها على مضيق هرمز. وتضم المنطقة الجبلية عدداً من المناطق الزراعية الخصبة التي تكونت على جوانب الأودية بين الجبال نتيجة تجمع مياه الأمطار، لهذا فإن معظم التجمعات السكانية لساكني الجبال تقع حول بطون هذه الأودية، كما أن مناخها يتسم بتنوع كبير في الحرارة، حيث تنخفض درجات الحرارة فوق المرتفعات وتقل درجات الرطوبة، وتهب على المنطقة رياح شمالية غربية (السموم) من منطقة الربع الخالي وهي شديدة الجفاف وساخنة، كما تزيد الرطوبة في المناطق الجبلية المقابلة للبحر، عن تلك المواجهة للصحراء.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-3e17d39b15.jpg[/BIMG]
وقد أدت هذه التغيرات المناخية إضافة إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية إلى وجود اختلاف في شكل وتخطيط التجمعات السكانية الجبلية، رغم أن معظمها تتوّحد في تلاصق مساكنها بهدف توفير الحماية لسكانها من الرياح الباردة والساخنة، كما أن معظم بيوتها مبنية من طين "الطفال" غير الموصل للحرارة، والذي يحمي السكان من أشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية.
كما تغطي أشجار النخيل معظم الأراضي المزروعة، ما يجعل الكثير من السكان يهجرون بيوتهم في فصل الصيف، ويسكنون في هذه المزارع، كما يلجأ السكان إلى النوم ليلاً فوق أسطح المنازل، هرباً من الحر، وللاستمتاع بنسمات الليل اللطيف. ويستغل الأهالي الكهوف الموجودة في الجبال في تخزين المواد الغذائية، ولإيواء بعض الحيوانات داخلها. ويضعون مياه الشرب في أواني فخرية "جحال" تكون غالباً معلّقة في نوافذ المنازل، حيث تساعد المسامات الموجودة في جدران هذه الأواني على تبريد الماء الموجود داخلها.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-1b18cf7854.jpg[/BIMG]
قاطنو الجبال
معظم سكان الجبال في دولة الإمارات هم من قبيلة "الشحوح" العربية الأصيلة، التي تعود بجذورها إلى قبائل الازد اليمنية. وكانت هذه القبيلة، منذ القدم، الدرع القوي وخط الدفاع الأول عن المنطقة ضد العدوان الخارجي، ولا سيما الوقوف في وجه الفرس والبرتغاليين.
وللشحوح لهجة خاصة، يخففون ويقلبون بعض الأحرف فيها، فمثلاً يقلبون حرف العين في كلامهم إلى همزة مثل "ألي" بدلا من "علي". ويعمل الشحوح في صيد الأسماك، والزراعة، وتربية الحيوانات، وبعض الحرف اليدوية، وتمتلك كل جماعة قطعة أرض مسورة، تقوم بزراعتها وجني محصولها. وتقاس ثروة الشحوح بامتلاك أكبر عدد من الماعز. ويعتمدون في علاج أمراضهم على الأعشاب والنباتات الطبية، وإن كانت المدنية بدأت بالزحف إليهم، وأصبحت هناك عيادات طبية حديثة في بعض مناطقهم.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-e960f67b40.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-8d4016c64e.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-ebf7966f34.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-98bed2b8a7.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-1526115c3d.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-3cbcbf3fab.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-7ed33e4e9c.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-63ef85a9d0.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-57fe3d0435.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-bcfb563e60.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-cac16819e4.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-c65d1d21d1.jpg[/BIMG]
البيوت والمساكن
يعيش سكان الجبال في بيوت تتناسب مع ظروف حياتهم، وسط الطبيعة، وقسوتها. ويطلق على المنزل في الجبال اسم "بيت الصفة"، ويكون مبنياً من الحجارة التي لا تمتص الحرارة، ويؤسس على عمق نصف متر، وتُترك في جوانبه الأربعة عدة فتحات للتهوية، سقفه من شجر السدر أو سعف النخيل، وعادة ما يُغطى بيت الصفة بشجر جبلي لا يمتص الحرارة يسمى "عسبق".
وفي الشتاء تُبنى بيوت خاصة تصلح لمواجهة برودة الجو يطلق عليها "بيت القفل"، وتُعمل من حجارة سميكة، وتغطى من الداخل بطين "المدر" المتماسك عالي الجودة، وقد يصل ارتفاع جدار البيت إلى ستة أو سبعة أمتار. وسميت هذه البيوت بـ"القفل" نسبة إلى طريقة قفل أبوابها، والتي تكون عبارة عن قطعة حديدية ملتوية، لا يعرف استخدامها سوى أهل البيت.
وغالباً ما يكون إلى جانب كل بيت، قطعة أرض صغيرة مخصصة لزراعة القمح، يطلق عليها "الوعب"، الذي يتم زراعته عادة في الشتاء، ويُجنى في الخريف. وتعيش الدواجن في كوخ صغير يسمى "أنه"، يُبنى على شكل مثلث له سقف مخروطي (هرمي) من سعف النخيل. أما الأغنام فتعيش في "الزريبة" التي تكون على شكل غرفة مستطيلة الشكل مبنية من الحجر، وبابها وسقفها من جريد النخل، ويتصل بها سور أمامي يستخدم كمكان لإطعام الماشية.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-f24ab18a71.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-3a135f492d.jpg[/BIMG]
ومن مرافق البيت الجبلي وأدواته الأخرى:
- الموقد : وهو عبارة عن ثنية في الأرض، مصنوعة من الحجر، تغطى بالطين أو الجص، ارتفاعها أقل من نصف متر، يصنع فيها الخبز.
- التنور: حفرة في الأرض، دائرية الشكل، يصل عمقها إلى نصف متر، تُبنى من الحصى، ويصنع فيها الخبز والهريس واللحم المشوي.
- الرحى: هي أداة لطحن الحبوب تصنع من حجر قوي مثل الصوان والبازلت، وتكون على شكل طبقتين متوازيتين، ولها ثقب في الوسط لوضع الحبوب بداخلها، وعند تحريك الحجر العلوي ودورانه تخرج الحبوب من الجوانب وهي مطحونة وناعمة.
- الخرس): وهو إناء فخاري مخصص لتخزين مياه الشرب.
- الخرص: وهو إناء كبير يستخدم لتخزين التمر، تكون فوهته واسعة.
- الخابية: وعاء فخاري يخصص لتخزين عسل التمر (الدبس).
- البرمة: قدر يستخدم في الطهي، ويصنع من الفخار المحروق.
- اليازرة (الزايره): واحدة من أهم أدوات الري، وتتكون غالباً من خمس قطع خشبية، ولها حبل يربط في طرفه الأول دلو لحمل الماء من البئر، والطرف الثاني يسحبه الثور، المكلف عادة بسحب الماء من قاع البئر.
الفنون الشعبية
- فن الندبة: هذا الفن الذي لا يعرفه إلا الشحوح، ولا يتقنه غيرهم، ويكون باجتماع عدد منهم، يرفعوا عقيرتهم بالنداء: "شوحو.. هو..هو"، سواء احتفالاً بالأفراح أو استعداداً للحرب، فهو يرتفع في احتفالات الترحيب بقدوم شيخ القبيلة إذا رجع من السفر، وعندما يحضر وفد أو ضيف أو زائر كبير، وفي أفراح الزواج والزفاف، وعند الانتهاء من تناول الطعام في الولائم، وعند الحرب وفي حالة الوقوف وجهاً لوجه مع العدو، والندبة أيضاً هي علامة النصر، التي يهتف بها إذا هرب العدو وترك مواقعه.
- فن طبل الرواح: تدق طبول الرواح في المناسبات الرسمية والأعراس، حيث يقف الرجال جنباً إلى جنب وهم يحملون الطبول المصنوعة من جذع شجر السدر، ويضربون عليها بإيقاع واحد، فيما هم يمشون خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف ويدورون حول أنفسهم، ومع مرور الوقت يتصاعد القرع على الطبول، ثم ينفرد بعضها في تقديم تشكيلات إيقاعية. ويضرب على الطبول عادة بالأكف، ويقال أن تسميته بـ"الرواح" تعود إلى أنه فن للتسلية والترويح عن النفس.
- فن اللقية: هذا الفن يمارسه الشحوح عند استقبالهم للقبائل الزائرة والمهنئة بالأعياد، وفيها يتم إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، تعبيراً عن الفرح والسرور بالضيوف والمدعوين. وغالباً يصاحب إطلاق النار بعض الرقصات والاستعراضات الفنية. وينتهي إطلاق النار بإلتقاء المجموعتين (الضيوف وأصحاب الدعوة) في صفين متقابلين، فيتقدم كبير المستقبلين بالترحيب والسلام، ثم يتبعه الباقون، وبعدها يبدأ الغناء الذي يتخللّه لعب السيوف البنادق تعبيراً عن فرحة الطرفين بالمناسبة السعيدة التي جمعتهم.
- فن الوهابية: هو عبارة عن غناء ورقص يستعرض معاني الشجاعة والرجولة. ويستخدم فيه الطبول التي تصنع حالياً من المعدن، بعد أن كانت تصنع قديماً من جذوع النخل. وتتضمن الوهابية ثلاث حركات: حركة المشاركين في الصفين، وحركة ضاربي آلات الإيقاع، وحركة المبارزين بالسيوف واستعراض الأسلحة. ويتحرك الجميع في تجانس وتوافق، خلال مناسبات الأعراس والختان، وكذلك في الأعياد الدينية والوطنية، والترحيب بكبار الضيوف، أو حتى لمجرد التسلية والترويح عن النفس.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-5d8971e545.jpg[/BIMG]
- الرزفة الحربية: يعّبر فن الزرفة الحربية عن شهامة ابن الإمارات وإقدامه بتفان وإخلاص في الدفاع عن عشيرته وقومه وعرضه. ويقف الرجال في صفين متوازيين، ثم يقوم أحد الشعراء بتلقين أحد الصفين عدداً من الأبيات الشعرية التي يطلق عليها "شلة الغناء"، فيتلقفها هذا الصف ويقوم بترديدها، شعراً ونغماً، أما الصف الآخر، فيردد ما يغنيه الصف الأول بحيث يصبح غنائهم متبادلاً حتى تنتهي الأبيات، فيأخذون قسطاً من الراحة لتبدأ بعدها "شلة أخرى" من "شلات" الرزفة الحربية. وهذا الفن يؤدى دون مصاحبة أي نوع من الآلات، ويتناول شعر الرزفة الحربية أغراضاً عديدة أهمها الغزل، والحكمة، والمدح، والذكريات.
الأسلحة والعتاد
لا يخلو بيت من بيوت الشحوح من الأسلحة، التي يستخدمونها للدفاع عن الأرض والعرض والحيوانات المفترسة التي قد تهاجمهم. ومن الأسلحة المشهورة بينهم:
- السيف: وله أسماء حسب شكله وحجمه، ومنها: المهلب، المرفس، المرقب، الجوهر، أبو شرم، أبو أسد، سيف الغدر!.
- اليزر: وهو عبارة عن قطعة من الحجر أو الحديد أو النحاس على شكل فأس صغير توضع أو تثبت في مقدمة عصا قوية.
- المدافع: ومن أسمائها: أم فتيلة، أم صلبخ، الرومي الهرموزي.
- النشاب: هي سهام تصنع من الحديد، والنحاس الأحمر، وعسق النخيل، وأعواد الأشجار.
- الكنانة: وهو الجراب الذي توضع فيه النبال، وتصنع من الخشب ويلف عليها بجلد الماعز.
- الدروع: وأفضل أنواعها: الداوودي، والصدرية العمانية.
- الخناجر: وأشهرها: الخنجر العماني، والخنجر الساحلي، والخنجر السعيدي.
- الرماح: مثل: الشلفا، الحربة، الموغل، المقصر، البيرق الأرضي، السمر.
- السكين: ومنها: البيشك، والمسحل، والضلع، والقراعة، والنزوانية.
- الكبش: وهي خشبة طويلة يحملها المقاتلون لكسر أبواب القلاع والحصون، ويطلق الاسم ذاته على المنجيق، وهي آلة حربية تستخدم لرمي الحجارة والنيران على العدو.
- الأنير الحربي (القنحة الحربية): أداة مربوطة أو مثبتة في حبل طويل، تُرمى أو تُقذف من الأسفل إلى أعلى الحصون والقلاع، لتكون وسيلة للصعود عليها واقتحامها.
- الأسلحة النارية: وهي أنواع كثيرة، منها: الرومي، أم صلبخ، الميزر، الكند، الفلسي، أم مسمار، أم خمس، أم مركب، المستحية.
الموضوع منقول من إحدى المواقع
كاتب الموضوع : حسام أبو جبارة
حسام أبو جبارة – دبي: لكل بلد مقوماته، وعاداته، وتقاليده، التي لا تتغير مهما تبدل الزمن، ليشكل تراثه جزءاً من ملامح حياته، ومقومات بقائه، فعبق الماضي، هو الذي يصنع الوحدة بين تفاصيل الحاضر، ويحفّز نحو المستقبل، الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بالجد والاجتهاد، تماماً كما طوّع أجدادنا موجودات بيئتهم الطبيعية للعيش بعزة وكرامة.
في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتوزع السكان على أربع بيئات رئيسية:
- الصحراوية الساحلية ، الصحراوية البدوية، الزراعية، الجبلية التي يعيش سكانها في الجبال ويمارسون بعض الحرف اليدوية وتربية الحيوانات.
وهذه الأنماط الأربعة تشكل التراث الشعبي الإماراتي، بكل ما يتضمنه من عادات وتقاليد وقيم وحرف ومهن، التي تختلف نسبياً بين بيئة وأخرى. وتعتبر بيئة الجبل، من أهم مكونات الدولة، فهي تمتد من دبا شرقاً، والجير وشعم والرمس غرباً، حتى الجانب الشرقي من سلطنة عُمان، ما يجعلها منطقة حيوية وإستراتجية بحكم إشرافها على مضيق هرمز. وتضم المنطقة الجبلية عدداً من المناطق الزراعية الخصبة التي تكونت على جوانب الأودية بين الجبال نتيجة تجمع مياه الأمطار، لهذا فإن معظم التجمعات السكانية لساكني الجبال تقع حول بطون هذه الأودية، كما أن مناخها يتسم بتنوع كبير في الحرارة، حيث تنخفض درجات الحرارة فوق المرتفعات وتقل درجات الرطوبة، وتهب على المنطقة رياح شمالية غربية (السموم) من منطقة الربع الخالي وهي شديدة الجفاف وساخنة، كما تزيد الرطوبة في المناطق الجبلية المقابلة للبحر، عن تلك المواجهة للصحراء.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-3e17d39b15.jpg[/BIMG]
وقد أدت هذه التغيرات المناخية إضافة إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية إلى وجود اختلاف في شكل وتخطيط التجمعات السكانية الجبلية، رغم أن معظمها تتوّحد في تلاصق مساكنها بهدف توفير الحماية لسكانها من الرياح الباردة والساخنة، كما أن معظم بيوتها مبنية من طين "الطفال" غير الموصل للحرارة، والذي يحمي السكان من أشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية.
كما تغطي أشجار النخيل معظم الأراضي المزروعة، ما يجعل الكثير من السكان يهجرون بيوتهم في فصل الصيف، ويسكنون في هذه المزارع، كما يلجأ السكان إلى النوم ليلاً فوق أسطح المنازل، هرباً من الحر، وللاستمتاع بنسمات الليل اللطيف. ويستغل الأهالي الكهوف الموجودة في الجبال في تخزين المواد الغذائية، ولإيواء بعض الحيوانات داخلها. ويضعون مياه الشرب في أواني فخرية "جحال" تكون غالباً معلّقة في نوافذ المنازل، حيث تساعد المسامات الموجودة في جدران هذه الأواني على تبريد الماء الموجود داخلها.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-1b18cf7854.jpg[/BIMG]
قاطنو الجبال
معظم سكان الجبال في دولة الإمارات هم من قبيلة "الشحوح" العربية الأصيلة، التي تعود بجذورها إلى قبائل الازد اليمنية. وكانت هذه القبيلة، منذ القدم، الدرع القوي وخط الدفاع الأول عن المنطقة ضد العدوان الخارجي، ولا سيما الوقوف في وجه الفرس والبرتغاليين.
وللشحوح لهجة خاصة، يخففون ويقلبون بعض الأحرف فيها، فمثلاً يقلبون حرف العين في كلامهم إلى همزة مثل "ألي" بدلا من "علي". ويعمل الشحوح في صيد الأسماك، والزراعة، وتربية الحيوانات، وبعض الحرف اليدوية، وتمتلك كل جماعة قطعة أرض مسورة، تقوم بزراعتها وجني محصولها. وتقاس ثروة الشحوح بامتلاك أكبر عدد من الماعز. ويعتمدون في علاج أمراضهم على الأعشاب والنباتات الطبية، وإن كانت المدنية بدأت بالزحف إليهم، وأصبحت هناك عيادات طبية حديثة في بعض مناطقهم.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-e960f67b40.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-8d4016c64e.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-ebf7966f34.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-98bed2b8a7.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-1526115c3d.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-3cbcbf3fab.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-7ed33e4e9c.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-63ef85a9d0.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-57fe3d0435.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-bcfb563e60.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-cac16819e4.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-c65d1d21d1.jpg[/BIMG]
البيوت والمساكن
يعيش سكان الجبال في بيوت تتناسب مع ظروف حياتهم، وسط الطبيعة، وقسوتها. ويطلق على المنزل في الجبال اسم "بيت الصفة"، ويكون مبنياً من الحجارة التي لا تمتص الحرارة، ويؤسس على عمق نصف متر، وتُترك في جوانبه الأربعة عدة فتحات للتهوية، سقفه من شجر السدر أو سعف النخيل، وعادة ما يُغطى بيت الصفة بشجر جبلي لا يمتص الحرارة يسمى "عسبق".
وفي الشتاء تُبنى بيوت خاصة تصلح لمواجهة برودة الجو يطلق عليها "بيت القفل"، وتُعمل من حجارة سميكة، وتغطى من الداخل بطين "المدر" المتماسك عالي الجودة، وقد يصل ارتفاع جدار البيت إلى ستة أو سبعة أمتار. وسميت هذه البيوت بـ"القفل" نسبة إلى طريقة قفل أبوابها، والتي تكون عبارة عن قطعة حديدية ملتوية، لا يعرف استخدامها سوى أهل البيت.
وغالباً ما يكون إلى جانب كل بيت، قطعة أرض صغيرة مخصصة لزراعة القمح، يطلق عليها "الوعب"، الذي يتم زراعته عادة في الشتاء، ويُجنى في الخريف. وتعيش الدواجن في كوخ صغير يسمى "أنه"، يُبنى على شكل مثلث له سقف مخروطي (هرمي) من سعف النخيل. أما الأغنام فتعيش في "الزريبة" التي تكون على شكل غرفة مستطيلة الشكل مبنية من الحجر، وبابها وسقفها من جريد النخل، ويتصل بها سور أمامي يستخدم كمكان لإطعام الماشية.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-f24ab18a71.jpg[/BIMG]
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-3a135f492d.jpg[/BIMG]
ومن مرافق البيت الجبلي وأدواته الأخرى:
- الموقد : وهو عبارة عن ثنية في الأرض، مصنوعة من الحجر، تغطى بالطين أو الجص، ارتفاعها أقل من نصف متر، يصنع فيها الخبز.
- التنور: حفرة في الأرض، دائرية الشكل، يصل عمقها إلى نصف متر، تُبنى من الحصى، ويصنع فيها الخبز والهريس واللحم المشوي.
- الرحى: هي أداة لطحن الحبوب تصنع من حجر قوي مثل الصوان والبازلت، وتكون على شكل طبقتين متوازيتين، ولها ثقب في الوسط لوضع الحبوب بداخلها، وعند تحريك الحجر العلوي ودورانه تخرج الحبوب من الجوانب وهي مطحونة وناعمة.
- الخرس): وهو إناء فخاري مخصص لتخزين مياه الشرب.
- الخرص: وهو إناء كبير يستخدم لتخزين التمر، تكون فوهته واسعة.
- الخابية: وعاء فخاري يخصص لتخزين عسل التمر (الدبس).
- البرمة: قدر يستخدم في الطهي، ويصنع من الفخار المحروق.
- اليازرة (الزايره): واحدة من أهم أدوات الري، وتتكون غالباً من خمس قطع خشبية، ولها حبل يربط في طرفه الأول دلو لحمل الماء من البئر، والطرف الثاني يسحبه الثور، المكلف عادة بسحب الماء من قاع البئر.



الفنون الشعبية
- فن الندبة: هذا الفن الذي لا يعرفه إلا الشحوح، ولا يتقنه غيرهم، ويكون باجتماع عدد منهم، يرفعوا عقيرتهم بالنداء: "شوحو.. هو..هو"، سواء احتفالاً بالأفراح أو استعداداً للحرب، فهو يرتفع في احتفالات الترحيب بقدوم شيخ القبيلة إذا رجع من السفر، وعندما يحضر وفد أو ضيف أو زائر كبير، وفي أفراح الزواج والزفاف، وعند الانتهاء من تناول الطعام في الولائم، وعند الحرب وفي حالة الوقوف وجهاً لوجه مع العدو، والندبة أيضاً هي علامة النصر، التي يهتف بها إذا هرب العدو وترك مواقعه.
- فن طبل الرواح: تدق طبول الرواح في المناسبات الرسمية والأعراس، حيث يقف الرجال جنباً إلى جنب وهم يحملون الطبول المصنوعة من جذع شجر السدر، ويضربون عليها بإيقاع واحد، فيما هم يمشون خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف ويدورون حول أنفسهم، ومع مرور الوقت يتصاعد القرع على الطبول، ثم ينفرد بعضها في تقديم تشكيلات إيقاعية. ويضرب على الطبول عادة بالأكف، ويقال أن تسميته بـ"الرواح" تعود إلى أنه فن للتسلية والترويح عن النفس.
![BIMG]](http://[BIMG]http://www.alshohooh.ae/images/pic_laqya/8.jpg[/BIMG])
- فن اللقية: هذا الفن يمارسه الشحوح عند استقبالهم للقبائل الزائرة والمهنئة بالأعياد، وفيها يتم إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، تعبيراً عن الفرح والسرور بالضيوف والمدعوين. وغالباً يصاحب إطلاق النار بعض الرقصات والاستعراضات الفنية. وينتهي إطلاق النار بإلتقاء المجموعتين (الضيوف وأصحاب الدعوة) في صفين متقابلين، فيتقدم كبير المستقبلين بالترحيب والسلام، ثم يتبعه الباقون، وبعدها يبدأ الغناء الذي يتخللّه لعب السيوف البنادق تعبيراً عن فرحة الطرفين بالمناسبة السعيدة التي جمعتهم.
- فن الوهابية: هو عبارة عن غناء ورقص يستعرض معاني الشجاعة والرجولة. ويستخدم فيه الطبول التي تصنع حالياً من المعدن، بعد أن كانت تصنع قديماً من جذوع النخل. وتتضمن الوهابية ثلاث حركات: حركة المشاركين في الصفين، وحركة ضاربي آلات الإيقاع، وحركة المبارزين بالسيوف واستعراض الأسلحة. ويتحرك الجميع في تجانس وتوافق، خلال مناسبات الأعراس والختان، وكذلك في الأعياد الدينية والوطنية، والترحيب بكبار الضيوف، أو حتى لمجرد التسلية والترويح عن النفس.
[BIMG]http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-5d8971e545.jpg[/BIMG]
- الرزفة الحربية: يعّبر فن الزرفة الحربية عن شهامة ابن الإمارات وإقدامه بتفان وإخلاص في الدفاع عن عشيرته وقومه وعرضه. ويقف الرجال في صفين متوازيين، ثم يقوم أحد الشعراء بتلقين أحد الصفين عدداً من الأبيات الشعرية التي يطلق عليها "شلة الغناء"، فيتلقفها هذا الصف ويقوم بترديدها، شعراً ونغماً، أما الصف الآخر، فيردد ما يغنيه الصف الأول بحيث يصبح غنائهم متبادلاً حتى تنتهي الأبيات، فيأخذون قسطاً من الراحة لتبدأ بعدها "شلة أخرى" من "شلات" الرزفة الحربية. وهذا الفن يؤدى دون مصاحبة أي نوع من الآلات، ويتناول شعر الرزفة الحربية أغراضاً عديدة أهمها الغزل، والحكمة، والمدح، والذكريات.

الأسلحة والعتاد
لا يخلو بيت من بيوت الشحوح من الأسلحة، التي يستخدمونها للدفاع عن الأرض والعرض والحيوانات المفترسة التي قد تهاجمهم. ومن الأسلحة المشهورة بينهم:
- السيف: وله أسماء حسب شكله وحجمه، ومنها: المهلب، المرفس، المرقب، الجوهر، أبو شرم، أبو أسد، سيف الغدر!.
- اليزر: وهو عبارة عن قطعة من الحجر أو الحديد أو النحاس على شكل فأس صغير توضع أو تثبت في مقدمة عصا قوية.
- المدافع: ومن أسمائها: أم فتيلة، أم صلبخ، الرومي الهرموزي.
- النشاب: هي سهام تصنع من الحديد، والنحاس الأحمر، وعسق النخيل، وأعواد الأشجار.
- الكنانة: وهو الجراب الذي توضع فيه النبال، وتصنع من الخشب ويلف عليها بجلد الماعز.
- الدروع: وأفضل أنواعها: الداوودي، والصدرية العمانية.
- الخناجر: وأشهرها: الخنجر العماني، والخنجر الساحلي، والخنجر السعيدي.
- الرماح: مثل: الشلفا، الحربة، الموغل، المقصر، البيرق الأرضي، السمر.
- السكين: ومنها: البيشك، والمسحل، والضلع، والقراعة، والنزوانية.
- الكبش: وهي خشبة طويلة يحملها المقاتلون لكسر أبواب القلاع والحصون، ويطلق الاسم ذاته على المنجيق، وهي آلة حربية تستخدم لرمي الحجارة والنيران على العدو.
- الأنير الحربي (القنحة الحربية): أداة مربوطة أو مثبتة في حبل طويل، تُرمى أو تُقذف من الأسفل إلى أعلى الحصون والقلاع، لتكون وسيلة للصعود عليها واقتحامها.
- الأسلحة النارية: وهي أنواع كثيرة، منها: الرومي، أم صلبخ، الميزر، الكند، الفلسي، أم مسمار، أم خمس، أم مركب، المستحية.
الموضوع منقول من إحدى المواقع
كاتب الموضوع : حسام أبو جبارة