بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتى فى الله:
قال الحق تبارك وتعالى(( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ([5])
ذكر الله عز وجل حزب السعداء من الأنبياء ومن تبعهم من القائمين بحدود الله وأوامره المؤدين فرائض الله التاركين لزواجره.
وذكر أنه(( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ([6])
مفارقة عجيبة بين هذين الفريقين.
فريق يخر لله ساجداً باكياً، إذا ما تليت عليه آيات الرحمن عز وجل وفريق أضاع الصلاة ، وجرى وراء شيطانه وهواه فاتبع الشهوات وأضاع الصلوات.
قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فى هذه الآية {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ}أى أخروها عن وقتها.
و عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: سألت رسول الله عن قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } ([7]) قال: "هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها" وقد ضعف البيهقى والحاكم رفعه وصححا وقفه.
الله أكبر
هم الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها. فجزاؤهم {فسوف يلقون غياً}.
والغى : كما أخرح البخارى فى تاريخه عن عائشة رضى الله عنها قالت: غى. نهر فى جهنم.
وعن ابن مسعود فى قوله{فسوف يلقون غيا} قال: الغي: نهر أو واد فى جهنم من قيح. بعيد القعر، خبيث الطعم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات.
وهذا أيضاً هو قول ابن عباس وغيرهم من أصحاب رسول الله وأخرج ابن المنذر والبيهقى فى شعب الإيمان عن عطاء فى قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ([8])
قال: أى الصلاة المفروضة فمن شغله ماله وتجارته وأولاد عن الصلاة فى وقتها كان من الخاسرين.
لقوله تعالى بعدها وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
أيها المسلمون....
هذا جزاء من يصلى ولكنه يؤخر الصلاة عن أوقاتها بغير عذر.. فما ظنكم بمن ترك الصلاة .. ماظنكم بمن ضيع الصلاة من الرجال والنساء. فأعيرونى القلوب والأسماع، لنتعلم اليوم حكم تارك الصلاة.
هذا الحكم الذى تنخلع له القلوب . ولكن ...
هيهات .. هيهات فقد ماتت القلوب إلا من رحم علام الغيوب.
قال الإمام الشوكانى فى نيل الأوطار: " لا خلاف بين المسلمين فى كفر من ترك الصلاة منكراً لوجوبها" أي من ترك الصلاة جاحداً بها منكراً لها فقد كفر كفراً يخرج عن ملة الإسلام بإجماع المسلمين.
ثم قال الشوكانى رحمه الله: " وإن كان تركه للصلاة تكاسلاً مع اعتقاده بوجوبها كما هو حال كثير من الناس فقد اختلف العلماء فى ذلك فمنهم من قال إنه لا يكفر بل هو فاسق فإن تاب وإلا قتل حداً بالسيف (وهذا قول مالك والشافعى).
وذهب الآخرون من العلماء إلى أن تركها تكاسلاً أو تشاغلاً عنها من غير عذر شرعى فهو كافر أيضاً، وقد صرحت الأحاديث بكفره ووجوب قتله.
وسأكتفى بذكر حديث من الأحاديث التى حكمت بوجوب قتل تارك الصلاة.
حديث رواه البخارى ومسلم من حديث عبد الله بن عمر أن النبى قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ([9]) .
ووجه الاستدلال بهذا الحديث أنه أمر بقتالهم إلى أن يقيموا الصلاة وأن دماءهم وأموالهم إنما تحرم بعد الشهادتين، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة.
أما من قال بتكفير تارك الصلاة فهم كثرة.
قال الإمام ابن حزم رحمة الله: قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبى هريرة وابن مسعود وابن عباس وغيرهم من الصحابة "أن من ترك صلاة واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد" ثم قال ابن حزم ولا نعلم لهؤلاء الصحابة مخالفاً.
والأدلة على كفر تارك الصلاة من القرآن والسنة كثيرة .. ذكرها بالتفصيل الإمام أبن القيم رحمة الله فى كتابه القيم "كتاب الصلاة وحكم تاركها".
فمن أدلة القرآن:
الدليل الأول: قول الله جل وعلا فى سورة القلم: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ما لكم كيف تحكمون إلى قوله تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ([10])
ووجه الدلالة من هذه الآيات أنه سبحانه وتعالى أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين الذين هم على النقيض من المسلمين بنص الآية.
ذكر من حالهم يوم القيامة أن الله عز وجل حينما يكشف عن ساق يخر المسلمون الصادقون سجداً لله رب العالمين دليلاً صادقاً على إسلامهم وبرهاناً ساطعاً على إيمانهم بربهم جل وعلا.
ويأتى الكفار والمنافقون ليسجدوا مع المسلمين فيحال بينهم وبين السجود رغماً عن أنوفهم فتبقى ظهورهم قائمة كميامن البقر ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين.
فالمسلم هو الذى يسجد وغير المسلم هو الذى لا يستطيع أن يسجد ومنهم بنص الآية من ضيع الصلاة فى الدنيا كما قال سبحانة: وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ
الدليل الثانى: قول الله تعالى فى سورة المدثر:
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ([11])
ووجه الدلالة من الآيات.
أن الله تعالى جعل المجرمين ضد المسلمين. وتارك الصلاة بنص الآية من المجرمين السالكين فى سقر.
وسأكتفى بهذه الأدلة من القرآن الكريم لإختصار الوقت ومن أراد أن يرجع إليها بالتفصيل فليرجع إلى كتاب الصلاة لابن القيم رحمه الله.
أما الأدلة من السنة الصحيحة على كفر تارك الصلاة فهى كثيرة ووفيرة.
الحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه وأهل السنن وصححه الترمذى عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله :
"بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة". ([14])
وقال صلى الله عليه وسلم: (من ترك صلاة العصر حبط عمله)(رواه أحمد والبخاري والنسائي عن بريدة).
فإذا كان ترك صلاة واحدة يحبط العمل فكيف بمن ترك الصلوات كلها؟
الحديث الذى رواه الطبرى وقال حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم من حديث ثوبان مولى رسول الله قال سمعت رسول الله يقول:" بين العبد وبين الكفر والإيمان. الصلاة، فإذا تركها فقد أشرك"([16])رواه الطبرى وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم.
أن تركها بالكلية يحبط جميع الأعمال. وقبول جميع الأعمال موقوف على الصلاة.
فلا يقبل الله تعالى من تارك الصلاة صوماً ولا حجاً ولا صدقة ولا جهاداً ولا شيئاً من الأعمال. لأن العبد يسأل أول ما يسأل عن الصلاة.
كما فى الحديث الذى رواه أحمد فى مسنده أصحاب السنن ورواه الطبرانى بإسناد جيد من حديث أنس بن مالك قال رسول الله : "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت فقد صلح له سائر عمله. وإن فسدت فسد سائر عمله".([19])
ووجه الدلالة أن تارك الصلاة لو قبل منه شئ من أعمال البر والخير لم يكن من الخائبيين الخاسرين.
واكتفى بهذا القدر من الأحاديث المباركة التى وردت لتبين كفر تارك الصلاة.
وهذا كلام صاحب الشرع الذى لا ينطق عن الهوى.
ولا كلام لأحد أيا كان . بعد كلام رسول الله، فمن عدم الحياء أن تقول: هذا قول رسول الله، ويرد عليك ويقال: وهذا قول شيخنا الفلانى.
أعوذ بالله .. إن قلت قال الله قال رسوله .. همزوك همز المنكر المتغالى نعوذ بالله من الخذلان وأقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم.
* * *
خطبة أولى للشيخ محمد حسان..
أخوكم الجارح2003
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتى فى الله:
قال الحق تبارك وتعالى(( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ([5])
ذكر الله عز وجل حزب السعداء من الأنبياء ومن تبعهم من القائمين بحدود الله وأوامره المؤدين فرائض الله التاركين لزواجره.
وذكر أنه(( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ([6])
مفارقة عجيبة بين هذين الفريقين.
فريق يخر لله ساجداً باكياً، إذا ما تليت عليه آيات الرحمن عز وجل وفريق أضاع الصلاة ، وجرى وراء شيطانه وهواه فاتبع الشهوات وأضاع الصلوات.
قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فى هذه الآية {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ}أى أخروها عن وقتها.
و عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال: سألت رسول الله عن قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } ([7]) قال: "هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها" وقد ضعف البيهقى والحاكم رفعه وصححا وقفه.
الله أكبر
هم الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها. فجزاؤهم {فسوف يلقون غياً}.
والغى : كما أخرح البخارى فى تاريخه عن عائشة رضى الله عنها قالت: غى. نهر فى جهنم.
وعن ابن مسعود فى قوله{فسوف يلقون غيا} قال: الغي: نهر أو واد فى جهنم من قيح. بعيد القعر، خبيث الطعم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات.
وهذا أيضاً هو قول ابن عباس وغيرهم من أصحاب رسول الله وأخرج ابن المنذر والبيهقى فى شعب الإيمان عن عطاء فى قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ([8])
قال: أى الصلاة المفروضة فمن شغله ماله وتجارته وأولاد عن الصلاة فى وقتها كان من الخاسرين.
لقوله تعالى بعدها وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
أيها المسلمون....
هذا جزاء من يصلى ولكنه يؤخر الصلاة عن أوقاتها بغير عذر.. فما ظنكم بمن ترك الصلاة .. ماظنكم بمن ضيع الصلاة من الرجال والنساء. فأعيرونى القلوب والأسماع، لنتعلم اليوم حكم تارك الصلاة.
هذا الحكم الذى تنخلع له القلوب . ولكن ...
هيهات .. هيهات فقد ماتت القلوب إلا من رحم علام الغيوب.
قال الإمام الشوكانى فى نيل الأوطار: " لا خلاف بين المسلمين فى كفر من ترك الصلاة منكراً لوجوبها" أي من ترك الصلاة جاحداً بها منكراً لها فقد كفر كفراً يخرج عن ملة الإسلام بإجماع المسلمين.
ثم قال الشوكانى رحمه الله: " وإن كان تركه للصلاة تكاسلاً مع اعتقاده بوجوبها كما هو حال كثير من الناس فقد اختلف العلماء فى ذلك فمنهم من قال إنه لا يكفر بل هو فاسق فإن تاب وإلا قتل حداً بالسيف (وهذا قول مالك والشافعى).
وذهب الآخرون من العلماء إلى أن تركها تكاسلاً أو تشاغلاً عنها من غير عذر شرعى فهو كافر أيضاً، وقد صرحت الأحاديث بكفره ووجوب قتله.
وسأكتفى بذكر حديث من الأحاديث التى حكمت بوجوب قتل تارك الصلاة.
حديث رواه البخارى ومسلم من حديث عبد الله بن عمر أن النبى قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ([9]) .
ووجه الاستدلال بهذا الحديث أنه أمر بقتالهم إلى أن يقيموا الصلاة وأن دماءهم وأموالهم إنما تحرم بعد الشهادتين، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة.
أما من قال بتكفير تارك الصلاة فهم كثرة.
قال الإمام ابن حزم رحمة الله: قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبى هريرة وابن مسعود وابن عباس وغيرهم من الصحابة "أن من ترك صلاة واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد" ثم قال ابن حزم ولا نعلم لهؤلاء الصحابة مخالفاً.
والأدلة على كفر تارك الصلاة من القرآن والسنة كثيرة .. ذكرها بالتفصيل الإمام أبن القيم رحمة الله فى كتابه القيم "كتاب الصلاة وحكم تاركها".
فمن أدلة القرآن:
الدليل الأول: قول الله جل وعلا فى سورة القلم: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ما لكم كيف تحكمون إلى قوله تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ([10])
ووجه الدلالة من هذه الآيات أنه سبحانه وتعالى أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين الذين هم على النقيض من المسلمين بنص الآية.
ذكر من حالهم يوم القيامة أن الله عز وجل حينما يكشف عن ساق يخر المسلمون الصادقون سجداً لله رب العالمين دليلاً صادقاً على إسلامهم وبرهاناً ساطعاً على إيمانهم بربهم جل وعلا.
ويأتى الكفار والمنافقون ليسجدوا مع المسلمين فيحال بينهم وبين السجود رغماً عن أنوفهم فتبقى ظهورهم قائمة كميامن البقر ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين.
فالمسلم هو الذى يسجد وغير المسلم هو الذى لا يستطيع أن يسجد ومنهم بنص الآية من ضيع الصلاة فى الدنيا كما قال سبحانة: وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ
الدليل الثانى: قول الله تعالى فى سورة المدثر:
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ([11])
ووجه الدلالة من الآيات.
أن الله تعالى جعل المجرمين ضد المسلمين. وتارك الصلاة بنص الآية من المجرمين السالكين فى سقر.
وسأكتفى بهذه الأدلة من القرآن الكريم لإختصار الوقت ومن أراد أن يرجع إليها بالتفصيل فليرجع إلى كتاب الصلاة لابن القيم رحمه الله.
أما الأدلة من السنة الصحيحة على كفر تارك الصلاة فهى كثيرة ووفيرة.
الحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه وأهل السنن وصححه الترمذى عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله :
"بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة". ([14])
وقال صلى الله عليه وسلم: (من ترك صلاة العصر حبط عمله)(رواه أحمد والبخاري والنسائي عن بريدة).
فإذا كان ترك صلاة واحدة يحبط العمل فكيف بمن ترك الصلوات كلها؟
الحديث الذى رواه الطبرى وقال حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم من حديث ثوبان مولى رسول الله قال سمعت رسول الله يقول:" بين العبد وبين الكفر والإيمان. الصلاة، فإذا تركها فقد أشرك"([16])رواه الطبرى وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم.
أن تركها بالكلية يحبط جميع الأعمال. وقبول جميع الأعمال موقوف على الصلاة.
فلا يقبل الله تعالى من تارك الصلاة صوماً ولا حجاً ولا صدقة ولا جهاداً ولا شيئاً من الأعمال. لأن العبد يسأل أول ما يسأل عن الصلاة.
كما فى الحديث الذى رواه أحمد فى مسنده أصحاب السنن ورواه الطبرانى بإسناد جيد من حديث أنس بن مالك قال رسول الله : "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت فقد صلح له سائر عمله. وإن فسدت فسد سائر عمله".([19])
ووجه الدلالة أن تارك الصلاة لو قبل منه شئ من أعمال البر والخير لم يكن من الخائبيين الخاسرين.
واكتفى بهذا القدر من الأحاديث المباركة التى وردت لتبين كفر تارك الصلاة.
وهذا كلام صاحب الشرع الذى لا ينطق عن الهوى.
ولا كلام لأحد أيا كان . بعد كلام رسول الله، فمن عدم الحياء أن تقول: هذا قول رسول الله، ويرد عليك ويقال: وهذا قول شيخنا الفلانى.
أعوذ بالله .. إن قلت قال الله قال رسوله .. همزوك همز المنكر المتغالى نعوذ بالله من الخذلان وأقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم.
* * *
خطبة أولى للشيخ محمد حسان..
أخوكم الجارح2003