رد: وفاة 5 اشخاص في حادث فضيع
توفي خمسة مواطنين من قبيلة واحدة اثنان منهم شقيقان وعم وابن أخ وقريب آخر في حادث تدهور مروع وقع أمس الأول على طريق الغويفات مقابل المرفأ باتجاه رأس الخيمة.
وأكدت شرطة أبوظبي ان الحادث المروع وقع قرابة الساعة السابعة و55 دقيقة مساء أمس الأول عندما كان المواطنون عائدون من إجازتهم الصيفية من خارج الدولة، حيث قضوا إجازتهم في سوريا ثم عادوا إلى الدولة عبر منفذ الغويفات باتجاه أبوظبي حيث أدى انفجار أحد إطارات المركبة مع السرعة إلى تدهور المركبة مقابل مدينة المرفأ بالمنطقة الغربية بأبوظبي.
وأفادت الشرطة أن أعمار المتوفين تتراوح بين 23 سنة إلى 18 سنة حيث تبلغ أعمار ثلاثة منهم 23 سنة وواحد 20 سنة وآخر 18 سنة.
وأوضحت شرطة أبوظبي أنه فور وقوع الحادث تحركت دوريات المرور وسيارات الإسعاف حيث تبين وفاة ثلاثة من المواطنين على الفور فيما توفي الآخرون بعد نقلهم إلى مستشفى المرفأ متأثرين بإصابات بليغة. وأعرب العقيد حمد عديل الشامسي مدير مديرية المرور في شرطة أبوظبي عن أسفه لوقوع هذا الحادث المؤلم الذي ذهب ضحيته خمسة مواطنين من نفس العائلة بينهم شقيقان وعم وابن أخ وقريب آخر.
يذكر أن شرطة أبوظبي أطلقت منذ يونيو الماضي حملة لصلاحية إطارات المركبات وشددت على ضرورة الاهتمام بالإطارات وبشكل خاص خلال الإجازات الصيفية والسفر بالبر.
ولم تكن نظرات الشرطي القائم بتسجيل أسماء الضحايا الخمسة الجدد في حادث المرفأ، تسجل الأعداد الجامدة لضحايا الحادث المروري المأساوي، بل تستشف الواقع والأحلام التي تقف عند كل رقم للضحايا، فالأرقام تبقى أرقاماً جامدة تعطي مؤشرات لكنها لا تترك في النفس عبرة الحزن والأسى على والد الشاب محمد أحمد حمدان الشحي الذي كان يمني نفسه بتخرج ابنه فإذا به يفجع به وبأخيه الصغير عبدالله الذي رافق محمد في رحلته الصيفية الأخيرة إلى سوريا مع باقي الضحايا الخمسة، أو تدفعك للوقوف لحظة قبل أن تزيد سرعتك كي لا تشاهد عزيزاً يقف لأخذ العزاء في ولديه الاثنين كما فعل محمد سعيد الشحي والد علي وأحمد، وتبقى الأرقام ضعيفة أمام دموع والد الضحية الأخير مرزوق محمد القمزاري.
«اثنتان هي عدد خيمات العزاء التي نصبت في دولة الإمارات أمس برأس الخيمة والفجيرة، لأخذ العزاء في ضحايا حادث مروري واحد» هذا ما قاله محمد الشحي قريب أحد الضحايا الخمسة، مضيفاً أنه أيما كانت الأسباب سرعة زائدة عدم انتباه سوء أحوال الطريق، فالواقع أنه رغم مشيئة الخالق والأقدار فإن أعداد الحوادث المرورية في ازدياد رغم كل تحذيرات الشرطة والمرور والقوانين الرادعة والإجراءات الصارمة، التي وضعتها الدولة لوقف سرعة عداد الضحايا .
بداية النهاية
«18 إلى 23 هي أرقام عمر الضحايا الخمسة» رقم كتب في أوراق تقرير شرطة أبوظبي عن ضحايا الحادث، أما الأسماء فهي محمد أحمد حمدان الشحي23سنة، عبدالله حمدان حسن الشحي ـ 20 سنة، علي محمد سعيد الشحي 23 سنة، وأحمد محمد سعيد الشحي ـ 20 سنة، ومرزوق محمد القمزاري ـ 18 سنة، تبين الأسماء قرابة بعيدة وقريبة للضحايا الخمسة، لكنها لا تظهر الأحلام المنتهية ولا المشاريع المنجزة ولا السيرة الحقيقية لهؤلاء الشباب المقبلين على الحياة بنهم وسعادة وليس أدل من ذلك سفرهم الصيفي للشقيقة سوريا ذات الهواء العليل والأرض الخضراء والشعب الكريم.
«23 عاماً هو عمر محمد أحمد حمدان الشحي ابن المستشار أحمد حمدان في محكمة رأس الخيمة» هذا ما ذكره القريبون من محمد، الذين أكدوا أنه شاب طموح ينتظر تخرجه من الولايات المتحدة الأميركية ليبدأ بث حبه لوطنه بعمله المخلص الذي هيأ نفسه له خلال دراسته في الخارج، أما عمه عبدالله الذي وافته المنية معه فقد شاءت الأقدار أن تكون وفاته قريبة من مكان خدمته في شرطة أبوظبي التي يعمل فيها حالياً.
23 أيضاً هو عمر الشاب علي محمد سعيد الشحي أحد الضحايا الثلاثة من الفجيرة، يقول عمر الشحي قريب الضحايا أن فاجعتهم كبيرة في الشباب الخمسة خاصة الأخوين الشقيقين علي وأحمد اللذين كانا مرتبطين ببعضهما البعض بصورة أكبر من ارتباطهما بشقيقيهما الأكبر سناً والأصغر، أما مرزوق القمزاري فقد كانت الرحلة بالنسبة له خطة لبداية حياة عملية جديدة بعد نجاحه في الثانوية العامة استعداداً لدخول معترك الحياة الحقيقية عبر الدراسة أو العمل.
صفر هو رقم عداد السرعة الخاصة بحطام المركبة التي كانت ملاذ الضحايا الخمسة وقت الحادث، والصفر هو الرقم الذي يتمنى كل أفراد المجتمع ومؤسساته أن يبقى عداد ضحايا الحوادث المرورية في دولة الإمارات، بعد أن يقرأوا الأحلام والسير لهؤلاء الضحايا بدل الأرقام الجامدة، فيكون الالتزام والثقافة المرورية والإحساس بمسؤوليتهم هم الصغير قبل الكبير في الدولة.
الله يرحمهم